نائب وزير التربية والتعليم الدكتور همدان الشامي لـ “المسيرة”:

 

  • العدوان الأمريكي السعودي راهن على إغلاق المدارس وتدميرها من أول يوم ولولا صمود المعلِّـمين لَما نجحت العمليةُ التعليمية
  • المنهجُ القديم عنصريٌّ ويُقصِي بقيةَ المذاهب الأُخرى بعكس المنهج الجديد الذي يتحدث عن شخصيات عظيمة كالشهيد الصمّاد

 

المسيرة| حاوره| محمد ناصر حتروش

أشاد نائبُ وزير التربية والتعليم، الدكتورُ همدان الشامي، بصمودِ المعلِّـمين في الميدان للعام السادس على التوالي، مُشيراً إلى أن الوزارة توجّـه لهم رسالة شكر دائماً في كُـلّ لقاء وفي كُـلّ مناسبة.

وقال الشامي في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن العدوان الأمريكي السعودي راهن على إغلاق المدارس وتدميرِها منذ الأيّام الأولى ولولا صمود المعلِّـمين طيلة السنوات الماضية لَما نجحت العملية الدراسية، موضحًا أن العدوان قصف المدارس والطلاب وهم موجودون في فُصولهم وكان المعلِّـم يقوم بدور المسعِف ودور الأب.

وتطرق الشامي في الحوار إلى جُملةٍ من القضايا، ومنها فكرة دمج الكتاب المدرسي والرسوم المرتفعة في المدارس الأهلية والأنباء التي تتحدث عن وجود مدارس مجتمعية وغيرها.

إلى نص الحوار:

 

  • بدايةً نرحب بكم في صحيفة المسيرة.. تم تدشين العام قبل أَيَّـام في ظل استمرار العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا للعام السادس وفي ظل استمرار انتشار جائحة كورونا في العالم.. كيف تغلبتم على هذه المشاكل؟

في البداية أتوجَّـهُ بالتهنئة إلى قائدِ المسيرة القرآنية، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وإلى القيادة السياسية، ممثلة بفخامة الرئيس مهدي المشَّاط والأخ وزير التربية والتعليم السيد يحيى بدر الدين الحوثي وكافة الشعب اليمني بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

وفي الحقيقة إن بدءَ العام الدراسي الجديد رافقَهُ العديد من الدراسات والتجهيزات، وجميعكم يعلم أن العام الماضي كانت العملية التعليمية تمشي بنجاح إلى أن انتشار جائحة كورونا أَدَّى إلى اختزال العام الدراسي الثاني، والانتقال إلى مرحلة الامتحانات، وهذا أثّر نوعا ما على عملية بدء العام الدراسي، وَهذا العام أخذ منا الوقت طويلاً في الإعداد والتجهيز، حَيثُ بدأ العام الدراسي حسب التقويم في 17 أُكتوبر من عام2020م، ونعلم جميعاً أن العملية الدراسية ترتكز على ركيزتين أَسَاسيتين هما الركيزة الأولى المعلِّـم والركيزة الثانية الكتاب المدرسي، وبالتالي في ظل غياب المعلِّـم وغياب الكتاب المدرسي فإنَّنا نواجه صعوبةً كبيرة في ذلك، وكلنا يعلم بأن المعلِّـم ومنذ خمس سنوات صامد صمود الجبال في الميدان يقف بشموخ رغم أنه لا يجد قوت يومه ومع ذلك تجده حاضرا في ميدان التعليم الدراسي، وهذه رسالة شكر نوجهها دائماً في كُـلّ لقاء وفي كُـلّ مناسبة؛ لأَنَّه لولا جهود المعلِّـمين وصمودهم لخمسة أعوام لما نجحت العمليةُ الدراسية في وقت راهن العدوانُ على إغلاق المدارس وتدميرها.

