اليمن “أيقونة المقاومة” والعدوان السعودي الإماراتي يهدف لإجهاض مشروع الثورة في مواجهة أمريكا وإسرائيل

أمين العاصمة حمود عُباد في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”:

السبب الرئيس لتضرر صنعاء مؤخّراً هو أن الأنظمة السابقة كانت تعمل طرقات بدون مجاري سيول

المسيرة – حاوره منصور البكالي

دعا أمين العاصمة حمود عباد، الشعب اليمني للاستمرار في الصمود والتحشيد للجبهات، مؤكّـداً أن العدوان على اليمن لن يتوقف ما دامت القيادة السياسية في صنعاء لم تجنح للعدو الصهيوني.

وقال عباد في حوار مع صحيفة “المسيرة”: إن العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا جاء بهَدفِ إجهاض المشروع اليمني ومشروع الثورة في مواجهة أمريكا وإسرائيل.

وتطرق عُباد إلى عدة قضايا تخص الوضع في أمانة العاصمة، ولا سيما ما حَـلّ بها مؤخّراً من بعض الدمار للطرقات والمنازل؛ بسَببِ سيول الأمطار، موضحًا أن الأمانة ظلت لسنوات بدون إصلاحات وأن التقييم الأولي لأضرار السيول أثبت أن السبب الرئيس هو أن الأنظمة السابقة كانت تعمل طرقات بدون مجارٍ للسيول.

إلى نص الحوار:

 

– بداية نرحِّبُ بكم في صحيفة المسيرة.. كيف تقيّمون صمودَ الشعب اليمني في مواجهة العدوان خلال أكثرَ من خمس سنوات مضت، وما الدور الذي قدمته أمانة العاصمة في دعم الجبهات؟

بدايةً يمكنُ القولُ إن العدوانَ الذي حصل على اليمن هو أكبرُ عدوان حصل في التاريخ المعاصِر، واجتمعت عليه قوى الشر العالمية، ولا يمكنُ إحداثُ حالة من المقارنة بين الإمْكَانيات التي يمتلكها الشعب اليمني وبين هذه الإمْكَانيات سواء في بُعدها السياسي ونفوذها العالمي أَو في بعدها الإعلامي أَو فيما يتعلق بتكنولوجيا الحرب وحجم السلاح المستخدم وحجم الثروة العالمية، بحيث تمثل هذه الدول التي شنت الحرب على اليمن مركز الاقتصاد العالمي ومركز الهيمنة الاقتصادية على المستوى العالمي.

لقد أراد هؤلاءِ أن يضربوا كُـلَّ مفردات الحياة في البلاد وقد فعلوا ذلك، ضربوا الجسور، ضربوا الطرقات، ضربوا المدارس والمساجد والمزارع والمصانع والأسواق والقرى الآمنة والأحياء السكنية، وضربوا كُـلّ المعالم التاريخية، وأرادوا إثناء كُـلّ مكونات هذه الحياة، لكن الله غالب على أمره وكان هذا الشعب بما امتلكه من عقيدة وما يتحلّى به من ثقافة قرآنية التي واكبت المسيرة القرآنية وقائدها العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأمام هذه القيم العالية التي ارتبطت بالله استطاع شعبنا برغم شح إمْكَانياته إحداث تحوّل في مسار الحروب والمواجهة، واليمن اليوم يصنع المعجزات بضعفه واستضعافه أمام هذا الاستكبار العالمي وبشحة إمْكَانياته أمام هذه الإمْكَانيات المهولة التي لا يمكن أن يقاس عليها، واستطاع شعبنا بفضل الله سبحانه وتعالى وما امتلكه من إرادَة وإيمان أن يصارع كُـلَّ هذه القوى وأن يجهض مشروعها وأن يصنع انتصارات أذهلت العالم، وربما؛ لأَنَّنا في عمق المعركة لم نستطع إلى حَــدِّ الآن أن نتبين عظمة ما أنجزه شعبُنا اليمني في مواجهة قوى العدوان، لكننا نؤكّـد أنها ستشكل سابقة في التاريخ ومأثراً من مآثر الجهاد الذي أبداه المؤمنون في هذه المعركة.

