خطاب الرئيس المشَّـاط للشعب اليمني بمناسبة العيد السادس لثورة 21 سبتمبر

 

وجّه فخامةُ المشير الركن مهدي المشَّـاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى-، مساءَ أمس الأحد، خطاباً إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة العيد السادس لثورة الـ 21 من سبتمبر.

 

فيما يلي نص الخطاب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين سيدِنا محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابتِه المنتجبين، وبعدُ..

بمناسبةِ حُلُـولِ الذِّكرى السادسةِ لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد يسعدُني بالأصالة عن نفسي ونيابةً عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أن أتوجّـهَ بعظيمِ الإجلال وخالصِ التهاني والتبريكات لقائد الثورة المباركة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، وَإلَى شعبِنا اليمني العظيم، وأبطالِنا البواسلِ في الجيش واللجان الشعبيّة وكافةِ تشكيلات القوات المسلحة والأمن، وَإلَى علمائنا الإجلاء، ومشايخِنا الأعزاء وقبائلنا الكرام وَإلَى كافة منتسبي مؤسّسات الدولة ووُجهاء وأعيان مجتمعنا اليمني العزيز، من سياسيين وأحزاب وأكاديميين وإعلاميين وقُضاة ومحامين وأطباء ومهندسين وسائر أبناء وبنات اليمن العظيم، من الشرفاء والأحرار في الداخل والخارج.

 

أَيُّـهَا الشعبُ اليمني العظيم:

تتزامَنُ هذه الذكرى مع الكثيرِ من المتغيِّرات والمستجداتِ المتسارعة، سواء على المستوى المحلي أَو الإقليمي أَو الدولي وهي في مجملها بشكل عام، وفي ما يتصلُ منها بقضيتنا على وجه التحديد.. تُقَدِّمُ الشاهدَ ناصعاً والدليل قاطعاً على عَظَمَةِ وفاعلية الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد، وعلى أَنَّ هذه الثورة المباركة وُجِدَتْ لتبقى، وانطلقت وعانت وضحَّت لتحيا آمالُ الشعبِ وتستمرُّ وتدوم.

إِنَّ هذه الذكرى السنوية يجبُ أن ننظرَ إليها دائماً وأبداً كواحدة من أهمِّ المحطات التي يجبُ التوقُّفُ عندها والغوصُ عميقاً في دلالاتها، والاعتصام الدائم بنبلها وقيمها ومبادئها ونضالات وتضحيات أبنائها؛ باعتبَارها الملاذَ الآمنَ، والشرفَ الباقي، والمشروعَ المُلهِمَ والواعدَ بإذن الله.

لقد تَمَيَّـزَت ثورةُ الواحد والعشرين من سبتمبر وتفردت عن سائر الثورات والأحداث بمصفوفة واسعة من المزايا والخصائص؛ كَونَها جاءت من رحم الشعب، وانبثقت من صميم آلامه وآماله وتطلعاته، فجاءت مبصِرةً وواعيةً ومشبعةً بخصائص اليمن الأرض والإنسان، واليمن الكبرياء والتاريخ.

وتَمَيَّـزَت أَيْـضاً بكونها وطنيةَ الوجه واليد، ووطنيةَ القيادة والقرار، فلم يخالطْها أَو يشاركْها في قرارها أحدٌ من خارج اليمن، ولم تمد يدَها لغير أهلها أَو تتوسل أحداً غيرَ الله، أَو تطلب النجدةَ من غير بلدها وشعبها، وهذه ميزة لم تتوفر لأية ثورة يمنية أَو عربية من قبلُ، وهذه الميزةُ نفسُها هي سر عظمتها ومصدرُ قوتها وديمومتها، وأَسَاسُ صمودها وانتصاراتها رغم قسوة التحديات، وشراسة المخاطر.

