عملياتُ الفصل وما هي بالهزل

 

بلقيس علي السلطان

جاءُوا بياتاً والناسُ نائمون، وظنوا في أنفسهم ألا رادعَ لهم، فقد حشدوا حشدَهم وجمعوا زبانيتَهم وتكالبوا على يمن الإيمان، فلم يدعوا وسيلةَ إبادة إلا واستخدموها، فمن هجمات جوية صاروخية إلى حرب برية وبحرية، ثم إلى حصار خانق، وحرب وبائية حقيرة، والكثير من الوسائل الإجرامية التي هدفُها إركاعُ الشعب اليمني وإذلاله، وما يطمئنهم وتوسوس به أنفسهم بأن هذا الشعب شعب مستضعف قد أهلكه فساد المفسدين وقطع أوصال جيشه وأجهز على أسلحته وصواريخه الدفاعية، وما غفلوا عنه ونسيته أنفسهم بأن من يأبى الذل والمهانة والوصاية ويكون اختياره العزة والكرامة لن يضره كيدُ الكائدين وخبث الطغاة المتجبرين وسيبحثُ عن وسائلَ رادعة توقفهم عن طغيانهم وتجبرهم متوكلين ومعتمدين على الله وهكذا كان وأراد الله لهم أن يكون.

لقد جاءت عملية الردع الرابعة في العمق السعودي في ظل مخاض عسير تشهده اليمن اقتصادياً وعسكريًّا وسياسيًّا وحتى صحياً، وفي ظل تغطرس مستمر من قبل تحالف العدوان

وإِزاء كُـلّ ذلك كان لا بد من عملية رادعة جديدة توقظ المتغطرسين من غفلتهم عساهم يعودون إلى صوابهم ورشدهم الذي فقدوه عندما فكروا بغزو اليمن فأكثروا فيها الفساد وما يجري في عدن وسقطرى، وحجز المشتقات النفطية، وفتنة ردمان منهم ببعيد.

لقد حملت عملية توازن الردع الرابعة رسائل واضحة لتحالف المعتدين منها:

أن اليمنَ اليوم أصبح كما لم يكن من قبلُ، وأنه بات يوازن الردع رغم شدة الحصار وضراوة العدوان، وأن ما يجري من احتجاز لمشتقات النفط في وقت تكون البلد بأمسِّ الحاجة لهذه المشتقات، وخَاصَّة في ظل التصدي للأوبئة التي أدخلتها دول العدوان وأياديها المتمثلة بمنظمة الصحة العالمية وغيرها لن يمر مرور الكرام.

كما أنها تحمل التجسيدَ العملي لخطابات قائد الثورة بأن الرد على الهجمات سيكون بالمثل، ولو اختلفت الأهداف، فأهدافنا عسكرية واقتصادية بحتة، وأهدافهم بشرية وتخريبية غاشمة.

ومن الرسائل التي حملتها عمليةُ توازن الردع الرابعة أَيْـضاً: أنه طالما استمر العدوان واستمر حصاره وتدخله وطغيانه فستستمر الردودُ الموجعة لدول العدوان المعتدية، وتكون أكثر إيلاماً في كُـلّ عملية جديدة، وهي عمليات الفصل وما هي بالهزل حتى يتحقّق النصرُ المبين الذي يشرحُ صدور المؤمنين، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com