ونحن في أمانة العاصمة شأننا شأن بقية أبناء هذا الشعب، فقد كنا جزءاً من حالة المواجهة وكنا حالة سواء في بعدها الرسمي والإشرافي والشعبي أداة من أدوات التحشيد إلى المعركة وإلى أرض الشرف والبطولة والاستبسال، وقدمنا الآلاف من أبناء أمانة العاصمة عبر قرابة الست السنوات الماضية من العدوان، وكانت أمانة العاصمة في طليعة المحافظات اليمنية ممن وقفوا في الجبهات، وهناك مئات المرابطين في فترات الأعياد والمناسبات من أبناء أمانة العاصمة وقدمنا قوافل الشهداء.

وكان لأبناء أمانة العاصمة مواقف جهادية وبطولية، ونحن إلى اليوم في طليعة المحافظات على مستوى الجمهورية في تقديم الشهداء والمرابطين.

 

– ما أبرز الأضرار التي خلفها العدوان على أمانة العاصمة خلال السنوات الماضية؟

العدوان في بدايته ووسطه نفذ أبشع الغارات التي قصفت البنية التحتية، وضربت كُـلّ مقومات التنمية كالمصانع والجسور، وضربت الطرقات، بل تعدى هذه المسألة إلى قصف الأحياء السكنية، وقتل العدوان الأطفال والنساء، واستهدف صالات العزاء، وتعدى كُـلّ القيم الأخلاقية والإنسانية، ووصل إلى حالة الاعتداء على التاريخ، فقصف مدينة صنعاء القديمة، التي تمثل جوهرة الدنيا وأحد أهم وأبرز عواصم الحضارات التاريخية، وهي ليست مدينة لليمن، بل هي مدينة للتراث العالمي وتحفة من تحف الدنيا.

 

– فيما يتعلق بالحصار المفروض على بلادنا.. كيف أثر على القطاعات في أمانة العاصمة؟ وما البدائل لديكم لمواجهة هذه الأزمة؟

ليعلم الجميع أن أمانة العاصمة تشتغل بموازنة 2 % مما كانت عليه الموازنات السابقة، وهذا؛ بسَببِ العدوان والحصار، إذ أن الحصار أثر على الموارد التي كانت تأتي خارجية والموارد المركزية التي كانت تدعم بها المشاريع المركزية بأمانة العاصمة، إضافة إلى الموارد المحلية والمشتركة على مدى سنوات توقفت؛ لذا فقد أخذنا بالاعتماد على القليل القليل وَالذي نحاول من خلاله إدارة هذه المشروعات، كما اعتمدت الأمانة على شحذ همم كُـلّ العاملين داخلها واستنهاض الإمْكَانيات والمعدات الخَاصَّة التابعة لها، وإعادة صيانتها وتدويرها واستخدامها، وتم تفعيلها وتشغيلها، كما عززنا الشراكة مع المجتمع، ومثال على ذلك فقد استلمنا أمانة العاصمة وجميع شوارعها مظلمة تماماً، وخلال أشهر استطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى وبمساعدة وزارة الشؤون الاجتماعية وبالإرادَة الذاتية داخل الأمانة، وخارج الإمْكَانيات تم إنارة معظم الشوارع، وأجرينا عمليات الترميم العديدة، ثم دخلنا في شراكة مع عدد من المؤسّسات الوطنية والخارجية في عمل الرص الحجري، وإقامة المئات من المشاريع في مجال المجاري، وهو ما لم يعمل حتى في ذروة ما كانت تمتلكه أمانة العاصمة.

 

– برأيكم أُستاذ حمود.. لماذا تستمر السعودية في عدوانها على اليمن ولماذا لم تجنح لدعوات السلام حتى الآن؟

