الدكتور والباحث العلامة حمود الأهنومي في حوار لصحيفة “المسيرة”:

 

من يهيأ الساحة اليوم للقبول بأمريكا وإسرائيل هم أسوأ من قتلة الإمام الحسين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- وأفضل من يمثل ثورة الحسين اليوم هم أبطال الجيش واللجان الشعبيّة

 

المسيرة – حاوروه منصور البكالي

أكّـد رئيسُ مركز شهارة للدراسات والبحوث الاستراتيجية العلامة الدكتور حمود الأهنومي، أن ثورةَ الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- كانت أوّلَ ثورة في الإسلام ضد الطغاة والمستبدين، وأنها تعتبر أم الثورات، وليست خَاصَّة بمذهب أَو طائفة أَو دين بعينه، وإنما هي ثورة يستلهم منها الأحرارُ في العالم كُـلَّ القيم والمبادئ النبيلة.

وقال العلامة الأهنومي في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن من أهمِّ مكاسب ثورة الحسين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، أنها أسست للثورات إلى يوم القيامة ضد الحكام الظالمين، مُشيراً إلى أن من يهيأ الساحة اليوم للقبول بأمريكا وإسرائيل هم أسوأ من قتلة الحسين.

وأوضح الأهنومي أن أفضلَ من يعبّر عن ثورة الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- وأقوى من يمثلها وينتصر لها، هم المرابطون من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في الجبهات الكربلائية ضد العدوان بقيادة السعودية.

إلى نص الحوار:

 

– بداية نرحب بكم في صحيفة المسيرة.. ونحن نعيش ذكرى استشهاد الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- وتضحياته التي قدمها في سبيل مواجهة الطغاة والمستكبرين، كيف تقيمون صمود شعبنا اليمني في مواجهة العدوان منذ خمس سنوات؟

بفضلِ الله تعالى ضرب شعبُنا اليمني ومجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة خلال أكثر من خمسة أعوام أروع الملاحم البطولية في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي ومرتزِقتهم، من خلال تضحياتهم وإرادتهم وعزيمتهم المستمدة من تضحيات وعزم وصمود وإرادَة الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، وهذه ثمرة من ثمار الثقافة القرآنية التي أسس مشروعها حسينُ العصر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه-، وواصل حملَ لوائها قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي منَّ اللهُ به على هذه الأُمَّــة في أحلك الظروف التي تمر بها.

ولولا وجود مشروع المسيرة القرآنية التي أحيت في نفوسنا القرآن الكريم وربطتنا بأعلام الهدى وعترة آل البيت، لما كان لهذا الشعب أن يصمد أمام العدوان والحصار كُـلّ هذه السنوات.

 

– ونحن نعيش ثورة انتصار الدم على السيف.. ما هي القواسم المشتركة بين ثورة الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- في كربلاء الكوفة بالعراق وثورة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في كربلاء مران بصعدة اليمن؟

تتشابه الثورتان، ولا يبعد القول بأن ثورة الإمَـام الحُـسَين بن علي -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- هي أُمُّ الثورات التي جاءت إلينا، وإلى هذه الثورة تنسب كُـلُّ الثورات التي جاءت من بعدها، وتتمثل القواسم المشتركة بين الثورتين، في الظلم والاستبداد والطغيان والغطرسة والانحراف والتحريف والفساد الذي كان في زمنهما، وهو أمر مستمر في كُـلِّ زمان ومكان، فعندما يوجد يزيد فمن الضرورة أن يكون هناك الحسين؛ ولهذا خرج الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- ثائراً مصححاً لما كان قد عُبث به في أُمَّـة جده محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- الذي لم يمضِ على وفاته غيرُ 50 عاماً.

وتتمثل العوامل المشتركة بين هاتين الثورتين، من حيث الأسباب والمواقف والدوافع وكذا المظلمة والخذلان، وطبيعة الأُسلُـوب الإجرامي الذي استخدمه الظالمون في محاولة القضاء على قيم ومبادئ الحرية والعزة التي جاء بها الدينُ الإسلاميُّ.

