مقبلون في القريب العاجل على الانتقال إلى مرحلة توازن الردع الخامسة والسادسة لترجمة تصريحات وزير الدفاع على أرض الواقع

أكد أن التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع تحملُ العديدَ من الرسائل

الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خالد غراب “للمسيرة”:

 

المسيرة: منصور البكالي

يحمل توقيت ومكان تصريح وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، يوم السبت الماضي، العديد من الرسائل والدلالات العسكرية والسياسية، معلناً عن بداية فعلية عن سيناريوهات متوقعة ستحدث “الوجع الكبير” للعدو الأمريكي السعودي.

ويقول الخبير والمحلل العسكري العميد خالد غراب: إن تصريحات وزير الدفاع تحمل عدة دلالات منها المكان الذي أطلقت منه، حيث أطلقت من معسكر الخنجر في مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف، ويعتبر هذا المعسكر من المعسكرات الحساسة على خط التماس ما بين اليمن والسعودية، حتى أن جارة الشر كانت خلال الأنظمة السابقة هي من تختار قيادات الألوية والضباط في هذا المعسكر، كما كانت لا تسمح بإدخَال معدات عسكرية ثقيلة إلى المكان.

ويؤكّـد العقيد غراب في تصريحه لصحيفة “المسيرة” أن الرسالة الأولى في هذه التصريحات جاءت من آخر نقطة في خطوط التماس ما بين اليمن ومنطقة نجران تحديداً، وهذه رسالة واضحة جِـدًّا، وكان بإمْكَان الأخ وزير الدفاع أن يقول تلك الرسائل من مكتبه، أَو من أي معسكر في العاصمة أَو حولها أَو في أي مكانٍ آخر، لكن أن تطلق من ذلك المكان المتقدم فلها عدة دلالات وكأنه ذهب لإعطاء الرسالة من أقرب نقطة مع العدوّ السعودي.

ويضيف غراب بالقول: “هناك عدة قراءات أُخرى للرسائل التي جاءت في طيات تصريحات وزير الدفاع، منها أننا الآن نمتلك أسلحة رادعة وأسلحة فتاكة تستطيع أن تخترق التقنيات التي استوردها الطرف المعادي مؤخّراً، والتي كانت مخصصة لاعتراض صواريخنا أَو الطائرات المسيّرة التي استخدمت في العامين 2017 وَ2018 م التي كانتا أقل تقنية وتطويراً من التي استخدمت في العام 2020م، ومما لم يعلن عنها إلى الآن بحسب التصريح الذي أكّـد بأن تكنلوجيا العدوّ لا تستطيع أن تترصدها أَو أن تعترضها”.

ويؤكّـد الخبير العسكري غراب “أن مفادَ الرسائل الأُخرى التي تريد وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة إيصالها أننا على أتم الجهوزية للانتقال إلى المرحلة الأعلى في المواجهة وهي مرحلة الوجع الكبير إذَا ما أُوقف العدوان، مع أننا جميعاً نعرف أن العدوّ لن يوقف العدوان؛ لأَنَّ القرار ليس في يده أصلاً، وطالما أن هناك دولاراً واحداً في خزائن السعودية”.

ويضيف غراب بقوله: “هناك معادلة جديدة فرضت على الميدان العسكري، وهي الانتقال من مرحلة امتصاص الضربة والدفاع السلبي إلى مرحلة توازن الردع والهجوم والتحرير، كما أن لتلك التصريحات النارية من وسط الصحراء المكشوفة للطيران دلالة عسكرية أُخرى هي بعد أن تمكّن الجيش واللجان الشعبيّة من تحرير البيضاء من أدوات المخابرات الأمريكية القاعدة وداعش فسوف ننتقل إلى تحرير ما بقي من محافظة مأرب، مع العلم بأن العدوَّ قد وضع عدّة تهديدات وأوصل عدداً من الرسائل عبر وسطاء بأنه سيستهدف البنية التحتية بمأرب وعلى رأسها المنشآت النفطية، فكانت هذه رسالة للعدو السعودي بأن الجيشَ اليمني واللجان الشعبيّة وأبناءَ قبائل مأرب ماضون في معركة التحرير”، لافتاً إلى أن الإشارة قد أعطيت إلى مشايخ وقبائل وأحرار المحافظة الذين أكّـدوا مضاعفة الجهود لتسليم المدينة دون قتال.

ويشير الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري غراب، إلى أن الرسالة الأهم في تلك التصريحات للجانب السعودي، هي أن العملية القادمة قد ربما تكون نجران، وهذا شيء نستطيع أن نفهمه ونحن في ظل تنامي الخبرات القتالية وأساليبها، وتطور الأسلحة التي نمتلكها بعد أكثر من خمسة أعوام من العدوان.

ويختتم العميد غراب تصريحه بالتأكيد على أن الجيش اليمني واللجان الشعبيّة مقبلون في القريب العاجل على الانتقال إلى مرحلة توازن الردع الخامسة والسادسة الكفيلة بترجمة تصريحات وزير الدفاع على الأرض.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com