اليمن في هذه المرحلة هي أيقونة المقاومة في المنطقة الإسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية، وفي المحافظة على هُويتنا الوطنية والإيمانية، وللأسف الشديد السعودية ودول الإقليم التي تقوم معها بالعدوان على اليمن قد ارتبطت ارتباطاً منهجياً وحقيقاً واستراتيجياً مع الصهيونية العالمية ومع أمريكا وإسرائيل، وبالتالي فحربها اليوم ينطلق من هذا البعد، ومن هذا الأَسَاس المبني على إجهاض المشروع اليمني ومشروع الثورة في مواجهة الكيان الصهيوني؛ ولذلك فهي حريصة بنزوع خارجي وبإيعاز أمريكي إسرائيلي على استمرار هذه المعركة؛ لأَنَّنا ما دمنا لم نجنح للاستسلام للعدو الصهيوني فأننا سنظل في موقف العداء بالنسبة لهذه التوجّـهات العالمية التي تصهينت للأسف الشديد في منطقتنا العربية والإسلامية، هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى لو نهض اليمن بقدراته البشرية والاقتصادية وبعمقه التاريخي ومشروعه القرآني وموقعه الجغرافي المهم، فسوف يفرض خيارات جديدة في ظل العمل السياسي المقاوم، وهذا ما يهدّد الكيانات المرتبطة بأمريكا وإسرائيل.

 

– ما الخيارات لديكم كسلطة قائمة في صنعاء لمواجهة العدوان في حال عدم التوقف؟

لا يوجد خيار إلَّا خيار الصمود في مواجهة العدوان، وهو الخيار الوحيد لكلِّ الأحرار في شعبنا اليمني العظيم، والاستمرار في التعبئة العامة والحشد إلى الجبهات، ورفدها بقوافل المال والرجال، ومضاعفة الجهود وبذل الطاقات للقيام بالواجب الذي يمليه علينا ديننا ويعزز من صمود شعبنا، إضافة إلى الاستمرار في أن خياراتنا هي خيارات المقاومة والتضحية بأنفسنا وأموالنا للمحافظة على ذاتيتنا وهُويتنا الإيمانية وعلى استقلالنا الوطني والسياسي، وصون وحماية سيادتنا الوطنية وتحرير كُـلِّ شبر من التراب اليمني من دنس الغزاة والمحتلّين وأدواتهم.

 

– ما هي أبرز العراقيل والصعوبات التي تواجه عملكم في أمانة العاصمة في ظل استمرار العدوان والحصار؟

ضعف وشحة الإمْكَانيات، وتهالك البنية التحتية، إضافة إلى محدودية المعدات والآليات التي نشتغل بها رغم خروجها عن فترة الخدمة، في ظل إعادة صياغة ومراجعة الخطط الاستراتيجية لبناء وتصميم الشوارع ومجاري السيول، وقلة الجسور في ظل الازدياد السكاني في أمانة العاصمة التي نزح وينزح إليها المواطنون من معظم المحفظات والمناطق المحتلّة.

 

إذَا ما انتقلنا إلى محور آخر، شهدت صنعاء مؤخّراً هطول أمطار غزيرة.. كيف تقيمون الأضرار التي خلفتها الأمطار والسيول على أمانة العاصمة خلال الأشهر الماضية، وبكم تقدرون الخسائر؟

بدايةً، نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة هذه الأمطار، ولا يتحدّث الناس إلَّا عن الجانب المظلم في ما يتعلق بهذه الأمطار مع أنها نعمة عظيمة وكبيرة منَّ اللهُ بها على شعبنا، والشيء المؤسف أن حجم هذه الأمطار وحجم هذه السيول التي نزلت على أمانة العاصمة كانت أكبر من قدرة البنية التحتية على استيعابها.

وكانت على محورين، والمحور الأول أن مجاري السيول لم تكن كافية وكانت مصممة بطريقة غير محسوبة لمثل هذه الأمطار، والمحور الثاني عندما جئنا لتشخيص حجم هذه الأضرار وجدنا أن السبب الرئيسي هو أن الدولة كانت تعمل طرقاً بدون مجارٍ للسيول، وحينما لا يوجد مجارٍ لمياه الأمطار على مستوى الشارع تحدث الكثير من الحفر.

ونذكر الرأي العام وكل أبناء الشعب أنه ما لم تعمل هذه المجاري، كما أكّـد المهندسون والخبراء فإن هذه الطرقات في كُـلِّ مرة تتعرض للهدم والخراب، ولا يوجد بلد في العالم إلَّا وتعمل طريقاً وتحت هذه الطريق مجرى للمياه والسيول ما لم تكن موجودة فإن هذه الطريق معرضة للخراب قطعاً؛ ولذلك مجمل الأضرار التي أصابت أمانة العاصمة نتيجة عدم وجود شبكة تصريف مياه السيول.