 

– ونحن في ذكرى عاشوراء التي استشهد فيها الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- على أرض كربلاء بالعراق.. ما هي الأسباب والدوافع التي أَدَّت إلى قيام هذه الثورة الحسينية آنذاك من وجهة نظركم؟

الإمامُ الحسين -سلام الله عليه- لخّص لنا تلك الأسباب في أدبيات أطلقها عشية الثورة، وفي خطبه وفي كلامه وفي حواراته، ومن ضمن ما قال: “أيها الناس إني سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- يقول: من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بقول ولا فعل، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأحلوا الحرام وحرموا الحلال واستأثروا بالفيء، وعطلوا الحدود، وأنا أحق من غيري”.

فهنا الإمَـام الحُـسَين يشرح لنا أسبابَ خروجه؛ لأَنَّ هناك انحرافاً فكرياً وثقافياً وقيمياً، وهناك ممارسات اقتصادية واجتماعية ظالمة مستبدة بحق المجتمع المسلم هي التي دفعت الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- للخروج على تلك السلطة القائمة، وما كانت بيعةُ يزيد غير القشة التي قصمت ظهر البعير، وإلا الإمَـام الحُـسَين كان ثائراً على النظام الذي جاء بيزيد نفسِه إلى الحكم، يعني هو كان يودُّ الثورةَ على معاوية نفسه؛ وبسبب أنه كان هناك صلح سابق، كان الإمَـام الحُـسَين يلتزم بهذا الصلح، وعندما جيء بيزيد بن معاوية خليفة على المسلمين، رفض الإمَـام الحُـسَين ذلك، وقال: “مثلي لا يبايع مثله”، فالإمَـام الحُـسَين في مكانته الأخلاقية والاجتماعية والدينية والثقافية والعلمية في شخصيته أَيْـضاً بما تمثله من طهارة وعفة ونزاهة من تمسك بالدين، وقد أشار إلى ذلك الرسولُ -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم-، ومن قبله القرآن الكريم حول هذه الشخصية ومواصفاتها، لا يمكن أن يبايع مثل هذا الشخص، فعندما قيل له بايع قال: “مثلي لا يبايع مثلَه”، واستمر على هذا المبدأ حتى استشهد.

 

ما هو الصلح الذي كان ملتزماً به الإمَـام الحُـسَين قبل تعيين يزيد وخروجه إلى كربلاء؟

بحسب ما اتفق عليه العلماءُ، ينص الاتّفاقُ على عدة بنود، منها أن تتوقف الحرب بين الطرفين، ويمنع ملاحقة أتباع الإمَام علي -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، وأن ينسحب الإمَـام الحُـسَين إلى المدينة، فحين انقلب معاوية على هذه النصوص عاد الإمَـام الحُـسَين إلى الثورة عليه.

 

 

تُرى ما هي العوامل والأسباب التي أَدَّت إلى انحراف المجتمع المسلم والأمة الإسلامية وانجرافهم خلف يزيد ومعاوية، في ظل وجود شخص بحجم الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- بين ظهورهم؟

الإمَام علي -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- عندما وصل إلى مقاليد الخلافة، سنة 35 هجرية، قِيل له أبقي معاوية والياً على الشام ريثما تتمكّن في الخلافة ثم اعزله، فقال كلمته المشهورة: “لن يراني الله متخذ المظلين عضداً ساعةً واحدهً”، هذا يبين لنا أن هذا الشخص الذي غرس في بلاد الشام كان قد بدأ يتحَرّك بعملية تظليل واسعةً جِـدًّا في المجتمع، وبالفعل كان له دور كبير جِـدًّا، وقام بعملية نشر هذا الدور عبر خلايا عديدة ممن يمكن أن نسميهم “علماء بلاط”، هؤلاء روّجوا لأفكار كانت تكبل المجتمع المسلم عن الانطلاقة الصحيحة، واستطاعت أن تستعيد في كثير من مظاهره قيمَ الجاهلية على حساب القيم الإسلامية، وعزلت المجتمع المسلم عن منابع الفكر الصحيح، عن القرآن الكريم والمنهجية القرآنية وعن سيرة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-.

