المرتزِقة.. حوارٌ كاذب لمنع تحرير مأرب

 

محمد الضلعي

تعودنا أن تدور الأحداثُ في الوطن الغالي على عدة سيناريوهات في المرحلة الواحدة، حيث يعمد المرتزِقة والمتحالفون من ورائهم لرسمِ طرق المراوغة والتعذر بمحاولة الخروج بالوطن إلى بر الأمان، عندما تضيق بهم الدائرة وتنكشف خداعهم وتقل حيلهم وتقترب الهزيمةُ منهم.

غير أنَّ اللهَ يكشفهم ونواياهم تفضحهم، حتى عرف الجميعُ أنهم ما يسعون إلّا لتمزيق البلد، وهذا ما يطمع إليه أعداءُ اليمن، فزعزعة الاستقرار بربوع الوطن وباستخدام مرتزِقة الداخل يتم تنفيذ أجندة الاحتلال في نهب الثروات ومصادرة القرار، واتِّخاذ الموانئ والمطارات مرتعاً للأعداء يسرحون ويمرحون دون أيِّ زاجرٍ لهم.

هكذا هم المستعمرون الجدد، جعلوا من مسمى تحرير البلاد من أبنائه شماعةً وعذراً أقبح من الذنب، والغريب أن لهم أتباعاً في ذَلك من أبناء الوطن، وليس بخافٍ أن البلاد كُـلّ يوم يتحرّر فيها مساحة جديدة بسواعد الرجال وتضحيات الأبطال.

والملاحظ دائماً أنه ما إن تقترب المعركة من الحسم لمنطقة معينة ومهمة يسارع المرتزِقة مدفوعين من أسيادهم وبتعاون مفضوح من المجتمع الدولي المناصر للمستكبرين بالمطالبة للعودة إلى الحلول السياسية التي رفضوها مسبقًا، ونحن على علم بزيف وكذب الأعداء.

ولو رأينا كم مرات نفذوا ما تم الاتّفاقُ عليه، وأين وصلت المفاوضات والمشاورات السابقة، ابتداءً من جنيف والكويت والسويد لوجدنا أنها كلها مراحل عبث وضياع وقت ورهان خاسر عمد إليه الطرف الآخر لتضيع المعركة ويتأخر الحسمُ بالنصر والتمكين.

إن ما يجب أن يعلم المرتزِقةُ عنه وأدوات العدوان كافة، أننا بالتوكل على الله وحدَه نمشي بكل الطرق التي نأمل فيها الخيرَ للوطن مهما كانت التضحيات، فمصيرُ الأُمَّــة مرهون بثبات الرجال وصدق الفعل والقول، وليست ضياعَ وقت أَو تلبية رغبة محتلّ.

قد نتساءل أكثر من مرة عن جدية المفاوضات، ونحن نعلم علمَ اليقين أن لهم مآرب أُخرى، لكن نقبل استجابة لقول الله: (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ).

ونحن نجنح لسلامٍ يعمُّ الوطنَ على ثوابت وطنية لا يمكن التنازل عنها، وليس للاستسلام مجال فيها وحينها نصل إلى النقطة التي بدأنا منها ونحن على دراية بخبث نواياهم، ولكن إقامة الحجّـة من المفترض إقامتها ليكون النصر بعون الله.

ويتبادر للذهن ونحن على مشارف مدينة مأرب نفس المنوال والروتين الذي اعتاد عليه المرتزِقة قبل تحرير أية منطقة والذي أصبح مملاً، لكننا نعي جيِّدًا كُـلَّ الخطوات والعروض والمراوغات ونحاور وأيدينا على الزناد حاضرة، والله خير شاهد وهو أحكم الحاكمين.

مأرب وغيرها ستعود إلى أحضان الوطن، طال الزمن أَو قصر، فالقضية هي بحجم الوطن، وهذا عهد قطعه الأبطالُ وقُدّمت التضحياتُ وأخذَ منا الشهداء عهداً، وعلينا نفاذه والوفاء به.

ستعود مأرب كما عادت الجوف وغيرها، وستعود كُـلُّ محافظة إلى تحت سقف اليمن الحر المجاهد الصابر، لا مجال للتنازل ولا خيار سوى الانتصار، ورسالتنا لأعدائنا والمخدوعين من المرتزِقة عودوا إلى صف الوطن قبل أن تعود مأرب وغيرها، ثم لا تجدوا لكم مبرّراً أَو عذراً.

إن أردتم السلم فنحن حاضرون، وإن اخترتم الحرب فأنتم أكثر دراية بحربنا ورجالنا، وساعة الصفر اقتربت والأمور تجلت، ومأرب تستعد لاستقبال الأبطال، ومسرحيتكم الهزيلة انتهت، والرجال تأهبت، ولا نامت أعينُ الجبناء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com