كما نقول إنه من الثمانينات وإلى هذه اللحظة تعمل الطرقات بغير شبكة مجارٍ للمياه، وَإذَا نظرنا إلى أمانة العاصمة فلم نجد إلا القليل من الشوارع المعمولة بالطريقة الصحيحة مثل شارع الزبيري وشارع حدة، أَو الخط الدائري، أَو بعض أطراف الخط الستين، ومع ذلك فهذه الشوارع بكلها بدون مجاري سيول وستكون عرضة للهدم والإهلاك وعرضة للدمار الذي تحدثه الأمطار.

ونقول إنه في المرحلة القادمة يجب على الناس أن يتحملوا بنية الطرق، ونتحول البناء مجاري السيول ومجاري الأمطار، وكل ما أكملنا إجراء مجرى من مجاري السيول انتقلنا إلى إعادة سفلتته وإعادة بنائه، غير ذلك فسنظل نبكي في كُـلِّ موسم، وفي كُـلّ مرة من المرات التي يحصل فيها الأمطار.

 

– كان لمدينة صنعاء القديمة نصيب من الدمار؛ بسَببِ السيول ودمّـرت عدداً من المنازل بشكل كلي، والبعض يقول إن أمانة العاصمة لم تقدم شيئاً لصنعاء القديمة منذ سنوات.. كيف تردون على ذلك؟

يا سبحانَ الله.. ربما صنعاء القديمة من الناحية الفنية مرتبطة بهيئة المدن التاريخية، وليست بأمانة العاصمة، ما يتعلق بالترميمات منازل صنعاء القديمة ليست من اختصاصاتنا بالأمانة، وَلو حركنا بلكةً واحدة فسنكون مخالفين للمعايير، ولكن في إطار الخدمات فنحن أوصلنا المياه إلى كُـلّ بيت في صنعاء القديمة، وكانت المياه منقطعة عنها نهائياً، منذ سنوات طوال، وحين جئنا الحمدُ لله أعدنا صيانة شبكة المياه وتوصيلها، والناس في صنعاء القديمة لا يدفعون فلساً واحداً حتى هذه اللحظة، ونحن نقدم لهم الماء بالمجان، وتخسر الدولة مجاناً.

وفي ما يتعلق بالترميمات والجانب الإغاثي قدمت لهم المساعدات وقمنا بالواجب، والمنازل التي تضررت تضرراً كَبيراً هي 4 منازل، و5 أُخرى تضرر جزئي بدون مبالغة، وكانت الأضرار نتيجة إهمال الأهالي فيها، ومع ذلك قدمت لهم الطرابيل، وشفطت المياه، وقدمت لبعضهم الإيجارات بمبالغ إيجارية، وسلمت لهم مواد إيوائية مثل البطانيات، وكل ما يدخل في مجالنا وإطار عملنا.

 

– يحمل بعض المواطنين أمانة العاصمة مسؤولية انهيار البنى التحتية للشوارع ووجود الكثير من الحفر.. ما خططكم لتجاوز هذه المشكلة؟

تتحمل الدولة في مجملها، وإن تحميل أمانة العاصمة كمؤسّسة فلا بأس، أما أشخاص، فأنا لم أتحمل المسؤولية إلَّا من قرابة سنتين وتحملتها والبنية التحتية قائمة على هذا النحو، بل تحملتها في لحظة تاريخية كانت أمانة العاصمة لم ترمم منذ سنوات، يعني لم يلامسها الترميم والإصلاح منذ زمن، ونحن حاولنا إعادة الروحية إلى الناس الذي زارونا خلال هذه السنتين الماضيتين، ونحن في حالة ورشة عمل وانشغال دائم اعتقدوا أننا نمتلك أموالاً كبيرة، ومثال على ذلك كنت أسمع أثناء رصنا لبعض الشوارع والجولات أصوات نشاز “مش وقت رص الشوارع والحارات والناس بدون مرتبات”، والآن قلبوا الصحن، وكنت أقول لهم: “لو توقفت عن العمل مليون مرة، ما استطعنا صرف الرواتب؛ لأَنَّ عملنا بالشراكة مع جهات ومؤسّسات أممية ولن تقبل بذلك”.

