إما أن تكون أمريكا.. وإما أن نكون نحن

 

دينا الرميمة

أكتب وبيدين مرتعشتين وجسم أنهكه المرض، وروح مثقلة بشتى أنواع الألم، ومن على فراش المرض إثر إصابتي بفيروس كورونا الخبيث الفيروس الذي صنعته أم الشر ورأسه “أمريكا” لإركاع هذا العالم برمته لها.

نمنا في عالم، وَاستيقظنا في عالم آخر، فجأةً باريس لم تعد رومانسية، نيويورك لم تعد مثيرة، أصبحت مكة فارغة، أصبح العناق وَالسلام فجأةً أسلحةً نخشاها، وَأصبح عدمُ زيارة الآباء وَالأصدقاء علامة على الحب، فجأة أدركنا أنه لا قيمة حقيقية للقوة وَالجمال وَالمال، وَأصبح مصدر قلقنا الأكبر هو الحصول على الأكسجين، يواصل العالم حياته وَيصبح أكثر جمالًا وَنقاءً من دوننا، وَنحن البشر في أقفاص، لم نعد نحلم بشيء مما كنا نحلم به سوى رشفة هواء نرتشفها دون خوف أن يكون الفيروس الأمريكي قد لوّثها، لم تعد أنفسنا تنتظر شيئاً سوى الخلاص من هذه الأجواء الكئيبة التي تحيط بنا، ولم نعد نرغب بنزهة إلى هنا أَو هناك، ما عاد يُغرينا جمال طوكيو ولا قصر برساي..

هكذا غيرت أمريكا الموازين وهكذا قلبت المعادلات، ولماذا؟!

فقط إرضاءً لغرورها حتى يصبح هذا العالم تابعاً لها بعد أن أحست أنه بدأ يتمرد عليها، ها نحن نتألم ونعاني والكثير منا فارق الحياة وأصبح الموت يحيط بنا من كُـلّ جانب.

أصبحت أرواحُ البشر مثقلة بالأحزان على من يرحلون كُـلّ يوم، ومن يصابون بالفيروس الأمريكي ما بين الساعة والساعة، ورغم علمنا اليقين أن من صنع هذه المأساة هي أمريكا، وأنها هي سبب كُـلّ ما يحدث في العالم من معارك سياسة وأحداث ومستجدات.

رغم أداركنا أن هذا الفيروس حرب بيولوجية شنتها أمريكا حين رأت أن الصين خرجت من تحت عباءتها، وأن روسيا لم تعد تكترث لقوانينها، وكثير من أمور الدول بدأت تخرج من تحت سيطرتها، وأن الحصار المفروض من قبلها على دول رفضت سياستها ستكسره سفنُ إيران، وأن صفعتها للعرب هناك من يرفضها من دول محور المقاومة ويردها عليها.

بالرغم من هذا كلِّه، ما زالت بعضُ دولنا العربية منشغلة بتحقيق أحلام أمريكا، ففي لبنان قيل إنهم سيتظاهرون لأجل نزع سلاح حزب الله ودول الخليج، لا زالت حربهم على اليمن تجري على قدم وساق، ما تزال مسألة التطبيع مع العدوّ الصهيوني قائمة، وما زال هناك من العرب من ينادون بأن يكون لليهود كيانهم الخاص على أرض فلسطين وبأحقيتهم في المسجد الأقصى.

ما زالت الحرب في ليبيا عنيفة، ولا تزال العراق تتصارع مع داعش، ولا تزال هناك قوى متصارعة في سوريا، ولا تزال الحرب تهدّد السودان.

أليست كُـلُّ هذه الحروب والنزاع سببها أمريكا وتؤججها أمريكا وتخدم أمريكا؟!

يقول الأطباءُ إنه للتغلب على هذا الفيروس الأمريكي علينا أن لا نخاف منه وحتى تكون مناعتنا قوية يجب إلّا نُصاب بالهلع منه، فلا تهوين ولا تهويل، وكأنه يحمل طابعاً صانعته أمريكا، حتى لا تقتلنا علينا إن نواجهها دون خوف، فهي متى ما تمكّنت من نفسيتك هزمتك ومتى ما وجدت نفسها أمام نفسية صلبه انهزمت.

فلماذا لا يتحد العالم ضد وجه الشر هذه؟!

لماذا لا تتوقف هذه الحروب والنزاعات، وتتحد الأيادي وتوجّـه رصاصاتها صوب أمريكا بدلاً من تصويبها تجاه بعضنا البعض.

على جميع البشرية اليوم بكافة أطيافها وعروقها وجنسياتها أن تتّحد لإزالة كُـلّ شر زرعته أمريكا، وإلا على البشرية أن تنظر موتها؛ بسَببِ إنفلونزا أمريكا..
إذَاً فإما أن تكون أمريكا وأما نكون نحن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com