ترقى العارُ من بيعٍ.. إلى بيعٍ بلا ثمنِ

 

عبد المنان السنبلي

على إثر الإعلان عن “اتّفاقية السلام الإماراتية الإسرائيلية”، وقف الإماراتيون على الفور مدافعين عن موقفهم من هذه الاتّفاقية أَو الفضيحة إن جاز التعبير، كأي واحدٍ طبعاً يحاول تبرير فعله بعد أن أعلن ارتكابه لجريمة أخلاقية في ميدانٍ عام.

حسبتُهم في الحقيقة سيقولون بأنهم سيستعيدون بتوقيعهم معاهدة السلام هذه جزر (أبو موسى) وطنب الكبرى والصغرى المحتلّة كما حصل مع السادات ذات يوم بعد أن وقع معاهدة كامب ديفيد واستعاد بموجبها شبه جزيرة سينا، لكن ذلك لم يحدث للأسف الشديد.

قالوا إنه وبموجب هذه الاتّفاقية أصبح يجوز لكل مسلمي العالم زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، كما أنه وبحسب تغريدة لمحمد بن زايد على صفحته على تويتر، قد تم الاتّفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، أي بمعنى وقف عملية الاستيطان، وهذا ما كذّبه نتنياهو علناً وبشكل محرجٍ لأذياله الجدد.

أيُّ عرضٍ مغرٍ هذا الذي ظفروا به وأرادوا تقديمه للأُمَّـة العربية والإسلامية كثمن لتطبيعهم الكامل مع دولة الكيان الصهيوني الغاصب؟!

ومتى كانت القضية الفلسطينية أيها النعاج تتلخَّصُ فقط في السماح للمسلمين بزيارة المسجد الأقصى أَو في وقف الاستيطان حتى تخرجوا علينا بهذا العرض الزائف وكأنكم قد جئتمونا بالذئب من ذيله أَو كما يقول إخواننا المصريون؟!

يعني السعودية منعت مسلمي العالم هذا العام من الحج إلى بيت الله الحرام، ومحمد بن زايد يبادر استكمالاً لذات المسلسل بالدفع بهم للحج إلى المسجد الأقصى الذي يرزح تحت احتلال إسرائيل!

ومن المستفيد؟!

إسرائيل طبعاً، تطبيع كامل وعلني مجاني وعائدات سياحية خيالية جراء تدفق ملايين السذج من المسلمين، وخَاصَّةً الخليجيين الذين سَيُدفَع بهم بأوامر وتوجيهات عليا من حكامهم على مدار العام لما يعتقدونه أنه حج أَو زيارة لبيت المقدس..

هل رأيتم خداعاً أكبر من هذا؟!

وماذا عن الاستيطان؟!

الاستيطان وبعد أن استكملت إسرائيل قضم ما أرادته وخططت له من أراضي الضفة الغربية، فمن الطبيعي أنه سيتوقفُ من تلقاء نفسه ولا يحتاج لهؤلاء النعاج أن يضحوا (بكرامتهم) الزائفة المطعون فيها؛ مِن أجلِ التدخل لإيقافه أَو كما يعتقدون كذباً وزيفاً.

هكذا وبهذه الطريقة والوسائل الملتوية يعمل هؤلاء الحكام وهذه الأنظمة كُـلَّ ما في وسعهم لخدمة أسيادهم هناك في واشنطن وتل أبيب على حساب قضايانا العربية المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية لا لشيءٍ إلا لأَنَّهم اعتادوا وألفوا الغوص في وحل العمالة والخيانة..

ليس هذا فحسب، بل إنهم فوق ذلك كلِّه يزيدون بأن يحاولوا تصوير الأمر للشعوب العربية كما لو أن ما يقومون به لا يأتي أَو يصب إلا في مصلحتهم، وخدمة لقضاياهم أَو هكذا يتوهمون دائماً.

الخزي والعار لهؤلاء العاهات من حكام الطوائف – النسخة الثانية، والموت والصغار لكل من يتاجر بقضايا الأُمَّــة المصيرية ولا نامت أعين الجبناء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com