ولهذا كان عملنا عملاً مؤسّسياً قائماً على أسس سليمة وصحيحة في عملية الرص الصامدة والثابتة أمام السيول والأمطار، وهي شاهدة أمام نظر الجميع في جولة القادسية وجولة مأرب وعشرات الجولات وأماكن عديدة في مديريات مذبح وشعوب وحارات بالكامل قمنا برصها بالحجر، ونقول للرأي العام تذكروا ذلك.

 

– لا تزال عدد من الأحياء السكنية في أمانة العاصمة تعاني من انسداد مياه المجاري وخروجها إلى الشوارع وتلويثها من قبل وبعد العدوان ومجيئ الأمطار والسيول.. هل لديكم برامج لإصلاح ذلك؟

نؤكّـد بأن المجاري في ظل العدوان والسيول صمدت بخلاف ما كان يتوقعُه الناس، وأنا كنت ممن يتوقعُ بأنها ستصابُ بانهيار شامل؛ لأَنَّ حجم السيول التي دخلت كانت فوق تصوراتنا وفوق ما كنا نتخيله، وكان بإمْكَانها تدمير البنية التحتية لمياه المجاري، ولكنها وبفضل الله صمدت برغم الاختلالات التي تحصل هنا وهناك.

وأحب التأكيد بأن منظومة المجاري من أهمِّ المنظومات التي يجب أن نحافظَ عليها، ويجب أن نذكر هنا بأن بعضَ مسارات المجاري في شوارع الأمانة، وبالأخص في صنعاء القديمة وفي السائلة وامتداداتها المختلفة وفي الأحياء المحيطة بها مثل شارع الزبيري وشارع حدة وشارع وزارة العدل، وشوارع المنطقة الوسطية قد انتهى عمرها الافتراضي، وهي الآن تتفتت ويجب أن يعاد صيانتها من قبل عشر سنوات.

وبفضل الله أصلحنا أكثر من 12 ألفَ متر طولي، وأقمنا مئات المشاريع وغيرها في مجال مشروعات المجاري في عدد من أحياء أمانة العاصمة، وبإمْكَان وسائل الإعلام عمل تحقيق موسع للتأكّـد من ذلك.

 

– لماذا برأيكم لا يتم محاسبة بعض المقاولين المتسببين في هذا الإهمال لشوارع العاصمة؟

وجّهنا بمحاسبة واستدعاء المقاولين الذين نفّذوا مشاريع رص أَو ترميم حديثه العهد، وثبت أن أعمالهم غير متوافقة مع المواصفات والمقاييس المتفق عليها، والجهات ذات العلاقة مسؤولة عن ذلك.

 

– ما أبرز المنظمات المتعاونة معكم حَـاليًّا لمواجهة الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار؟

في الحقيقة وفي جانب ما يتعلق بأضرار السيول لا يوجد إلى حَــدِّ اللحظة أية منظمة من المنظمات أبدت لنا تعاونها وتقديم المساعدات على الإطلاق.

فعندما تحدث الكوارث في بلدان العالم تستجيب دول عظمى يحصل لها استجابات دولية لمحاولة معالجة هذه الأضرار، لكن يبدو أن اليمن كما هو حاله في موضوع العدوان اعتدى عليه العالم ولم يقف معه أحد، وكانت كما قال المثل “مثل حمزة وحمزة لا بواكي له”.

واليمن للأسف الشديد ورغم هذه المعاناة والأضرار التي لامست الناس في كُـلّ محافظات اليمن، إلَّا أننا لم نرَ ولم نسمع عن أية منظمات قد استجابت بدوافعَ إنسانية لمحاولة معالجة الأوضاع داخل الجمهورية جراء هذه الأضرار.

