لن تطفئوا نورَ الله بأفواهكم

 

منير الشامي

بعد النجاح الملموس الذي حقّقته الهيئة العامة للزكاة بإعادة صرف الزكاة في مصارفها الثمانية، طبقاً لما أمر الله سبحانه وتعالى وأمر رسوله به، وبعد أن جنى ثمارها عشراتُ الآلاف من الفقراء والمساكين في كُـلّ محافظة، والآلاف من المعسرين والمرابطين في سبيل الله والغارمين وغيرهم، وبعد أن لمسنا الثمار الطيبة لها من الغيث والبركة واستشعرنا تخفيف المعاناة عن شريحة واسعة من الشعب والناتجة عن العدوان والحصار، اغتاظ الشيطان وحزبه وأولياؤه، وثارت نفوسهم الدنيئة من ذلك النجاح المؤلم لأفئدتهم الخبيثة التي لا ترتاح إلّا بتفشي المعاصي لله وبظلم العباد ومنعهم من حقوقهم التي فرضها اللهُ لهم، فنعقت أبواقهم بالإفك والبهتان بحملة إعلامية مسعورة على الهيئة العامة للزكاة من جور دجلهم، وعظيم كذبهم ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون.

ينعقون وهم اللصوص الذين لا زالوا ينهبون ثروات الشعب من نفط وغاز ومعادن، ويهبونها للنظام السعودي المجرم ثم ينتظرون ما يرمي إليهم من بقية فضلاته، كما تنتظر الكلاب لبقايا طعام أصحابها ويتجاهلون جرائمهم بحقِّ الشعب وسرقتهم لثرواته وحرمانهم له من أمواله، ووقفهم لمرتبات موظفيه، وقتلهم له وحصارهم عليه لسادس عام على التوالي.

ولماذا هذه الحملة الشعواء؟!

لأن الهيئة العامة للزكاة طبّقت قانون الزكاة الصادر في عام 1999م، وأخرجته من الإدراج إلى حيز التنفيذ العملي، ومن الغريب والعجيب والمضحك والمبكي أن نرى هذه الحملة الصاخبة في حين أنهم سببُ معاناة الشعب وسبب استمرار العدوان عليه والحصار له وأنهم الذين أباحوا أرضه وثرواته ودماء أبنائه لألد أعدائه، متجاهلين أننا نعلم حقيقتهم من ماضيهم الذي لم نسمع خلاله منهم حتى مُجَـرّد كلمة اعتراض على ممارسة النظام السابق الذي كان يستولي على حقوق الثمانية المصارف من مصارف الزكاة، ولم يكن يصرف منها سوى جزء بسيط جِـدًّا من مصرف العاملين عليها مرة واحدة كُـلّ عدة سنوات.

لكن اليوم الذي تم إعادة الزكاة إلى مصارفها التزاماً بما أمر الله ورسوله وتنفيذاً للتوجيه القرآني، صاحت كُـلّ أبواقهم ولم تسكت، وَتناسوا أن قانون الزكاة من عهد هبلهم الصريع، ويعلمون أن الزكاة لم تصرف في مصارفها من بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، وكان نظام عفاش يستولي عليها لمصلحته الشخصية ولا يصرفها لأصحابها، وتناسوا أَيْـضاً أن النظام السابق كان يستولي على ما يزيد عن 50 % تحت بند الخمس من كُـلّ المعادن والثروات التي تخرج من باطن الأرض، وأنها كانت تورد مباشرةً إلى حسابات عفاش دون تسجيلها في حسابات البنك المركزي أَو حسابات وزارة المالية، ولم يعترض عليه أحد ولم يتجرأ أيٌّ منهم أن يعترض عليه، وهم يعلمون علم اليقين وجوب صرف الزكاة في مصارفها الثمانية التي ذكرهم الله في الآية من عامة الناس دون بني هاشم، فهي محرمة عليهم حتى وإن كانوا فقراءَ أَو مساكين، ووجوب صرف الخمس في مصارفه التي ذكرها الله في كتابه وبينها رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- وحدّدهم في بني هاشم بقوله: (فسهم الله لرسوله، وسهم رسوله لعترته) أَو كما قال، ثم سهم ذوي القربى من بني هاشم يليه سهم المساكين وسهم الذين انقطعت بهم السبل من بني هاشم.

ولا غرابة منهم فذاك دينهم وديدنهم الذي لم يتغير ولن يتغير، وما تأتي حملتهم المسعورة هذه إلّا في سياق محاربتهم للحق والصد عن الحق وفي محاولة يائسة للحيلولة دون تنفيذ ما أمر الله به في كتابة وأمر رسوله في هديه.

فلينبحوا كيفما شاءوا، فما ضر قافلةَ الحق نباحُ الكلاب المسعورة، وحملتهم هذه لن تزيد الهيئة العامة للزكاة إلّا إصراراً وعزماً على المضي بعملها على النهج القرآني العظيم والهدي النبوي الشريف، وستمضي مسيرة الحسين على درب المشروع القرآني عاملة بكل ما جاء به، أمراً ونهياً، حلالاً وحراماً، وستبقى كلمة الله هي العليا بفضله تبارك وتعالى وبحكمة القائد العلم السيد عبدالملك -يحفظه الله ويرعاه-، وسيظهر دين الحق على ما سواه ولو كره المرتزِقة والمنافقون وكل الغزاة والمعتدون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com