السلطاتُ المحلية بالمحافظات وعددٌ من مؤسّسات الدولة تحيي ذكرى عاشوراء

تحت شعار “ثورة ضد الظلم والطغيان”:

 

المسيرة | عباس القاعدي

أحيت السلطاتُ المحليةُ في مختلف المحافظات، وعددٌ من مؤسّسات الدولة، أمس السبت، يومَ “عاشوراء” ذكرى استشهاد الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام-، بفعاليات خطابية وقصائد شعرية تعبّر عن عظمة المناسبة ودلالاتها الثورية، والجهادية، التي تعبر عن الإسلام بالقول والفعل والموقف.

 

الداخلية تؤكّـد أن الذكرى مدرسة متكاملة:

وتحت شعار ثورة ضد الظلم والطغيان، أحيت وزارة الداخلية، ذكرى استشهاد الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام-، بفعالية خطابية حضرها عدد كبير من أعضاء مجلسي النواب والشورى، وقيادات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية، حيث ألقى الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد عبد الخالق العجري، كلمةً رحّب فيها بالحاضرين في الفعالية، وأكّـد أن وزارةَ الداخلية تقيم هذه الفعالية كواجب تجاه أعظم ثورة في وجه الظلم والطغيان، لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام- وتضحيته في سبيل الحق ونصرة المظلومين والمستضعفين.

وقال العجري: إن عاشوراء مدرسة في الثورة والعطاء، وتتجسد أهميتها في الاقتداء بهذه الشخصية الإنسانية العظيمة، والتفاف الأُمَّــة حولها؛ مِن أجلِ مناهضة قوى الاستكبار والهيمنة الأمريكية على الشعوب العربية والإسلامية، مُشيراً إلى عظمة ثورة الحسين واستمراريتها عير الأجيال لتفضَحَ المنافقين وتكشفُ مواقفَهم المعادية.

وَأَضَـافَ: لقد تعلمنا من الحسين الوقوف في وجه الظلم منفرداً، ولقد ضرب لنا مثلاً في ذلك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، الذي أحيا مبدأَ العزة والكرامة في الأُمَّــة، مُشيراً إلى أن أهلَ بيت رسول الله، تعرَّضوا عبر الأجيال، للتنكيل والملاحقة من قبل أعداء الله وأعداء رسوله.

ولفت إلى أن الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإجرامية اليوم بحق الشعب اليمني، هي امتداد لجرائم كربلاء، التي ارتكبت بحق آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، مؤكّـداً أن وفاء أصحاب الحسين تجلى من جديد في المجاهدين من أبناء الجيش واللجان الشعبيّة ورجال الأمن، الذين لم يتخلوا عن القيادة القرآنية.

من جانبه، ألقى عضو المكتب الثقافي لأنصار الله يحيى قاسم أبو عواضة كلمة المناسبة، التي أكّـد فيها أن الشعب اليمني اليوم يحيي هذه الذكرى وهو يعيش في واقعه المظلومية التي هي امتداد لمظلومية الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام-، وامتداد للمعاناة التي عانتها الأُمَّــةُ في كُـلّ مراحل تاريخها، من الطغيان اليزيدي، والإجرام اليزيدي.

وَأَضَـافَ: شعبنا اليمني اليوم معتدى عليه بغير حق، ذنبه تمسكه بمبادئه، تمسكه بحريته، وحقه في الاستقلال، ذنبه قِيَمُه التي أبى إلا الثبات عليها، والتي أبت له إلا أن يكون شعباً حراً وكريماً وعزيزاً، مُشيراً إلى أن اليمن يعيش محنة كربلاء، وهو مظلوم، يقتل أبناؤه رجالاً ونساءً وأطفالاً، وهو يستهدف بكلِّ أشكال الاستهداف، بدون قيود ولا حدود ولا ضوابط يلتزم بها المعتدون، أَو يراعيها أُولئك الطغاة المجرمون.

وتابع: “هذه الذكرى، في هذا الواقع الذي يعيشه شعبنا، في الظروف التي يعيشها، لها أهميتها البالغة؛ لأَنَّها ذكرى لواقع يعيشه، يعيش أجواءَه، يعيش محنته، وهو أَيْـضاً –بحكم هُويته الإسلامية، وانتمائه للإسلام العظيم–، شعب حمل وسام الشرف الأعلى حينما قال عنه الرسول محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

كما تطرق عضو المكتب الثقافي لأنصار الله، إلى موقف الشعب اليمني، في مبادئه، وقيمه، وتوجّـهاته، المرتبطة بالمسار والطريق الصحيح، متمسكاً بالإسلام العظيم، الإسلام المحمدي الأصيل، الذي كان الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام- فيه رمزاً عظيماً من رموزه.. مؤكّـداً أن الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام- كان في مقامه، وفي موقفه، وفي حركته، وفي ثورته، وفي جهاده، وفي استشهاده وتضحيته، يحمل راية هذا الإسلام، يمثل هذا الإسلام بحق، يعبر عن هذا الإسلام بالقول وبالفعل وبالموقف.