وفي الواقع فإنَّه ومنذ بدء العدوان سنة 2015 فقد وُضعت المدارس ضمن الأهداف الرئيسة للعدوان، وقد بدأوا باستهداف البُنية التعليمية؛ بهَدفِ إرباك الوسط التربوي، سواء للمعلِّـم أَو للطالب ورغم ذلك شهدنا فتحاً للمدارس وكان العدوان عنيفاً جِـدًّا، حَيثُ شاهدنا العدوان يقصفُ المدارس والطلاب متواجدون فيها وَكان المعلِّـم يقوم بدور المسعف ودور الأب وبأمور كثيرة حدثت، وهنا أؤكّـد بأنه قد كان للمعلِّـم الدورُ الأكبر والأَسَاس في سير العملية التعليمة، وما زلنا نأمل أن يصمُدَ أكثرَ وأكثر؛ لأَنَّ صمود المعلِّـم في جبهة التربية لا يقل شأناً عن صمود في ميادين العزة والكرامة في جبهات القتل.

كما أننا نعلم بمشكلة انقطاع الراتب ونحاول إيجاد حلولٍ لها، وهناك بعض المقترحات بانتظار حلول لها، وهذه الحلول لن تتحقّق إلَّا إذَا استمرت العملية التعليمية.

ويمكن القول إنه خلال الأعوام الماضية كان هناك حلول من بعض المنظمات وكان لها أثرٌ إيجابي نوعاً ما ولكننا نطمح إلى تحقيق أثر أكبر ونطمح إلى تحسين وضع المعلِّـم بشكل عام بإذن الله، وكما ذكرنا هناك بعض المقترحات بانتظار الموافقة عليها.

 

  • ما الذي يميز هذا العام الدراسي عن بقية الأعوام الأُخرى؟

أهمُّ ما يميز هذا العام الدراسي أننا الدولة العربية الوحيدة التي بدأت العام الدراسي في حين دول العدوان مدارسها مغلقة، وهنا تكمن المفارقة، حَيثُ راهنوا على إغلاق مدارسنا وضرب بنيتنا التحتية والآن مدارسهم مغلقة وامتحاناتهم لم تتم، بينما نحن في اليمن أجرينا امتحانات ذات مستوى عالٍ، نافست كثيراً من دول العالم، امتحانات فريدة من نوعها وانتقلنا إلى بدء العام الدراسي، وَالحمد لله، فيما المرتزِقة لم يستطيعوا فتح المدارس.

نحن بعون الله بدأنا عامَنا الدراسي رغم شحة الإمْكَانيات ووجود الصعوبات وانعدام راتب المعلِّـم، وسنمضي لتعليم أبنائنا وإفشال ما يسعى العدوان لتحقيقه من تعطيل التعليم، والذي يهدفُ إلى تجهيل الشعب اليمني، والتجهيل معناه القتل.

 

  • هناك محاولة لدمج الكتب الدراسية في كتاب واحد.. ما أهميّة هذه الخطوة؟

الفكرةُ لا تتمثل في دمج المنهج في كتاب واحد وإنما الجميع يلاحظ أبناءنا يعانون من عبء وحمل الكتاب المدرسي طوال العام، يعني طفل في الخامسة من عمره يحمل ستة كتب وستة دفاتر، وَهذه معاناة شهدناها جميعنا، وفكرة الكتاب المدرسي هي فكرة الآن مطروحة للدراسة ليست لهذا العام وإنما للعام القادم الفكرة قُدمت للدراسة من حَيثُ المميزات والعيوب ومعالجة أي عيب، الفكرة تتمثل في أن يكون هناك كتابان كُـلّ شهرين مبدئياً، الكتاب الأول يمثل الجانب الأدبي من قرآن وإسلامية وغيرهما ما يقارب على سبيل المثال وحدتين من كُـلّ منهج، وكذلك بالنسبة الكتاب الآخر يختص بالجانب العلمي، وَهذه الميزة ستخفف العبءَ على الطالب وستوفر للدولة صعوبة طبع الكتاب المدرسي وسيكون سهلا بالنسبة لولي أمر الطالب بدلاً عن ما يشتري ولي أمر الطالب ستة كتب في النهاية، يأخذ كتاباً واحداً كُـلّ شهرين، وبالتالي تكون التكلفة أقل وستكون الكلفة في شراء القرطاسية أقل، العملية هذه تسعى إلى تحسين جودة التعليم وَتخفيف العبء على الطالب وسهولة حصول الطالب على الكتاب تخفف العبء على المدرسة في مسألة الكتب وضياعها، وهذه آلية طُبِّقت في إحدى الدول ولاقت نجاحاً كَبيراً، وَنحن نحاول تطبيقها عندنا في اليمن في سلسلة النجاحات التي تسعى الوزارة لتحقيقها.

