قيادة الإصلاح.. إفلاسٌ يتطاول!

 

سند الصيادي

لم يوفر حزبُ الإصلاح أيَّ ثوابتَ أَو مفاهيمَ أَو اعتباراتٍ مذهبيةً واجتماعيةً إلَّا ورمى بها في مسيرة حِقده وابتذاله للخارج التي دشّـنها رسميًّا بتأييده وَمشاركته في العدوان السعودي الأمريكي على بلده وَأبناء شعبه.

وها هو أمينُه العام يسيءُ إلى أحدِ الرموز الإسلامية المتفق على احترامها وتبجيلها بين مختلف جميع أبناء الشعب اليمني وَهو الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، وَما يمثِّلُه هذا الإمام من منهج فكري وإسلامي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ وَهُـوية المجتمع اليمني، لم يلقَ عبر كُـلّ المراحل ومن كُـلّ كتاب التاريخ الذي تطرقوا إليه ولا ينتمون إلى مدرسته إلَّا توصيفاً لائقاً بحجم ما أحدثه من أثر وَكمحطة تاريخية لا يمكنُ إسقاطُها من ذاكرة التاريخ، وَباحترام يراعي جمهورَه العريضَ في المجتمع اليمني أياً كانت أهواؤهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية.

الإصلاحُ وقيادته التي كانت يوماً ما تدّعي احترامَها له ولكل موروثات المجتمع اليمني، وبعد أن فقدت البُوصلةَ السياسية وَالوطنية، تندفعُ هذه القيادة المسلوبةُ لكل القرار وَالقيم إلى استمرار الحرق والانتحار الغريب في معمعة هذه الحرب، فحشرت في الصراع الذي تخوضه كُـلّ شيء بما فيها مثل هذه القامات التاريخية والدينية دون مبرّرات منطقية ولا فائدة عملية قد تعود عليها سوى في حاضرها أَو مستقبل وجودها الوطني.

والمصيبةُ أن هذا التنظيمَ أَو الحزبَ كان له جمهورُه الكُثْر من جميع فئات وَمدارس ومناطق اليمن، بما فيها الكثير من أتباعه الذين سيتفاجؤون على هذا الموقف المعادي لفكرهم وَارثهم من قبل حزب يدّعي تمثيله لكل مكونات الشعب اليمني.

الإصلاحُ لا يتجاوزُ أدبيات الدستور والقانون اليمني بهذا الموقف وحسب، فقد تجاوزه بالإخلال بالثوابت الوطنية العليا وَارتكب الخيانةَ الوطنية العظمى بوقوفه إلى صف العدوّ الخارجي ومساندته على احتلال أرضه وقتل شعبيه وتدمير مقدرات دولته وَتسهيل كُـلّ مخطّطات العدوّ لتقسيم وشرذمة البلاد.

بل إن الإصلاحَ يفقد آخرَ رصيد له في روح هذا المجتمع الذي وفر له وجوده الحزبي والتنظيمي وحاضنته السياسية من أطراف صعدة وحتى المهرة، وَتعاطى معه بحُسن نوايا كمكون وطني، وَلم يلقَ من هذا الشعب بكل فئاته أي عداء سابق يبرّر له كُـلّ هذا الانتقام والتنصل والتنكر.

وختاماً.. نأملُ من كُـلّ المكونات الدينية اليمنية أن تتخذ موقفاً رافضاً لهذه الإساءة، وأن تدين أيَّ مساعٍ للعدوان وأذنابه المفلسين في النيل من رموزنا وأَعلامنا وَقاماتنا الدينية الأصيلة التي تجسد اليمن الكبير المتنوع والمتعايش.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com