الشهيد القائد: قاطع المسلمون أَيَّـام رسول الله كلمة واحدة “راعنا” لأَنَّ استخدامها يمثل دعماً لليهود إذاً فأنت قاطع بضائعهم

جدوائيةُ وتأثيرُ المقاطعة الاقتصادية لأعداء الأمة
المسيرة| إكرام المحاقري:
إنهاكاً واستهدافاً للأسواق والإنتاج العربي، تقدمت اليدُ الأمريكية والغربية في التصنيع والإنتاج لتكونَ دولةً مصدَّرةً وما دونها مستورد، خَاصَّةً الدول العربية التي احتكمت للقرارات الأمريكية التي أودت بالدول العربية إلى قائمة المستورد العاجز، وكثيرة هي العبر والدروس التي تعلمتها الصين واليابان وغيرها من الدول التي عرفت مصير من يستورد قوت يومه من عدوه، فأمريكا مهما توشّحت لتبدوَ كالملائكة تبقى هي العدوة اللدود الأولى للشعوب في العالم، والعظة لتلك الحكومات والشعوب الذين حرّروا قوت يومهم من السيطرة الأمريكية إلى السيطرة الذاتية من زراعة وصناعة وإنتاج، وحتى على مستوى تطوير التكنولوجيا الحديثة وغيرها من احتياجات الإنتاج.
كم مرة تكلمنا عن موضوع المقاطعة؟ وأهميّة المقاطعة؟ وجدوائية المقاطعة؟! ولكن كُـلّ هذا الكلام يظل في إطار التنظير غالبًا، والتعاطف أحياناً.. وواقع الحال أن السلاحَ الذي يتم ضرب البلاد العربية والإسلامية هو سلاح ممول من قبل شركات دولية في شكلها، وصهيونية في مضمونها، وبشكل أدق من قبل الشعوب العربية والإسلامية التي تمثل سوقا استهلاكية لهذه المنتجات، أي نحن؟! فأين يذهبُ العائدُ الهائل لتلك المنتجات المستهلكة عربيا؟ وإلى ماذا تحولت تلك العوائد بالنسبة للشعوب العربية؟ إنه الموت المحتم، أسلحة فتاكة تغتال الشعوب المستضعفة، ومواد مسرطنة انهكت الأجسام وخلقت العاهات والأمراض المزمنة وجلها معضلة لا دواءَ لها!

مثالٌ لشركات منتجة أمريكية صهيونية:
شركة كوكا كولا (The Coca-Cola Company)‏ هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات للمشروبات، وتصنع وتبيع وتسوق المشروبات غير الكحولية ومركزات العصائر.
وتقدم شركة كوكا كولا حَـاليًّا أكثر من 500 علامة تجارية في أكثر من 200 دولة أَو إقليما، وزبائنها أكثر من 1.7 مليار شخص يوميا!
تحقّق هذه الشركة صافي ربح السنوي حسب إحصائيات العام 2018 مبلغ 6,430,000,000 دولار أمريكي، وكما يتوقع المحللون أنها وبضع شركات ستستطيع خلال سنوات تعيين الرؤساء والحكام في أكبر الدول بما تحقّقه من مكاسب تمكّنها من فرض سيطرتها على السياسات الدولية، وبما يتوافق مع مصالحها التجارية والاحتكارية!

