“الانتقالي” يهرولُ نحو التطبيع: انضمامُ “دولة” وهمية إلى المعسكر الإسرائيلي!

فضيحةٌ كشفت الهُوية الحقيقية للعدوان وأثبتت فشلَه الذريعَ في اليمن:

 

المسيرة | خاص

لا تنفَــكُّ العلاقةُ الفاضحةُ بين الكيان الصهيوني وتحالُفِ العدوان على اليمن، تكشِفُ عن نفسها مرةً بعد مرة، محاوِلةً الاستفادةَ من استراتيجية “الوقاحة” السياسية والإعلامية التي يتبعها “التحالف” ومرتزِقته بشكل رسمي وعام ويحاولون تكريسها كأمر واقع؛ لتمرير مثل هذه الفضائح، ولكن الأمر لا يفلح دائماً إلا في إدانتهم أكثر، وكشف قبح الأهداف التي يخدمونها، بمقابل إثبات صوابية الموقف الوطني المناهض والمقاوِم للعدوان.

لم يعد تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية بين دول العدوان والكيان الصهيوني أمراً خفيًّا، وقد تولت الرياض وأبو ظبي بالذات نقل هذا “التطبيع” وبسرعة إلى مستوىً متقدمٍ من الارتباط تجاوز مُجَـرّد “الانفتاح” على “تل أبيب” إلى الهرولة نحو خدمتها وإظهار “الولاء” لها في كُـلّ المجالات، وقد ظهرت الكثير من المواقف والكتابات والتصريحات السعودية والإماراتية التي تحرص بشكل واضح على إضفاء الكثير من “الحميمية” على العلاقة مع “إسرائيل”، حتى وصل الأمرُ إلى حَــدَّ “التعاطف” معها؛ باعتبَارها ضحية!

وكان مِلَفُّ اليمن وما زال أحد أبرز الملفات المتعلقة بارتباط الكيان الصهيوني بدول العدوان، حيث استخدم الطرفان العدوانَ كمنطلق رئيسي لتبرير هذا الارتباط الفاضح؛ باعتبَار هذه الحرب قاسماً مشتركاً يضعُ دولَ الخليج وإسرائيل في معسكر واحد ضد شبح “التدخل الإيراني” (لم يكن مبرّراً مقنعاً، فلجأت دول الخليج إلى رفع مستوى الوقاحة و”تجميل” إسرائيل نفسها)، ناهيك عن المطامع الجيوسياسية المعلنة للكيان الصهيوني في اليمن، وهكذا انسحب الأمر على الأدوات المحلية للعدوان، لتقفَ إلى جانب مشغليها وكأنها ستحمل عنهم وزر هذه العلاقة المشينة، أَو ستنجح في شرعنتها.

قبل أَيَّـام، أعلن نائب رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي” المدعوم من الإمارات، المرتزِق هاني بن بريك، الاستعداد لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، بشكل صريح (تحدث باعتبَار أن هذه العلاقة ستقام مع “دولة الجنوب” التي يتوهم وجودها) وقال إن “المجلس لا يعادي أي دولة إلا إذَا كانت تعادي الجنوب” و”تمنى” أن يتم “حل الدولتين” ليعيش الشعب الفلسطيني “سعيدا بجوار دولة إسرائيل التي تعتبر نفسها على ترابها وعلى أرضها”، وَأَضَـافَ أن “هذه هي مسلمات المجلس الانتقالي”.

كما هي عادةُ المواقف المبرّرة للتطبيع مع إسرائيل، حملت تصريحاتُ التكفيري بن بريك، الكثيرَ من الوقاحة والاستفزاز بشكل متعمد، في إطار أُسلُـوب “الصدمة” الذي تستخدمه دول الخليج وأتباعها في هذا الصدد كمحاولة لتكريس العمالة لإسرائيل كأمر واقع وطبيعي بل ومحبذ، ويبدو بوضوح أن بن بريك حرص على ألا يحتفظ بذرة حياء واحدة.

