أحفادُ بلال.. نِـعْـمَ التسميةُ والمسمِّــي

 

أحمد العليي*

من منا لا يعرفُ الصحابيَّ الجليل ومؤذنَ سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بلال بن رباح، وحجم مكانته العظيمة في قلوب المسلمين.

أن يكونَ بلالٌ ذا البشرة السوداء مؤذناً للرسول، ذلك يحملُ في طَيَّاته معانيَ عظيمةً تنبُعُ من تعاليم القرآن التي تبدأُ بالمساواة بين بني البشر، فلا فرقَ بين عربيٍّ أَو عجمي ولا أبيضَ أَو أسودَ إلَّا بالتقوى، وهي أخلاقٌ حملها رسولُنا الكريم وجسّدها على أرضِ الواقع في كثيرٍ من الحالات، ومنها حالةُ بلال.

وفي تجسيدٍ آخرَ لأخلاق القرآن، نجدُ قائدَ ثورتنا السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وبما يحملُه من ثقافةٍ قرآنيةٍ عظيمةٍ يطلقُ على شريحة اجتماعية يمنية اسم (أحفاد بلال)، وطالما أطلقنا عليهم تسميةَ [أخدام]!!.

أيُّ سموٍّ في الأخلاق أعظمُ مِن هذا، يعبر بجلاءٍ عن اهتمام حقيقي بشريحة اجتماعية يمنية من قبل أعلى شخصيةٍ قيادية في البلاد وصل حَــدَّ التكريم بتأكيد النَّسَبِ بمؤذن سيدنا ونبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين؟!.

أحفادُ بلال.. اسمٌ وصفةٌ ستفخرُ بها هذه الشريحةُ اليمنية المستضعفة، وهي بداية حقيقية لإنصافٍ حقيقي من الدولة سينالُ فيها أحفادُ بلال كاملَ حقوق المواطَنة، في إطار الحقوق والواجبات المكفولة كسائرِ المواطنين اليمنيين، بعيدًا عن المزايدات والشطحات السياسية التي ملَّها شعبُنا طوالَ عقود من الزمن.

ما زلت أتذكَّرُ رقصةَ أحد وكلاء أمانة العاصمة وهو يفتتحُ مجموعةً من المنازل قُدِّمت لعددٍ من أبناء هذه الشريحة وباسم مدينة العمال في منطقة سعوان شرق العاصمة صنعاء.

هذه المدينةُ جاءت في إطار دعائي لإحدى الانتخابات؛ لكسب أصوات أبناء هذه الشريحة.

الخطوةُ لم تكن موفقةً إطلاقاً؛ لأَنَّها كرَّست العنصريةَ في أسوأ صورها المقيتة.. أين الدمجُ الحقيقي لهم في المجتمع اليمني، والدمجُ ليس بناءَ مجموعة من البيوت في مكان معيَّن؛ لتعيشَ فيه شريحةٌ اجتماعية ذاتُ لون ونشاط واحد؟!.

الدمجُ هو أن تعيشَ كُـلُّ أُسرةٍ من هذه الشريحة داخل الأحياء والحارات وبجوار أسرٍ لا تنتمي إلى نفس الشريحة الاجتماعية.

الدمجُ هو إعادةُ تأهيل أبناء هذه الشريحة علمياً وتوفيرُ فُرَصِ العمل لهم في شتى مجالات الحياة.

عُمَّالُ بلدية أَو منقل أحذية حصراً عليهم معناه انعدامُ فُرَصِ العمل الأُخرى، وهذا ما يُعتبَرُ تقصيراً رسمياً ومجتمعياً أَيْـضاً..

وقد قالها قائدُ الثورة؛ لذا أجزمُ أن إنصافَ هذه الشريحة قادمٌ لا محالة وأكيدٌ دمجٌ حقيقي لا يرقُصُ فيه المسئولُ وعينُه على صندوق الاقتراع.

* وزير السياحة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com