فمثلاً معاوية هو أول من أحدث عقيدة الجبر والقضاء والقدر، فكان يروّج لقضية القضاء والقدر لمآرب سياسية، فكان يقول للناس في الخطب وفي المنابر، وهذه القضية موجودة في كتاب الوثائق السياسية والإدارية في العهد الأموي للمؤلف ماهر حمادة، وهي تنظر إلى خطب الولاة الأمويين في ذلك العصر، منهم الوليد بن عتبه في مصر، أَو معاوية نفسه في دمشق أَو غيره، وهم يقولون بأننا نحن -بني أُمَيَّة- قضاء الله وقدره عليكم أيها المسلمون، وعليكم أن تستسلموا لهذا القضاء والقدر، إذن هذه القضية عندما المسلم يرى بأن هذه الحكومة أَو الأسرة الحاكمة هي قضاء من الله وقدر، فليس لنا إلَّا أن نستسلم، وبالتالي لا يفكر المجتمع في عملية التغيير؛ لأَنَّ هذا قضاء الله وقدره، فكانوا يروجون هذه الخلافة ملكنا، ونحن لن نسلمها إلَّا إلى عيسى في آخر الزمان.

 

 

إذن هل نستطيع القول بأن الفكر الوهَّـابي فكر سياسي ممتد من الأفكار السياسية والإدارية لبني أُمَيَّة؟

بالتأكيد، الفكر الوهَّـابي الذي وسّع نشره آل سعود هو امتداد لبني أُمَيَّة؛ ولهذا جنايتهم على الأُمَّــة جناية كبيرة جِـدًّا من خلال فكرة الجبر وفكرة الإرجاء، وظهرت حتى أحاديث في البخاري للأسف الشديد وغيرها من الكتب التي هي مثار إعجاب الكثير من المسلمين مثل: “أنه من قال لا إله إلَّا الله دخل الجنة وإن زنى وأن سرق”، فهذا التوجّـه والترويج لحزب المرجئة في بني أُمَيَّة كان ذنباً من ذنوبهم، ومحاولة تحريف للأُمَّـة، وكذلك مسألة طاعة ولي الأمر، ومثال على ذلك اقتحام جيش يزيد بن أبي عقبة لمكة المكرمة، وسبقها اقتحام المدينة وارتكبت واقعة الحرة، بعد استشهاد الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- بسنتين في عام 63 هجرية، في سياق الطاعةِ لولي الأمر.

وللأسف، عندما خذل أهلُ المدينة الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- تسلط عليهم هذا الشخص، فقتل رجالهم واستباح نساءَهم بعد سنتين فقط، وهذه عقوبة التفريط، فهذا الشخص عندما جاءه الموت وهو في طريقه من المدينة إلى مكة ليقتحمها بجيشه، قيل له: هل أنت نادم على ما ارتكبت من أمور في المدينة واستحللتها، وفعلت ما فعلت بآل بيت رسول الله؟ قال: “هذا العمل أفضل قربان أتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى”؛ لأَنَّه يمضي في طاعة الحاكم.

فهذه المؤشرات الخطيرة والواضحة تكشف انحراف بني أُمَيَّة ومن تبعهم من الوهَّـابيين إلى اليوم عن جوهر الدين الإسلامي.

 

 

– في هذه النقطة هل نستطيع القول بأن أعداء الأُمَّــة الإسلامية اليهود والنصارى كانوا على تنسيق مشترك مع بني أُمَيَّة من زمن معاوية وابنه يزيد ومنذ بداية الانقلاب على مبدأ الولاية للإمَام علي -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-؟

 

طبعاً في عهد معاوية ما يكفيه في هذا الجانب، فهو من الطلقاء أصلاً حين أسلم رغماً عن نفسه، بعد أن هزم مشروع الكفر ومشروع أبي سفيان في مواجهة الرسول، ودخل عليهم إلى مكة المكرمة، وكان دخولهم في الإسلام في قائمة الطلقاء، ولكن هذه النقطة التي أثرتها كان لها وجود عبر التاريخ منها أن سرجون النصراني كان مستشار معاوية المقرب منه، فلما انتقل الحكمُ إلى يزيد كان مستشاراً ليزيد، فنحن لا نستبعد عندما يأتي القرآن الكريم يحدّثنا عن خطورة اليهود والنصارى من أهل الكتاب فهم الأعداء التاريخيون لهذه الأُمَّــة كما قال عنهم الشهيد القائد -سلام الله عليه-، ثم عندما يتحدث القرآن أنهم يسعون في الأرض فساداً ولا يودون لنا أيَّ خير، فنجد أن سرجون المستشار لمعاوية ويزيد، إضافة إلى أن أُمَّ يزيد نصرانية “ميسون بنت بحدل الكلبية النصرانية” التي تزوجها معاوية، وهذا لا يبعد وجود تأثير أهل الكتاب في صناعة وتنمية الانحراف الموجود في الموروث الإسلامي الذي قدمه بنو أُمَيَّة للتعبيرِ عن الإسلام.