كما تَمَيَّـزَت ثورتُكم المباركة بكونها ثورةً عمليةً وواقعية فلم تحبس أَو تحنط نفسها في قوالب التنظير والنظريات الجامدة، وإنما اقتحمت الواقعَ وحشدت الطاقات، وأثارت من حولها كُـلَّ الهمم، فكانت لهذا السبب ثورةً متحَرّكة ومستمرّة ومتطورة وما تزال كُـلّ يوم تبني نفسَها وتطور أهدافها وسياساتها.

وإضافةً إلى ذلك، تَمَيَّـزَت هذه الثورة بسمتِها الأخلاقية ونزعتها التربوية، وميلها إلى الصفح والعفو، وحرصها الدائم على السلام، وتفردت بالجمع بين كُـلّ هذه المزايا، وبين خصائص القوة، وصلابة الإرادَة، والحفاظ على المبادئ، والثقة والثبات والاعتماد على الذات، والاستعداد العالي للتضحية والمواجهة والصمود في أي وقت وتحت أي ظرف.

ولعل من أهمِّ ما يلخصُ كُـلَّ مزايا ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد هو ثقافتُها المرتكزة في جوهرها على مناهضة الظلم والفساد والإرهاب والاستبداد وإرساء قيم التسامح والتعايش والتعاوُن والتكامل، والمرتكزة أَيْـضاً على الانحياز المطلَق للشعب والأرض، ورفض التبعية والارتهان وكل أشكال الوصاية والهيمنة الخارجية، وعلى النضال المستمرِّ؛ مِن أجلِ الحرية والاستقلال والسيادة والأمن والاستقرار ووحدة وسلامة الأرض والمياه اليمنية والقرار اليمني.

 

أَيُّـهَا الإخوةُ والأخوات:

إِنَّ هذا التوصيفَ لثورتكم المباركة ليس مُجَـرَّدَ كلام نطلِقُه في الهواء، أَو مقالٍ عابر نقرؤه في روايةٍ أَو في جريدة، وإنما هو حقائقُ يضُجُّ بها الواقع، وتحكيها الوقائعُ والأحداث والمواقف، وبإمْكَان أربابِ الأقلام الحرة والشريفة أَيْـضاً أن يكتبوا عنها وعن شواهدها ومصاديقها بغزارة، ومن دونِ عَناءٍ أَو تكلُّفٍ.

ومن زاوية أُخرى، يمكنُ لكل المهتمين أن يتعرَّفوا على ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر من خلال الواقع الذي صنعته العقودُ الماضية وكيف واجهته وتعاملت معه، ومن خلال التعرف أَيْـضاً على خصوم الثورة، وعلى التحديات والصعاب التي واجهتها الثورةُ منذ بواكير أيامها الأولى وكيف حافظت على أخلاقِها وسِماتها ومبادئها في كُـلّ منعطف وعند كُـلِّ مَــدٍّ وجَــزْرٍ.

 

أَيُّـهَا الشعبُ اليمني العظيم:

لقد أدركت الثورةُ من أول يوم بأَنَّ السيرَ في طريق الحرية والاستقلال وبناء الدولة بعد عقود طويلة من التبعية والفساد عمليةٌ مكلفةٌ وشاقَّةٌ، وأَنَّ الأمرَ لن يكون سهلاً على الإطلاق؛ ولذَلكَ حاولت الثورة أن تجرب نمطاً ثورياً جديدًا وفريداً وغير مسبوق، ألا وهو نمطُ العفو والصفح وإعطاء الخصوم فُـرْصَةً لتصحيح أوضاعهم وطرائق تفكيرهم، والتخلص من ممارساتهم التي فتكت بكل شيءٍ جميلٍ في هذا البلد، فكانت أول ثورة يخلو قاموسُها من مفردات التفتيش والمحاكمات والإعدامات والمشانق، وأول ثورة تتسمُ بأعلى درجات العفة والنزاهة والانضباط، فلا صاحبها نهب ولا فوضى ولا انفلات، وكانت أولَ ثورة في التاريخ تحاورُ خصومَها في التاريخ، وأول ثورة تُبقِي على خصومها في مناصبهم من دون قيد أَو شرط اللهم إلَّا الإقلاع عن الفساد، ووقف رعاية الإرهاب، وصون القرار اليمني من التبعية، واحترام آمال الشعب وسيادة وكبرياء اليمن، ومضت تبعثُ رسائلَ التطمين ودعوات الإخَــاء والصداقة والتعاون إلى الداخل والخارج وإلى القريب والبعيد، وبذلت الثورة كُـلَّ ما في وسعها؛ لتجنب الصدام ولكن مع التمسك بما هو حقٌّ طبيعي للشعب اليمني، وهو احترام سيادته وعدم اعتراض أَو إعاقة قراره وتطلعاته في بناء دولته القوية والغنية التي تليق به كشعب عظيم، وهذا هو الذي لم يرُقْ لأحد من خصوم الثورة، فالدول التي تعوَّدت أن لا ترى مصلحتَها إلا في بقاء اليمن حديقةً خلفيةً هيَّأت نفسَها لمحاربة الثورة، وتهَـيَّـأت مع دول الخارج تلك الأدواتُ الرخيصة في الداخل من لا يستطيعون الحياةَ إلَّا في ظل مناخات الفساد ومشاريع (اللادولة) ومعهم كُـلُّ أُولئك الذين لا ينفذون إلى مصالحهم المشبوهة والضيِّقة إلا من بوابة الجريمة والتطرف والدعشنة، أَو عبر براميل التقطُّع والسطو والنهب، أَو عبر بوابة الانبطاح والتبعية ورهن القرار للخارج على حساب مصالح الشعب وعزة وكرامة وسيادة اليمن.

نعم.. كُـلُّ هؤلاء تهَـيَّـأوا لمحاربة الثورة، وكان من الطبيعي لمثلهم أن يتهيأوا فقد جاءت الثورةُ التي تتناقَضُ مع مصالحهم ومطامعِهم المشبوهة، والتي ترفُضُ أن يستمرَّ اليمنُ كحديقةٍ خلفية للخارج، وترفُضُ أن تستمرَّ السلطةُ في اليمن كمأوىً للفاسدين واللصوص والقاعدة والمتطرفين وقُطّاع الطرق وغيرهم من أدوات الوصاية والهيمنة وعناوين التبعية والارتهان، وجاءت الثورة التي تُصِرُّ على تحويل اليمن إلى دولة يمنية حقيقية تصون الحقوق، وتحمي السيادة، وتحقّقُ الأمن والاستقرار، والتنمية والنهوض، وتحافظُ على القرار الحر والمستقل، وتعيدُ الاعتبارَ لكل يمني ويمنية؛ لذَلكَ اجتمعت الخصومُ من كُـلّ حدب وصوب وأضمروا الشر، وتنكَّر جمعُهم لكل ما أظهرته الثورة نحوَهم من عفوٍ وصفح ومن تسامح ومن حرص وميل إلى استئناف صفحة جديدة من الإخَــاء والتعاون على أُسُسٍ صحيحة وسليمة، ثم بادروا مسارعين إلى إعلان حربٍ عدوانية ظالمة وغير مشروعة؛ بهَدفِ وأدِ ثورةٍ عادلة، وأحلام شعبٍ مظلوم ومسالم، إرضاء لنزواتهم ومصالحهم الضيقة، وخدمة لأعداء شعبنا وأمتنا (أمريكا وإسرائيل)، لتدخُلَ الثورةُ بعدَ ذلك في مرحلةٍ جديدة من مراحلِ النضالِ والجهاد والاختبارات الصعبة.

