المكبِّرون الأوائل يروون “للمسيرة” البداياتِ الأولى للصرخة:

 

  • أمريكا كانت منزعجة جداً من الشعار والسلطة تعمدت الترهيب والتنكيل بالمكبرين داخل السجن وتعمدت وضع الصراصير والحشرات في أكلهم
  • جميع أساليب التعذيب والوحشية فشلت وصمود اليمنيين اليوم في مواجهة العدوان نتاج وعظمة الصرخة

 

المسيرة- أيمن قائد:

مضت سنوات كثيرة على البداية الأولى لسيرة شعار “الصرخة” الذي هتف به أولاً من جبال مران، السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، وصرخ معه حينها ثلة من المجاهدين الأوفياء.

البدايات الأولى “عصيبة” جِـدًّا، فالمكبرون لم يكن يخطر على بالهم الغضب الهستيري للسلطة آنذاك ضد هذا المشروع، معتقدين أن ما كانت تتغنى به السلطة من حرية التعبير والرأي كفيل لهم بإطلاق هذا الشعار، لكن الواقع كان عكس ذلك تماماً.

اعتقل الكثير من المكبرين الذين كانوا يهتفون بالشعار في الجامع الكبير بصنعاء، وشنت 6 حروب على صعدة بهذا الشعار، وفي السجن الكثير من القصص التي تدمي لها القلوب وتبكي لها العيون.

الأُستاذ إبراهيم العبيدي كان من الرعيل الأول لما كان يسمى حينها “بالمكبرين”، والذين كان يهتفون بشعار الصرخة في الجامع الكبير بصنعاء، في وقت لم يكن يجرؤ أحد على ترديد هذا الشعار؛ لأَنَّ الأمن السياسي وجواسيسه كانوا لهم بالمرصاد، ويتربصون بكلِّ من يصرخ ويقودونه إلى السجن، وهناك في المعتقل قصص يشيب لها الرأسَ من وحشية التعذيب والمعاملة اللاإنسانية التي كان يتعرض لها المكبرون حينها.

ويقول العبيدي لصحيفة “المسيرة” بعد هذه السنوات من الأحداث الجسيمة التي عركت باليمنيين من بعد إطلاق الشعار: إن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه- هتف بالصرخة في وجه المستكبرين من أعلى جبال مران في مطلع العام 2002م، وكلُّه إيمان بأن يقدم الرسالة التي أمر الله بها في كتابه وأمر أنبياءَه ورسله.

لقد كان الشهيد القائد ينطلق من قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -كما يقول العبيدي-؛ لذا فقد تحَرّك في زمن الصمت والسكوت، وهتف بشعار الحرية، وكسر حاجز الصمت والخوف، في وقت كان لم يستطع أن يقدم زعماء الأُمَّــة شيئاً في سبيل هذه القضية.

ويتذكر العبيدي البداية الأولى “للصرخة”، حين تحدث الشهيد القائد مع ثلة من المجاهدين الأوائل، وقال لهم: “اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في أماكن أُخرى”، فكان مؤمناً وعلى يقين بأن هذا الشعار لن يقف عند حَــدّ معين، أَو منطقة معينة، ولن يقتصر على جغرافية محدودة، بل سيخترق الحواجز؛ لأَنَّ الدينَ يتجسّد في العمل والواقع العملي وليس فقط في المواعظ والعبارات.

ويحكي العبيدي أن الشهيد القائد –رضوان الله عليه- أمر الناسَ بأن يصرخوا في مسجد الإمام الهادي بمران محافظة صعدة، بعد أن أخبرهم أنهم سيجدون لها أثراً كَبيراً، ثم استمر هذا الموقف فترة وجيزة، حتى انتقل الأحرار للهتاف في الجامع الكبير بصنعاء، وليكن ما يكن، وبالفعل حدث ما كانوا يتوقعونه وهو السجن، وقد سجن الكثيرون من المكبرين.

 

الجامع الكبير.. بوابة الولوج إلى السجن

كان الجامع الكبير، المنطلق الذي يشد إليه المكبرون الرحال، لترديد شعار الصرخة، غير مبالين بالنتيجة، ومنه اعتقل المئات من المكبرين وتعرضوا لأسوأ أنواع الامتهان والمعاناة.

ويتابع العبيدي حديثه قائلاً: “كل من كان يهتف بالشعار يتم أخذُه فورًا من قبل ما يسمى بالأمن السياسي حينها، وبدورهم يمارسون على المؤمنين أعمالاً بشعة وسيئة من ضمنها التعذيب داخل هذه السجون”.