 

  • ولكن البعض يقول بأن هذه الخطوة ستدمّـر التعليم.. كيف تردون على ذلك؟

من خلال دراستنا للرأي العام وجدنا أكثر من 95% من الناس متجهين مع هذه الفكرة، ولكن نترك الموضوع لأهل الاختصاص، فهناك مدرسون ودكاترة جامعيون مع هذه الفكرة أي واحد معه اقتراح يتفضّل بتقديمه ليتم دراسته وتجاوز المخاوف، ونحن مشكلتنا أننا نواجه أي متغير، فمثلاً الامتحانات في البداية واجهنا مشاكل كثيرة بخصوص الأتمتة وفي الأخير نجحت طريقة الأتمتة ووجدناها أكثر سهولة، وَطريقة دمج المنهج في كتاب واحد لا تضايق أحداً إلا أصحاب السوق السوداء وبعض المدارس الأهلية وأصحاب المطابع، بحيث أن هذه الطريقة ستسهم بشكل كبير في ضبط السوق السوداء.

هناك مافيا في التعليم يسعون إلى إفشال أي تطوير للمنهج الدراسي، وهناك مدارس أهلية لا زالت تدرِّس المنهج القديم ولا تدرس المنهج الجديد الذي تم تنقيته وتصفيته من كُـلّ الثقافات المغلوطة.

 

  • الذباب الإلكتروني ينشر بشكل مكثّـف حول التعليم ويدَّعي بأن المنهج الدراسي الجديد منهج عنصري ويدعو للطائفية.. كيف تردون على ذلك؟

المنهجُ العنصري هو المنهجُ المطروح سابقًا، وَالمنهج العنصري هو أن يتحدث حول مذهب معيَّن ويقصي بقية المذاهب الأُخرى كما حصل في الماضي، فعندما يتحدث عن المذهب السُّني ويقصي المذهب الشافي والزيدي هنا تكمن العنصرية، العنصرية هي حينما يكون أحد قيادات الإرهاب مؤلفاً لكتاب التوحيد، العنصرية تتواجد حينما تثقف أبناءَنا على ثقافة السحل والذبح والقتل، وهذا ما كان يحصل في الماضي.

أما بالنسبة للمنهج الجديد، فالحقيقَة أن قيادات الوزارة اجتمعت عام 2015م واتفقت على إزالة كُـلّ ما هو عنصري في المنهج وليس إضافة كُـلّ ما هو عنصري، الآن في منهجنا الجديد نتحدث عن مختلف الأطياف عن الضم والإرسال (السربلة) عن الزيدية والشافعية والسُّنية، وأضفنا في منهجنا شخصياتٍ عظيمةً ممن خدموا البلد كشخصية الشهيد الصماد.

في الماضي المنهج ذكر شخصيات وهمية لا وجود لها في التاريخ شخصيات ذكرت؛ مِن أجلِ خدمة مشروعهم ومصالحهم الشخصية، وللأسف هم يزوّرون الحاضر، مَثَلاً نحن في منهجنا أن في 26 مارس حدث عدوان عالمي على البلد لكن المرتزِقة سيكتبون عكسَ ذلك سيؤرخون أنهم دعوا الخارج؛ مِن أجلِ إنفاذ البلد!

