أحفاد بلال لا يقلون شأناً عن غيرهم وتوجيهاتُ قائد الثورة بدمجهم في المجتمع تدُلُّ على صوابية المسيرة القرآنية

 

المسيرة – محمد حتروش

لاقت التوجيهاتُ الأخيرةُ التي أطلقها قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخيرة بإطلاق برنامج وطني طويل المدى للعناية بأحفاد بلال؛ لدمجهم في المجتمع بالمستوى اللائق ثناءً من قبل المحسوبين على هذه الشريحة ومن الناشطين السياسيين والحقوقيين.

وأثنى قائد الثورة في خطابه الأخيرة بأحفاد بلال، وقال إن الكثيرَ منهم يعيشون وضعية صعبة ويائسة، مؤكّـداً أنهم قدموا التضحيات وتصدوا للعدوان، وأن المعيار في بلدنا أن خيرَ الناس هو أنفعُ الناس للناس، ومن يرى لنفسه اعتباراً، فبما يقدمه من خدمة للبلد.

ووجّه الأمينُ العام لنقابة عمال البلديات والإسكان، الأُستاذ محمد علي المرزوقي، رسالة شكر وتقدير لقائد الثورة السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي، على هذه التوجيهات.

وقال المرزوقي في الرسالة: يسرني ويسعدني باسمي ونيابة عن أعضاء المكتب التنفيذي لفرع النقابة بأمانة العاصمة أن أتقدمَ لسيادتكم بأسمى آيات الشكر والتقدير والعِرفان لتكرمكم في كلمتكم بتوصية الحكومة بأن توليَ جُلَّ اهتمامها بأحفاد بلال، والذين منهم عمالُ النظافة، ودمجهم في المجتمع وتحسين أوضاعهم المعيشية، وتحسين مسكنهم.

من جهته، يثني الشاعر حسن يحيى العوسجي من أحفاد بلال على هذه التوجيهات، مُشيراً إلى أن أحفاد بلال في اليمن عامةً والجوف خَاصَّةً يتقدمون بالشكر والتقدير والعرفان وفائق الاحترام والحب والامتنان من أعماق قلوبهم للقلب الرحيم والأب اللطيف والمؤمن المخلص والصادق الأمين منبع الإنسانية السيد القائد الشجاع العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -بحسب كلامه-.

ويقول العوسجي لصحيفة “المسيرة” إن توجيهات قائد الثورة للاهتمام الرسمي بهم في جميع المجالات، وإشادته بمواقفهم البطولية ومشاركتهم الفعّالة وبروز تلك البشرة السمراء الحرة بجانبِ بقية الشرائح اليمنية بميدان المعركة وجهاً لوجهه مع قوات التحالف وأذياله من العملاء والمرتزِقة بالداخل والخارج والتنكيل بهم على كُـلّ المستويات، كان لها الأثرُ الكبيرُ على نفوسهم، موضحًا أن البؤسَ المدقع والتهميشَ المتعمد والظروف الصعبة لم تثنِ أحفادَ بلال من مواصلة مشروع التحرّر ومشاركة المجتمع في الدفاع عن سيادة أراضيه ضد الغزو والاحتلال.

ويواصل العوسجي حديثه قائلاً: يا سيدَنا وقائدَنا خُذْ منا العهدَ بأننا سنبادلُكَ الوفاءَ بالوفاء، ونحن لسانُك الناطق، وعينُك المبصرة، وحراسُك الأمناءُ والمخلصون، وسيوفك الضاربة لرؤوس وهامات الأعداء والخونة والعملاء في الداخل والخارج، وأننا سنظل معك، ولن نخذلك أَو نتركك مهما كانت قوةُ عواصف التحديات والمخاطر، وأنك لن ترانا إلا حيث تحب وترضى بعون الله وحوله وقوته وتأييده.

 

الدعوةُ تتزامنُ مع قُبح عنصرية أمريكا

وعبّر عدد من الناشطين الحقوقيين عن ارتياحهم لهذا المبادرة التي أطلقها قائد الثورة، معتبرين احتواءَ أحفاد بلال يثبتُ صدقَ وصوابية منهج القيادة في هذه المسيرة الثورية التي انطلقت للدفاع عن المستضعفين وتبني قضاياهم وتمكينهم للمشاركة في الحياة العامة وإدارة شئونهم بعدل وإنسانية، كما يقول الناشط الحقوقي عبد الله علاو -رئيس منظمة الشرق الأوسط للحقوق-.

ويقول علاو في تصريح لصحيفة “المسيرة”: إن هذه الدعوةَ تحقّقُ شراكةَ المواطنين جميعاً في الحقوق والواجبات كمواطنين يمنيين جنباً إلى جنب على أَسَاس المواطَنة المتساوية، وأن من حقهم الرعاية والعدالة والاهتمام وكل ما يتطلب لتحقيق دمج أحفاد بلال في المجتمع كمواطنين يمنيين لهم حقوق وواجبات كغيرهم من أبناء الوطن.

ويعتقد علاو أن البرنامجَ الوطني لأحفاد بلال سيكون شاملاً لتفاصيل الحياة، مُلِمًّا بكل احتياجات الإنسان، وأنه سيتصدى لكافة الظروف والمعوقات والتحديات التي تحول دون نجاحه، وأن القيادة التي تنتصر لضعف هذه الفئة حتماً ستكون في بقية متطلبات البلد في أعلى مراتب النجاح والاهتمام.