 

– ما خططكم المستقبلية لمواجهة أضرار السيول التي لحقت بالطرقات والمنازل والشوارع في أمانة العاصمة؟

الانطلاق بأعمالنا وفق خطط ودراسات ذات أسس هندسية وعلمية وإصلاحات ذات حلول استراتيجية تحفظ للبنية التحتية أهميتها وتعزز من صمودها وتجنب الخزينة العامة الأموال التي تنفق باستمرار في تنفيذ الأعمال العشوائية والمغشوشة منذ عقود.

 

– وجّه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مؤخّراً بوضع برنامج لدمج أحفاد بلال في المجتمع.. ماذا عملتم في أمانة العاصمة في هذا الجانب؟

أمانة العاصمة تنظر إلى دمج أحفاد بلال من عدة أبعاد وفقاً لرؤى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة، وهي أولاً: لابد من إعادة النظر في موضوع الخدمات المرتبطة بأحياء ومساكن هؤلاء العاملين، وأول عمل قمنا به في مدينة العمال أن قامت أمانة العاصمة بإنشاء حديقة خَاصَّة سمتها “حديقة العمال”، وهي من أجمل وألذ الحدائق الموجودة في الأمانة والتي تم إنجازها وفتحها قبل أَيَّـام.

وبعدها قمنا بإعادة شبكة المياه إلى أحيائهم، الذي هو أكبر حي في أمانة العاصمة وربطنا شبكة المياه إلى منازلهم، وتم مد الشبكة إلى منطقة سعوان بالكامل وجعلنا مدينة العمال جزءاً أَسَاسياً من هذا المشروع ويتم الآن مد مشروع المياه.

الجانب الآخر وهو الجانب الثقافي نحن نرى أهميّة إحياء دورات حقيقية لمحاولة إذكاء روح الإيمان والثقافة في نفوس وفي أوساط هذه الشريحة.

وثالثاً: يجب أن ينظر إليهم ويتم التعاطي معهم وخُصُوصاً المبرزين منهم كما لو كانوا جزءاً من المجتمع في ما يتعلق بالتعيينات، حيث أصدرنا عدداً من التعينات لعدد من الشخصيات في المواقع القيادية والإدارية في أمانة العاصمة، وعلى سبيل المثال تم تعيين نائبين لصندوق النظافة والتحسين من أحفاد بلال وَنائبين للمدير العام، ولقد أصدرنا نائباً للمدير العام لمشروع النظافة، وعينا 3 مدراء نظافة مديريات، وكانوا لا يرتقون إلى أكثر من مشرف، وَاليوم 3 منهم هم مدراء النظافة في أمانة العاصمة.

وَنعتقد أننا نسير بصورة متدرجة، وبصورة واعية لمحاولة ترجمة توجيهات قائد الثورة -حفظة الله- في هذا الخصوص.

 

– ولكن الكثير من أحفاد بلال يشكون من الإهمال وتدني الأجور.. هل نتوقع منكم إعادة النظر في هذا الجانب خلال المرحلة المقبلة؟

الحقيقة، أنا أعترف باسم الدولة أن الأجور التي تعطى للعاملين في مجال النظافة تجاه ما يقومون به من أعمال عظيمة قليلة جِـدًّا، لكنني أستطيع أن أدعي أن ما يأخذونه في أمانة العاصمة هو أفضل مما هو في مناطق الجمهورية؛ لأَنَّنا نمنحهم الراتب الذي أقرته الدولة، ونزيد عليه الأعمال الإضافية، ولديهم إضافة مرة أُخرى 5000 ريال شهرياً الآن منذ حوالي 3 أشهر، وشملناهم بالتأمين الصحي الشامل للعامل ولأسرته، فهم الوحيدون على مستوى الجمهورية، ونحن منتظمون في دفع الأجور الشهرية لهؤلاء العاملين والإضافات في فترتها الشهرية بخلاف محافظات الجمهورية التي تتأخر مرتباتهم ومستحقاتهم لأشهر، بينما في الأمانة لا يأتي نهاية الشهر أَو قبله بأسبوع إلَّا وعمالنا يستلمون مرتباتهم وحوافزهم، ومع ذلك هي تظل في الحقيقة قليلة جِـدًّا، لكن الإمْكَانيات لهذا الشعب وفي هذه المرحلة صعبة جِـدًّا، وربما هم القطاع الوحيد في أمانة العاصمة من يستلمون مستحقاتهم بصورة ثابتة ومستمرة في ظل انقطاع مرتبات كُـلّ موظفي الدولة.

