قضية الأغبري.. قُتل الخرّاصون

 

د. مهيوب الحُسام

في قضيةٍ جنائيةٍ لا يتجاوزُ عمرُها شهراً ونصف الشهر، اشتغل عليها الخرّاصون من العدوان ومرتزِقته تضليلاً وإرجافاً وإثارةً للفوضى، عَــــلَّ ذلك يُخفّفُ عليهم وطأةَ هزائمهم الميدانية دون جدوى، فبعد إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على الجناة المتهمين بجريمة تعذيب وقتل عبدالله الأغبري نهاية شهر أغسطُس والتحقيق معهم وإحالتهم للقضاء، وبعد أقل من شهر يصدر القضاء اليمني في محكمة استئناف شرق أمانة العاصمة حكما بالقصاص العادل بحق أُولئك الجناة.

وهنا بُهت الخراصون وانقسموا على أنفسهم بين معترف بعدالة حكومة صنعاء وشاكر لها ولقضائها، وبين من أخذته العزة بالإثم وما زال يهذي راكضاً خلف سراب وهمه، عله يجد فيه شفاء لداء عضال حَـلَّ به، وهو داءُ العمالة للعدوان والخيانة لله ورسوله والمؤمنين ولوطنه وشعبه، ولن يجنيَ سوى الحسرات التي لا تنتهي إلا بهزيمة العزوان ومرتزِقته الهزيمة النهائية الناجزة.

ليست القضية الأولى ولا الألف التي تقوم فيها الأجهزة الأمنية والقضاء في حكومة الإنقاذ خلال فترة العدوان بواجبهما الوطني الديني والقيمي والأخلاقي، بضبط الأمن وإنفاذ القصاص العادل بحق المخلين بالأمن والاستقرار وبحق المجرمين، ولن تكون الأخيرة ولكنها القضية الأسرع إنجازا في تاريخ القضاء اليمني.

حيث أصدرت محكمة استئناف شرق أمانة العاصمة صنعاء، يوم السبت، 17 أكتوبر 2020م حكما بالقصاص بحق الجناة الخمسة الذين قاموا بتعذيب وقتل الشهيد عبدالله الأغبري، وقد قضى الحكمُ بإعدام الجناة رمياً بالرصاص حتى الموت وفي ساحة عامة بحق الخمسة المتهمين بالجريمة وهم:-

1- عبدالله حسين ناصر السباعي.

2- وليد سعيد صغير العامري.

3- محمد عبدالواحد محمد الحميدي.

4- دليل شوعي محمد الجربة.

5- منيف قائد عبدالله مغلس.

والسجن لمدة عامين للمتهم السادس عبدالله إسماعيل القدسي، وقضت المحكمة بإقفال باب التقاضي وإلزام الجناة بدفع مخاسير القضية.

وهنا أثبتت عاصمةُ الجمهورية اليمنية صنعاء ثورة الـ21 من سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال والحق والعدل والإنصاف والعزة والكرامة ونصرة المستضعفين بأنها جديرة بالنصر على كافة الصعد دوما وفي أصعب الظروف، ويثبت الشعب اليمني العظيم المؤمن المجاهد المواجه للعدوان وبوجود قيادة مؤمنة واعية مدركة بأنه قادر على اجتراح المعجزات، وأنه شعب قائد في أمته ومدرسة للشعوب الحرة.

إن صنعاء التي استطاعت الصمودَ في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي الأصيل بأدواته الأعرابية السعوإماراتية وتحالفهم ومرتزقتهم، وأعدت ما استطاعت وبعون الله ومن نقطة الصفر، ورغم القصف والدمار والحصار والتجويع استطاعت خلال ست سنوات ومن نقطة الصفر بناء قوتها وبإيمان بالله وثقة بنصره، وبإيمان بقضية شعبها العادلة وبقيادة مؤمنة واعية مدركة مجاهدة استثنائية في هذا الزمن الاستثنائي استطاعت الصمود والثبات، وتحولت من الدفاع إلى الرد إلى الردع ثم الهجوم وتحقيق الانتصارات الأُسطورية وشبه الإعجازية في كُـلّ ميادين المواجهة، استطاعت كذلك مواجهة العدوان بالحرب الناعمة التي يقوم بها من خلال إمبراطوريات الإعلام التي يمتلكها، ونشر الأكاذيب والأضاليل والشائعات وهزيمتها.

إنه وخلال ست سنوات من العدوان الإجرامي الظالم على الشعب اليمني العظيم، ورغم كُـلّ ما يمتلكه العدوان من مال ونفط وأحدث الأسلحة والجيوش، وإمام إرادَة الشعب اليمني، فإن الشعب اليمني بتوكله على الله وإيمانه به وثقته بنصره يتجه نحو النصر النهائي الناجز الموعود بنفس السرعة التي يتجه فيها العدوانُ نحو هزيمته النهائية الناجزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com