المقاطعةُ في كلام الشهيد القائد:
تكلم السيد حسين الحوثي – رضوان الله عليه – بتفصيل دقيق عن هذا الموضوع في أكثر من مناسبة، وأكّـد في حديثه عن هذا الموضوع أهميّة أن يدرك الفرد كفرد في هذه الأُمَّــة أن الموضوع ليس من باب هل تستطيع أم لا تستطيع، بل من باب هل يجوز أَو لا يجوز، وحلال وحرام؛ وذلك أن هذا العمل قد يؤدي لدعم دول هي تعادي الأُمَّــة والدين ويمكنها من دفع تكاليف عدوانها علينا.
أما عن أهميّة المقاطعة في التحَرّك كأمة فقد أكّـد على ذلك لما للعمل الجماعي من تأثير أكبر، فمعظم التشريعات الإلهية تمت الدعوة إليها في القرآن الكريم للتحَرّك ضمن هذا الإطار العام، ودون أن يهمل المسؤولية الفردية لأن يتحَرّك الفرد ولولم يكن معه إلا نفسه..
وتحدث عن أهميّة رفع شعار البراءة من أعداء الله والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية في ذات الوقت قائلاً:
“رفع الشعار، والمقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرُها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد أشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقى لهم ونقتلهم فعلاً، أنا أعتقد هذا: أن أثره عليهم أشد من هذا، يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأية مقولة من مقولاتهم، على مدى سنتين لم يستطيعوا أن يقولوا: إرهابيين نهائياً، لم يستطيعوا أن يوقفوه بأية طريقة أبداً، ولا استطاعوا أن يلصقوا به شيئاً يعتبر ذريعة، وفي نفس الوقت يعرفون أنه يضربهم ضربات نفسية ومعنوية رهيبة”.
وقال أَيْـضاً: “قاطع المسلمون في أَيَّـام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كلمة؛ لأَنَّ استخدامها يمثل ماذا؟ دعماً لليهود، إذاً فأنت قاطع بضائعهم؛ لأَنَّ بضائعهم تشكل دعماً مادياً كَبيراً لهم وتفتح عليك مجال لأن تتقبل كُـلّ ما يريدون أن يوصلوه إلى بدنك إلى جسمك من سموم أَو من أشياءَ لتعقيمك حتى لا تعد تنجب أَو تورث عندك أمراضاً مستعصية أشياء كثيرة جِـدًّا مع تقدمهم العلمي يعتبرون خطيرين جِـدًّا، سيطرتهم على الشركات التي تعتبر متطورة في صناعات أشياء خطيرة من المواد السامة عناصر كثيرة تستخدم قد أصبحوا يستخدمون عناصر تؤثر نفسياً تقتل عندك الاهتمام تصبح إنساناً بارداً لا تهتم ولا تبالي”.
أما عن أهميّة المقاطعة فقد قال: “أنتم أمام جهة خطورتها هكذا {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ} (البقرة: من الآية 105) يأتي بالمشركين بعد الذين كفروا من أهل الكتاب فيما يتعلق بقلة خطورتهم فعلا ً{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (البقرة: 105)، ما يودون أبداً ليس عندهم ود أن ينـزل عليكم أي خير من جهة الله، وأعظم خير هو هذا الهدى فتتناول هذه العبارة أي خير أي خير من جانبهم هم أَو من أي طرف آخر”.
“إذا كانوا لا يودون أن ينـزل على الناس أي خير من جهة الله، فبالأولى من عندهم هم. هذه الآية هامة جِـدًّا جاءت بشكل قاطع وبشكل مطلق أمام النفسية اليهودية التي هي خطيرة جِـدًّا وهذه سُنة إلهية فيما يتعلق بهداه للناس، هداه يقدم بالشكل الذي الإنسان المتفهم الذي يعرف عمق الأشياء تشبع نفسيته وثوابت معروفة للعامة من الناس الذين ليس عنده مثلاً ذكاء ليس عنده فهم بالشكل المطلوب أقل ما يمكن أن يعرف أن أهل الكتاب لا يودون أي خير لنا، أليست هذه واحدة من الأشياء التي سيعرفها الواحد من الناس ولو لم يكن يقرأ ولا يكتب؟”.
“تجد أنه بحاجة إلى المال في حركته هذه، والمال مصدره من عندك كسوق استهلاكية، والنفط الذي أنت مهيمن عليه”.
“فلاحظ من باب التوازن هذا، ما العرب عندهم هذا السلاح سلاح النفط، وسلاح المقاطعة الاقتصادية؟ سيوقف أمريكا عن قراراتها هذه كلها؟ لم يتحَرّك الأمريكيون إلا بعد ما حاولوا في العرب يعملوا اتّفاقيات معهم أن النفط لا يستخدم كسلاح، أولاً يجمدوا سلاحنا هم! ولأن عندنا حكاماً من النوعية هذه، قابلين، مفرقين، الكثير منهم قد يكونون متواطئين مع الأمريكيين، لا يستخدم النفط كسلاح! الأمريكي هو يشهد بأن النفط مؤثر عليه لو تحاول تستخدمه كسلاح، أولاً يوقف سلاحك!”
“إذاً لاحظ بأنه هو كان ينظر إليك بأن عندك سلاح أرقى مما عنده، سلاح يوقف سلاحه نهائياً، يقعده، بل قد يؤدي إلى انهياره هو كدولة، ككيان”.