 

السلطاتُ المحلية بريمة تعتبر عاشوراء محطةً لتصحيح مسار الأُمَّــة:

وفي السياق، نظّمت قيادة أمن محافظة ريمة، أمس السبت، فعالية خطابية، تحت شعار “هيهاتَ منا الذلةُ”.

وخلال الفعالية التي حضرها مسؤول المكتب التنفيذي بالمحافظة زيد الوزير، وأمين عام محلي ريمة حسن العمري، ووكيل المحافظة محمد مراد، ونائب مدير من المحافظة العقيد عبدالله عبود، ألقيت عددٌ من الكلمات التي أشارت إلى أهميّة هذه الحادثة التي تجسد الحق من الباطل وأهميّة خروج الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام- ليسطع بالحق في وجه الظالمين.

وأشارت الكلمات إلى المراحل التاريخية التي جرت قبل فاجعة كربلاء ذكرى يوم عاشوراء، وما مثلته هذه الواقعة من مفصل تاريخي في مسيرة البشرية والمسلمين على وجه الخصوص، وأهميّة مواجهة الظلال والانحراف الذي حاول أعداءُ الدين والأمة إعادته وتكريسه في واقع المجتمع كي يسهل الانحراف بهم عن الأهداف الأَسَاسية للدين الإسلامي.

وأضافت الكلمات، أن ذكرى عاشوراء درس وواقعة تاريخية تدعو الجميع إلى مراجعة موقفهم من واقع الدين والأمة الإسلامية، وأن تقف مع الحق وأهميّة أن يقف الجميع في مواجهة طغاة العصر أمريكا وإسرائيل والأنظمة العميلة لهم، على رأسها النظامان السعودي والإماراتي ومن يدور في فلكهم من أنظمة ومرتزِقة وخط الضلال الذي هم عليه.

 

موانئ البحر الأحمر تدعو للاستفادة من دروس الصبر والتضحية:

بدورها، نظمت مؤسّسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، بمحافظة الحديدة، أمس السبت، فعاليةً خطابية حضرها وكيلا المحافظة محمد سليمان حليصي وعلي أحمد قشر.

وخلال الفعالية التي أقيمت بقاعة الاحتفالات بميناء الحديدة، أشار وكيل المحافظة علي الكباري، إلى أهميّة إحياء ذكرى عاشوراء واستشهاد الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام-؛ باعتبَارها محطةً تاريخيةً في مسيرة وحياة البشرية والمسلمين.

وأوضح الكباري أن ذكرى عاشوراء محطة هامة يستلهم منها أبناء الأُمَّــة الدروس والعبر في مواجهة ومقارعة الطغاة والتضحية والفداء في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة المظلومين.

فيما تطرق مدير عام الشؤون القانونية مطهر العمدي، في كلمته عن المؤسّسة إلى أن ذكرى عاشوراء واقعة تاريخية ينبغي على الجميع مراجعة موقفهم في مواجهة طغاة العصر أمريكا وإسرائيل والأنظمة العميلة، وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي ومن يدور في فلكهم من أنظمة ومرتزِقة.

وأشَارَ إلى أن ما يحدث لليمن من عدوان إنما هو امتداد للمخطّط الأمريكي الإسرائيلي التآمري لإخضاعه للنفوذ الأمريكي الصهيوني، لكن ذلك تحطم أمام صخرة صمود وثبات الشعب اليمني الذي سطر وما يزال يسطر ملاحم بطولية دفاعاً عن الوطن.

وأشاد العمدي بموقف الشعب اليمني الثابت والداعم للقضية الفلسطينية والرافض للمؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية رغم المعاناة التي يمرُّ بها اليمن جراء العدوان والحصار على مدى ست سنوات.

كما أشاد بكافة الانتصارات التي حقّقها ويحقّقها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف ميادين وجبهات العزة والبطولة والفداء، وما تم تحقيقه في محافظة البيضاء مؤخّراً من اجتثاث للدواعش والقاعدة والمرتزِقة ليبعَثَ على الفخر والاعتزاز، وأن النصرَ على الأعداء قادم لا محالة.

