المحاجر الصحية لم تستطع أن تستوعب العدد الكبير من الوافدين ونتعامل مع المحافظات المحتلّة بأنها “أماكن موبوءة”

مدير عام الترصد الوبائي بوزارة الصحة لصحيفة “المسيرة”:

 

المسيرة | هاني أحمد علي:

قال الدكتور خالد المؤيد –مدير عام الترصد الوبائي في وزارة الصحة-: إن السلطات الصحية تتعامل مع المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال على أنها أماكنُ موبوءة، سواء تم الإعلان أَو لم يتم الإعلان؛ وذلك لأنهم لم يلتزموا بأية إجراءات جادة سواءٌ أكانت من خلال الحجر الصحي أَو إغلاق المنافذ، وكان بإمْكَانهم أن يقوموا بإغلاق المنافذ نهائياً، لكن القرار السيادي ليس بأيديهم.

وأوضح الدكتور المؤيد في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن استهتار حكومة الفارّ هادي بالخطوات الوقائية سبب في استمرار عملية الدخول إلى البلاد بشكل يومي وهذا يثبت عدم امتلاك حكومة المرتزِقة لقرارها السيادي وإنما القرار بيد الاحتلال السعودي والإماراتي، مؤكّـداً عدم وجود أي تواصل رسمي بين السلطات في صنعاء والمناطق المحتلّة باستثناء بعض التواصل الشخصي مع بعض المعنيين، بالرغم أن أيَّ مسئول هناك صغير أَو كبير لا يستطيع أن يتخذ أية إجراءات صارمة مثل إغلاق المنافذ وإقامة حجر صحي في المطارات وإخضاع الواصلين للفحوصات اللازمة قبل عودتهم إلى مناطقهم ومنازلهم.

وبشأن تهرب الوافدين من المنافذ البرية، أشار مدير عام الترصد الوبائي، إلى الضغوط الكبيرة التي تواجهها وزارة الصحة بحكومة صنعاء، لا سِـيَّـما مع سماح تحالف العدوان ومرتزِقته للوافدين بالدخول عبر المنافذ، سواء المنافذ البرية أَو البحرية أَو الجوية، بشكل غير منظم، مبيناً أن القائمين على المحاجر الصحية في المنافذ البرية التابعة للصحة تتفاجأ بعض الأحيان بدخول 800 شخص، وبعض الأوقات تتفاجأ بدخول 1800 شخص، والبعض منهم يتم إدخَالهم في أوقات متأخرة من الليل، وبعض الأحيان في أوقات مبكرة، أي أن دخولهم يكون في أوقات عشوائية، ولا يتم اطلاعُ المسئولين في المحاجر بهذا الموضوع نهائياً، وبالتالي اتخذت اللجنةُ العليا لمكافحة الأوبئة قراراً بمنع دخول أي وافد -سواء أجنبي أَو يمني- من المنافذ البرية التي تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى.

وبيّن الدكتور المؤيد في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن هناك إجراءاتٍ كان يتم التعاملُ بها قبل 4 أسابيع تقضي بمنع دخول الوافدين من خارج البلاد، لكن الأسبوع الجاري تم اتِّخاذ إجراءاتٌ من قبل اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة بمنع دخول الوافدين من المناطق الواقعة لسيطرة تحالف العدوان، وفور اتِّخاذ هذا الإجراء تم التعامل مع تلك المناطق المحتلّة على أنها أماكن موبوءة؛ كوننا كنا نتوقع أن يظهر الوباء عندهم، وفعلاً ظهر الوباء عندهم؛ بسَببِ ترحيل المقيمين من والمعتمرين من السعودية على شكل أفواج وبأعداد كبيرة عبر منفذ الوديعة، وهناك من خرج بطريقة غير رسمية عن طريق التهريب، وهذا طبعاً شكّل علينا عبئاً كبيراً على السلطات الحكومية بصنعاء.

وكشف المسئولُ في وزارة الصحة أن المحاجرَ الصحية لم تستطع أن تستوعبَ العددَ الكبيرَ من الوافدين الذين يزدادون يوماً بعدَ يوم وفي محافظات تفتقر إلى أبسط الإمْكَانيات والأشياء الضرورية، وهذا ما يدفع كثيراً من المواطنين إلى التهرب ورفض البقاء في المحاجر الصحية هناك، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على حكومة صنعاء، مُشيراً إلى أن وزارة الصحة تدرس حالياً خياراتٍ جديدةً للتعامل مع هذه المشكلة، ومن هذه الخيارات عمل حجر منزلي لكل الوافدين، بعد أخذ بياناتهم الكاملة يتم إلزامهم المكوث في البيت للحجر الصحي ومتابعتهم عن طريق عقال الحارات ومسئولي الصحة في المديريات، بالرغم من عدم ضمان هذه الخطوة؛ لأَنَّها إذَا لم تنجح قد تسبب مشكلة كبيرة لا سمح الله.

ولفت مدير الترصد الوبائي إلى أن وزارة الصحة تقوم بحشد الموارد لتجهيز أماكن الحجر الصحي وتجهيز احتياجات الفرق الطبية من مستلزمات الوقاية الشخصية، والتي باتت تنعدم في العالم كله، ونحاول تصنيعها محلياً في اليمن، رغم أن بعض أماكن التصنيع لا ينطبق عليها شروط المواصفات والمقاييس الدولية، مبيناً أن أكبر احتياج حالياً هو الكمامات الطبية التي يجب توفيرها للفرق الطبية بحكم أنه وحتى اللحظة لم تسجل ولا حالة إصابة حتى اللحظة بفضل الله، ومع ذلك فقد تم الشراء والتعاقد مع بعض الجهات لتصنيع البدلات الخَاصَّة بالفرق الطبية والتي هي عبارة عن طرابيل نوع خفيف، بحيث يمكن استخدامها لأكثرَ من مرة؛ كون البدلات التي تُستخدَمُ لمرة واحدة مكلفة وغير موجوده في السوق، وتحتاج استيراداً من الصين وأسعارها غالية جِـدًّا، وبالتالي فإن مبلغ الـ 500 مليون ريال المخصصة لمواجهة كورونا لا تكفي حتى لشراء بدلات الوقاية.

وَأَضَـافَ الدكتور المؤيد أن وزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني للتثقيف الصحي، تعمل جاهدة على تكثيف التوعية بشكل شبه يومي، من خلال المنشورات الجديدة والهادفة لتوعية الناس بمخاطر فيروس كورونا، كما أنها أنشأت غرفة عمليات مشتركة على مستوى المحافظات، ولدينا فرق لتدريب الكوادر الصحية، والآن يتم تدريب فرق الاستجابة السريعة، في عموم مديريات الجمهورية، وسيتم إن شاء الله خلال الأسبوع المقبل تدريب الفرق الطبية في المراكز الصحية، وتعريفهم على فيروس كورونا، وكيفية الوقاية منها، وكيفية التعامل لا سمح الله مع الحالات الخفيفة أَو فرزها على الأقل قبل أن تذهب إلى المرافق الصحية، بالإضافة إلى أن لدينا في الوزارة خطاً ساخناً 195، بالإضافة إلى خطوط أرضية تم الإعلان عنه عن طريق المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي، وهدفُه استقبالُ اتصالات المواطنين واستفساراتهم وإعطاؤهم الإرشادات الطبية في حال وجود حالات مشتبهة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com