 

– أمام مثل هذه الأخطار والانحرافات التي تعرضت لها القيم والمبادئ والمفاهيم الإسلامية.. أين كان دور العلماء والفقهاء من صحابة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- وممن كانوا وظلوا قريبين من الإمَام علي -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-؟ ولماذا لم يقفوا إلى جانبه وإلى جانب الإمَـام الحُـسَين -عليهما السلام-؟

دور العلماء كان موجوداً، ولكن عندما يوجد أمر خطير يتعرّض العلماء للضغوطات والابتزاز والتهديد ومن ثم يعملون على السكوت، ثم الجانب الآخر من المسؤولين على هذا التفريط هو سكوت أهل الحق عنما كانوا يستمعون التعليمات من الإمَام علي -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- ومن الإمام الحسن والإمَـام الحُـسَين -عليهما السلام- وصحابة رسول الله الذين كان لهم دور مثل: أبو سعيد الخدري، أُمَيَّة بن كعب، أبو برز الأسلمي، عبدالله بن عباس وآخرون، يسمعون منهم ولكنهم كما قال الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه-: “من قتل الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- أحد أسبابه هم أُولئك أهل العراق الذين كانوا يسمعون الحكم تتساقط من فم الإمَام علي -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، وكانوا يعتبرونها مثل البعر”، أي لا يلقون لها أيَّ اعتبار ولا يعطونها بالاً، فهذا الأمر جعلهم بهذا المستوى من التبلد والضحالة، ليأتي يوم من الأيّام معاوية ليفعلَ فيهم تلك الأعمال، ويوجهم تلك الوجهات الخطيرة، ويصيرون من خدام الدولة الأموية.

فتصور إذَا كان أهل الكوفة الذين مكث فيهم الإمَام علي -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- هم من قتل الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- بعد أن غاب عليهم الإمَام علي 20 عاماً فقط، فهذه الفترة جعلت البيئة كاسدة وفاسدة ومتجمدة فلم تتحَرّك بحركة الإسلام وبروح ومنهج الإسلام، واستطاع تضليل معاوية أن يعيدهم إلى الثقافة الجاهلية، وأن تكون مقاييسهم مقاييس مادية وجاهلية بعيدًا عن المقاييس القرآنية.

 

 

– برأيكم دكتور حمود.. ما هي الأسباب التي دفعت أهل الكوفة للانقلاب على الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- والتحَرّك في قتاله نزولاً عند رغبة ابن زياد والي الكوفة وتوجيهات يزيد بن معاوية؟

كما ورد في محاضرات الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، ومحاضرات سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن عاملَ الخوف كان أحد الأسباب في تخاذل أهل الكوفة عن نصرة الإمَـام الحُـسَين في واقعة كربلاء، بل دفعهم ذلك إلى المشاركة في قتالة نزولاً عند مطالب ابن زياد والي الكوفة آنذاك، وتوجيهات يزيد بن معاوية لهم والتهديد والوعيد الذي هدّدهم به إن تخلفوا، حين قال لهم ابن زياد و30 شرطياً معه بأن “هناك جيشاً قادماً من الشام لهدم بيوتكم وقتلكم إن تخلفتم عن مواجهة الإمَـام الحُـسَين”، كما نجد هذا العامل اليوم في صدور الحكام العرب من التهديدات الأمريكية والصهيونية فيتحَرّكون للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاربة الشعوب العربية المقاومة؛ تنفيذاً لذات الأجندة، ففي اليمن كانت البداية متطابقة تماماً لحادثة كربلاء منذ الحرب الأولى على صعدة، واستشهاد الشهيد القائد، إلى العدوان المستمر على شعبنا اليمن منذ خمسة أعوام، وتدمير سوريا واحتلال العراق واستهداف كُـلّ محور المقاومة.