بدوره، أكّـد الشيخ عبدالرحمن الأهدل في كلمته عن العلماء، أن ثورة الحسين -عليه السلام- ثورة حية تحَرّكت في عقل الأُمَّــة قبل عاطفتها، فكانت ثورة غنية بشعاراتها الصادقة وأهدافها النبيلة، ولهذا لم تكن كباقي الثورات، والتاريخ الإسلامي غني بالثورات، إلا أن هذه الثورة هي الوحيدة التي لا يزال ذكرُها يتجدد ويتقدم، فكتب لها الخلود على مر الزمان.

ونوّه الأهدل بأنه لا يمكن إحياء عاشوراء بدون التركيز على ذكر مواقف وبطولات وتضحيات الإمَــام الحُـسَين في مجزرة عاشوراء التي هي معركة بين الحق والباطل، وبين العدالة والظلم، وبين العزة والكرامة والحرية مقابل الذل والهوان والقهر والاستبداد والفساد.

 

القطاع الصحي بذمار يؤكّـد واحدية المظلومية من كربلاء إلى صعدة وصنعاء:

كما نظّم القطاع الصحي بمحافظة ذمار، أمس السبت، فعالية ثقافية، أكّـد خلالها المحافظ محمد ناصر البخيتي، أهميّة الاستفادة من ذكرى استشهاد الإمَــام الحُـسَين في الثبات على الموقف الحق ومواجهة قوى الباطل والطغيان، مُشيراً إلى أن التحديات التي واجهها الإمَــام الحُـسَين هي نفسها التي يواجهها الشعب اليمني، وهذا الصراع امتداد للصراع بين الحق والباطل.

ولفت إلى أن الشعب اليمني يخوض اليوم أشرفَ معركة ويواجه تحديات كبيرة ومؤامرة خطيرة، لا تقل أهميّةً عن المعركة التي قادها الإمَــام الحُـسَين ومن كانوا معه ضد قوى الطغيان والاستكبار، موضحًا أن التخاذل في هذه المرحلة جريمة، ولا مجال فيها للحياد؛ لأَنَّنا نواجه عدواناً غاشماً، مؤكّـداً أن العدوان ومرتزِقته قاب قوسين من الانهيار والسقوط.

وحث المحافظ البخيتي، الجميعَ على استلهام الدروس من ثورة الإمَــام الحُـسَين من خلال التحَرّك الجاد لدعم المرابطين بالجبهات ومواجهة العدوان حتى تحقيق النصر.

فيما أكّـد مدير مكتب الصحة الدكتور خالد الحجي، أهميّةَ أن نستمد من ثورة الإمَــام الحُـسَين الإيمان بعظمة التضحيات التي نقدمها اليوم في مواجهة العدوان كخيار وحيد؛ كون البديل هو الذلة والخضوع لقوى الهيمنة والاستعمار.

 

أكاديميون بعمران يناقشون أهميّة وأبعاد إحياء عاشوراء:

من جانب آخر، أُقيمت، أمس، بجامعة عمران ندوة في ذكرى استشهاد الإمَــام الحُـسَين علية السلام تحت شعار “حسين مني وأنا من حسين”، بالتنسيق مع الملتقيات الأكاديمية والإدارية والطلابية.

وخلال الندوة التي حضرها وكيل المحافظة عبد العزيز أبو خرفشة، ورئيس الجامعة الدكتور حسين عشيش، قدمت أوراق عمل لرئيس مركز الدراسات والبحوث بالجامعة الدكتور عادل غنيمة، ونائب مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد يحيى الشهاري، أشارت إلى الدوافع والخلفيات التي انطلقت منها الثورات عبر التاريخ وأهميّة استلهام الدروس والعبر من ثورة الإمَــام الحُـسَين في مقارعة الظلم والطغيان ومناصرة الحق والوقوف ضد الباطل.

وتطرقت إلى عواقب تفريط الأُمَّــة بأعلام الهدى والارتباط والولاء لأعداء الإسلام والمسلمين.

وتناولت الأوراق، أساليب قوى الطغيان في الإجرام وسفك الدماء، كما يحدث اليوم للشعب اليمني جراء جرائم العدوان بحق الأطفال والنساء منذ ما يقارب ست سنوات.

وأشارت إلى أهميّة ذكرى عاشوراء في تاريخ الأُمَّــة الإسلامية والاقتداء بالإمَــام الحُـسَين والاستفادة من سيرته العطرة ومواجهته للطغيان، وترسيخ هذه الثقافة لدى الأجيال في مواجهة الطغيان وواجباتهم تجاه الوطن والدفاع عنه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com