وتطورت الأحداث يوماً بعد آخر، وزج بالعشرات من المكبرين في غياهب الأمن السياسي، وحينها فتح الشهيد القائد جبهة جديدة مع الأمريكيين، فوجه للمؤمنين في زنازين الأمن السياسي بأن يصرخوا بأعلى أصواتهم وهم داخل السجن، فكان يتساءل أحدهم: من حبسنا؟ من سجننا؟، فيرد البقية بالقول: (أمريكا.. إسرائيل)، ولهذا يتضح جليًّا بأن أول من انطلق لإسكات مشروع الشهيد القائد وسجن أنصاره هي أمريكا وإسرائيل، وهذا هو أثر العمل، بحسب العبيدي.

ويتطرق العبيدي إلى بعض الأحداث في البدايات الأولى مع الصرخة، فيقول: إن الشهيد القائد ومع أول معارضة واحتجاج تقدمه أمريكا للخارجية اليمنية حول ترديد شعار الصرخة في الجامع الكبير بصنعاء، عندما علم السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي بذلك سجد شكراً لله، وسجد الحاضرون الذين كانوا بجواره ومنهم زيد علي مصلح، وتأكّـدوا أن هذا العمل كان له أثرُه على أمريكا.

كانت الصحف اليمنية في ذلك الوقت قد بدأت تنشر أن وزير الخارجية الأمريكي قدم احتجاجاً إلى وزيرة حقوق الإنسان على أَسَاس أن هناك من يهدّد الوليات المتحدة الأمريكية في الجامع الكبير بصنعاء، وفي هذا يقول العبيدي: “إن أثر العمل كان واضحًا، وهذا ليس بحنكة الشخص، وإنما بتأييد الله وعونه في الدفع إلى تبني هذه المواقف التاريخية العظيمة”.

ويؤكّـد العبيدي أننا اليوم بحاجة أن نقف إجلالاً وتعظيماً أمام هذا العمل العظيم، لنأخذ منه الدروسَ والعِبَر ونستفيد من هذه الوقفة التي وقفها الشهيد القائد، وما تلاها من ملحمة بطولية سقط فيها العظماء منذُ الحرب الأولى والى اليوم، وما مر بالمجاهدين من معاناة في السجن وآلام للجرحى.

وتدور الأيّام ويتحقّق وعد الله، فها هم اليوم الذين كانوا في السجن مضطهدين كمكبرين، نراهم اليومَ حكاماً لهذا البلد ونراهم قادة للبلد عسكريين وفي كُـلّ النواحي، والكلام للأُستاذ العبيدي.

 

التعذيبُ والترهيبُ لم يؤثر فينا

وإلى جانب العبيدي، يوجد العشرات من المكبرين لا يزالون بيننا، يحكون تجاربهم المريرة ومعاناتهم مع الصرخة، في ظل سطوة النظام السابق.

عبد الكريم الرازحي هو الآخر واحد من ضمن الذين اعتقلوا في سجن “الأمن السياسي” آنذاك؛ بسبب هتافِه بشعار الصرخة في وجه المستكبرين.

ويقول الرازحي: إن الشعار يُمثّل أول صفعة للاستكبار العالمي، وهو أول معركة للمشروع القرآني، سواءً بالأمس ولا يزال حتى اليوم مستمراً، مُشيراً إلى أن الصمود الأُسطوري اليوم لليمنيين في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي هو من نتاج وعظمة الصرخة، مؤكّـداً أن الصرخة جاءت بطريقة سلمية عفوية للتعبير عن الرأي والحرية.

ويسرد الرازحي قصة معاناته في السجن، مؤكّـداً أنها كانت معاناة كبيرة جِـدًّا جدّاً، وأنه لاقى كُـلّ صنوف العذاب النفسي والجسدي والفكري، مُشيراً إلى أنهم استخدموا كُـلّ وسائل الترغيب والترهيب لمحاولة إقناعه بترك المسيرة القرآنية ولكنهم عجزوا في ذلك.

ويذكر الرازحي أنه في إحدى الحوارات معه كانوا يخرجونه إلى أحد القاعات القريبة من السجن، ثم يأتون بعدد كبير من العلماء والمسؤولين والوزراء إلى حَــدّ أن قالوا خلاص إذَا لم تريدوا أن توقعوا على التعهد، فأقل حاجة أن تلمحوا برؤوسكم فقط؛ فكنا نومئ برؤوسنا، ولكن خلاف ما يريدون، حيث كنا نومئ بالرفض وليس بالقبول.

