البيضاء.. بيضاءُ من الخيانة والارتزاق

 

أيمن قائد

تُخمَدُ الفتن ويهرب العميل المرتزِق، وتتهاوى عروش المستكبرين، ويخيب اللهُ آمال الغزاة والمحتلّين “ويهزم الجمع ويولون الدبر”.

ومن محافظات كان العدوان يُحَّدِثُ نفسه بالوصول إليها ليجعلها سوداء ملطخة بالعمالة والفتن والارتزاق، وبالتحديد في محافظة البيضاء التي شهدت في لحظات قليلة بزوغاً لفتنة جديدة يفتعلها العدوان “كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ”.

ومن الشي الذي يعزز الثقة والنصر والغلبة، هو أن يقوم العدوُّ بفتح ثغرة هنا أَو هناك، معتقداً أنه سيقوم بالهيمنة والسيطرة وبسط نفوذ الارتزاق والعمالة، ولكن تتغير الموازين وتتحرّر المواقع والمدن الاستراتيجية التي كان يسيطر عليها العدوُّ، ثم يهرب منها المرتزِقة والخونة كالمعتاد، مخلفين وراءهم الغنائمَ والمعدات العسكرية الضخمة.

والأحرار دائماً يسجلون مواقفهم التاريخية والبطولية، ويدحرون كُـلَّ من يريد الاستكبار أَو أن يقول “أنا ربكم الأعلى”؛ لأَنَّ قاموس الحرية لديهم لا يحتوي على مصطلحات الذل والانقياد لعبيد العبيد وأذناب الأذناب.

وهناك طريقان في قانون الأوطان، إما أن تكونَ خائناً وعميلاً تسعى لبيع الكرامة والأرض والمبادئ والقيم بثمن بخس ريالات معدودات، وإما أن تكون حراً أبياً عزيزاً شامخاً مستقلاً لا تقبل بالذل والانكسار، بل تكون في حالة رفض قاطع أن تلطخ يدك بالارتزاق والعمالة.

والتاريخ يسجل المواقف وستتحدث الأجيال عن الأحرار المدافعين عن وطنهم وكرامتهم، وسيصدّر في صفحاته قائمةً بأسماء العظماء الأبطال، وفي مقابل ذلك لن ينسى التاريخُ المواقفَ المخزية لمن باعوا للغزاة بلادهم وكل ما يمتلكونه، ورضوا أن يكونوا عبيداً صاغرين.

وفي الصفحات البيضاء سيسجل التاريخُ قائمةً بأسماء الأحرار، أما في الصفحات السوداء سيسجل أسماء عبيد العبيد وأذناب الأذناب وخونة الأوطان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com