محافظة صعدة تحتل المرتبة الأولى.. الرمان الذهب الأحمر

 

المسيرة- إعداد الإعلام الزراعي والسمكي

شجرة الرمان بورودها الجلنارية وألوانها الحمراء القانية، وَأغصانها الخضراء المتدلية، وَمناظرها الجميلة، تشكل لوحةً ربانية غاية في الجمال.

ويعتبر الرمان من أشهر الفواكه التي ينتجها المزارعون في مختلف المحافظات، ويبدأ موسمُ زراعة هذا المحصول من يونيو وينتهي في نوفمبر، وجني الثمار من بداية شهر يوليو وحتى نهاية أغسطُس، وقد تستمر إلى شهر سبتمبر من كُـلِّ عام.

كما تشمل عدة أصناف منها “خازمي، صماطي، طائفي، عرقبي، ليسي، خضاري، صيني، مليسي”.

وتنتشر زراعة الرمان في المناطق المعتدلة، حيث تتوفر الحرارة وتحتاج الأشجار لشتاء بارد نوعاً ما، إذ تنمو شجرة الرمان في عدة مرتفعات فوق سطح البحر تتراوح بين 1300 متر حتى 2200م، كما هو الحال في محافظات صعدة وصنعاء وذمار والبيضاء، كما تنمو أشجار الرمان أَيْـضاً في محافظة أبين على ارتفاع 21 متراً من سطح البحر، حيث يزرع الصنف السقطري الذي يتحمل درجات الحرارة المرتفعة.

وتنتشر زراعة الرمان في عدة محافظات يمنية، منها “صعدة، صنعاء، عمران، البيضاء، تعز وذمار” بنسب متفاوتة، فيما تعتبر محافظة صعدة من أشهر المحافظات اليمنية زراعة لمحصول ثمار الرمان؛ نظراً لما تمتلكه المحافظة من بيئة مناسبة لزراعته.

 

الرمان الصعدي

الرمان الصعدي بما يمتلكه من جودة عالية ومذاق متميز يعتبر الأجود عالميًّا، وخَاصَّة صنف الخازمي، وهو صنف نادر على مستوى الجزيرة العربية والشرق الأوسط، ويعتبر الرمان أكبر منتج في صعدة، حيث تصل المساحة المزروعة بالرمان حوالي 60 % من إجمالي مساحة الفواكه.

وتتركز زراعته بشكل أَسَاسي في مديريات “سحار، مجز والصفراء”، وبشكل متفاوت في مديريات صعدة، باقم وآل سالم في كتاف.

كذلك فإن أصناف الرمان التي تُزرع في محافظة صعدة تتمثل في:

الليسي: وهو المبكر في النضوج، ويزرع بكميات قليلة لا تتجاوز 6 % من المساحات المزروعة.

الطائفي: متوسط فترة النضوج يأتي بعد الليسي، ويزرع بكميات قليلة أَيْـضاً لا تتجاوز 10 % من المساحة المزروعة.

الخازمي: وهو الصنف الأكثر زراعة، ويأتي متأخراً ويتميز بحجمه الكبير، وتصل نسبة زراعته ما بين 80-85 %، ويعتبر هذا الصنف أشهر الأصناف، وهو نادر جِـدًّا لا يزرع في الجزيرة العربية، بل والشرق الأوسط بشكل عام.

وتحتل محافظة صعدة المرتبة الأولى بمساحة 1618 هكتاراً، وكمية إنتاج بلغت أكثر من 100 ألف طن حسب مدير عام مكتب الزراعة والري في صعدة المهندس زكريا المتوكل.

ويقول المهندس المتوكل: إن محافظة عمران تحتل المرتبة الثانية من حيث زراعة مساحة 276 هكتاراً، بإنتاج كمية 2610 أطنان.

كما تحتل محافظة ذمار الترتيب الثالث، بزراعة مساحة 223 هكتاراً، تنتج كمية 1693 طناً، وصنعاء رابعاً 173 هكتاراً، وكمية الإنتاج 1507 أطنان.

ويوضح مدير مكتب الزراعة بصعدة، أن كمية إنتاج صعدة من محصول الرمان بلغت حوالي 100 ألف طن، يصدر منها حوالي 40-35 % إلى دول الجوار.

وحسب إحصائية صادرة عن الإدارة العامة للإحصاء والمعلومات الزراعية بوزارة الزراعة للعام 2019م، فقد بلغ إجمالي المساحة المزروعة بالرمان في اليمن 2630 هكتاراً، وبكمية إنتاج بلغت 27567 طناً.

وحول تداعيات وآثار الحرب والعدوان على زراعة الرمان في صعدة، ذكر مدير الزرعة المهندس زكريا المتوكل للـ”الإعلام الزراعي والسمكي”، أن الحرب والعدوان أثر على التوسع الأفقي في زراعة الرمان، خَاصَّة في المديريات المحاذية للسعودية وهي باقم وأجزاء من مديريتي مجز وغمر والتي تزخر بزراعة الرمان.

ونوّه المهندس المتوكل، بنزوح المزارعين في هذه المديريات إلى المديريات البعيدة كسحار والصفراء ومديرية صعدة، الأمر الذي ساهم في التوسع الرأسي لزراعة الرمان من خلال إدخَال التقنية الحديثة من وسائل الري؛ كون التربة رملية إلى رملية مزيجية.

وحول الصعوبات والمعوّقات، بيّن مدير مكتب الزراعة بصعدة أنها تتمثل في دخول الرمان عبر منفذ الوديعة إلى دول الجوار ومنها إلى العراق وسوريا، فضلاً عن انتشار مرض تدهور الرمان الذي يعد مرضاً بكتيريًّا وفطريًّا، وأثر على زراعة الرمان لدرجة اقتلاع واجتثاث أشجار الرمان المصابة بهذا المرض.

ويضيف المتوكل، أنه تم نزول لجان من هيئة البحوث الزراعية وإدارة وقاية النباتات لمكافحة هذا المرض ولكن بدون فائدة؛ كون المرض مخلوطاً ما بين بكتيري وفطري ونماتودي، وهو ما شكّل صعوبة في السيطرة عليه.

ويؤكّـد المهندس المتوكل أن الجهات المعنية بالمكافحة لم تصل إلى وصف محدّد ودقيق لعلاج هذا المرض، والحد من انتشاره.

 

الفوائد الصحية والغذائية للرمان

الرمان فاكهة غنية بالمواد المضادة للأكسدة والتي تعمل على محاربة كثير من أمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية، كما يحتوي الرمان على نسبة قليلة جِـدًّا من الدهون ولا يحتوي على الكولسترول، وفيه نسبة عالية من فيتامينc الذي يعمل كمضاد للميكروبات والالتهابات والأمراض الفيروسية، وكذلك يحتوي على نسبة عالية من فيتامينk الذي يعمل على تقوية العظام.

تحتوي بذور الرمان على نسبة عالية من السعرات الحرارية ونسبة عالية من الألياف والبروتين.

ويعمل الرمان على تقوية الجهاز الهضمي، فتناول عصير الرمان يعمل على تسهيل عملية الهضم وطرد الديدان الموجودة في الجسم، كما يساعد في تقليل مخاطر مرض السكر والأمراض المصاحبة مثل تصلب الشرايين.

ويساعد الرمان في علاج فقر الدم، لاحتوائه على كميات كبيرة من الحديد تعمل على رفع الهيموجلوبين في الدم.

وقشرة الرمان تستخدم في علاج كثير من أمراض المعدة والكلى، كما تستخدم في استخراج بعض مواد الصباغة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com