هنا يكمن تزوير التاريخ، تزوير التاريخ يكمن حينما يأتي المحتلّ الخارجي لاحتلال بلدك وأنت تؤرخه بأنه أتى لإنقاذك، لنا خمسة أعوام وهناك أطفال وُجدوا على الدنيا في بداية العدوان والآن بدأوا المرحلةَ الأَسَاسية من التعليم؛ لذلك من المهم أن تعرّفهم بحقيقة الغزاة والمحتلّين للبلد وأن البلد يتعرض للدمار وأنه حصل عدوان عالمي؛ بسَببِ رفضنا الوصاية على البلد.

المرتزِقة يحرصون على تجميل أمريكا والسعودية وكأنهم الحامون للشعب اليمني، ابتعدوا عن القضايا المركَزية كقضية فلسطين، ما جعلَ الأمريكان يتطاولون ويصل بهم الحال إلى التطبيع العلني؛ لذلك يجب علينا أن نصحح المنهجَ الدراسي ونعيد الأُمَّــة الإسلامية لمسارها الصحيح من الثقافات الدخيلة علينا، كأن يصنف الغازي والمحتلّ للبلد أنه ثائر، اليمن البلد الوحيد الذي يوجد فيه نصبٌ تذكاري للمحتلّين للبلد كتركيا ومصر.

 

  • الكثير من المواطنين يشكون من ارتفاع الرسوم الدراسية وخَاصَّة في المدارس الأهلية.. ما الإجراءات التي تتخذونها في هذا الجانب وكيف يمكن حماية المواطن من الابتزاز؟

المدراس الأهلية مِلفٌّ شائك، والسببُ هو ضعفُ المدارس الحكومية؛ نظراً لانقطاع الرواتب وانعدام الكتاب، بالنسبة لارتفاع الرسوم الدراسية في المدارس الأهلية هو نتيجة الإقبال الكبير من المواطنين ونحن محدّدون الرسوم في التراخيص التي تمنح للمدارس الأهلية ولكن اندفاع المواطنين تجاه المدارس الأهلية جعلها ترفع الرسوم، ونحن في الوزارة بصدد اتِّخاذ إجراءات حازمة في المدارس الحكومية والأهلية، لدينا مدارس حكومية نموذجية ويتمنى غالبية أولياء الأمور أن يدخلوا أولادهم بتلك المدارس ولكنهم لا يستطيعون؛ بسَببِ ازدحام تلك المدارس، المدارس الأهلية للأسف النظام السابق أتاح المجالَ أمام جميع المستثمرين في مجال التعليم دون أية قيود مثلاً في أمانة العاصمة.

توجد أكثر من 700 مدرسة مقابل 300 مدرسة حكومية، فيما يخص المدارس الأهلية نحن منحناهم الترخيص وموضح فيه الرسوم، وأيةُ مدرسة تخالف الرسوم المحدّدة من الوزارة تعتبر مدرسة مخالفة وسيتم ضبطها من الوزارة، وفي الأيّام القادمة ستسمعون باتِّخاذ إجراءات صارمة في كثير من المدارس الأهلية قد يصل في بعض المدارس إلى سحب الترخيص والإغلاق وإعادة توزيع الطلاب على مدارسَ حكومية.

وَبالنسبة للمدارس الحكومية ندعو أولياء الأمور أن يهتموا بالمدارس الحكومية مثلما يهتمون بالمدارس الأهلية، بدلاً عن صرف المبالغ الباهظة للمدارس الأهلية عليه التعاون مع المدارس الحكومية بالشيء اليسير، وهنا ننوّه إلى أن عملياتِ الوزارة تتلقى الاتصالات والشكاوى من أولياء الأمور وأكثر تلك الشكاوى يكمن في رفضهم دفعَ ألف ريال للمدرس كمشاركة مجتمعية، صحيحٌ أن الدولةَ تكفلُ مستحقات المدرس ولكن الظروف صعبة جِـدًّا جراء العدوان والحصار.

 

  • برأيكم هل هناك خطوات لتحسين وضع المعلِّـم ومساندته؟

هناك حلولٌ حثيثةٌ على المستويين الحكومي والمنظمات والمساعدات الخارجية لكن أحياناً بعضها تأخذ وقتا طويلا، المنظمات حينما تريد أن تقدم مساعدة للمعلِّـم ترجع إلى حافظة الدوام والكثير من المعلِّـمين منقطع عن التعليم، وحينما يسمع بالمساعدات يعود للمدارس رغم غيابه عن أداء الواجب.