فرضيةٌ توضيحية:
للتأكيد على أهميّة الفكرة خطرت لي فكرة لتبسيط الأمر بشكل نستطيع معه أن نفهم وندرك أهميّة الموضوع، والبداية بأخذ فرضيات تساعدنا في استنباط النتائج المترتبة على عملية المقاطعة كفرد فشعب فأمة، وبأخذ منتج واحد في بلد واحد في مدة واحدة..
وكمثال لنا فلنفترض أننا بصدد أسرة تتكون من 5 أفراد، ولنفترض أن هذه الأسرة تستهلك 10 علب مشروب غازي في الأسبوع، وسعر العلبة الواحدة 200 ريال، فهذا يعني أن استهلاك الأسرة الأسبوعي سيكون 2000 ريال، وشهرياً 8000 ريال.
إذا كنا بصدد وضع الدراسة في بلدنا، وبافتراض أن تعداد البلد 30 مليون مواطن، ويتم تقسيمهم على أَسَاس أن كُـلّ أسرة 5 أفراد.. وهذا يعني أننا نتكلم عن 6 ملايين أسرة، وبالعودة للتكلفة الشهرية السابقة للمنتج الذي اخترناه فَـإنَّ إجمالي ما تنفقه هذه الأسر لشراء المنتج في الشهر الواحد هو مبلغ 48 مليار ريال، وسنوياً يصبح المبلغ الإجمالي 576 مليار ريال!
وبافتراض أن الربح الصافي هو 20% من القيمة، فَـإنَّ الشركة المنتجة ستحصل على ربح صافي قدره 115.20 مليار ريال في السنة..
طبعا نحن في هذا المثال حاولنا أن تكون الأرقام واقعية وأقل من واقعية لتقريب الفكرة، وكما ترون فَـإنَّ المثال يتكلم عن بلد واحد يبلغ تعداده 30 مليون نسمة فقط!
أما لو أننا وسعنا العينة لتشمل الأُمَّــة الإسلامية التي يناهز تعدادها المليار و700 مليون مسلم فنحن نتحدث عن ترليونات تذهب لحساب شركة واحدة فقط مقابل منتج واحد فقط، فكيف ستكون النتيجة لو كرّرنا العملية السابقة على كُـلّ المنتجات الأمريكية والإسرائيلية وهي كثيرة؟!!
يجب أن ندرك خطورة الموضوع واهميته، كما يجب أن نفهم أن الموضوع ليس متروكا للاجتهادات خَاصَّة ونحن نرى كُـلّ ما يجري من مؤامرات وحروب تستهدف الأُمَّــة، فكرامتنا ومعتقداتنا ومقدساتنا ومستقبلنا رهن بفهم خطورة هذا الأمر وتأثيراته.

الخلاصة:
الشركات الأمريكية والإسرائيلية تغزو أسواقنا، وهي داعم سياسي كبير ومهم لما يحدث من تغييرات سياسية في الدول المهيمنة على السياسات العالمية، وهذه الشركات تعمل على توسيع تشكيلاتها من البضائع والمنتجات لتشمل منتجات أكثر، وغالبًا تعمل على احتكار الأسواق الاستهلاكية ومحاربة المنتجات المحلية في دول عدة حول العالم، وتستخدم الحمائية لمنع منافسة البضائع التي تنتجها!
أخيرًا.. الحل الوحيد لمواجهة هذا الخطر يكمن في دعم المنتجات المحلية من قبل المجتمع، أَو على الأقل شراء المنتجات البديلة التي يتم إنتاجها في دول لا يوجد بيننا وبينها عداء عقائدي، ولحسن الحظ فَـإنَّ البدائل متاحة بوفرة..
كما يجب التركيز أَيْـضاً على توعية المجتمع بخطورة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية التي يتم إنتاجها في دول أُخرى ترتبط مع هذه الأنظمة بعلاقات العمالة لتحقيق ذات الأهداف.. فهل بات الأمر واضحًا الآن أم لا؟!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com