ومن تلك العوامل كذلك البعد عن منابع الهدى، وعامل التفكير والتأثير المادي والبحث عن المناصب والسلطة، فكان الأمويون يعتمدون في أعمالهم الإدارية على ديوان العطاء، وهذا الديوان كان مبنياً على أَسَاس النظام القبائلي، وكان كُـلّ شيخ قبيلة هو المسؤول أمام الدولة في جعل قبيلته تمشي على النحو والنسق التي تريده الدولة الأمويةُ، فكانت تتحكّم بالقائل العربية من خلال رؤساء عشائرها الذين يرتبطون بديوان العطاء، وكانوا مسجلين في قوام جيش الدولة، وأُسس هذا الديون منذ أَيَّـام خلافة عمر بن الخطاب، واستمر طيلةَ الحكم الأموي، فهذا كان من أحدِ عوامل تخاذل القبائل والعشائر العربية عن مناصرة الإمَـام الحُـسَين؛ خوفاً على مصالحهم.

وعلى سبيل المثال، قبل مجيئ الإمَـام الحُـسَين إلى الكوفة، كان هناك ثورة، فأرسل إليهم مسلم بن عقيل لمبايعته، ولكنه للأسف بمُجَـرّد وصول عبيدالله بن زياد إلى الكوفة، استطاع أن ينزع فتيلَ هذه الثورة من خلال الإغراءات، ومن خلال جمع شيوخ القبائل إلى القصر واحتجازهم، ومن خلال الضغط وبث الجواسيس والدعايات والإشاعات، فكان يذهب الجاسوسُ إلى أهل المجاهد أَو إلى أخيه أَو إلى أبيه ليقول له: لماذا تترك ابنك يذهب مع الحسين أَو يقاتل مع مسلم بن عقيل، هناك جيش أموي قادم من الشام سيأتي، نفس ما يحدث اليوم وما أشبه الليلة بالبارحة، عندما نرى ممارسات المنافقين في خذل الحق وفي التخذيل عن الجهاد وفي تخويف المجتمع.

وعندما نعود إلى الشهيد القائد -سلام الله عليه-، عندما بدأ وحركته تشبه حركة الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- بشكل كبير جِـدًّا، حتى إن الإمَـام الحُـسَين عانى من الداخل وعانى كَثيراً من أهل الحق، الذين لم ينتصروا للحق، حين وقف أمامه طابور من العلماء والمثقفين والواعظين في ذلك الزمان يعضونه لماذا أنت خارج؟ لماذا أنت ذاهب للثورة؟ فكان يقنعهم بطرق عديدة جِـدًّا، وهذا يذكر بخروج الإمَـام الحُـسَين من المدينة وهو وحيد ولم ينصره أحد ثم يأتي إلى مكة ولا ينصره أحد، ثم يذهب إلى العراق، وكان عاقبة هذا التفريط أنهم ابتلوا بنفس البلوى، وَإذَا بالجيش الأموي بعد سنتين يأتي ليقتحم المدينة ويرتكب المحرمات داخلها، ثم كذلك يأتي إلى مكة وينصب المنجنيق عليها، ويرمي الكعبة ويدمّـرها ويحرقها وهذا نتيجة التفريط، مع العوامل هذه كلِّها مجتمعةً هي التي أَدَّت إلى مثل هذه النتيجة السيئة.

 

 

– ذكرتم أن ديوان العطاء كانت أحد أسباب التخاذل، ونحن في هذا الزمن كان النظام السعودي ولا يزال يعتمد على اللجنة الخَاصَّة.. كيف تنظرون إلى هذا الترابط؟

كما تفضلتم، نعم اللجنة السعودية الخَاصَّة كانت تصرف مرتبات لأكبر شخص في النظام إلى أصغر شيخ في اليمن، إضافة إلى الوزراء وقيادات الجيش والأمن والمحافظين، ووجدنا الكثير من هؤلاء ذهبوا إلى العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، وحضروا إلى الرياض ومن لم يحضر منهم تم قصفه وقصف بيته حتى ولو لم يكن في صف المجاهدين، أَو ربما كان محايداً ولم يتحَرّك إلى هناك؛ ليؤدي المهمة التي يؤمر بها من النظام السعودي.

إذن، مسألة المال وَبعث الوعي وعدم الارتباط بأعلام الهدى، مسألة أن الناس يسمعون التوجيهات من أعلام الهدى ومن كتاب الله ومن ثم لا يلقون لها بالاً، كلها هذه أسباب ستؤدي إلى هذه النتائج السيئة، ونحن معنيون جِـدًّا بالاستفادة من التاريخ، هؤلاء الشيوخ عليهم إذَا كان هناك من رسالة نوجهها اليهم نقول لهم: اتقوا الله عزَّ وجلَّ، وانظروا إلى أُولئك الذين قتلوا الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-؛ بسَببِ المال، أين ذهبوا؟!