للأمانة هناك اهتمام كبير من قبَل رئيس المجلس السياسي الأعلى ويعطي المعلِّـمَ أولويةً كُبرى.

 

  • يدّعي البعض بأنكم غيرُ متفاهمين مع المنظمات الدولية التي تريد أن تتبنى رواتبَ المدرسين.. بما تردون عليهم؟

في موضوع حافز المعلِّـم لا توجد أية عرقلة من ناحيتنا، ولكننا نركز على سيادة دولة، وَنحن مستعدون أن تتبنى اليونيسف حافز المعلِّـمين ولكن دون أن تتحكم وتتصرف كدولة، وكجانب رسمي نتفق على إطار رسمي معيَّن على ضوئه يتم صرف الحافز، وأنا أتحدى كُـلّ من يدعي أن هناك منظمةً مستعدة أن تصرف حوافز للمعلِّـمين أدعوه إلى أن يكون هناك مؤتمر إعلامي تحضُر فيه مختلفُ وسائل الإعلام ونناقش الرواتب بشكل علني يُبَثُّ حول العالم ونرى من المعرقل الحقيقي.

منظمة اليونيسف تتعاملُ مباشرة مع حكومة المرتزِقة والمرتزِقة يعرقلون حوافز المعلِّـمين في عددٍ من المحافظات والمديريات، والمرتزِقة يرفعون لليونيسف أن حوافز المعلِّـمين في الكريمي ويطلبون من المعلِّـمين النزول للمناطق التي يديرها المرتزِقة مَثَلاً كبعض مديريات مأرب التي تم تحريرُها يطلبون من المدرسين المتواجدين بتلك المدارس النزولَ إلى مدينة مأرب؛ مِن أجلِ تعذيبهم.

هناك تعامُلٌ غير لائق يمارسه المرتزِقة بالتعاون مع اليونيسف، ونحن نسعى إلى إيجاد حلول بديلة للمعلِّـم، وكذلك لدينا خطوات مستقبلية لتحسين التعليم، بحيث أن الطالب لا ينتقل إلى المرحلة الإعدادية إلَّا وهو على معرفة كاملة بما درسه في المرحلة الأَسَاسية، وكذلك بالنسبة للمرحلة الثانوية.

وهناك خطوات لتكثيف المنهج في المرحلة الثانوية بما يخدم الطالب ويعرّفه بتخصصه القادم في الجامعة.

 

  • وماذا عن صندوق المعلِّـمين الذي أعلنتم عنه في العام الماضي؟

بالنسبة لصندوق المعلِّـمين تم تحديد المكان، والآن هو شبه مبتدئ.

الصندوق سيأخذ وقتاً إلى أن يمتلئ بالإيرادات، وحينما يمتلئ بالإيرادات إلى الوقت الذي سيكفي ستُصرف رواتب المعلِّـمين، والهدفُ الرئيسُ من الصندوق هو المعلِّـم، ويمكن القول إن إيراداتِ الصندوق نسبةٌ محدّدة من مختلف إيرادات البلد المتاحة والممكنة.

 

  • وماذا بشأن المدارس المجتمعية التي يتم تداوُلُ الحديث عنها وخَاصَّة من طرف المرتزِقة.. لماذا هذه المدارس؟

المرتزِقةُ يأخذون أية فكرة ويوظِّفونها بما يخدُمُ مصالحهم الشخصية ويضُرُّ بمصالحنا ومصالح أولادنا، كُـلّ المدارس الصباحية هي مدارسُ مجتمعية، ولي الأمر أحياناً يدفع مبلغا ماليا بسيطا من شأن أن تستمر الدراسة، وهذا حاصل في جميع المدارس، في مجلس آباء وهو من يحدّد كيفية دعم ومساندة المدارس وهذا ينص عليه القانون اليمني ولا يوجد أية خطوات وزارية لخصخصة التعليم.

