لا تغالطوا أنفسكم

 

سكينة حسن زيد

حملة مسعورة على الهاشميين ووجودهم وتاريخهم.

البعضُ يتهمُهم أنهم استخدموا الدينَ للوصول للسلطة؛ ولهذا تأخرت الدول التي حكموها، قلنا كُـلّ الممالك التي حكمت وبعضها لا زال يحكم حتى اليوم -مع أنها تحولت لملكيات دستورية- كلها بلا استثناء قامت على أَسَاس ديني، وكان الملك ممثلاً “لله”، وبعضهم كان يقدم نفسه “كإله” أَو “نصف إله”، بينما في كُـلّ الممالك التي حكمها هاشميون لم يمنحوا أنفسهم تلك المكانة؛ لأَنَّ الإسلام نفسه لا يمنح هذه المكانة لمخلوق.

وَاستمرار وجود العائلة البريطانية المالكة والعائلة اليابانية المالكة بمميزات معنوية ومادية، فهذا لم يعق التقدم ولا التنمية ولا المواطنة المتساوية في بريطانيا واليابان.

هذا المثل فقط يُرَدُّ به على من يزعم أن مُجَـرّد وجود الأسرة الهاشمية هو من أسباب تخلف الشعوب العربية.

هناك تفصيل آخر أردُّ به على بعض من يشعرون بالدونية تجاه أنفسهم ووطنهم، فيقولون بأن المشكلة تحديداً في هاشميي اليمن، ثم يقارن “بسخرية” بين السيد عبدالملك الحوثي، وبين الملكين الهاشميين الحسن الثاني ملك المغرب والملك الهاشمي عبدالله بن الحسين.

أقول له:

هناك فرق قطعاً، وهو أن السيد عبدالملك مجاهد، لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، بل بالعكس ولد في مدينة محرومة من كُـلّ الخدمات، مقصية محاربة، لم يعرف ربما يوماً من راحة ورفاهية، بل عايش حروباً شنتها دوله كاملة بكل أسلحتها ضد أسرته، ثم شاركت الدولة الجارة في هذه الحروب.

رجل بالرغم أنه لم يتخرج من أكاديمية بريطانية، إلَّا أنه قائد عسكري أخضع جيوشاً ودمّـر سمعة أعتى الأسلحة تحت أقدامه وأقدام رجاله، وأعاد العزة لليمني كُـلّ يمني.

رجل صنع مجداً ولم يرثه جاهزاً كالملوك الذين ورثوا ملكهم عن آبائهم.

رجل صمد اليمنيون تحت رايته وانتصروا وما زالوا أمام العالم كلِّه في وضع أُسطوري حير العالم كلَّه.

شاب عالم في العلوم الشرعية، متحدث فصيح لم يخاطب شعبه في أول تواصل بينه وبينهم بلغة عربية مكسرة.

شاب تقي زاهد لم نشاهد له قصوراً، حياته بسيطة مثل أي يمني بسيط.

شاب يمني عربي مسلم له موقف من الكيان الصهيوني لا يمكن أن يساوم عليه.

ربما لو أن السيد عبد الملك يتعامل مع الناس بتعالٍ، كان عشاق المظاهر المبهورين بالغرب سيعجبون به؟!

من يدري!

هؤلاء الذين يتسابقون لتقديم أنفسهم “كمخبرين” عن اليمن يمنحون من يريد ما يريد كيفما يريد طالما أنهم سيأخذون مقابلاً مادياً.

يغمضون عيونهم ويصمون آذانهم عن معاناة كُـلّ اليمنيين؛ بسَببِ جرائم ومجازر العدوان، ويستخدمون العدسات المكبرة لالتقاط أي خطأ يصدر من صنعاء لتخفيف شعورهم بالذنب والخزي والعار تجاه أنفسهم ربما.

يتهمون نوايا الناس ويحاكمون ضمائرهم ويجلدونهم على تاريخ أجدادهم، ويغضون الطرف عن مترفي ما يسمّى بالشرعية في الخارج وعبثهم بأموال وأراضي وثروات اليمن كلها لعقود قادمة.

يكذبون على أنفسهم ويحاولون خلع ثوب الخطيئة الذي صار يعذبهم ليلبسوه لغيرهم ولكن هيهات.

استمروا فهذا “جزء” مما تستحقونه، ما زال أمامكم فاتورةٌ باهظةٌ لتدفعوها هذا ما أنا واثقة منه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com