أحداثُ “سقطرى” تكشفُ فوضى الانقسامات الداخلية في صفوف العدوان

 

المسيرة | خاص

أظهرت التطوراتُ الميدانية الأخيرة في محافظة أرخبيل سقطرى المحتلّة شرخاً جديدًا في العلاقة بين السعودية وحزب الإصلاح (حكومة المرتزِقة)، حيث شن الأخير حملةً إعلامية اتهم فيها الرياض بدعم مليشيا الانتقالي للسيطرة على المحافظة، وذلك في الوقت نفسه الذي تشهد فيه العلاقة بين الرياض والمليشيات توتراً معلناً؛ بسَببِ تنفيذ بنود ما يسمى “اتّفاق الرياض”، الأمر الذي يشير إلى ارتباك سعودي واضح قد يعود إلى خلاف مع الإمارات.

وشن ناشطون تابعون لحزب الإصلاح ومسؤولون في حكومة المرتزِقة حملةً واسعة هاجموا فيها السعودية، بعد قيام مليشيات الانتقالي بالسيطرة على مدينة “حديبو” عاصمة سقطرى، حيث اعتبر أتباع حكومة المرتزِقة أن الرياض ساعدت الانتقالي فيما فعله؛ لأَنَّ قواتها المتواجدة في المحافظة لم تحَرّك ساكناً.

وكانت حكومة المرتزِقة قد أشارت إلى ذلك في بيان أصدرته، مساء الجمعة، بشأن الأحداث، حيث طالبت فيه “القوات السعودية” المتواجدة في المحافظة بالتحَرّك لمواجهة “الانتقالي”، في اتّهام مبطن لها بالتواطؤ.

وقال مستشارُ وزير إعلام الفارّ هادي، المرتزِق مختار الرحبي: إن السعودية تتحمل مسؤولية ما يحدُثُ في سقطرى، فيما قال محافظ المحافظة المعين من قبل العدوان، والتابع لحزب الإصلاح، رمزي محروس، إنهم تعرضوا لـ”خذلان” من قبل “من كانوا ينتظرون منهم النصرة”، في إشارة واضحة إلى القوات السعودية.

ونشرت وسائل إعلام حزب الإصلاح العديد من التقارير والمقالات التي تتحدث عن “تآمر” السعودية مع مليشيا الانتقالي، بخصوص سقطرى.

مع ذلك فقد ناقض حزب الإصلاح نفسه بشكل واضح من خلال تقديم ما حدث في سقطرى كـ”تمرد إماراتي”، الأمر الذي يكشف ارتباكًا واضحًا وعجزاً تاماً عن اتِّخاذ موقف ثابت؛ بسَببِ قيودِ الارتهانِ الكاملِ للسعودية.

وكانت وسائل إعلام سعودية قد هاجمت حزب الإصلاح خلال الأيّام الماضية بشكل واضح، حيث اتهمته بإفشال ما يسمى “اتّفاق الرياض” والارتهان لقطر، وهو الأمر الذي لم يستطع الحزب الرد عليه.

من جهة أُخرى، لا تبدو علاقةُ الرياض بمليشيا الانتقالي جيدةً -كما يقول ناشطو وأتباع حزب الإصلاح-، فقبل يومين فقط، ظهر خلافٌ جديدٌ بين المليشيا والسعودية على خلفية بنود ما يسمى “اتّفاق الرياض”، حيث سربت السعودية أنباءً تتحدث عن مقترح قدمته للمليشيا لتقاسم السلطة مقابل الانسحاب من عدن، إلا أن المليشيا نفت ذلك وهاجمت الإعلامَ السعودي واعتبرت أن ما تم نشرُه محاولةٌ للإرباك والتضليل.

وتشهد العلاقات بين الرياض والمليشيا توتراً متصاعداً منذ فترة، وخُصُوصاً فيما يخُصُّ مِلَفَّ عدن، إذ تسعى السعوديةُ لتحجيم دور “الانتقالي” هناك، وقد حركت قواتٌ تابعةٌ لها لمواجهته داخل المحافظة.

وبالمحصلة يبدو أن العلاقاتِ بين السعودية وطرفَي المرتزِقة تشهد توتراتٍ واضحةً، الأمر الذي يعبر عن ارتباك سعودي واضح، وعجزٍ كبيرٍ عن ترتيب الأوراق، إلى جانب ما تظهره الأحداث من استخفافٍ سعودي ظاهر بحكومة المرتزِقة وحزب الإصلاح.

وقد يعود هذا الارتباكُ إلى خلاف سعودي متصاعِدٍ مع الإمارات التي تحدثت تقاريرُ خلال الفترة الماضية عن أنها أعادت نشرَ قوات تابعة لها في عدن، لدعم مليشيا “الانتقالي” في مواجهاتها مع القوات التابعة للمملكة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com