كربلائيون

 

مرتضى الجرموزي

مع كربلاء وذكراها الأليمة، نعيش المسيرة الجهادية وعلى امتداد الساحة العربية والساحة اليمنية على وجه الخصوص، نحتفل بذكرى عاشوراء يوماً بعد آخر لستة أعوام، وأحرارُ اليمن كربلائيون يعيشون الهدف والموقف والصف والمسيرة الواحدة قولاً وفصلاً في مواجهة يزيد كُـلِّ عصرٍ.

نرى الحقَّ كَثيراً لا يُعمل به، ونرى الباطل كثيراً يُعمل به، وشتّان ما بين هذا وذاك، مواقف إيمانية يسطّرها رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله، لم يبدّلوا قولاً جاء به رسول الله ولم يغيرّوا مقاله، من لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى.

طريق رسمها الله وجاء بها عدلاً ودالاً وراشداً، اخترناها طريقاً نسير عليها بعزة الإسلام وحيوية القرآن وإباء الجهاد وحرّية من عبّد نفسَه لله سخر حياته ومماته وممتلكاته لله، وفي الله وفي سبيله وفي مرضاته.

بمحض إرادتنا وثبنا جهاداً إلى جبهات وميادين القتال، تتوافد الرجالُ أفواجاً ذوداً عن الدين والعرض والكرامة، وإعلاءً لكلمة الله ونصرة عباده المستضعفين، وفي كُـلّ مكان سنعلنها صرخةً مدوّيةً هيهات منّا الذلة، يسمعها كُـلّ قاصٍ ودانٍ من أرباب وأذناب النفاق، يسمعها من كان فيه أذنيه صمم، فهو يراها صرخة زلزلت وستستمر زلازلاً تهدّم العروش وتقهر الجيوش.

كربلاء عاشوراء نعيشها كُـلّ يوم، وذاك السبط شهيد كربلائي حي معنا يجاهد خبثاً وكفراً لعيناً كان له يزيد بن معاوية علماً وقائداً دجّن الأُمَّــة بقضه وقضيضه وسيفه وماله، أحكم بقبضته الشيطانية أمر المسلمين، عاث فيها الفساد والقتل والخراب وهدّم جسور أواصر الأُمَّــة وقيمها وجعلها في صفّه تقاتل أحفاد رسول الله وأتباعه.

يزيد ما بين الأمس واليوم حاضر بشخصه وصفته ومكانته المنحطّة، فمن الكوفة وكربلاء الحسين إلى مكة والإمارات وكربلاء اليمن، يزيد حاضرٌ بجيشه وزبانيته يقود معركةَ الباطل في مواجهة الحق بنفس الوتيرة العدائية والحقد الأموي، نرى الصلف السعودي الوهَّـابي يمثّل نسخة من يزيد بطشاً بالأمة وامتهاناً بكرامتها، قتلاً وحصاراً في كُـلّ مقومات الحياة.

وما النظام السعودي والإماراتي إلّا صنيعة الخبث اليزيدي الأموي، وهما فرعان من شجرة خبيثة لا تثمر إلّا خبيثاً بدأ أصلها من يوم السقيفة اليوم المشؤوم، ومع تراكم الأحداث وتهرّب الأُمَّــة خوفاً وخنوعاً من القيام بواجبها الديني تجاه الطلقاء وأبناء وأحفاد الطلقاء، كانت الأُمَّــة ساحة جرم للأنظمة الأموية المتعاقبة، مما أَدَّى إلى انحرافات خطيرة قصمت ظهر الأُمَّــة، وهي ترى غلمان وأرباب بيوت الدعارة والفجور يتحكّمون بأمرها.

وما حصل في عاشوراء الحسين من قتل وتجويع وسبي بنات رسول الله، ما هو إلا نتاج طبعي لخنوع الأُمَّــة، وهو ما نراه اليوم يتجدّد هذا الظلم والطغيان اليزيدي السعودي الوهَّـابي جاثم على صدر الأُمَّــة، ولولا حكمة وإيمان وصدق وولاء أحرار اليمن وعشقهم لرسول الله وأئمة آل بيته وأعلام دينه، لكانت اليمن تعيش الذل والانحطاط، ولكن ببركة الله وجهاد الرسول وشجاعة الإمام علي وتضحيات الحسين وأصحابه في كربلاء نعيش السعادة والجهاد في مقارعة الطغيان الأموي، وبإذنه تعالى لن نجد ما يثبطنا أَو يثنينا عن مواصلة درب الحسين وأصحاب الحسين، وسنعجل من الحرب الأموية الوهَّـابية اليهودية عاشورائية انتصار بعون الله، وسينتصر الدم على السيف، وهيهاتَ للأذناب أن نتركهم يفسدون ويقتلون ويعيثون الفساد الديني والأخلاقي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com