مشاورات جديدة في جنيف.. تفاؤل محدود للإفراج عن الأسرى!

سياسيون وقادة أحزاب يحملون الأمم المتحدة والمرتزِقة مسؤولية الفشل

 

المسيرة- أحمد داوود

يتحَرّك مِـلَـفُّ الأسرى مرة أُخرى برعاية وإشراف الأمم المتحدة التي جمعت الوفد الوطني المفاوض مع وفد المرتزِقة في بلدية مونترو بضواحي جنيف السويسرية.

وانطلق الوفد الوطني بقيادة رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى، على أمل أن تصدق الأمم والأمم المتحدة هذه المرة ويتم الإفراج عما تم الاتّفاق عليه في الجولات السابقة، وآخرها مشاورات عمان في دولة الأردن، وتم خلالها الاتّفاق على الإفراج عن 1420 أسيراً من الطرفين، غير أن المؤشرات توحي بأن الفشل قد يرافق هذه الجولة.

ويؤكّـد رئيسُ اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى، أن مفاوضات تبادل الأسرى في جنيف “إيجابية” بعض الشيء، لكنَّها أقل من المتوقع، مُشيراً إلى أن الطرف الآخر غير مستعد لتنفيذ الاتّفاق بشكل كامل، ولكن نحن بانتظار الأيّام القادمة.

وفي تفاصيل ما حدث خلال جلسة اليومين الماضيين، فقد تم مناقشة ما أُنجز في عُمان، ومراجعة الكشوف لمعرفة من تبقى منهم في الأسر ومن تم الإفراج عنهم خلال المرحلة السابقة ضمن وساطات محلية.

وبحسب مصدر مطلع للمسيرة، فإن وفد صنعاء سلّم كاملَ الكشوف المطلوبة منه لمراجعة القوائم، لكن الطرف الآخر لم يسلم سوى البعض، وقال إنه سيسلم البقية، أمس، وستخضع الكشوف لمراجعة الطرفين خلال جلسة اليوم، قبل الانتقال إلى مناقشة الخطة التنفيذية للصفقة بإشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.

ويأتي منبع الشك بفشل الاتّفاق من تجاربَ سابقة، ففي حين كان الوفد الوطني يتعاطى مع هذا المِـلَـفِّ بأهميّة كبيرة؛ باعتبَاره مِـلَـفًّا إنسانيًّا كان وفد المرتزِقة يرمي بالأشواك أمام الجميع، غير آبه بهذا المِـلَـفِّ، أَو متحمس معه.

ويتمنى الأمينُ العام للمكتب السياسي لأنصار الله، فضل أبو طالب، أن تخرج هذه المشاورات بحلٍّ بشأن الأسرى، مؤكّـداً أن هذا “مِـلَـفٌّ إنساني” ويجب أن يكون بعيدًا عن التجاذبات السياسية.

ويشير أبو طالب إلى أنه قد عُقدت عدة جولات بهذا الخصوص، وحصل بعض التقدم في مشاورات عمان الأردن، متمنياً أن تكون هذه الجولة “ختامية” وأن تصل إلى نتيجة تتوج بإطلاق سراح المئات من الأسرى.

ويتمنى أبو طالب أن يكونَ للأمم المتحدة دورٌ ضاغط على الطرف الآخر؛ لأَنَّ العرقلةَ دائماً تأتي من عنده، لافتاً إلى أن المرتزِقة أطراف متعددة، وكل طرف يلقي باللوم على الآخر، فهناك أطراف محسوبة على السعودية وأُخرى محسوبة على الإمارات، وهناك أكثرُ من جهة يتم التفاوض معها حول مِـلَـفِّ الأسرى، وهذا يسبّب إشكالية في التعامل مع هذا المِـلَـفِّ الإنساني، وبالتالي تضيع هذه المظلومية وتزداد الأمورُ سوءاً بالنسبة للأسرى والمعتقلين، نتيجة هذه التجاذبات والخلافات والانقسامات داخل الطرف الآخر.

ونتيجةً لفشل المشاورات السابقة بشأن الأسرى، فقد تولد لدى صنعاء نوع من الإحباط كما يقول أمين سر المجلس السياسي الأعلى بصنعاء الدكتور ياسر الحوري.

ويتمنَّى الحوري، أن يُكتَبُ لهذه المفاوضات النجاح، والذي هو مرهون بمدى جدّية الطرف الآخر الذي تعود على النكوث بكلِّ وعوده.

أما الأمين العام للأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان عبد الملك الحجري، فيؤكّـد أن وفد المرتزِقة يأتي إلى المشاورات وليس لديه أية جدية، في حين يحضر الوفد الوطني ولديه رؤية متكاملة وحريص على إنجاح هذا المِـلَـفِّ، ومع ذلك يشير الحجري إلى أن صنعاء لديها تفاؤل رغم المواقف السلبية والانحياز والعرقلة من قبل الأمم المتحدة.

وخلال السنوات الماضية، نجحت الوساطاتُ المحلية والقبلية في الإفراج وتبادل الأسرى بشكل لافت، في حين وقفت الأمم المتحدة عاجزة عن تحريك هذا المِـلَـفِّ، كما كان للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء جهود كبيرة في الإفراج عن أسرى سعوديين وغيرهم من طرف واحد، في محاولة لأن يبادر الطرف الآخر بالمثل لكن العدوَّ السعودي لم يفعل.

وفي بادرة إنسانية فريدة من نوعها، أطلق قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مبادرة الإفراج عن أسرى سعوديين من بينهم طيار مقابل أن يفرج النظام السعودي عن معتقلين في سجونه من حركة حماس، ومع ذلك لم تلتفت السعودية إلى هذه المبادرة ولم تعرها أيُّ اهتمام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com