 

أَيُّـهَا الشعبُ اليمني العظيم:

وفي مرحلةِ الحرب، تجلّت بحقٍّ عظمةُ هذه الثورة، وبات من حقنا ومن حق كُـلّ يمني ويمنية فينا وللأجيال من بعدنا الفخرُ بما صنعته الثورة خلال هذه المرحلة الصعبة من تاريخ شعبنا العظيم والمجاهد؛ ذلك أَنَّ الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، فقد اختار خصوم الحادي والعشرين من سبتمبر توقيتاً قاتلا كما تعلمون، فالثورة وقتَها كانت ما تزال في بواكير عامها الأول، والواقع اليمني الذي وجدت الثورة نفسَها أمامه هو ذلك الواقع الصعب الذي أنتجته عقودٌ طوالٌ من اللادولة ومن الفقر والمرض والجهل والفساد والانقسام، فالواقع السياسي منقسم، والجيش مفكك ومُتَشَظٍّ، والاقتصاد هش ومتردٍّ، والبنية التحتية لا تساعد، والوضع الأمني لا يطمئن، وتحديات جمة وصعوبات كثيرة لا حصرَ لها ولا حدود، والمطلوب هنا أن يواجهَ شعبنا وثورتُنا وهي بهذا الواقع الصعب عدواناً كونياً بهذا الحجم، وحرباً كبيرة وشاملة جُندت لها دولٌ عديدة وكبيرة، وجيوش جرارة، وأحزاب ومرتزِقة وقاعدة وداعش، ووُضِعت تحت تصرفها موازنات هائلة وأبواق وإمبراطوريات إعلامية مخيفة، وغطاء دولي مُعَادٍ، وغطاء جوي وأسلحة حديثة وفتاكة، وجبهات عريضة، وعزل ومنع، وحصار مطبق، وتجويع وقتل وترويع ودمار وتدمير واسع النطاق، وإرهاب وإرباك، وإرجاف وخذلان وذيول تتحَرّك في قلب مجتمع الثورة، وطعنات في الصدر وفي الظهر ومن كُـلّ الاتّجاهات، ثم فوق ذلك ينبري شعبُنا كالسيف فرداً، وتطل ثورته المجيدة من بين كُـلّ هذا الركام ومن بين كُـلّ تحديات الماضي والحاضر كالمارد لتواجهَ المعتدين وتتصدَّى للغازين والمارقين، وتدافعَ عن الشعب وعن الأرض وتحمي الأمن والسكينة، وتحشدَ الطاقات، وتحييَ خصائصَ التكافل والتعاون، ومضت تنحَتُ في الصخر وتعيدُ بناء الجيش والأمن، وتدرِّبُ وتجهّز مئات الآلاف من المقاتلين، وتصنع كُـلّ متطلبات المعركة من الذخيرة المتنوعة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة إلى الصواريخ المجنحة والذكية والطائرات المسيرة، وتغرسُ في ضمائرهم تلك العقيدة القتالية الرهيبة والمذهلة، وتبني إلى جانب كُـلّ ذلك قوات الاحتياط الضاربة، حتى وصلت كُـلّ جبهات الشرف إلى حالة متقدمة من الرفد المستدام من السلاح والرجال والدواء والغذاء طبقاً لخطة (الحزام المليان).

