أبطالُ الجيش واللجان يستكملون تحريرَ معسكر “الخنجر” بالجوف وعدسةُ الإعلام الحربي توثّق مشاهدَ بطولية للعملية

 

المسيرة: منصور البكالي

استكمَلَ أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة تطهيرَ معسكر الخنجر الاستراتيجي والمناطق المحيطة به في محافظة الجوف شمال شرقي صنعاء بعد أن لاذا المرتزِقةُ بالفرار، تاركين وراءهم أسلحةً وغنائمَ كبيرةً لجيشنا الباسل واللجان.

ووزّع الإعلام الحربي، أمس الجمعة، مشاهدَ من ضمنها مدرعات عسكرية على امتداد النطاق العملياتي للعملية العسكرية وتؤكّـد عملية السيطرة الكاملة على المعسكر، وحجم الأسلحة التي خلفها المرتزِقة وراءهم، الخيبة “المدوية” للعدوان الأمريكي السعودي جراء هذه الهزيمة..

وبالسيطرة على هذا المعسكر، يكونُ أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة قد تمكّنوا من تضييق الخناق على آخر معسكرات المرتزِقة في الجوف وتحرير ما تبقى من مديرية خب والشعف بالمحافظة.

ولجأ أبطالُ الجيش واللجان إلى توجيه ضربات مسدَّدة استهدفت التحصينات والتباب التي كان يتمركز فيها منافقو العدوان، وبعدها بدأت عمليةُ الهروب الجماعي كعادة المرتزِقة في ميدان المواجهة، وهنا توثّق عدسةُ الإعلام الحربي المشاهدَ كعادتها، وتظهر لقطات لفرار المرتزِقة نحو الصحراء تاركين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ومعدات عسكرية منتشرة على طول وعرض المعسكر.

وامتدت عملية التطهير إلى ما بعد معسكر الخنجر لتشملَ القرى المحيطة، ومنها قرية بير عزيز، والتي كان يتخذ منها مرتزِقةُ العدوان معقلاً لتجمعاتهم وعناصرهم وللتمترس بين المواطنين.

وأظهرت المشاهدُ المحاولاتِ البائسةَ لطيران العدوان الأمريكي السعودي في مساندة المرتزِقة، وعدم تمكّنهم من إعادة التموضع والانتشار في المناطق التي فروا إليها والمحاذية لجبهة الخنجر.

وتكمُنُ الأهميّةُ الاستراتيجيةُ لمعسكر الخنجر في محافظة الجوف في كونه أهم المعسكرات في مديرية خب والشعف والواقع على الحدود اليمنية مع السعودية والمهيمن على صحراء الربع الخالي نحو نجران ومأرب.

ويقول الخبير والمحلل العسكري العميد الركن عابد الثور: إن قواتنا العسكرية انتزعت موقعاً استراتيجياً مهماً، كان يستخدمه مرتزِقة العدوان في الإسناد والإمدَاد والتحصن في مديرية خب والشعب والاستمرار في الوجود العسكري في المناطق الممتدة المحيطة به.

ويؤكّـد العميد الثور في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن معسكر الخنجر يطبق الحصار على الكثير من المناطق والمنافذ التي من الممكن أن ينفذ منها العدوّ، مُشيراً إلى أن معسكر الخنجر موجود منذ أكثرَ من 50 عاماً ويستحيلُ منه دخولُ العدوّ إلى محافظة مأرب أَو إلى محافظة الجوف أَو إلى مناطقَ مهمة.

ويضيفُ العميد الثور أن تحريرَ معسكر الخنجر يمثل خسارةً كبيرة على قوى العدوان ومرتزِقتهم، حيث فقدوا موقعاً عسكريًّا كانوا يعتمدون عليه كَثيراً وحجر زاوية في استمرار التواجد في محافظة الجوف، لافتاً إلى أن تحرير هذا المعسكر يعطي دلالة كبيرة على قوة وقدرة الجيش واللجان الشعبيّة في الصمود على الميدان وكفاءتهم في إدارة المعركة على الصحراء، وتمتعهم بمهارات وخبرات عسكرية استطاعت تحييدَ فاعلية طيران العدوان والحسم في المعركة البرية.

ويؤكّـد المحلل والخبير العسكري الاستراتيجي العميد الركن عابد الثور للعالم ولكل القوى أن الشعب اليمني يمتلك مدرسة عسكرية في التخطيط والتكتيك العسكري، وأن مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة على مدى خمسة أعوام سطّروا أروعَ الدروس والعِبَرِ في الحنكة العسكرية والاستراتيجية العسكرية، وما تحرير معسكر الخنجر إلَّا دلالة كبيرة على القدرة على التخطيط التكتيكي والعملياتي والاستراتيجي والقدرة كذلك على أداء المهام بكفاءة ومستوىً عالٍ جِـدًّا، لافتاً إلى أن هذا يعطي مؤشراً كبيراً أن قواتنا تتعاظم قدراتها ليس فقط في القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر والدفاع الجوي وإنما حتى على صعيد المعركة البرية وكل القوات التي انعكست على الانتصارات والتقدمات الكبيرة على صعيد المعركة التكتيكية.

