احتجازُ سفن المشتقات.. الأسبابُ والغايات

 

منير الشامي

في مؤتمر صحفي لها قبل أَيَّـام، كشفت شركةُ النفط عن استنفاد مخزونها من مادتي الديزل والبنزين الذي يصل إليها وفق سياسة التقطير التي تنتهجها دولُ العدوان على مرأى ومسمع من منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ودعت في بيانها كُـلَّ أحرار العالم ومنظماته وأنظمته للقيام بدورهم الإنساني تجاه الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعبُ اليمني، وتتضاعف حدته في ظل أخطر كارثة إنسانية يعيشها اليمنيون حسب توصيف الأمم المتحدة في تقاريرها من خلال الضغط على تحالف العدوان بالإفراج الفوري عن سفن المشتقات النفطية التي تحتجزها منذ أربعة أشهر.

ومن جهة أُخرى، كشفت شركة النفط في بيانها الصحفي، عن حجم غرامات التأخير الناتجة عن احتجاز تحالف العدوان لسفن المشتقات والذي يدفع لشركات نقل المشتقات حسب ما نصّت عليه عقود النقل بمبلغ 30 ألف دولار عن كُـلّ يوم تأخير في إفراغ حمولة كُـلّ سفينة، والتي تجاوز مبلغها عن 100 مليون دولار.

هنا وطبقاً للمعلومات التي كشفت عنها شركةُ النفط اليمنية، أصبح من الضروري جِـدًّا الوقوفُ على جريمة الحرب البشعة التي يرتكبها نظام الرياض في حق الشعب اليمني والمستمرة لأكثر من 120 يوماً، وأصبح كُـلُّ مواطن يمني معنياً بمعرفة الأهداف الحقيقية التي يسعى ذلك النظام الغشوم إلى تحقيقها من وراء احتجاز سفن المشتقات النفطية، والتي أصبحت معلومة وواضحة ولا تحتاج إلى عناء للبحث عنها أو لتحديدها، وهي على النحو التالي:-

أولاً:- تعتبر جريمةُ احتجاز سفن المشتقات النفطية جريمة حرب بنصِّ القانون الدولي في حق كُـلّ أبناء الشعب اليمني دون استثناء، ما يؤكّـد أن الهدف الأول من هذه الجريمة هو فرض العقاب الجماعي على إنسانية الشعب اليمني برفع مستوى معاناتهم إلى أعلى حَــدّ من خلال النتائج الكارثية المترتبة على انعدام المشتقات في كافة قطاعات الحياة.

ثانياً:- يسعى تحالفُ العدوان من خلال استمراره في احتجاز سفن المشتقات النفطية إلى حرمان الشعب اليمني ومنع استفادتهم من الانخفاض العالمي لأسعار المشتقات وإبقاء أسعارها الداخلية مرتفعة جِـدًّا؛ كون غرامات التأخير تزيد من كلفة المشتقات النفطية وبالتالي رفع أسعار بيعها، وغرضُه من ذلك إيهامُ الشعب بفشل أهداف ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة التي ذاق الشعبُ حلاوتها وتخوفه من تدني مستوى معاناة الشعب؛ باعتبَار أن أولَ هدف لانطلاقها كان ضد الجرعة التي حاولت الوصاية الخارجية فرضها على الشعب اليمني أَيَّـام حكومة باسندوه أَو ما كانت تُعرف بحكومة الوفاق.

ثالثاً:- محاولة تعطيل ميناء الحديدة وفرض إدخَالها عبر ميناء عدن؛ لأَنَّ نجاحَه في ذلك سيتمكّن من التحكم بالكميات وإدخَالها وفق سياسة التقطير المريحة، وبقاء أسعارها للمواطنين مرتفعة ووقف إيرادات ميناء الحديدة، وبالتالي ضمان وقف صرف نصف الراتب الذي يصرفه السياسي الأعلى.

رابعاً:- سيتمكّن تحالفُ العدوان في هذا الحال أَيْـضاً من استكمال حربه الاقتصادية على الشعب اليمني التي فشل فيها، وسيتمكّن أَيْـضاً من تدمير العملة الوطنية والقضاء على قيمتها الشرائية بفرض تداول كميات العملة التي طبعتها حكومة المرتزِقة، وسينجح في سحبِ العملة الأجنبية المتبقية في المحافظات المحرّرة بالكامل، وتكون النتيجة النهائية انهيار الاقتصاد اليمني وتلاشيه تماماً.

هذه هي أهمُّ أهداف تحالف العدوان من وراء جريمة الحرب التي يقترفها في حق الشعب اليمني، وهناك أَيْـضاً أهداف أُخرى له من وراء ذلك لا مجال لذكرها الآن، وقد اكتفيت بذكر هذه الأهداف؛ مِن أجلِ أن يدرك كُـلُّ مواطن يمني مناهض للعدوان أَو موالٍ له من أنه هو الهدف الحقيقي الذي يريد العدوان القضاء عليه بكل الوسائل وبشتى أنواع الحروب، وسيظل القضاء على كُـلّ أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، هو غاية دول الإجرام الاستكبارية؛ لأَنَّه الشعبُ الوحيدُ الذي أصبح يمثّل الخطر الحقيقي الذي يعوق بني صهيون والماسونية العالمية عن قيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، والخطر الذي يهدّد وجودها والنواة الإيمانية لإيقاظ الشعوب العربية ومصدر النور الوحيد الذي سينير طريقها لتعود إلى درب عزتها وكرامتها.

ما يعني ويؤكّـد أن لا خيار أمام الشعب اليمني سوى خيار واحد لا ثاني له، هو خيار الصمود والمواجهة لهذا العدوان الصهيوأمريكي، وهو ما يجب أن يعلمه علم اليقين، وعلى الشعب اليمني أَيْـضاً أن يعرف أنه لن يستطيع الخروج من هذا الحال إلا باصطفافه جميعاً واتّحاده وتحَرّكه صفاً واحداً لمواجهة الغزاة والمحتلّين، وأن مهمته الأولى هو بذلُ جهوده لوقف الارتزاق وتحَرّكه الجاد لعودة كُـلّ المرتزِقة المغرر بهم من صف الغزاة والمحتلّين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com