فهؤلاء الشيوخ ماذا جنوا من قتل الشعب اليمني وتدمير اليمن وتدمير شعبهم؟! ما الذي سيجنونه من قصف شعبهم؟! هم سيموتون في النهاية حتى هذا الذي يأمرهم في يوم من الأيّام وفي لحظة من اللحظات سيرميهم في أطرف منعطف تاريخي سيرميهم في المزبلة، وبالتالي ستحل عليهم اللعنةُ أينما ثقفوا، والخزي والعار وغضب الله وسخطه عليهم في اليوم الآخر، وهناك عقوبات ستنالهم حتى في الدنيا، وعليهم أن يراجعوا حساباتهم وأن يستفيدوا من التاريخ.

فأين هو يزيد الآن وأين هو الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-؟!

الحسين اليوم حيٌّ في القلوب بثقافته بقيمه بأخلاقه حتى بمقامه، وكم هم الزوار الذين يزورون مقامه؟ وكم الذين يزورون قبر يزيد بن معاوية الآن؟! من يذهب لزيارة يزيد؟! لا يعرف حتى قبرُه؛ لأَنَّه لا أحد يريد هذا الشخص، انظر إلى الخلود، هذا هو خلود الشهادة يتجلّى في الدنيا قبل الآخرة، وما بالك بها؟ ولهذا نحن معنيون بمراجعة مواقفنا على هذا الخصوص.

 

 

– فيما يخص الاستفادة من حجم التضحيات التي قدمها الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- في كربلاء، ومقارنتها بحجم ومستوى التضحيات التي قدمها الشهيد القائد -سلام الله عليه- في كربلاء مران، إضافة إلى حجم التضحيات التي يقدمها الحسينيون من أبناء شعبنا اليمني في مواجهة العدوان في أكثر من 40 ساحة كربلائية؟

هذه التضحياتُ من تلك، وكربلائنا اليوم هي من كربلائه، وعاشوراءاتنا هي من عاشورائه، وما نحن ومجاهدونا وأبطالنا إلا بركة من بركات الإمَـام الحُـسَين -سلام الله عليه-، وثورة لا يزال يهتف بشعارها بعد 1400 عام في الكثير من الشعوب الحرة.

فهذه ثورة أصيلة عبرت حدود الزمان والمكان “هيهات منا الذلة”، أليس المجاهدون الآن يحملون نفس الروح الحسينية، روحية الإباء والتضحية، والجهاد والفداء وهم يهتفون بذلك الهتاف الحسيني ويقولون هيهات منا الذلة؟!

وبالفعل إن كان هناك من نتيجة فإن مجاهدينا لا يمكن أنهم قد يكونون اكتسبوا هذا الصمود وهذا الثبات إلَّا؛ لأَنَّهم يمضون على ذات الخط الحسيني، وأصبح مجاهدونا في كُـلِّ الجبهات يمثلون الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، وفي كُـلّ معركة يمثلون فيها كربلاء، وينتصر فيها الدم على السيف، وكنا في الماضي نقرأ كربلاء الإمَـام الحُـسَين كقصة فقط، ولكننا الآن نعيش كربلاء الواقع، وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، ونعمة كبيرة منه بصمودها وصبرها وتضحياتها، فنحن نشاهد الحسين ونشاهد طفل الحسين وهو يُقتل، نشاهده في أطفالنا ونسائنا الذين يقتلون بطيران العدوان، نشاهد سبب لماذا يقتلوننا؛ لأَنَّنا خرجنا عن شرعيتهم وشرعية ترامب، وشرعية دميتهم السخيفة، مثل ما قالوا إن الإمَـام الحُـسَين خرج على شرعية يزيد وإنه يرفض هذه الشرعية، وإنه لم يرضَ أن يبايع، بنفس حديثهم اليوم عن شق عصا الأُمَّــة والانقلاب عن الشرعية و…، بنفس الكلام الذي يتكرّر اليوم وبنفس الأحداث.