ويضيف العميد الثور بأن تحريرَ معسكر الخنجر سيسهم في تقدم وتوغل الجيش واللجان الشعبيّة صوب نجران في حال استمرار العدوان والحصار على شعبنا اليمني، وسيكون هذا المعسكر من الأنساق الأولى في المد والإسناد وكسر الخطوط الدفاعية للعدو، والتجميع والتحشيد والانطلاق لأعمال عسكرية كثيرة خَاصَّةً باتّجاه نجران، معتبراً هذا المعسكر من أهم الأنساق العسكرية الأولى لتمر منها العمليات العسكرية باتّجاه نجران ومأرب.

ويختتم الخبيرُ العسكري الثور حديثَه بأن تحريرَ معسكر الخنجر يعد تطهيراً لما بقي من محافظة الجوف بالكامل وحماية للثروات اليمنية في جوفها ولشريطها الحدودي مع العدوّ السعودي.

ولأهميّة هذا الانتصار الكبير وتحرير المعسكر، ظهر وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي الأسبوع الماضي من قلب المعسكر، وأدلى بتصريحات نارية توحي بأن القادمَ سيكون عسيراً على النظام السعودي إذَا فضّل الاستمرار في العدوان على بلادنا.

وقال وزير الدفاع: “إذا استمررتم في الحرب، فنحن من سيتحكم بنهاياتها، فخياراتُنا كثيرةٌ وجهوزيتنا عالية للانتقال إلى مراحل الوجع الكبير، ومن بدأ العدوان والحرب ليس بيده نهاياتها، فالعواقب والنهايات بيد الله وحدَه”.

وظهر وزير الدفاع وهو نائمٌ ومستلقٍ على ظهره في الصحراء، في صورةٍ توحي بمدى الاطمئنان الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة، وأنها لم تعد تهاب الأسلحة المتطورة للعدوان.

وبالعودة إلى مشاهد الإعلام الحربي التي نقلت مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة وهم يقتحمون نقطة البرقى وجبل الشبكة فيما مرتزِقة العدوان يشردون وأحد المجاهدين يطلب من زميله وقفَ إطلاق النار عليهم وتركهم يولون الدبر، في تجسيد فعلي لأخلاقيات الحرب بمنح العدوّ فرصة للفرار والنجاة بأجسادهم بعد أن تركوا خلفهم أسلحتهم الشخصية ومعداتهم العسكرية المتنوعة.

وَمن أبرز المشاهد التي وثقتها عدسة الإعلام الحربي، مشهدٌ للآليات والدبابات والمدرعات التي لم تُجدِ نفعاً لمرتزِقة العدوان ولم تَـقِـــهم متاعبَ الهروب على أقدامهم المرتعشة، فظهرت في تلك المشاهد كمن يقول: انجُوا بأنفسكم فقد مُنعت علينا الحركة لإنقاذكم والفرار بكم.

كشوفُ أسماء المرتزِقة واستمارات تسليحهم هي الأُخرى لم يفكر العدوّ بحرقها قبل الفرار، فكانت غنيمةً أُخرى وقعت في أيادي أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، كما هي السلاسل الجبلية المختلفة في الأحجام ومستوى الارتفاع لم تقاتل إلى جوار الخونة ولم تعصمهم من قدوم مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة المحدودين في عددهم وعدتهم عبر المناطق المفتوحة من وسط قلب صحراء مديرية خب والشعف.

صعودُ مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة لجبالِ معسكر الخنجر هو مشهدٌ آخر وثّقه الإعلامُ الحربي، الذي أظهر أبطال الجيش واللجان الشعبيّة وهم يصعدون إلى الجبال الوعرة بكل بسالة، في حين يفر المرتزِقة بكل طاقاتهم نحو الصحراء بعد أن قذف الله الرعب في صدورهم فكانوا يتحَرّكون كمن يتخبطه الموت وما هو بميت لولا رحمة المجاهدين وتعاملاتهم الإنسانية حين تركوا لهم المجال مفتوحاً للهروب صوب الصحراء، وبعد أن توقفوا عن إطلاق النار وهي عادة دأب عليها المجاهدون في كُـلّ المعارك.

كما أبرزت المشاهد لقطات “لخبطة” إيصال المدد السابحة في الهواء وهي لا تزال محملةً ولم تصل بعدُ من رأس جبل الشبكة إلى أحد النقاط المحيطة بالمعسكر حين تركها المحرك لها والمحتاج لها ولاذ بالفرار عند سماعه لشعار الصرخة وهو يصدحُ من أفواه رجال الله.

الدباباتُ والمدافعُ التابعة لمرتزِقة العدوان ظهرت في المشاهد عاجزةً عن الحركة، وأوقفت الضربَ رافعةً رايةَ الاستسلام ومفضَّلةً تفعيلها للذود عن المعسكر التي تقف على رأسه والأرض المقدسة التي تتحَرّك عليها.

وتختتم مشاهدُ الإعلام الحربي بمجموعة من مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة يؤكّـدون جهوزيتهم الكاملة وبروحية عالية وكلمات صادقة على مواصلة تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم، ومردّدين شعار الصرخة؛ تعبيراً عن عظمة الانتصار الممهد لتحريرِ ما بقي من محافظة مأرب وكل التراب اليمني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com