حالة ارتباك تخلخل صفوفَ “الإصلاح” بمأرب مع استمرار خسائره العسكرية

خلافاتٌ داخلية واعتقال عشرات المواطنين ومواجهات مع القبائل

 

المسيرة | خاص

تصاعدت مؤشراتُ التخبط والارتباك في صفوف مرتزِقة حزب الإصلاح بمحافظة مأرب، بالتوازي مع استمرار عمليات قوات الجيش واللجان الشعبيّة على مشارفِ المدينة، التي تعتبر آخر المعاقل الرئيسية لحكومة المرتزِقة وحزب الإصلاح.

وأكّـدت مصادر محلية أن قواتِ الإصلاح شنت خلال الأيّام الماضية حملةَ اعتقالات واسعةً طالت المئات من المجندين في صفوف حكومة المرتزِقة، ومن المواطنين أَيْـضاً؛ بذريعة انهم “خلايا نائمة” تابعة لقوات الجيش واللجان.

ونقلت وسائل إعلام موالية لحكومة المرتزِقة عن “مصادر استخباراتية” قولها: إن عدد المعتقلين وصل إلى أكثرَ من 300 شخص، بينهم مواطنون وجنود وضباط داخل صفوف قوات المرتزِقة نفسها.

ويعبّر ذلك عن تخبط كبير وارتباك متصاعد في صفوف حزب الإصلاح الذي لم يعد يثق حتى باتباعه؛ بسَببِ الذعر الذي يصيبه؛ نتيجةَ استمرار عمليات الجيش واللحان الشعبيّة على مشارف مدينة مأرب.

وبحسبِ مصادرَ صحفية موالية للمرتزِقة، فقد تصاعدت حدةُ الخلافات خلال الأيّام الماضية بين مكونات وقيادات سلطة الإصلاح وفصائله العسكرية، حيث تبادلوا الاتّهاماتِ بـ”تسريب معلومات” للجيش واللجان الشعبيّة.

وقالت المصادر إن عدداً من ضباط الإصلاح اتهموا رئيسَ ما يسمى هيئة الأركان العامة في حكومة الفارّ هادي، المرتزِق صغير بن عزيز، بأنه يعملُ ضد حزب الإصلاح، وحمّلوه مسؤولية الخسائر المتواصلة التي تتكبّدها قوات المرتزِقة في جبهات المحافظة.

وينفذ حزبُ الإصلاح اعتقالاتٍ واعتداءاتٍ متواصلةً بحق المواطنين في مأرب، كمحاولةٍ لتخويفهم من التعاون مع قوات الجيش واللجان لاستكمال تحرير المحافظة، ومن تلك الاعتداءات جريمة الإبادة الوحشية التي نفذتها عصابات الإصلاح ضد أسرة “آل سبيعيان” بوادي عبيدة في يوليو الماضي؛ بحُجّـة أن أفراد الأسرة كانوا أعضاءً في “خلية نائمة”.

ومع ذلك، ترتد هذا الجرائم بشكل عكسي على حزب الإصلاح، حيث تسهم في تصعيد الغضب الشعبي والقبلي ضده داخل المحافظة.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية بأن اشتباكاتٍ عنيفة اندلعت، أمس الأول بين مرتزِقة حزب الإصلاح ومسلحين قبليين وسط وادي عبيدة؛ بسَببِ استمرار استهداف حزب الإصلاح لأبناء القبائل.

وأوضحت المصادر أن القبائل طالبت حزبَ الإصلاح بوقف اعتداءاته على أبنائها، وتسليم مرتكبي جريمة الإبادة بحق “آل سبيعيان”، لكن الإصلاح أرسل مليشياته لاستهداف القبائل، فاندلعت المواجهات.

وقالت المصادر إن قتلى وجرحى سقطوا خلال المواجهات، مشيرة إلى أن التوتر ما زال مستمراً.

وتعبر كُـلّ هذه المعطيات عن تصاعد وتيرة التخبط والارتباك في صفوف الإصلاح الذي يواجهُ منذ فترة خطراً متزايداً؛ نتيجة استمرار تقدم قوات الجيش واللجان في الجبهة الشرقية وتوغلها في مأرب من عدة جهات بعد تحرير نهم والجوف.

وتعتبر مأربُ آخرَ المعاقل الرئيسية لحزب الإصلاح وأهمَّ المناطق التي يعتمد قادة المرتزِقة على نهب ثرواتها النفطية والغازية، وسيمثل استكمالُ تحريرها خسارةً هي الأكبرُ من نوعها لتحالف العدوان وأتباعه، وهذا ما يسبب التخبط الذي يعانونه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com