رسالة أممية: إن لم توقفوا نصف الراتب سنمنع دخول النفط

 

إكرام المحاقري

رسالة تهديدية من الأمم المتحدة -ملك الإنسانية العالمي!!-، إلى الرئيس المشاط تتضمن تهديداً خطيراً بمنع دخول المشتقات النفطية في حال لم يوقفوا صرف نصف الراتب للشعب اليمني، والذي يُسلم ما بين أشهر معدودة لشحة الموارد والحصار الخانق.

حصار خانق وتهديد معلن من شيطان الإنسانية “الأمم المتحدة”، تلك التي كان واجبها فك الحصار، ها هي تخلق حصاراً جديداً لإيقاف آخر وريد للشعب اليمني.

وفي كُـلِّ مرة نشاهد أسراب السيارات والشاحنات وغيرها أمام محطات المشتقات النفطية، نتوجّـه لمناشدة الأمم المتحدة بأن تحملوا مسئوليتكم وحركوا ضمائركم الجامدة، وقوموا بما اقتضته وظيفتكم الإنسانية التي؛ مِن أجلِها أنتم متواجدون في اليمن بجميع أشكالكم..

لكن هذه المرة جاءت الأزمة النفطية بمفاجآت ليست جديدة في حَــدّ ذاتها، بل إنها فضيحة ملمة ومخزية ودليل كاف لقلع جذور الأمم المتحدة بمبعوثها ومنظماتها المتسولة من اليمن ومن دون رجعة، حتى وإن كان لهذه الخطوة تبعات على الملف السياسي في اليمن، لكن ننحن نمتلك القدرة على حسم الحرب بطريقة عسكرية، والأمم المتحدة تعي ذلك جيِّدًا كما يعيها الكونجرس والمجتمع الدولي وغيرهم، وهم من يؤخرون الحسم بمبادراتهم الباهتة وحلولهم الزائفة التي تعطي قوى العدوان وقتاً للتنفس لا غير.

هذه المرة لا نتحدّث عن كشف خلايا دعارة تمولها منظمات الأمم المتحدة!، ولا نتحدّث عن غذاء عالمي تملؤه السوس وزعته الأمم المتحدة للفقراء في اليمن كمساعدات دولية!، ولا نتحدث عن مليارات الدولارات نهبتها الأمم المتحدة باسم فقراء اليمن وإقامة ومشاريع وهمية لا وجود لها!، كذلك لا نتحدث عن تلك التقارير الزائفة التي لطالما رفعتها الأمم المتحدة أمام المجتمع الدولي قدمت الشعب اليمني بأنه ميليشيا متمردة، وقدمت أطفالَ اليمن أهدافاً عسكرية مستباحة وانصفت العدوان وشرّعت له كُـلّ ما قام به، ولم تقض عليه حتى بكفارة يمين.

نحن نتحدث اليوم عن تعري العناوين الإنسانية والحيادية التابعة للأمم المتحدة بشكل كامل، لم تعد تكتسي إلّا بثوب البجاحة لا غيره، الأمم المتحدة وليفة الأمريكان باتت اليوم تساومُ على الامتناع عن صرف نصف راتب مقابل دخول سفن المشتقات النفطية لليمن، وتضع القيادة في زاوية محصورة بين خيارين، إما أن يخضعوا لقانون تحالف العدوان وخنق الشعب اليمني، وإما أن يخضعوا لقانون تحالف العدوان وخنق الشعب اليمني، وبهذه اللغة الجافة قدمت الأمم المتحدة خبايا وظيفتها في اليمن.. وماذا بعد؟!

هذه هي الأمم المتحدة بالعين المُجَـرّدة، وهذا هو حياد الشيطان المقتبس من منهج العجوز الشمطاء “أمريكا” التي ساومت الزنوج على أنفاسهم مقابل إقصائهم من الحياة، ونفس سياسة الخنق تمارسها الأمم المتحدة في اليمن، لكن خابوا وخاب رهانهم، فنحن نتنفس بعمق بعد كُـلّ عملية عسكرية خلف الحدود أَو في العمق السعودي، وتنتعش أنفسنا بذلك النّفس بعق ولمدة عام جديد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com