وعلى صعيدٍ آخرَ، حافظت الثورةُ على مؤسّسات الدولة وقدمت خططَ التصحيح وأطاحت بعتاولة الفاسدين وأمّنت الطرقات والمنشآت وأوجدت نموذجاً موثوقاً ومشرفاً وقابلاً للتطوير والتحسين في جميع المجالات، وكل ذلك في ظل حرب ضروس، على أَنَّ الأهمَّ من كُـلّ ذلك هو أَنَّ كُـلّ الجهات والمؤسّسات المدنية والعسكرية والأمنية ظلت متمسكةً بروح الثورة ولم تتخلَّ عن سِماتها ولا عن أخلاقها عبر كُـلّ محطات ومنعطفات هذه المرحلة، فأكرمت الأسيرَ، وعالجت الجريح، وتجنبت استهداف المدنيين حتى كادت الأخطاءُ لا تذكر في هذا الجانب، وخلال سنتين كاملتين استمرت صنعاءُ الحادي والعشرين من سبتمبر في صرف المرتبات لكل أصحابها في شمال الوطن وجنوبه، بما في ذلك مرتباتُ خصوم الثورة أنفسهم، واستمرت صنعاءُ الثورة تفتحُ بابَ العفو، وتمُدُّ يدَ السلام، وتحرِصُ على الحوار، وتقدِّمُ المبادرات تلو المبادرات، وتحترم الاتّفاقات، وتراعي كُـلّ القيم، وهذا أمر معروفٌ وموثق، ويأتي ذلك على النقيض تماماً من خصوم الثورة الذين مع الأسف انتهكوا كُـلّ القوانين والقيم الإنسانية، وداسوا على كُـلّ أخلاق الحروب، وتنكروا لكل ما تبقى من الأواصر ولم يتركوا شاردةً ولا واردة من ظلم إلَّا ووظّفوها ضد الشعب وضد الثورة، فأمعنوا في استهداف المدن والمدنيين وتدمير البُنَى التحتية والممتلكات العامة والخَاصَّة، وأمعنوا في الحصارِ ومضايقة التجار وحرموا الشعب من غازه اليمني ومن نفطه اليمني وفوق ذلك منعوا سفنَ الغاز والوقود المشتراة من الخارج، واستهدفوا الأسواق والمزارع والمصانع والموانئ وكل مصادر الدخل ومنشآت الاقتصاد ونقلوا البنكَ المركزي وأوقفوا المرتبات، ومضوا وما زالوا في وحشية مفرطة وفي إصرار على كسر إرادَة الشعب وإرادَة الثورة، ومع ذلك استطاع الشعب واستطاعت صنعاء اليمن بفضل الله وبفضل الثورة وقيادتها وثقافتها الملهمة ومبادئها الواسعة والجامعة أن تحوِّلَ التحديَ إلى فُـرْصَة، وأن تحول المعاناة إلى غضب وحماس، وإلى أمل وعمل، وَإلَى انتصارات ناجزة، وخطابٍ صادق ومبصِر ومستنير، وهنا تكمن عظمة الشعب وتكمن عظمة الثورة وعظمة مخرجاتها.

ويكفينا اليوم أَنَّ كُـلّ ما قالته الثورة في خطابات قائدها حفظه الله هو اليومَ ماثلٌ أمام الأعين، ويكفينا أَنَّ صمودَنا وتمسُّكَنا بثورتنا وإن نحن عانينا قد حَمانا من معاناة أكبر، وأسقط كُـلَّ مبرّراتهم وتضليلهم، وفضح أهدافهم وارتباطاتهم المشبوهة، وآخرها وليس آخرها التطبيع مع الصهاينة الأعداء والمشاركة الواضحة في تصفيةِ القضية الفلسطينية، في دلالةٍ على أحقية موقفنا، وعلى أَنَّ ثورةَ الواحد والعشرين من سبتمبر ستبقى المشروعَ الوطني الملهِمَ، والملاذَ الآمن والحُصنَ الحصين لليمن وعظمة وكبرياء اليمن.

 

أَيُّـهَا الإخوة والأخوات:

ومن خلال ما آلت إليه الأوضاعُ بعدَ ستِّ سنوات من الحرب العدوانية ضد بلادنا وضد ثورة شعبنا نستطيع القول بأَنَّ الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد قد لعب الدورَ الأبرزَ في صناعة كُـلّ هذا الصمود المشرف، وأعاد الاعتبار لليمن، وأعطى رسالة لكل العالم بأَنَّ اليمن ليس جداراً قصيراً والحرب معه ليست نزهة، والأهمُّ من ذلك أَنَّ ثورةَ الواحد والعشرين من سبتمبر المجيد تضعنا اليوم على طريق الاستقلال والتحرّر وما علينا إلَّا أن نواصل المسير ونكمل المشوار ونحن بإذن الله على يقين أَنَّ النصر حليف المحقين، وأَنَّ ما بعد هذه الشدة والمعاناة إلا نهوض كبير، وفرج كبير.

