تحرير مديرية “ولد ربيع” المجاورة لمأرب: سقوطُ “الدرع التكفيري” للعدوان

مقتلُ وإصابة أكثرَ من 250 تكفيرياً واقتحام 12 معسكراً ووكراً على مساحة 1000 كيلو متر مربع

 

المسيرة | خاص

أعلنت القواتُ المسلحة، أمس الثلاثاء، عن عملية عسكرية جديدة وواسعة تكلّلت بتطهير مديرية “ولد ربيع” ومحيطها في محافظة البيضاء، بمساحة 1000 كيلو متر مربع، وهي عملية مزدوجة من حيث أهميتها، حيث تمكّن أبطال الجيش واللجان خلالها من إنجاز ضربتين استراتيجيتين متزامنتين ضد تحالف العدوان ومرتزِقته، الأولى تمثلت بإسقاط معاقل التنظيمات التكفيرية التابعة للعدوان في المديرية، والأُخرى بفتحِ وتأمينِ مسار هجومي إضافي لاستكمال تحرير مأرب المجاورة، آخر المعاقل الرئيسية لحكومة المرتزِقة، وذلك في إطار تكتيكات “التطويق” النوعية التي تستخدمها صنعاء بحرفية عالية لتضييق الخناق على العدوّ في مأرب وتشتيت قواته وشل قدرته على المواجهة، الأمر الذي يرفع احتمالات اقترابِ الوعد المرتقب الذي قطعته صنعاء باستعادة المحافظة، وبالتالي يرفع مستوى الرعب والارتباك لدى المرتزِقة.

العمليةُ التي أعلن عنها ناطقُ القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في بيانٍ مقتضَبٍ، أمس، استهدفت بشكل رئيسي مديريةَ “ولد ربيع” التي كانت خاضعةً بالكامل لسيطرة التنظيمات التكفيرية (داعش والقاعدة) الممولة من تحالف العدوان، وتم خلالها اجتياح أوكار تلك التنظيمات وفق خطة هجومية نوعية، استفادت قوات الجيش واللجان فيها من الإنجازات التي حقّقتها سابقًا داخل المديريات المجاورة (قانية وردمان)، حيث تمكّنت من توزيع مسارات الهجوم بشكل مناسب على مواقع ومعسكرات التكفيريين من أكثرَ من جهة.

وبحسبِ العميد يحيى سريع، فقد اقتحم أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة خلال هذه العملية 12 معسكراً ووكراً تابعاً للتنظيمات التكفيرية، على مساحة بلغت 1000 كيلو متر مربع داخل المديرية وفي محيطها، الأمر الذي يعني تأمين الإنجاز، وقطع الطريق أمام أية محاولة للتكفيريين لاستعادة ما خسروه.

وأفضى ذلك إلى مقتل وإصابة أكثر من 250 عنصراً من تكفيريي داعش والقاعدة والجماعات المرتبطة بهم، إلى جانب اغتنام “كميات كبيرة من العتاد العسكري” تضمنت “مئات من العبوات الناسفة والأحزمة المفخخة” التي كان التكفيريون يستخدمونها في عملياتهم ضد المدنيين، وفي مواجهة قوات الجيش واللجان الشعبيّة أَيْـضاً.

وكالعادة، حاول طيران العدوان مساندة التكفيريين بعشرات الغارات الجوية وبتعزيزات مالية وتسليحية، إلا أن ذلك لم يستطع أن يحول دون تحرير المديرية في وقت قياسي.

يمكن القول: إن ما سبق كان الجانب الأول من الإنجاز، فيما يظهر الجانب الثاني بوضوح بمُجَـرّد النظر إلى خريطة العملية النوعية، والتي تبين مدى أهميّة موقع المديرية في كونها واقعة على حدود محافظة مأرب، الأمر الذي يعني أن العملية قد فتحت مساراً هجومياً جديدًا لقوات الجيش واللجان باتّجاه المحافظة.

وبذلك تضافُ هذه العمليةُ إلى سابقاتها من العمليات الواسعة النوعية التي تشترك جميعها في جزء خاصٍّ بفتح بوابة جديدة نحوَ مأرب، وهو ما لوحظ بوضوح في عمليات (البنيان المرصوص، وَ”فأمكن منهم”، وعملية تحرير قانية)، حيث أفضت جميعُ هذه العمليات إلى تشكيل طَوق ناري على المرتزِقة في محافظة مأرب، الأمر الذي يكشف عن استراتيجية ذكية من قبل القوات المسلحة لتحقيق أقصى استفادة من النشاط العسكري، بحيث تحقّق كُـلّ عملية ضربة مزدوجة، تحقّق خسارة للعدو في الجغرافيا الرئيسية للعملية، ثم تضاعف في الوقت نفسه مستوى الخطر على المرتزِقة داخل مأرب.

وبهذه العملية يكتسب الطوق الذي تفرضه قواتُ الجيش واللجان على محافظة مأرب امتداداً مهمًّا لتشتيتِ قوات المرتزِقة في مأرب وإضعافهم قدرتهم الدفاعية، إذ سيشكل انطلاقُ هجمات متزامنة على مواقعهم من الجنوب والشرق والشمال اكتساحا يضاعف من سرعة انهيارهم.

ولهذه الأهميّة، فقد أولى تحالف العدوان مديرية “ولد ربيع” وعدة مديريات أُخرى مجاورة لمأرب، اهتماماً خاصًّا وجعلها تحت سيطرة التنظيمات التكفيرية وزودها بعتادٍ ضخمٍ؛ ظنًّا منه أن هذه التنظيمات ستجعل مهمة اختراق مأرب صعبة، لكن تكتيكات القيادة العسكرية في صنعاء أثبتت مجدّدًا قِصَرَ نظر العدوان وفشله، إذ تهاوت تلك التنظيمات بنفس السرعة التي تهاوت بها بقية أدواته في الجبهات الأُخرى.

وتؤكّـد هذه العملية مجدّدًا مضيَّ القوات المسلحة في تنفيذ الوعد الذي قطعته قيادة صنعاء وأعلنته، باستكمال تحرير “كافة الأراضي اليمنية” وهي رسالةٌ واضحةٌ لتحالف العدوان ورعاته بأن محاولات الضغط لإيقاف التقدم الميداني لن تجديَ نفعاً.

وما زالت بقيةُ تفاصيلِ هذه العملية بانتظار الكشف عنها خلال الأيّام القادمة، بحسب بيان ناطق القوات المسلحة، حيث من المتوقع أن يتمَّ توضيحُ المزيدِ من ملامح وأبعاد هذا الإنجاز النوعي بشكل أوسع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com