معركة النفَس الطويل

 

أميرة السلطان

عندما أطلق العدوانُ الغاشمُ حملتَه المزعومة التي حملت اسم “عاصفة الحزم” وما ترفق معها من جرائم ودمار وقتل وتشريد، أطل حينها قائد الثورة السيد / عبدالملك الحوثي في خطاب قائلاً: «نفَسُنا طويل وخياراتنا القادمة كثيرة ومتعددة».

حينها لم نكن نملك الوعي الكامل والكافي، ما المقصود بالنفس الطويل، ولم نكن ندرك مَـا هِي تلك الخيارات الكثيرة والمتعددة!

فأي خيارات واليمن محاصرٌ براً وبحراً وجواً؟!.

بلدٌ ظل لسنواتٍ عديدة تحت الوصاية الأمريكية التي عملت لعقود لإضعاف اليمن وحرمان أهله من مقومات الدفاع والحماية، بل سعت حثيثة إلى أن تهيكل الجيش وتسحب من أبنائه سلاحهم تحت ذريعة الدولة المدنية وإن حمل السلاح ليس مظهراً حضارياً!!

فأي خيارات تملك يا سيد الأنصار؟!

مرت سنوات الحرب ونحن نرى خياراتٍ متعددةً وكثيرةً، فأحياناً يكون هذا الخيار صاروخاً على قاعدة وفي بعض الأحيان نرى الطائراتِ المسيَّرة هي الخيار.

وفي أوقات كثيرة، اتحدت هذه الخيارات جميعاً فنرى مجاهدينا على الأرض ترافقهم الطائراتُ من الجو، كما حصل في عمليات عدة كعملية البنيان المرصوص ونصر من الله.

من عملية إلى عملية ومن خيار إلى آخر، ونحن ما زلنا نرقُبُ وبكل ذهول وتعود بنا الذاكرة إلى ذلك الخطاب الذي كان في بداية العدوان ولم يكن حينها يمتلك اليمن أي شيء وسيد الأنصار يعلن عن معركة النفس الطويل.

بعد عملية الردع الرابعة بتنا أكثرَ ثقة من ذي قبل بأننا فعلاً ما زلنا نمتلك أوراقاً عدة وخياراتٍ تربكُ أعداءَ هذا الشعب، وأصبح لدينا يقينٌ كبير أن الحقوق لا تعطى وإنما تُنتزع انتزاعاً، حيث أن دول تحالف الخيانة ما زال يحتجرُ السفنَ النفطية والغازية وعلى الرغم من معرفتهم بأن هذا العمل يؤدي إلى كارثة إنسانية تطال كُـلّ فئات الشعب وتصيب كُـلّ مرافقنا بالشلل التام.

عملية الردع الرابعة بقوتها وبحجمها حملت عدة رسائل:

أولها: أن دماءَ الشعب اليمني ليس بالرخيصة، بل هي غالية وأغلى ما نملك ويجب أن يحسب العدوّ لهذا الشيء ألف حساب.

ثانيهما: أن هذه العملية هي ورقة ضغط لدول العدوان لرفع الحصار عن اليمن والإفراج عن السفن المحتجزة.

ثالثُ هذه الرسائل: أن العملية حملت رقمَ أربعة، وهذا يعني أنه ما زال في جعبتنا الكثير والكثير من العمليات التي تستحمل اسم عملية الردع الخامسة والسادسة.

رابعُ هذه الرسائل موجهة للإمارات التي عاثت في الأرض الفساد أنها إن لم ترتدع عما تقوم به في جزيرة سقطرى وجزيرة حنيش وفي جنوب الوطن إن لم تكف فسيستعين الجيشُ بالله عليها، ومن استطاع أن ينفذ عملية واسعة بهذا الحجم على الرغم مما تمتلكه السعودية من منظومات دفاع متطورة فباستطاعتهِ أن تصلَ إلى الإمارات وبكل سهولة، فهي فرصة كبيرة لها لكي تتخذَ الخيار المناسب لها ولشعبها ولاقتصادها الهش، وقد أعذر من أنذر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com