لم يشطب السعودية لكنه شطب إنسانيته وإنسانية منظمته

 

منير الشامي

أقدم الأمينُ العام للأمم المتحدة، على شطب تحالف العدوان الذي تتزعمه ظاهرياً السعودية من القائمة السوداء أَو ما تُعرَفُ (بقائمة العار)، والتي تضم المنتهكين لحقوق الطفولة في العالم، وأولهم المرتكبون لجرائم القتل والإبادة في حقهم.

إقدام غوتيرس على هذا القرار يأتي في سياق التواطؤ اللاإنساني للأمم المتحدة مع تحالف العدوان الإجرامي، وفي سبيل منح السعودية الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم البشعة في حق أطفال اليمن، وتأكيداً منه بإهدار حقوق أكثر من 7500 طفل يمني سقطوا بغارات التحالف العدواني بين قتيل وجريح خلال سنوات العدوان، ودلالة على تحَرّكه وتحَرّك منظمته الجاد نحوَ تغطيةِ جرائم النظام السعودي في حقِّ الطفولة اليمنية التي ذبحت مملكة الإجرام وتحالفها براءتها ونسفت شفافيتها وطهرها، وحوّلت أجسادهم إلى أشلاء في مختلف محافظات الجمهورية للعام السادس، كما يأتي أَيْـضاً في محاولة لتجميل الوجه المجرم وَالقبيح لنظام الرياض، إضافةً إلى ذلك فقرار الشطب يؤكّـد ضلوع الأمم المتحدة ومشاركتها في توسيع ومفاقمة أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض في حق الشعب اليمني حسب توصيفها الدقيق لهذه المعاناة في تقاريرها.

ومن المؤسف جِـدًّا أن شطب غوتيرس لتحالف العدوان تزامن مع مجزرة جديدة ارتكبتها السعودية في مديرية شدا بمحافظة صعدة، سقط فيها أكثر من 13 شهيداً، من بينهم أربعة أطفال باستهداف طيرانها لسيارة كانت تقلهم وحولت أجسادهم إلى أشلاء متناثرة في كُـلِّ اتّجاه من مكان القصف.

إن إقدام غوتيرس على شطب تحالف العدوان من القائمة السوداء، يجعل كُـلَّ أحرار العالم يتساءلون عن الآلية التي اعتمدها، وما هي المعايير القانونية والإنسانية التي استند عليها في قرار الشطب؟

وإذا كان غوتيرس قد استطاع بقلمه المأجور من شطب تحالف العدوان من قائمة العار، فهل يستطيع أن يشطب جرائم التحالف والسعودية في حق الآلاف من أطفال اليمن بمئات الجرائم والمجازر الموثقة بمختلف الوسائل والراسخة في ذاكرة التاريخ وذاكرة الملايين من أحرار العالم؟

من المؤكّـد أنه يعلم أن ذلك أمرٌ مستحيلٌ، ومن المؤكّـد أَيْـضاً أنه يدرك أن ما قام به فعلاً هو شطب إنسانيته وإنسانية منظمة الأمم المتحدة من قائمة الإنسانية العالمية، أما جرائم تحالف العدوان ومملكة الإجرام في حق أطفال اليمن ونساء اليمن والمستضعفين من شعبه، فهو وكلُّ المستكبرين من حوله أعجزُ العاجزين عن شطبها من أية قائمة من قوائم التوثيق أَو من ذاكرة التاريخ أَو من ذاكرة كُـلّ حر من أحرار العالم، وستظل ثابتةً وشاهدَ حال على كُـلّ قوى الإجرام العالمية وعلى كُـلّ من تواطأ معهم، وعلى كُـلّ من باع ضميره وتاجر بمظلومية الشعب اليمني الصامد إلى أن تقوم الساعة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com