 

  • ما الصعوبات أَو التحديات التي تواجهكم مع تدشين العام الدراسي الجديد؟

كما أشرنا أكبرُ صعوبة واجهتنا هي انقطاعُ رواتب المعلِّـمين وعدمُ توفر الكتاب المدرسي بالشكل الكبير، ولكن بالتفاعل المجتمعي والحلول البديلة التي تسعى الحكومة لتوفيره سنتجاوز الصعوبات.

 

  • يشكو الكثيرُ من المعلِّـمين والإداريين من عدم صرف رواتبهم منذ عدة سنوات مع أنهم يتواجدون في الميدان التعليمي.. كيف أثّر عدم صرف الراتب على العملية التعليمية، وهل هناك جهود لحل هذه المشكلة؟

التأثيرُ كان بشكل كبير جِـدًّا، هناك من صمد رغم الصعوبات المعيشية ومنهم من غادر ميدان التعليم وترك فجوةً كبيرة، ولكن وعي الشعب اليمني بأهميّة التعليم واستشعاره للمسؤولية جعلته يصمد في ميدان التعليم ويواصل إنجاح العملية التعليمية.

 

  • ما هي الإجراءات التي تتخذها الوزارة أمام المتنصلين عن أداء واجبهم؟

هناك لجانُ حصر لكشوف المدرسين، وجدنا أكثر من 12 ألف معلِّـم منقطع عن التعليم؛ ولكي لا نظلم أحداً سنعمل على مراجعة الكشوف مرة أُخرى وثم توجيه مكاتب التربية باتِّخاذ خطوات وإجراءات مناسبة أمام كافة المنقطعين.

 

  • كيف وجدتم طريقة الامتحانات الجديدة للشهادتين الأَسَاسية والثانوية وهل ستستمرون في ذلك؟

الامتحاناتُ الجديدة تركت أثراً جيِّدًا ورائعاً من حَيثُ القضاء على الغش، قضينا على نسبة كبيرة من الغش، ونعلم أن منذ بدء العملية التعليمية في اليمن والغش ثقافةٌ عند الناس، من كان يعمل في التربية وابنه في المركز الامتحاني يساهم في إيصال الغش إليه ووجدنا حالاتٍ كثيرةً وهذا فيما مضى طبعاً.

هذه المرة الامتحانات بحكم تعدد النماذج، وأن رقم الامتحان مع ورق الإجَابَة تصلُ باسم الطالب وَصورته ورقم جلوسه حَــدَّ كَثيراً من الغش، وكذلك دقة في النتائج وسرعة في الإنجاز.

زمان كنا نمتحن الطلاب في شهر 6 وتطلع النتيجة في شهر 11، وطبعاً هذه الفكرة في أقل من شهرين؛ كون التجربة أول سنة لها واحتاجت إلى الكثير من المعالجات والتأكّـد، خُصُوصاً أن الطلاب لم يكن عندهم الثقافة العالية؛ ولكن من الأعوام القادمة ستخلص النتيجة في فترة وجيزة جِـدًّا.

بعد إعلان نتيجة الثانوية نحن بصدد تحديد موعد نسمح للطلاب المقبولين بمادة أَو مادتين بإعادة هذه المادة ويحصل على الشهادة، هذه نقطة، وَأَيْـضاً نحن نحاول إعدادَ مركَز دائم لامتحانات عبر الحاسب الآلي، مركَز دائم للامتحانات نحن بصدد تجهيزه، بحيث الطالب الذي عليه أكثر من مادة أَو مادتين وسار يذاكر ويريد تقديمَ امتحان ويكون آلياً عبر الكمبيوتر لثالث ثانوي فقط.

 

  • وماذا عن بعض المتظلمين من طلاب التاسع والثالث ثانوي؟

نحن نظام أتمتة، وأطلقنا خدمةً من اليوم أنه اتصال على رقم معيَّن وإرسال رسالة ويحدّد المادة التي يريد أن يتظلمَ فيها وافتح الرابط وتنزل ورقة إجابتك وتراجع ورقتك في البيت ويشوف الذي يريده.