 

– ما جهودكم في متابعة الأسواق وتفاوت الأسعار وخَاصَّة في اللحوم وعدد من السلع والمواد الغذائية التي تؤرق الكثير من المواطنين؟

بالنسبة للحوم، فقد اتخذنا خلال العيد إجراءات أفضل من غيرنا في أكثر من محافظة؛ ولهذا استقرت أسعار اللحوم في الوقت الذي وصل فيه سعر الكيلو جرام في بعض المحافظات إلى 10 آلاف ريال، بينما في أمانة العاصمة ظل محافظاً على سعرة من 5000 – 5500 ريال ولا يتجاوز ذلك، ورفعنا في باب كُـلّ صاحب ملحمة قائمةً بالأسعار وأرقاماً للإبلاغ، واتخذنا إجراءات شديدة الصرامة لضبط المخالفين.

ونحن في أمانة العاصمة معنيون بتطبيق القوانين التي تردنا من وزارة الصناعة والتجارة، ونحن لا نستطيع صياغة قوائم من أنفسنا، فلسنا في دائرة الاختصاص، وعندما توافينا الوزارة بالقوانين والقوائم السعرية نقوم بحملات ميدانية لتنفيذها، وقد قمت أنا بنفسي حمود عباد بإغلاق عدد من المولات والمحال التجارية المخالفة، واتخذنا العديد من الإجراءات الصارمة، وإغلاق الكثير من المعامل التي تصنع بضائع فاسدة ولا تتناسب مع المواصفات والمقاييس.

كما عملنا بتنفيذ العديد من القوانين والإجراءات التي تملي علينا ضمائرنا لخدمة المجتمع وأن نرفع عنهم الغلاء، لكن كم سعر السلعة، فلسنا المختصين.

 

– لماذا لا تعيد المؤسّسة الاقتصادية اليمنية تشغيل المسالخ والمخابز والمتاجر للحد من جشع التجار والقطاع الخاص برأيكم؟

في الحقيقة هذا مرتبط بوزارة الدفاع، وَيمكن لهم التوضيح ومن جهتنا نحن مستعدون بدعم ومساندة هذه المعامل، وسبق أن وجهنا لهم عدداً من الخطط، وأعتقد بأَنهَـم قاموا بتفعيل أحد المخابز الآلية والدور الذي يقوم به عظيم، وندعو الجهات ذات العلاقة إلى القيام بدورها.

 

– شهدت أمانة العاصمة مؤخّراً توسعاً في العمران.. كيف تواجهون هذا التوسع وما هي خططكم في تصميم الشوارع ومجاري المياه والحفاظ على المساحات الخضراء والمنتزهات والمرافق العامة؟

على أية حال، لا شك أن أمانة العاصمة توسعت توسعاً كَبيراً، وفوق العادة على المستوى السكاني، حيث كان سكان أمانة العاصمة لا يزيد عن 3 ملايين قبل بضع سنوات فيما هي اليوم تتسع لأكثرَ من 7 ملايين نسمة؛ ولهذا عدة أسباب وعلى رأسها النزوح من مختلف المحافظات اليمنية أمام العدوان الذي احتل الكثير من المناطق والمحافظات، إضافةً إلى نتيجة حالة الاستقرار الأمني والاستقرار العام الموجود في أمانة العاصمة، وهذا بلا شكل أنه يحمل البنية التحتية كلفة باهظة جِـدًّا، ويحملنا مسؤوليات أكبر وأوسع، ونحن نحاول إلى حَــدِّ الآن الاستجابة في مجال النظافة؛ لأَنَّها مخرجات برغم عملنا بمعدات متهالكة وخارجة عن قدرة العمل، وغير كافية في فترة ما قبل التوسع العمراني، ونحن نعمل بـ50 % منها في وقت لم تكن بكاملها كافية، إلا أن جهودنا مستمرة لاحتواء تلك المخلفات وإخراجها، ويعمل صندوق النظافة بجهود وروحية عالية.

