صرخة هزت عروش المستكبرين

 

إيلاف القيلي

الشعار موقف قوي ضد أعداء الله وتحَرّك ضروري في مواجهة المشروع الأمريكي، فيما كان هناك من يسخر من الشعار (الصرخة)، وكانت أمريكا تحاول نزع عوامل القوة من المجتمع اليمني، وكان من الجامع الكبير في صنعاء، فقد انطلقت المرحلة الثانية للإعلام بالصرخة، وكان الكثير يتوجّـه من صعدة وبعض المناطق التي قد التحق بعض شبابها بالمسيرة القرآنية حسب توجيه السيد القائد -سلام الله عليه-، فكانوا يردّدونها ومن ثم يقادون إلى السجون وتُمارس عليهم كُـلّ أنواع التعذيب مباشرةً، فبالرغم من الاعتقالات والاعتداءات المستمرة إلا أن قوة وصلابة وعزم من ناصروا الله لا يلين.

مرت الشهور وكان عدد المعتقلين على ذمة ترديد الشعار يزداد يوماً بعد يوم، كما اضطرت السلطات لتوزيع المجاهدين على سجون الأمن السياسي بالمحافظات ليصل عدد المكبرين إلى قرابة الألف، وبدأت بعض الصحف المحلية والإقليمية والدولية تناول أخبار المعتقلين كُـلّ أسبوع وتنشر أسماءهم على واجهة صفحاتها، وكانوا على ثقة بالله كبيرة وكثير منهم من تعرض بعد أداء الصرخة في الجامع الكبير إلى الضرب والإهانة من قبل المصليين وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وكأنه مجرم أَو لصٌّ، فوجههم السيد حسين بأن لا يجيبوا حتى بكلمة واحدة، فكانوا يقادون إلى المعتقلات والسجون وهم حاملو قضيتهم بمبدأ، ومن سار بمبدأ آل بيت رسول الله لن تهزه العواصف من أول الصرخة ولا يهزه شيء من آخرها، فمهما فعلوا كانوا متحدين كطوفان يكسر كُـلّ العواصف.

أقول لكم أيها الإخوة: اصرخوا ألستم تملكون صرخة أن تنادوا (الله أكبر/الموت لأمريكا/الموت لإسرائيل/اللعنة على اليهود/النصر للإسلام)، أليست هذه الصرخة ممكنة لأي واحد منكم أن يطلقها؟! بل شرف عظيم جِـدًّا لو نطلقها..

واجه الشهيد القائد العديدَ من المشاكل؛ بسَببِ الشعار وما تضمنته الملازم من أراء والمشكلة الأولى التي ووجه بها أن الكثير من الناس من لم يتقبلوا رفع الشعار، ويحكي الكثير كيف أن الأمن كان يعتقل أُولئك الذين حملوا وانطلقوا لرفع الصرخة في وجه المستكبرين، منهم من بقي أسيراً في السجون لسنوات، ومنهم من أفرج عنه بعد فترة طويلة ومنهم من لاقى أشدَّ أنواع التعذيب حتى ارتقى شهيداً، وقد كانوا في الغالب يرفضون الالتزام بعدم ترديد الشعار مقابل الخروج من المعتقلات ويطلبون أمراً من السيد حسين.

في الفترة ذاتها كانت محافظة صعدة تُضرب بالطائرات بعنف منقطع النظير، وبدأت الصحفُ الرسمية التحدث عن أن الحوثي متمرد وخارج على النظام ومزعزع للأمن والاستقرار، ويدعي إلى عودة الإمامة والمهداوية إلى أن وصلوا بأكاذيبهم إلى أنه مدّعٍ للنبوة، وأنه رجل ضال ناشر للضلالات في نفس الوقت الذي كان فيه جيش النظام الأرعن الذي من المفترض أن يكون موقعه موقع شرف لحماية الحدود والجزر والمياه اليمنية، كان يستكلب بضرب أبناء صعدة عنفاً وتجبراً.

لقد كانت أعمال المجاهدين كلها سليمة، ورغم ذلك لاقوا الاعتقال والمطاردة التي لم تتوقف حتى باسم الإنسانية، بل كانوا يلاقون أشدَّ صور الامتهان عندما كان الجنود وبعض المخبرين وبعض الناس العاديين يقومون بضربهم وصفعهم على وجوههم بالأيدي وبعض الأحيان بالأحذية، ورغم ذلك لم يكونوا ممن يقاوم؛ إيماناً منهم بقضيتهم حتى اتهمهم البعض بالجبن، واليوم ها قد تحقّق ما كان يدعو إليه السيد ويؤكّـد عليه، وها هو الشعار يدوي في كُـلّ أرجاء اليمن، وأصبح ظاهراً معروفاً مشهوراً على مستوى العالم كله، وعلت رايته في كُـلّ مكان، وفعلاً حدث أن صرخ به الناس في مناطق عدة.

فسلامُ الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعَثُ حياً..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com