إنقاذ ثورة ١٤ أكتوبر

 

محمد صالح حاتم

تَحَلُّ علينا الذكرى الـ 57 لثورةِ الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، التي انطلقت شرارتُها من على جبال ردفان الشامخة وجزء من تراب الوطن محتلّ من قبل أذناب وأذيال بريطانيا.

الواقع المرير الذي تعيشه المحافظاتُ الجنوبيةُ وما يتعرض له أبناؤها من ظلم وجور واعتقالات وتعذيب واغتصابات، وَكأننا لا زلنا نعيشُ في بدايات القرن التاسع عشر، عندما قامت القواتُ البريطانيةُ أَو ما كان يسمى بشركة الهند الشرقية، باحتلال عدن وبقية المحافظات الجنوبية بدعوى الاعتداء على السفينة دياردولت، وبعدها بقت بريطانيا محتلّةً لعدن وبقية المحافظات الجنوبية ١٢٩ عاماً، وإن كانت بعضُ المحافظات لا يتواجد فيها قوات بريطانية وإنما عملاء ينتسبون إلى اليمن ينفّذون أوامرَ الحاكم البريطاني في عدن.

وهذا هو نفس ما يحصل الآن في المحافظات الجنوبية المحتلّة منذ خمس سنوات من قبل أذناب وأدوات بريطانيا مملكة بني سعود وعيال زايد، الذين يمارسون نفسَ الأساليب بحقِّ أبناء المحافظات الجنوبية، ويحتلونها تحت عنوان إعادة الشرعية.

فالاحتلالُ السعوديُّ والإماراتيُّ يستبيح كُـلَّ شيء، ينتهك الحقوق والحريات، يحتل الجزر ويقيم فيها قواعدَ عسكرية أمريكية وصهيونية، يذكي الصراعات بين أبناء هذه المحافظات، مليشيات هادي ومليشيات الانتقالي، قتل وإجرام، تدمير ونهب للثروات في بلحاف والمهرة، في شبوة وحضرموت في سقطرى وعدن، في أبين ولحج والضالع.

وإذا كنا نحتفلُ بذكرى ثورة ١٤ أكتوبر التي طردت المحتلَّ البريطانيَّ من جنوب الوطن تحت رصاص البنادق وهزير المدافع، وشجاعة الثوار الأبطال من الجنوب والشمال، فأين دماؤهم الطاهرة؟! وأين تضحياتهم العظيمة فيما تتعرض له هذه المحافظات من احتلال جديد؟!

فما تتعرّض له المحافظاتُ الجنوبيةُ من احتلال يعتبر طعنةً غادرةً لثورة 14 أكتوبر الخالدة، ويعتبر خيانةً لدماء الثوار، ووصمةَ عار في جبين من فرّط في أهداف هذه الثورة، التي ناضَلَ؛ مِن أجلِ تحقيقها الآباءُ والأجداد.

فعلى كُـلِّ يمني حر وغيور على وطنه، وخَاصَّةً أبناء المحافظات الجنوبية المحتلّة، أن يثوروا ويحملوا أسلحتهم ضد المحتلّ السعودي والإماراتي، ومعهم كُـلُّ أبناء اليمن وفي مقدمتهم أبطال الجيش والجان الشعبيّة، وأن نعيدَ الاعتبارَ لثورة 14 أكتوبر، وأن ننقذها من الموت قبل فوات الأوان ما دام جرحُها يندمل ودمها لم ينزف بعد.

وعاشَ اليمنُ حرًّا أبيًّا، والخزي والعارُ للخونةِ والعملاءِ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com