 

 

– نعود إلى انتصار الدم على السيف.. ماذا أثمر دم الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- في كربلاء الماضي؟ وماذا أثمر دم الشهيد القائد حسين العصر -سلام الله عليه- في هذا الوقت؟

هناك ثمار آنية حصلت وهناك ثمار استراتيجية، الثمار الآنية أُطيح بالدولة الأموية، فحين استشهد الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- في 61 هجرية، انتهى حكم بنو أُمَيَّة في عام 65 هجرية، أربعة أعوام فقط.

أيضاً تهيأت الأُمَّــة بشكل أفضل، فأنت عندما تقارن قتلة الإمَـام الحُـسَين ستجد أنهم كلُّهم من العراق، لكن بعد 60 سنة من هم قتلة الإمام زيد -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-؟ ليسوا من أهل العراق بل من أهل الشام، بحيث أن العراقيين لم يعودوا في يد الدولة الأموية، وهم متمردون ولا يريدون القتال مع الأمويين حين زاد الوعي لديهم واستفادوا من درس الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، بالإضافة إلى أن ثورة الإمَـام الحُـسَين كانت أوّل ثورة ضد الظالم والفسوق، ومن ثم جاء بعدها ثورة الإمام زيد -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-.

ومن المكاسب الاستراتيجية للأُمَّـة، أن هذه الثورة كانت الفاتحة وهي أم الثورات، حتى ثورات زعماء قبائل في بلدان مختلفة ليسوا من آل البيت مثل الحارث بن سراج، وابن علفة، والبربر في المغرب العربي، وآخرون ممن ثاروا على بني أُمَيَّة ورفعوا نفس الشعار الذي رفعه في كربلاء؛ من أجل العودة إلى القرآن وإحياء السُّنة وقتل البدعة فكانت هذه بركات ومكاسب.

وما نحن اليوم فيه لا زلنا نجني ثمرات ثورة الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، الشهيد القائد -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- عندما يتحدث في دروس من وحي عاشوراء أنت تجد أنه يحاول توظيف تلك المعرفة التاريخية لإيجاد أناس يستفيدون من هذه الواقعة التاريخية لصناعة تاريخ جديد، وتجنب التاريخ السيئ، فكان يدعو الناس إلى أن لا يكونوا من أمثال أُولئك الذين شاركوا في دماء الحسين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، حين قال: “من يهيأ الساحة اليوم لتقبل أمريكا وإسرائيل هم أسوأ من أُولئك الذين شهروا سيوفهم في وجه الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-“؛ لأَنَّ المسألة أخطر، فكان صمودُنا وثباتنا وجهادنا في مقاتلة اليزيديين الجدد المتمثلين في أمريكا وإسرائيل والصهاينة وعملائهم، ليس إلَّا بركة من بركات الإمَـام الحُـسَين -سلام الله عليه-.

ومن أهم مكاسب الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- أنها تؤسس للثورات إلى يوم القيامة وفتح الباب على مصراعيه لعدم تقبل أي حاكم ظالم في الإسلام، ولا يمكن للأُمَّـة أن تقبل به فقد زال عهدُ الظالمين، وهذه مسألة محسومة والإمَـام الحُـسَين كرّس هذه القضية بدمائه وتضحياته وجهاده.

 

 

– أمتنا الإسلامية وشعوبنا بأمس الحاجة إلى تعميم وتعميق الثورة الحسينية والثقافة الحسينية في عقول وأفكار أبنائنا وَالأجيال القادمة لمواجهة المخطّطات الصهيوأمريكية وعملائها.. هل هناك استراتيجيات لدى قيادة المسيرة القرآنية لفعل ذلك ومواجهة الثقافات المغلوطة والأفكار المظللة والمنحرفة؟

المسيرة القرآنية اليوم تجاوزت الطائفية والمناطقية، ونشطت لإعادة الناس إلى كتاب الله وتعميم ثقافة القيم والمبادئ الدينية والإنسانية السليمة، وأعادت الأُمَّــة إلى المصدر الأَسَاس ليكون سقفاً للجميع، وبالتالي تحرص مسيرتنا القرآنية على إحياء مثل هذه المناسبات وغيرها ذات الصلة بمنابع ومصادر الهدى.

ومثال على ذلك، لماذا نحن حريصون على إحياء هذه المناسبة؟؛ لأَنَّها تساهم في إفساح وتوسيع مساحة الوعي لدى المجتمع الإسلامي وعلى مستوى الساحة الوطنية من الحديدة إلى صعدة وإلى مختلف المحافظات والمديرات الحرة، ومن المناطق التي لم تكن تعرف عن هذه المناسبات.