 

وأختم بالرسائل التالية:

1- نُجدِّدُ التهانيَ والتبريكاتِ لقائد ثورتنا حفظه الله ولكل أبناء شعبنا بحلول ذكرى الثورة وما صاحبها من انتصارات كبيرة ومباركة في كُـلّ الميادين ونحُثُّ الجميعَ على مواصلة الصمود وتعزيز متطلباته، كما نشُدُّ على أيدي الجميع في ترسيخ قيم الثورة المجيدة، والتمسك بها وبذل المزيد من العمل ومضاعفة الجهود في تعزيز جبهات الشرف، ورفع وتيرة الهمة والاهتمام واستشعار المسؤولية أمام الله والشعب في جميع المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والصحية والإدارية ومواصلة العمل على تنفيذ الرؤية الوطنية حتى بلوغ الاستحقاق الطبيعي لشعبنا وبلدنا وهو التحرير الشامل والكامل للأرض اليمنية والقرار اليمني.

2- نشجُبُ وندينُ كُـلَّ أشكال التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، ونذكّر كُـلّ المُطَبِّـعين بأَنَّ فلسطين وأمتهم أولى بهم وبحماسهم وانحناءاتهم من إسرائيل، وننصحُ بأَنَّ الخطَّ الذي يسيرون فيه طريقٌ موحشٌ ولن يجدوا فيه أية مصلحة لهم أَو لشعوبهم سوى المزيدِ من الألم والندم والضياع، ونُجدِّدُ التأكيدَ على وقوف اليمن شعباً وقيادةً وثورةً إلى جانب القدس فلسطين وشعب فلسطين.

3- نُجدِّدُ دعوتَنا لجميع المتورطين في خيانة البلد إلى إلقاءِ السلاح والعودة إلى حضن الأهل والوطن وإدراك خطورة استمرارهم في القتال ضد شعبهم وبلدهم، وخطورة وخزي البقاء في معسكرات الارتزاق والتطبيع، ونحثهم على استغلال فُـرْصَة العفو العام خَاصَّةً وأَنَّه لن يبقى مفتوحًا إلى ما لا نهاية، ونرحبُ بكل العائدين منهم إخوةً أعزاء، لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

4- ندعو الأممَ المتحدة والمجتمع الدولي إلى وقف الكيل بمكيالَين والاضطلاعِ بمسؤولياتهم تجاه معاناة الشعب اليمني وإدانة ما يتعرض له من حصار وتجويع وحرمان من الوقود والغذاء والدواء واستهداف للمدن والمدنيين، وإدانة الإسناد والدعم والتجنيد والتوطين لعناصر القاعدة وداعش من قبل تحالف العدوان في البيضاء سابقًا وفي مأرب حَـاليًّا وغيرها من المناطق، ومغادرة الصمت تجاه هذه الجرائم وتجاه قتل الأسرى وإساءة معاملتهم من قبل مرتزِقة العدوان، كما ندعو المجتمع الدولي إلى احترام الشعب اليمني ووقفِ الاعتراف بشرعية الفاسدين والقاعدة وداعش؛ باعتبَار هذه الفِئات هم كُـلَّ مكونات الشرعية الزائفة وهم قطعاً لا يمثِّــلون اليمنَ ولا مصالحَ الشعبِ اليمني.

5- وانسجَاماً مع أخلاقِ وقِيَمِ الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد، ندعو دولَ تحالف العدوان إلى الإفراج الفوري عن السفن ورفع الحصار وفتح المطار والانخراط الجادِّ في مفاوضات إنهاء الحرب والوجود العسكري في بلادنا، والاستجابةِ لدعوات السلام ولمبادراتنا المتوالية وآخرها مبادرة قائد الثورة حفظه الله التي عرضها على المبعوث الأممي حولَ مأرب واستيعاب نقاطها التسع والتي لا تعدو عن كونها مطالِــبَ محقَّةً واستحقاقاتٍ عادلةً للشعب اليمني، ونقترحُ على بقية الفُرَقاء اليمنيين ممن سلكوا طريقَ العدوان العودةَ إلى رشدهم ويمكن تسويةُ أوضاعهم من خلال مؤتمرٍ وطني ينعقدُ للمصالَحة الوطنية.

المجدُ والخلودُ للشهداء.. الشفاءُ للجرحى.. الحريةُ للأسرى..

تحيا الجمهورية اليمنية..

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com