أسرانا يستنشقون أنسامَ الحريةص

 

زينب إبراهيم الديلمي

بفضل الله وببركة مولد الهُدى وبفضل جهود قيادة مسيرتنا المُباركة، تُخالِجُنا مشاعرُ الفرحة في عودةِ أَسْـــرَانا وخلاصِهم من أغلال الأوجاع وآهات المُعاناة، حيثُ نُشاطر هذا السرورَ أهالي الأَسْرَى في إحياء هذا الطقس المُفعم بإشراقةِ شمسِ العناق للحريّة، واستنشاق أنسامها منذ أن كانوا يتجرعون أصناف العذابات التي شاقوها من وحوشٍ تجسّدت آدميّة البشر على حين غِرة.

إن جئنا إلى وضعِ صيغةٍ لمُصطلح الصّبر الجميل، فسنحتاجُ إلى التدقيق في حكاية الأَسْرَى، الحكاية والرواية التي اختزلت كُـلَّ المعاني الكامنة في التجلُّد على سياطات السّجانين الذين لا ذمّة لهم ولا دين، يحفظون حقوق الأَسْرَى الإنساني والديني، ومُعاناتهم تبوحُ أنّ مهما تضاعفت أشكالُ القُبح والويلات فإنَّ عوامل الألطاف الإلهية تشملهم في كُـلّ حين، وتوافيهم بألطافٍ ربّانية مُضاعفة حتى تهيئ لهم أسبابَ الطمأنينة والسَّكينة في أنّ المشاق والعناء لن تطول أمدها.

هذا الصّبر الجميل والانتظار الطّويل أديا إلى ولادة نصرٍ جديدٍ وعيدٍ مجيدٍ وشُعلة مُتقدة تُضيء من سؤدد أَسْـــرَانا وثباتهم، حيثُ هذا السؤدد يُشيّد حصناً منيعاً يختزل من حكايتهم أدبيّات الكفاح التي تُتلى على مسامعِ الملأ عناوين المجد التي تسنّمت ذروةَ العزة والشرف، ولَــهُوَ فخرٌ عظيم أنّ يعودَ أرجوزة التضحيّة وهم على أهبّة من الاستقبال الذي يليقُ بعظمتهم ومقامهم، رُغم أن هذا هو الجزيل القليل بحقِّهم..

تلك هي لحظات الاستقبال التي اجتاحت مشاعرَنا ووقفنا عقبة أمامها، تتلاطم أمواجُ العجز فينا عن وصف هذا الزخم الكبير التي ذرفنا بها دموع الشكر لله تعالى على إتمام نعمة الصّبر الفائض بالنّصر والشموخ المُمجدين، فالحمدُ لله ألفاً ودهراً ودائماً وأبداً، إذ جبر آلافَ القلوب الملهوفة التي احتسبت وصبرت وأيقنت أنّ بعد العُسر يُسراً، وأن الفرج الموعود آن لا محالة، والحمدُ لله الذي أعاد أَسْـــرَانا شامخين مرفوعي الرأس والكيان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com