ويؤكّـد الرازحي أن هناك قصصاً كثيرة وأحداثاً وقعت لهم داخل السجن، ومن ضمنها ما يرويه بقوله: “عندما زارتنا منظمة العفو الدولية وقالت لنا إنها تريد إخراجنا، فكان جوابنا عليهم بصوت واحد ومرتفع (من سجنكم يا شباب: أمريكا وإسرائيل، حينها قرّرت أن تغادر تلك المنظمة عندما علمت بوعينا وإصرارنا على اتّهامهم بأنهم طرف في الصراع معنا، وأنهم من وجّهوا الدولة بسجننا، فقالت: ألا تعرفون من نحن؟ قلنا نعم، نسمع بكم ولكننا ننتظر منظمةً أكبر منكم {إنها منظمة العفو الإلهية} وكانت هذه الكلمات بمثابة القتل لهم، ولمعنوياتهم، فلم يرجعوا إلينا أبداً، بل زاد تعذيبنا بشكل كبير جِـدًّا، ومع ذلك كنا نقول لمن يعذبنا (أنتم إخواننا – ولو كنتم مُجَـرّد منفذين للأوامر ومُجَـرّد دمى فقط – وعدونا هي أمريكا وإسرائيل”.

ويواصل الرازحي حديثه قائلاً: “حينها دخل علينا مدير الجهاز -القمش- وقال عادونا نحن؛ نحن الذين سجناكم فصرخنا جميعاً، من سجنكم يا شباب.. أمريكا وإسرائيل، فذهب غاضباً وعاجزاً أمام صمود المكبرين، بل لقد شاهدته يوماً في أحد الحوارات معنا، وقد تفطرت شفتاه من الغيظ والغضب والانفعال؛ لأَنَّ أساليبه الماكرة والخبيثة معنا لم تقدم له أي درجة لدى أسياده الأمريكان، حيث لم تؤثر فينا ولله الحمد”.

ويؤكّـد الرازحي أن كُـلّ ما نحن فيه اليوم من عزة وانتصار يعود الفضل كلُّه لله سبحانه، ثم للشهيد القائد ومشروعه العظيم، ثم للقيادة الحكيمة، ثم للشهداء والجرحى والمرابطين والشعب اليمني العظيم.

وللتعرف على عظمة الصرخة، يدعو الرازحي إلى قراءة ما قاله الشهيد القائد في ملزمتي “الصرخة في وجه المستكبرين”، وَ”الشعار سلاح وموقف” وكذا محاضرات قائد الثورة -يحفظه الله-.

 

المعركة أغاظت الكفار

أما محمد علي الطوقي وهو من أوائل المكبرين أَيْـضاً، فيقول إن الصرخة تعني التوفيق الإلهي الذي وفقنا اللهُ سبحانه للوقوف في وجه المستكبرين في وقت سكت فيه معظم الناس، وتعني لي البراءة من أعداء الله الذي لا يقبل من الإنسان أيَّ شيء من دينه إلا بها والصرخة، معتبرها ميدانَ الصراع الأول والمعركة الأولى وهي الموطئ الذي يغيظ الكفار.

يتابع الطوقي حديثه لصحيفة “المسيرة” قائلاً: “الصرخة تعني لنا اليوم الراية المتقدمة في الصراع مع الأعداء والراية الأقوى، وهي الراية التي نحن واثقون كُـلّ الثقة أنها التي سترفرف وترفع في مآذن مكة المكرمة والمسجد الأقصى”.

وعن معاناته في السجون لمدة 3 سنوات و4 أشهر، يؤكّـد الطوقي أنه لا يزال إلى الآن يعاني من الأمراض التي أصابته في السجن، والتي كان أغلبها مرض السل بأنواعه والأمراض الجلدية.

أما عن التعامل السيئ داخل تلك السجون، فيقول الطوقي: “كان التعامل سيئاً للغاية نفسياً وجسدياً؛ وكانوا يضعون في الأكل الديدان (الحشرات)، وفي أحد الأيّام لقينا الوزغ (اللزقة) داخل الأكل؛ ولم نكن نرى الشمس إلَّا ربع ساعة في الأسبوع”.