وأي طالب يرى أنه مظلوم يعمل هكذا وَسيرى.

 

  • كيف تنظرون إلى دور المتطوعين في جانب التدريس.. هل ساهم في حَـلّ المشكلة أم فاقمها وكيف يمكن تعويض هؤلاء؟

المتطوعون لعبوا دوراً كَبيراً في إنجاح العملية التعليمية في الفترة الماضية.. لكن في بعض المناطق الإشكالية أن البعض جاؤوا بهم على أَسَاس الحصول على وظيفة، ولكنهم لم يعملوا بالشكل المطلوب، وبعضهم لم يكن مؤهلا بالشكل المطلوب، لكن نسبة كبيرة منهم اشتغلوا بضمير وعملوا؛ مِن أجلِ مصلحة البلد قبل أن يفكروا بأية مصلحة شخصية، والشكر الجزيل لهم إلى جانب الإخوة المعلِّـمين كان لهم دور في الأعوام الماضية وما زلنا نعول عليهم في الفترة القادمة.

 

  • كيف يتم تعويضهم؟

من كان مؤهلاً أَو متخصصاً ولديه الإمْكَانات اللازمة في حال أن تمت أية عملية إحلال أَو توظيف جديدة ستكون الأولوية لمن خدم ولديه الإمْكَانات الكافية.

 

  • ما هي أبرز خسائر القطاع التعليمي جراء العدوان والحصار؟

عندما نتحدث عن الخسائر جراء العدوان لعلكم شاهدتم كتاب خمسة أعوام من العدوان، قدمته الوزارة ووضّحت فيه كُـلّ الأضرار، هناك أكثر من (3500) منشأة تعليمية وأكثر من مليون ونصف مليون طالب وطالبة خرجوا من المدرسة، وَتوقف رواتب المعلِّـمين، هناك أضرار كثيرة لا يمكن حصرها في لقاء، ولكننا عرضناها في كتاب ملم بمختلف الأضرار الذي تعرض له الجانب التعليمي منذ بدء العدوان.

 

  • كيف أثّر العدوان على نفسية الطلاب وإقبالهم على التعليم في ظل الحديث عن وجود آلاف الطلاب لا يرغبون بالذهاب إلى المدرسة؛ بسَببِ الحالات النفسية؟

في الوضع الطبيعي تجده أثّر بشكل كبير، لكن نجد في اليمن أن أبناءَنا نتيجةَ الوعي والإيمان الراسخ والثقة بالله والعناية الإلهية استطاع غالبيةُ الطلاب التغلب على حالتهم النفسية والرجوع إلى المدارس، ونحن الآن نشهد ازدحاماً كبيراً في مختلف المدارس.

 

  • ما هي خططكم المستقبلية لتطوير العملية التعليمية في اليمن؟

هناك طريقةُ الأتمتة، وَأَيْـضاً ضبط التعليم الأهلي، بالإضافة إلى تحسين التوجيه وتفعيله، بالإضافة إلى الكتاب الشهري، وهناك مواضيع وخطط كثيرة يتم دراستها؛ مِن أجلِ تحسين التعليم في المستقبل.

 

  • رسائلُ تودون توجيهَها في هذا الحوار؟

رسالتُنا أولاً وأخيرًا للمعلِّـم، رسالةُ شكر وتقدير للمعلِّـم الصامد في ميدان التعليم والذي لا يقل شأناً عن صمود الأبطال في ميدان الدفاع المقدَّس، ونحثهم على الاستمرار في الصمود، المعلِّـم هو الأَسَاس الذي يدين له كُـلُّ شخص في الدولة من أكبر شخص إلى أصغر شخص، نحن نعول بشكل رئيسي عليهم في استمرار العملية التعليمية، ونعدهم أن نبذُلَ جهودَنا الكبيرة في تحسين وضعهم المعيشي وبما يحفظ عزتَهم وكرامتَهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com