قاداتنا يستقبلون عظماءَنا.. وشعبُنا اليمني يعيش أوّلَ لحظات الانتصار

 

منصور البكالي

إنه يومٌ فارقٌ في تاريخ شعبنا اليمني، سجل فيه الاستقبال الرسمي والشعبي نقطة تحول جديدة أغاضت الأعداء، بقدر ما رفعت من ثقة الشعب بنصر الله وإخلاص القيادة السياسية والعسكرية التي خطّطت وأشرفت على تنفيذ خطوات ميدانية أجبرت قوى العدوان ومرتزِقتهم، والأمم المتحدة ومبعوثها ومن يتحكم في سياساتها، على القبول بتنفيذِ جزءٍ من اتّفاق الأَسْرَى المعرقل منذ مفاوضات السلام في عاصمة السويد قبل عامين.

ومن حضر هذا الاستقبالَ العظيمَ أَو شاهده وتابعه عبر وسائل الإعلام والسوشل ميديا، أيقن في قراراتِ نفسه أن شعبَنا اليمنيَّ اليوم بات يعيش أول لحظةٍ من لحظات الانتصار، وأن قوى العدوان والاحتلال وأدواتهم، يتجرعون في ذات اللحظة مرارة الانهزام والخزي والتكشف، وبدأوا يسلكون الخطوات الأولى نحو طريق التقهقر والاستفادة من الحلول السياسية، مع بدء التسليم لنتائج المعادلات والتحولات العسكرية والسياسية ذات البعد الاستراتيجي.

كما بات المتابعُ لمجريات الأحداث وحجم التحولات، يدرك أن قوى العدوان ومرتزِقتهم، في أَمَسِّ الحاجةِ اليوم لتوقف الحرب قبل أن يفقدوا ما بقي لهم من المناطق والمحافظات الواقعة تحت احتلالهم وسيطرتهم، خَاصَّة بعد خسارتهم في محافظات الجوف ومأرب والبيضاء والحديدة.

إضافةً إلى زيادة حجم الصراعات والتباينات بين صفوف مرتزِقة العدوان المشتتين في تبعيتهم لأطراف ولاعبين يقودون العدوانَ على شعبنا اليمني منذ قرابة 6 أعوام، وِفْــقاً لمكاسبهم وتحقيقهم لمصالحَ وأطماع استعمارية على حساب سيادتنا الوطنية وحريتنا وكرامتنا، ودماء أطفالنا ونسائنا، مع التضحية بالأدوات المرتهنة، إن استمر الحالُ كما هم عليه.

وما حدث الأمس ليس أمراً طبيعيًّا، بل حدث ومعجزة إنسانية هزّت وجدانَ الشارع العام على مستوى اليمن، وبات حدثاً بارزاً تتداوله أبرز وسائل الإعلام المعارضة والمعادية، وكذا المحايدة، والمهنية، قبل القنوات والوسائل الوطنية، ويستحق الدراسةَ والتحليلَ والتمعن، ولا يوجد فيها أي فضل للأطراف الخارجية، بل الفضل فيما نحن فيه وما وصلنا إليه يعود لله وللقيادة وللمجاهدين المخلصين من الجيش واللجان الشعبيّة، وللأدوار البارزة للقبائل اليمنية المستمرة في تسيير قوافل الدعم بالرجال والمال إلى جبهات العز والشرف.

ومن جهةٍ أُخرى، كان للحضور واستقبال قيادات حكومة الإنقاذ الوطني لعظمائنا الأَسْرَى، رسالة بالستية تسبّبت في إرباك الغزاة ومرتزِقتهم، وتوحيد وترميم الجبهة الداخلية في مختلف المحافظات والمناطق الحرة، وعامل آخر من عواملِ استمرارِ الصمود والثبات والعزة التي نحن عليها.

وما نودُّ الإشارةَ إليه اليوم، ونتمنّى أن يفهمها مرتزِقةُ العدوان في الداخل، هو أن خططَنا العسكرية القادمة التي دشّـنها اجتماع قيادة المنطقتين العسكريتين الرابعة والسادسة نهاية الأسبوع الفائت، كفيلةٌ بإرغامكم وإرغام أسيادكم المحتلّين على محاولة البحث عن السلم السياسي برعاية الأمم المتحدة مرّةً أُخرى؛ لإنزالهم من فوق الشجرة العالقين فيها منذ ما يربو عن 5 أعوام من العدوان والحصار، وسيكون بقيةُ الأَسْرَى على موعد حتمي وحقيقي مع الحرية والخروج من الظلمات إلى النور، وستكون الفرحةُ الشعبيّة أكبرَ وأوسعَ، وكذا سبب آخر من أسباب تعزيز الصمود في مواجهة العدوان، وحفظ وصون لحمة الجبهة الداخلية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com