أما محمد عبد الله قاطة، وهو الإعلامي المشهور، فيشير إلى جملةٍ من الدوافع التي جعلت ثلة من المؤمنين يهتفون بالبراءة وشعار الصرخة، والتي منها المسؤولية الإيمانية والإنسانية والحفاظ على هوية الإيمان والقيم والتاريخ والتعرف على وسائل وطرق الصدح بالبراءة من أعداء الله؛ التي تعتبر كشافاً ومعياراً لقياس حرص الإنسان على دينه وعدائيته لليهود والنصارى.

ويتطرق قاطة في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى فترة عام 2002م، حيث أدرك السيد حسين رضوان الله عليه خطورة ومؤامرات النظام الأمريكي وهو متيقن بأنه سيقدم تضحيات كبيرة وهي حياته وأن يكون شهيدا.

ويقول قاطة إن الكثيرين انطلقوا من محافظات وقرى وعزل أُخرى، وكانت البداية العلنية من الجامع الكبير بصنعاء وكانوا قلة قليلة، مُشيراً إلى أنهم تفاجؤوا بملاحقات رجال الأمن، وأنهم أدركوا حينها أنه لا يوجد حرية للرأي وحرية للتعبير ولا هم يحزنون.

ويشير قاطة إلى أن المراقب للمشهد، كان يظن بأنه قد تم وأد هذا المشروع القرآني، خَاصَّة بعد الإعلان عن استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي بالرغم أن الكثير من المكبرين قد استشهدوا والبعض شردوا وآخرون واجهوا ضغوطات من أهاليهم، ولكن القليل من امتلك الثقة بنصر الله.

ويتطرق قاطعة إلى جزء من المضامين التي حرص عليها السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، أن الأمر بحاجةٍ إلى أفعال، لكن لا بُدَّ في البداية من الكلام، ومن لا يصدر منه الكلام ضد أعداء الله، فلا تنتظروا منه أفعالاً، فلو تتأملوا في قول الله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) لم يقل بأيديهم وبأسلحتهم، فلو كانت هناك وسيلةٌ أكبر وأخطر من الأفواه يُمكن أن تُستخدمَ في سعيهم لإطفاء نور الله، لَذَكَرَهَا القرآن، وعلى ذلك فالأفواه وما يصدر عنها من ألفاظٍ خطيرة جِـدًّا، ذو فعاليةٍ شديدةٍ إذَا ما تم استخدامها على ضوء القرآن ضد أعداء الأُمَّــة.

ويؤكّـد قاطه أن من ثمار الشعار اليوم أنه أصبح له دور كبير في حالة الصمود الأُسطوري، ولو كان الشعار ليس له هذا الأثر لما حاول أولياء الشيطان إلى يومنا هذا منعه في المساجد وفي مؤسّسات الدولة بحجّـة تحسين الخطاب الإعلامي والسعي لتأطير هذا الشعار على مكون واحد فقط.

ويرى قاطة أن الشعار أصبح اليوم حالة عامة عند كُـلّ من هو ضد العدوان وضد المحتلّ، فهو سلاح فاعل لمواجهة الحرب الناعمة التي هدفها ضرب الوعي، وأن من يتضايق من هذا الشعار، فليتأكّـد أن الشيطان قد تمكّن منه.

 

كابوس على الأعداء

المجاهد غالب الكرشم، هو أَيْـضاً كان من ضمن الذين لاقوا المعاناة والتعذيب في سجون النظام السابق.

ويقول الكرشم في تصريح لصحيفة “المسيرة”: إنه وبعد مرور ستة عشر سنة من انطلاق الصرخة في وجه المستكبرين والمعاناة التي مرّت وتلك الحروب والمآسي والجرائم خلال فترة النظام السابق الذي تجرد من كُـلِّ المبادئ الإنسانية والأخلاقية، ولم نرَ منه إلَّا كُـلّ ظلم وقهر، مُشيراً إلى أن تلك الصرخة التي كانوا يردّدونها كانت تمثّل عائقاً أمام كُـلّ مؤامراتهم، وكانت تعني للمكبرين السلاح الذي يقهر أعداء الله وتكشف كُـلّ مؤامرة يحيكها الأعداء من اليهود والنصارى وعملائهم من المنافقين والخونة، وهي التي تبين حقيقة المؤمن من المنافق وتكشفهم على حقيقتهم التي كانوا يستترون وراء عناوين معينة.