وفي مجال المجاري والسيول، سيتم يوم الأحد 16 أغسطُس عقد ورشة مشتركة بين أمانة العاصمة والإخوة في صيانة الطرق لمحاولة عرض المشروعات التي تتعلق بامتدادات السيول على مستوى أمانة العاصمة وكيفية الخطط لعملية بنائها وإنشائها بما يتواكب مع هذا التوسع ومع احتمال نزول الأمطار بنفس الكثافة التي نزلت هذه الفترة.

 

– يشكو الكثير من المواطنين في صنعاء من ارتفاع إيجارات المنازل.. كيف يمكن مساندتهم في هذا الجانب؟

لقد شكلنا لجنة متابعة الإيجارات بناءً على توجيهات فخامة الأخ الرئيس مهدي المَشَّاط -حفظه الله-، وأصدرنا قرارات ضابطة لكل من يحاول أن يرفع الأسعار القائمة حَـاليًّا، بمعنى أنه أيُّ شخص ساكن في بيت وحاول المالك رفع الإيجار نحن نقوم بضبطه، وفي حال لم يستجب لنا نحيله إلى القضاء وهنا تقف المشكلة، بعد إحالتها إلى النيابة أَو القضاء الذين يتصرفون وفق قوانينهم التي لا نعرف ما هي، ومن ثم تعمل على إخراج هؤلاء.

وأحياناً نضطر إلى عدم إحالتهم واتِّخاذ إجراءات مباشرة؛ لأَنَّ رفع الإيجارات في هذه المرحلة التي يتعرض فيها المواطنون لفقدان مصادر رزقهم وانقطاع رواتبهم استغلال لا يسمح للمستأجرين بدفع الكلف والمبالغ الزائدة.

 

– نحن على مقربة من انتهاء المرحلة الأولى لتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة والتي هي مرحلة التعافي.. ما مستوى تنفيذكم لها في أمانة العاصمة؟

قيادة المكتب التنفيذي للإشراف على تنفيذ الرؤية الوطنية ممثلةً بالأخ الأُستاذ محمود الجنيد ومن معه، يعرفون مستوى كُـلّ جهة ومؤسّسة من مؤسّسات الدولة، وأنا هنا أدّعي بأن أمانة العاصمة حازت المستوى الأولَ في تنفيذ الخطط وتنفيذ المسارات.

 

– رسالتكم لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة وللقوة الصاروخية؟

أُولئك الأكرم منا جميعاً، وهم الأخير من كُـلّ الذين يعيشون في هذا البلد؛ لأَنَّهم هم من يبذلون أرواحهم وأنفسهم دفاعاً عنا وعن استقرارنا وعن هيبتنا وعن هُويتنا وتنميتنا وعرضنا وأرضنا، هم هؤلاء الأبطال الذين قدموا اليمن اليوم على أنه اليمن العملاق اليمن المجاهد، اليمن الكبير الذي أعجز العالم، وجعل قامات كُـلّ اليمن مرفوعة إلى عنان السماء، ولا تخضع إلَّا لله؛ بسَببِ مواقفهم البطولية، والانتصارات التي حقّقوها في مواجهة العدوان، وأذلوا أعداءَ الله.

فنقول لهم: أنتم خيرتنا، وسنكون لكم دعماً وسنكون لكم سنداً، وسنكون لكم الجيش الذي يمدكم بكلِّ مقومات احتياجاتكم وصمودكم ونضالكم، ورضي الله عنكم فأنتم أغلى ما نملك وأكرم ما نعتقد فيه.

 

– كلمة أخيرة تودون إيصالها؟

سنعمل بكل طاقاتنا وبكل إمْكَانياتنا، وندعو الدولة ومؤسّساتها ذات العلاقة إلى شحذ الهمم ومضاعفة الجهود، كما ندعو كافة المنظمات الأممية إلى مساعدتنا لإصلاح الدمار والأضرار التي خلفتها الأمطار والسيول في أمانة العاصمة، وعدد من المحافظات والمناطق اليمنية، وسنتحَرّك وفق خطط جديدة واستراتيجية تعزز من صمود ما بقي من بُنيتنا التحتية وإصلاح ما تم تدميرُه بعون الله وتوفيقه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com