المشروع القرآني والموقف السليم

 

محمد أمين عزالدين الحميري

حسب قراءتي وتتبُّعي في مسيرة الجماعات والحركات الإصلاحية داخل الأُمَّــة، فقد قطع المشروعُ القرآني في اليمن دابرَ المتسلقين والناعِقين المبتورين المتحدثين باسم الله ورسوله، وأصبح الكثيرُ من المتصدِّرين مشهدَ الدعوة والتثقيف خلال عقود طويلة داخل اليمن وخارجه في موقف مخزٍ ومنحط للغاية.

وقد رأينا كيف سارع الجميعُ لتأييد عاصفة سلمان العدوانية على اليمن، واعتبارها فزعةً عربيةً إسلاميةً تدُلّ على الغِيرة والنخوة في الانتصار لله ولدينه، وكم سمعنا من محاضرات وندوات ومؤتمرات ذات صلة، وأحسنهم حالاً من صمت وتوارى عن الأنظار وقال “هي فتنة” أَو ما شابه من كلام فارغ، وحتى الآن يأبون المراجعةَ والتصحيحَ رغم تكشُّف الحقائق وتحقُّق مظلومية الشعب اليمني.

أُقسِمُ بالله الذي لا يُحلَفُ إلا به وحسب تخصصي في شؤون العمل الإسلامي: إن ثمة سقطاتٍ وفضائحَ كبيرةً وقع فيها الكثيرُ من القادة المحسوبين على بعض التيارات في الساحة، وإن وقوفَنا اليوم في اليمن إلى جانب المشروع القرآني كان بسَببِ ذلك، وهو نتاجُ دراسةٍ عميقةٍ وبدافع الفِطرة؛ نظراً لوقوف المشروع الموقفَ السليمَ في مختلف القضايا العادلة لليمن والأمة، ولم ولن يمنعنا انتماؤنا السياسي والمذهبي من المناصَرة لما فيه الخيرُ لليمن والأمة، وأي أخطاء أَو تجاوزات نحن لا نرتضيها وسنعملُ على المكاشفة والمناصحة، ويدُنا بيد القيادة التي تحرِصُ كُـلَّ الحرص على التصحيح والارتقاء وتحقيق النهوض، وسنعطي كُـلَّ قضية حجمَها، أمَّا أن نُديرَ ظهورَنا لهذا المشروع ونسارعَ في الولاءِ للأمريكي والسعودي ومَن دار في فلكهم والإبقاء على وصايتهم علينا، فلا والله ما حيينا، ومنه نسألُه السلامةَ والتوفيقَ وحُسنَ الختام.

واللهُ يقولُ: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ).

(وَقِفُوهُمْ، إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ).

وهذا الذي يجبُ أن نحسبَ حسابَه؛ ولأجل ذلك اليوم علينا أن لا نخشى في الله لومةَ لائم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com