ويؤكّـد الكرشم بقوله: “كنا نلمس عندما نردّد شعار الصرخة داخل السجن خلال فترة اعتقالنا، أنهم يشعرون بالرعب؛ لأنهم كما حكى عنهم الشهيد القائد وقال: إن هذه الصرخة أشدُّ من ضرب الرصاص إلى صدورهم، وكنا نشعر في تعاملهم معنا تعاملاً بكل قسوة وظلم وحقد بعد أن كنا نردّدها، وكانوا يستخدمون كُـلَّ وسائل التعذيب النفسي والجسدي”، لافتاً إلى لطف الله ورعايته التي كانت أكثر مما كانوا يتوقعونه داخل السجون.

ويضيف الكرشم بقوله: “إنه وعلى الرغم من التجويع والترهيب والمضايقات داخل حتى زنزانات كنا نمكث فيها شهوراً، لكن كان ارتباطُنا بالله حال دون ما كانوا يحلمون به”، مؤكّـداً أنه وحتى القيود الحديدة الضيقة لم تكن تثنيهم عن الاستمرار في ترديد صرخة الحق في وجه الظالمين.

أما أبو شهيد العياني فيقول إن السيد القائد حسين -رضوان الله عليه- كان رجل المرحلة الذي دخل التاريخ من جميع أبوابه، ودخل للسياسة من أبوابها ووضع النقاط على الحروف، وقدم العلاج المناسب في زمن فقدت الأُمَّــة الإسلامية الدكتور والخبير والحكيم الذي يملك الرؤية الحقيقية لهذا الوضع الراهن.

ضيف الله مغلي هو الآخر، يؤكّـد أن الصرخة تعني اليوم التسليم لله ورسوله وأعلام أهل البيت قرناء القرآن، وفيها العزة والكرامة والصمود في الدنيا والآخرة.

ويرى أن الصرخة تعني إذَا جاء الحقُّ زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

ويقول مغلي لصحيفة “المسيرة”: “رأينا وشاهدنا كيف بينت لنا الصرخة الصادقين من الكاذبين والمدعين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وفضحتهم وهي تعني لنا وللأمه العربية أقلَّ وأضعفَ موقف تجاه ما يعمله اليهود، والبراءة منهم ومما يعملون من لبس الحق بالباطل وقتل هذه الأمة، مبينًا أن كُـلّ هذا؛ بسَببِ ابتعادها عن القرآن وقرنائه من أعلام أهل البيت -عليهم السلام-.

وعن معاناته ومآسي السجن، يحكي مغلي أنهم واجهوا ضغوطات وكسراً للمعنويات وقيوداً وزنازن انفرادية وتجويعاً ومحاولات بالترغيب والترهيب، ووضع الطعام في الصراصير؛ مِن أجلِ أن يتعهدوا، موضحًا أن كُـلّ هذه الأساليب هي؛ مِن أجلِ إرضاء أسيادهم من اليهود والنصارى فشلت.

ويواصل مغلي بقوله: “لكننا بفضل ما وصلنا إليه من عزة وكرامة وحرية للمؤمنين في هذه المسيرة نحن نستحي ونخجل من الله مما قد أعطانا من فضله وكرمه مقابل شيء بسيط من السجن، ويكفينا أن الله قد جعل لكل شيء قدراً وأزال الباطل وعملاءَه من اليمن وبيّن الحق ونصره وأيده وأعز أهله في الدنيا والآخرة”.

ويتذكر مغلي كيف كانوا يأتون بالعلماء من كُـلّ مكان، حتى من مصر ليردونا بعد إيماننا كافرين، وكنت أنظر لإخوتي في السجن كالجبال لم يتزحزحوا ولم يوهنوا لأي شيء من قبل عملاء اليهود.

ويتبع مغلي جانب المعاناة بقوله: “حاربونا حتى من الزيارات وحتى الشمس جلسنا ما يقارب السنتان، والبعض في العنابر الأُخرى جلسوا أكثر منا، كان أكثر تركيزهم هو على كسر المعنويات، ويخرجك من بين إخوتك إلى مكان شاوش السجن ويضربك على وجهك.

ويقول: “لو نأتي بكل ما عاناه بعضُ الإخوة لم يكفِنا مجلدات عن وصف ذلك، في مقابل ماذا كُـلّ هذا المعاناة إلَّا أنهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا، مؤكّـداً أنهم رأوا ما قد منحهم اللهُ سبحانه وتعالى حين قال في سورة الكهف: (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com