من جهتها، تؤكّـد الناشطة الحقوقية، هناء الوجيه، أن خطابَ قائد الثورة يؤكّـدُ مدى مصداقيته ونزاهته وحرصه الكبير في الاهتمام بكافة المجتمع اليمني، معتبرًا خدمةَ الشعب اليمني من أعظم القربات إلى الله تعالى.

وتوضح الوجيهُ في تصريح خاص “للمسيرة” أن دعوةَ قائد الثورة للجهات الرسمية إلى إنشاء برنامج وطني طويل الأمد لاحتواء أحفاد بلال ودمجهم في المجتمع تدل على عدم التمييز والعنصرية التي تتواجدُ في بعض البلدان.

وتشير الوجيه إلى أن البرنامجَ الوطني فتح المجالَ الكاملَ لهذه الفئة من المجتمع أن تقدم كُـلّ ما لديها وبشكل راقٍ وأن يتم دمجها في المجتمع كي تستطيع أن تحقّقَ الهدفَ الذي خُلقت مِن أجلِه كباقي فئات المجتمع، فلا فرق بين أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، مضيفة أن هذه هي المبادئ الصحيحة التي أراد قائدُ الثورة أن يجسدها.

ويرى الناشط الحقوقي طلعت الشرجبي، أن قائد الثورة سعى من خلال البرنامج الوطني إلى تجسيد مبدأ المساواة والعدالة قولاً وفعلاً، منطلقاً من استشعاره للمسؤولية تجاه الشعب وأمام الله سبحانه، وأن ذلك من مبادئ وقيم وأهداف المسيرة القرآنية المباركة.

ويقول الشرجبي لصحيفة “المسيرة”: إن السيدَ القائد يعتبر العدالةَ الإنسانية مبدأ وهاجساً حيًّا يتفاعلُ معه ويسعى إلى تحقيقه بخلاف غيره من القادة والساسة الذين يعتبرون تلك المبادئَ مُجَـرّد شعارات براقة في التصريحات والإعلام بعيدةً عن حيز التنفيذ.

ويوضح الشرجبي أن البرنامجَ الوطني يهدفُ إلى إنصاف فئة المهمشين الذين عانوا لقرون من التهميش والغَبن والاستغلال، موضحًا أن التمييزَ بين الناس يكون من خلال الأعمال والنتائج والخدمات والمواقف الوطنية التي يقدمونها لمجتمعهم وشعبهم، وهو ما أثبته الكثيرُ من أحفاد بلال في مواجهة العدوان والدفاع عن الوطن.

بدوره، يؤكّـد المحامي والناشط الحقوقي، عبدالوهَّـاب الخيل، أن دعوة قائد الثورة جسّدت أسمى معاني الإنسانية والعدالة الاجتماعية التي كانت غائبةً في ظِل الأنظمة المتعاقبة على اليمن، بل إنها غائبةٌ حتى اللحظة التي ألقى فيها السيد القائد هذه الدعوى على مستوى المجتمع الدولي الذي لا يزالُ يتعامل بالعنصرية والتمييز على مستوى لون البشرة.

ويشيرُ الخيل إلى أن حادثة القتل البشع التي أقدم عليها أحد عناصر الشرطة الأمريكية بحق مواطن أمريكي من أصحاب البشرة السمراء خير شاهد ودليل على ذلك.

ويؤكّـد الخيل في تصريح خاص للمسيرة أن دستورَ الجمهورية اليمنية في المادة (24) ألزم الدولةَ بكفالة تكافؤ الفرص لجميع المواطنين سياسيًّا واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وأن المادة الدستورية رقم (25) تنص على أن المجتمع اليمني يقوم على أَسَاس التضامن الاجتماعي القائم على العدل والحرية والمساواة وفقـاً للقانـون.

 

إلمامٌ واسعٌ من قبل القيادة

وعلى صعيد متصل، يقول الناشط السياسي أحمد الرازحي أن البرنامجَ الوطني الذي دعا إليه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، المعني باحتواء أحفاد بلال ودمجهم بالمجتمع بدّد الشائعات والدعاوى التي يسعى إليها أبواقُ العدوان ومرتزِقته الرامية إلى تفتيت النسيج المجتمعي وخلق الصراعات بين فئات المجتمع.

ويشير الرازحي في تصريح خاص للمسيرة، إلى أن شريحة المهمشين “أحفاد بلال” غُيِّبت تماماً عن سياسات السلطة السابقة برغم توفر الإمْكَانات والقدرة على إيجاد حلول جذرية لهذه الفئة.

وتتطرق الدكتورة أسماء الشهاري إلى ما كان عليه أحفاد بلال في السنوات الماضية من تهميش ومعاناة وكذا النظرة إليهم بالاحتقار واللامبالاة.

وتضيف لصحيفة “المسيرة” أنَّ أحفاد بلال لا يقلون شأناً عن غيرهم، بل على العكس، فالكثير منهم يمتلكون قدراتٍ ومواهبَ قد تفوقُ الكثيرَ من الناس ولها احتياجات، وأنه إذَا ما تم بناؤها وتوظيفُها ضمنَ برامجَ شاملة توعوية وتدريبية وتنموية لرفعِ القدرات وتنمية المواهب تكونُ منطلقةً من دراسات استراتيجية، مؤكّـدةً أن ذلك يصُبُّ في إطار المساواة والعدالة الاجتماعية في إطار المسئولية، وألّا يظلوا كفئةٍ مهمشة ومستضعَفة وفقيرة؛ كون لهم الحق في كُـلّ شيء ويجبُ الوقوفُ إلى جانبهم حتى يتم مساعدتُهم على بناء أنفسهم ومشاركتهم في بناء المجتمع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com