كتَّاب وأُدباء اليمن.. سطور عمالقة ألجمت أبواق العدوان

 

 

منتصر الجلي

 

من أين نستطرق الحديث وكلُّ شيء أمامنا ينبئ عن أيديولوجيات حركية فعلية أدبية ثقافية معرفية؟

استرقت السمع من ألطاف الموجودات وأنين الطفولة وهتاف الإنقاذ، لم يكن هناك ماضٍ يُنسبون إليه على خارطة الوطن، إلا القليل منهم الذين مارسوا النفس الطويل على مجابهة ثقافة التركيع وسلاطين البلوى، فقلتهم كانت نتيجة جهل اصطنعته الأيدي السوداء كمُدارات لهم ليتوبوا عن منازعة الملك والعرش أَو يُقوّضوه بلسان.

نعم هم أدباء وكتاب اليمن، رجالاً ونساء، الذين أذابتهم السخونة السياسية برداء الصمت القسري والمحاباة الكاذبة والغمس في أدراج السجون، لكي لا تتكلم أفواه الحق وأجراس الأقلام وتدق أبواب الظالمين بأمر في معروف أَو نهي عن منكر.

نعم، هي قصة أدب وثقافة هُوية وأصالة مبدأ، أجناس الكلام وروائع ما أنتجته قرائح الأفذاذ من شعراء وكتاب وإعلاميين ومثقفين ونخب، قصة عالم كبير ولد من جديد بعد غياب ظل في سرداب الانتظار حتى جاء نصرُ الله وفكت قيود العبارة والقافية والنص.

مع وصول أول طلقة من عدوان التحالف الأمريكي، أطلقت أولى صواريخ تلك الألسن بشكل فعلي رصين، لتنشأ بعد ذلك معركة إعلامية، قافية شعراء ومقالات كتاب وكاتبات خرجوا للنور بعد غياب لزمن طويل، احتدمت المعركة وكتاب اليمن في سلم الانتظار وأهبة الاستعداد لكل ما يأتي من قبل العدوان وأرجاس النفاق الكاذب.

يمر العام الأول ثم الثاني والثالث والرابع والخامس، وما زالت تلك الجبهة الأدبية تلد وتنتج كُـلَّ فذ أصيل، تنوعت بين شعراء وجدوا قافية شِعرهم على أشلاء وضحايا العدوان أطفالاً ونساء، وتدمير لكل الحياة في شعبهم، وبين كُتَّاب وأُدباء اليمن قصة وتأليفاً وثقافة ووعياً، الذين اتخذوا من الصحائف مئزراً، ومن الأقلام قنابل صوب الرياض والعالم الخائن.

فمثّلوا عائقاً كبيراً أمام الماكينة الإعلامية لقوى العدوان السعودي الإماراتي، مُشكلين بؤرة متكاملة متراصة كبنيان الله المرصوص، وحقًّا فقد بنوا بنيانهم من أول طلقة إلى لحظة الآن، فكانت كتاباتهم عناق الروح وبلسماً للشعب، إذ وجد من يصف عبراته وأشجان حزنه مع مراثي شهدائه بشكلها العميق وصورتها القاتمة ولياليها العاصفة، وأفراحها التي اكتست من السماء خلودها.

رُسمت تلك الملامح كملاحم، ونزلت تلك الأفئدة مقامها المكلوم حتى غاصت في شفاء مؤقت، برز العمالقة في الشعر والعباقرة في الأُسلُـوب والإنشاء البياني الرصين، كأحداث عاش تجربتها أدباء ومفكرو اليمن، وما إن تسارعت الأعوام للعام السادس الذي نحن بصدده، زادت وتيرةُ العدوان على شعبنا، بالمقابل رفع العمالقة نتاجهم الُمريع، فدُكت دول التحالف بأروع ما قيل في الحواسم والنزال في تاريخ اليمن، متنوعة بين الشعر الشعبي والفصيح، وبين كتابات لا يشق لها غبار، وفي ظل ظروف عطرها بارود، صمدت هذه الجبهة وهي تستمد من صنعاء الصمود صمودها وقبلتها، توحدت الاتّجاهات فتشرق الشمس من حيث تغرب، ويطلع الفجر من حيث يمسي.

والمتطلع على النتاج الأدبي لفحول شعراء وكتاب وكاتبات اليمن، يجد فحواه العزة والشموخ، وشّح بوشاح الهدى والمسئولية، من نهج القادة الأعلام نبعه ومورده، فجادت المسيرة فيهم أيّما إجادة، مبدعين ملبين “حيَّ على الجهاد”.

فقام بناءُ الكلمة في منتديات ومحافل وتشكل في مناسبات وغيرها، لتضع تلك النخب كأس الوعي للعالمين نديًّا، متمحوراً ذلك الصرح الأدبي في ملتقيات واتّحادات إعلامية وثقافية، فكان ملتقى كتاب العرب والأحرار وملتقى الكتاب اليمنيين، واتّحاد كاتبات اليمن، مأوى القرائح وحديقة القاصدين للحقيقة في لبها إلى العالم، لافتة نظرَ المواقع والوكالات الإخبارية والإعلامية ودور النشر، صحفاً ودوريات ومجلات متنوعة، مشاركاً فيها نخب الوطن العربي والإسلامي وقادة الفكر والفلسفة والقانون.

فصارت مذاق العارفين وسبيل القاصدين نحو الله والمسيرة والمظلومية والحقيقة الكربلائية، نعم، تلك هي حكاية كُتَّاب أدب عالمي وثقافة عالمية قرآنية عظيمة أبدع ملامحها عباقرة الكلمة الذين صبروا وصابروا وعانوا من جرائم العدوان ومنافقيه وأدواته ومجرميه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com