وبالتزامن مع تصريحات بن بريك، نشر الصحفي الموالي لمليشيا “الانتقالي” حسين حنشي، صورة له أثناء مداخلة تلفزيونية شارك بها على قناة “آي 24 نيوز” الصهيونية، متباهياً بأنه استطاع الظهورَ على هذه القناة التي “حاول الإخوانُ احتكارَ الظهور فيها”!.

طبعاً هذه ليست المواقفَ الوحيدَ لأدوات العدوان بخصوص التطبيع مع الكيان الصهيوني، إذ شهدت الفترات الماضية عدة مواقف مماثلة، كان أبرزها ظهور وزير خارجية الفارّ هادي السابق، المرتزِق خالد اليماني، إلى جوار “نتنياهو” في مؤتمر “وارسو” الذي كان مخصصاً أصلاً لغرض التطبيع.

وأما من الناحية الإسرائيلية، فالتأكيدات على ارتباط “تل أبيب” بدول العدوان ومرتزِقتها في اليمن عسكريًّا وسياسيًّا، أمر معترف به، وقد وصفت صحيفة “إسرائيل اليوم” قبل أَيَّـام مليشيا الانتقالي بـ”الصديق السري” للكيان الصهيوني، فيما كان نتنياهو قد علّق على جلوسه بجوار المرتزِق خالد اليماني قائلا: “نحن نصنع التأريخ”، وكانت عدة وسائل إعلام عبرية قد أكّـدت التعاون الواسع بين تل أبيب والرياض وأبو ظبي في ما يخص العدوان، بدءاً من التسليح والتعاون الاستخباراتي والأمني، إلى تجنيد “مرتزِقة” للقتال.

لم يعد هناك شك حول “صهيونية” العدوان وكل المرتبطين به منذ البداية، وتصاعد المواقف المبرّرة للتطبيع من قبل المرتزِقة مؤخّراً يأتي في إطار توجّـه مستمر منذ سنوات لإظهار المعسكر الصهيوني، كـ”تحالف” سياسي عسكري ممتد عبر المنطقة كلها؛ ونظراً للفشل الذريع الذي مُنِيَ به تحالفُ العدوان في محاولته لضم اليمن كاملاً إلى هذا المعسكر، فإنه يحاول اليوم تعويضَ هذا الفشل من خلال “مليشيا” تم “نفخها” بشكل مثير للسخرية لتعتبر نفسها “دولة” يمنية إضافية في هذا المعسكر.

في الواقع، ليست هناك أيةُ قيمة سياسية أَو عسكرية لانضمام مليشيا الانتقالي أَو حكومة هادي للمعسكر الصهيوني أَو إقامة علاقات معه، بل إن ذلك يعتبر دليلاً على إفلاس وفشل كبير لهذا المعسكر، والتصريحات أَو المواقف التي يطلقها أي من أطراف المرتزِقة لتبرير التطبيع مع الكيان الصهيوني تأتي فقط ضمن استراتيجية إعلامية معروفة لتقديم مسألة الارتباط بإسرائيل كأمر طبيعي. إنها “مواقف” حقيقية (ومخزية بالطبع) لأصحابها، لكن فاعليتها لا تتجاوز مستوى “الدعاية” وهو أمر يعود إلى حقيقة انحطاط دور هؤلاء المرتزِقة ورخصهم في كُـلّ أمر يشتركون به.

وحتى في مستوى تأثيرها كـ”دعاية”، لا تقولُ مواقفُ المرتزِق بن بريك وغيره من الأدوات المحلية للسعودية والإمارات سوى أن جميعَ مبرّرات العدوان على اليمن وكل شعاراته ودعاياته من “مواجهة إيران” إلى “استعادة الشرعية” ليست إلا ترجمات تضليلية لـ”حماية أمن إسرائيل” والوقوف ضد كُـلّ صوت مقاوم للكيان الصهيوني، وهو ما يؤكّـد مجدّدًا صوابيةَ الموقف الوطني المبدأي المناهض للعدوان منذ البداية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com