ولهذا تجد وتلمس نتائج مبشرة بزيادة الوعي والثورة الواعية، لا سِـيَّـما ونحن نجد كلما قِيل عن الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- في واقعنا اليوم، يتكرّر بشكلٍ واضحٍ جِـدًّا، ونجدَ أنفسنا حسينيين في كُـلِّ شيء، ومما يسهم في توسيع الثقافة الحسينية الفعالياتُ ومحاضرات ودروس الشهيد القائد وكذا محاضرات وخطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وكلُّ ذلك يصبُّ في توسيع الثقافة القرآنية الحسينية ونشرها؛ لكي نواجه التحديات التي نعيشها اليوم، وليست المسألة أن بيت القصيد ذات المعرفة التاريخية فقط، بل نسعى لتحويل هذه المعرفة التاريخية إلى واقع وسلوك وقيم ومبادئ فينا نطبقها على الواقع، وبالتالي تجد هذا الثبات وهذا الصمود والصبر، لماذا هذا الثبات؟ هذا بركة وثمرة لهذا التحَرّك الثقافي الواعي، ولو لم يكن هذا التحَرّك الثقافي قد خلق هذا الوعي لما وجدنا هؤلاء المقاتلين بهذه الروحية العالية التي تتحدّى كُـلّ التحديات وترى في أمريكا أنها قشة، وليست عصا غليظة كما يقول الشهيد القائد -سلام الله عليه-، هذا وغيره من النشاطات التي صنعت هذه الأُمَّــة، التي أصبح لها شأنٌ كبير على مستوى العالم الإسلامي، وبإذن الله في قادم الأيّام سيكون لها دور أكبر وأعظم.

 

 

– هل من رسالة تودون إيصالها في ختام الحوار؟

نقول لهم: أفضلُ من يعبّر عن ثورة الإمَـام الحُـسَين وأقوى من يمثلها وينتصر لها ويقودها اليوم، هم أنتم أيها المرابطون المجاهدون، هم أنتم أيها الشهداء، هم أنتم أيها الجرحى، هم أنتم أيها الأسرى، هم أنتم يا أسر الشهداء والجرحى والمرابطين والمفقودين والأسرى، هم أفضل من يعبّر عن ثورة الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ-، وعن رجالها وعن نسائها وعن أحرارها.

ونقول لهم: هنيئاً لكم أنكم تمضون في هذه الطريق العظيمة التي تصل بكم وتربطكم بتلك الثورة الحسينية الأصيلة، فهنيئاً لكم هذا المقام العظيم، وهنياً لكم هذا الخلود، فالإمَـام الحُـسَين الذي اتخذتموه لكم نموذجًا وقيمة إنسانية للأحرار جميعاً في كُـلّ العالم، فليس إماماً للشيعة ولا للزيدية ولا لغيرهم، بل هو إمام للأُمَّـة بكلها وإمام الإنسانية والأحرار في هذا العالم، وأيُّ حر في هذا العالم سيجد أن الإمَـام الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- هو مثلُه الأعلى الذي يجب أن يقتفيه ويمضي في طريقه.

وأيُّ شخص يتطلع إلى العزة والكرامة وعيشة الأحرار، سيكون الإمَـامُ الحُـسَين الشخصيةَ التي يتقمصها؛ ولذلك نجد حتى الأحرار الذين ليسوا من المسلمين يضربون به الأمثال، ومن أُولئك الزعيم الهندي غاندي حين يقول: “علمني الحسين أن أكون مظلوماً فانتصر”.

وعندما يكتب المؤرخون الغربيون عن الثوار والأحرار، يأخذ الإمَـامُ الحُـسَين -عَلَيْــهَ السَّلَامُ- المكانَ الأول في هذا الجانب، وهذا يعطينا درساً بأن الحسين قيمةٌ إنسانية لكل الإنسانية، وليس فقط لمذهب أَو طائفة أَو دين، وَمن الخطأ حين نظلم الإمَـام الحُـسَين بأنه لهذه الطائفة أَو تلك الجماعة فنظلمه ونظلم ثورته ولا نقدمه للأُمَّـة بالشكل الذي كان عليه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com