منسق الجبهة الجنوبية لمواجهة العدوان ووزير السياحة أحمد العليي في حوار لـ “المسيرة”:

 

  • المرتزقة عملاء وخونة وصراعُنا الحقيقي مع أمريكا والدول التي تتحكم بها
  • أبناء المهرة سجّلوا صورةً ناصعةً لرفضهم وجود القوات السعوديّة على أراضيهم وهناك مؤشراتٌ لانطلاق مقاومة وطنية لطرد المحتلّين من جنوب اليمن

 

المسيرة- حاوره أحمد داوود:

 

أكّـد منسقُ الجبهة الجنوبية لمواجهة العدوان ووزير السياحة، معالي الوزير أحمد العليي، أن العدوانَ الأمريكي السعوديّ غيرُ جاد في إيقاف الحرب ورفع الحصار على اليمن.

وقال في حوار خاص مع صحيفة المسيرة: إن للأمريكيين والسعوديّين والإماراتيين والبريطانيين أطماعاً كثيرةً في اليمن، وهم يريدون مصادَرةَ القرار السياسيَّ للبلد، لكن قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يرفضون ذلك ولا يمكنُ القبولُ بأي مسعىً لا يؤدي بالضرورة إلى استقلال قرارنا السياسي.

وأشَارَ العليي إلى أن أبناءَ المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال باتوا على قناعة بخطورة بقائهم تحت سلطة الاحتلال، وأن هناك مؤشراتٍ توحي بانطلاق مقاومة حقيقية للتصدي له.

وفي جانب السياحة، قال العليي: إن العدوانَ دمّـر بشكل ممنهج وواضح كُـلّ المقومات الحضارية والأثرية لليمن وأن المرتزِقة نهبوا وسرقوا كُـلَّ المواقع التاريخية.

إلى نص الحوار:

 

  • بدايةً نُرحِّبُ بكم معالي الوزير في صحيفة المسيرة، ونبدأ معكم من آخر التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية، حيث أعلن تحالف العدوان عن إيقاف عملياته العسكريّة لمدة أسبوعين لكنه يستمر في شن غاراته العدوانية على اليمن.. ما تعليقكم على هذا الإعلان؟

أهلاً ومرحباً بكم.. في الحقيقةِ إن السعوديّةَ والإماراتِ ربما تريدان من خلال هذا الإعلان أن “تستريحا”، وهذا يعتبر قراراً “تكتيكياً” لا يهمنا لا من قريب ولا من بعيد.

نحن ندافعُ وَنجاهدُ عن وطننا، وأي موضوع خارج إطار وقف العدوان تماماً ورفع الحصار هذا لا يمكن القبولُ به إطلاقاً، ونحن معتدَىً علينا، لم نعتدِ على السعوديّة ولا على الإمارات، بل هم الذين اعتدوا علينا، وبالتالي عليهم وقفُ العدوان الشامل وفي جميع المناطق والانسحاب من أراضينا، ورفع الحصار الظالم على اليمن براً وبحراً وجواً، أما عكس ذلك فلا يمكنُ القبولُ به أبداً.

 

– وكيف تنظرون إلى رُؤيةِ الجمهورية اليمنية للحل الشامل لإنهاء العدوان والحصار على بلادنا؟

هي المسارُ الحقيقيُّ والطبيعيُّ الذي يُعَبِّـرُ عن احتياج الشعب اليمني، وليس احتياج الشعب اليمني فحسب، بل شعوب المنطقة كاملة، وهي يُعَبِّـرُ عن رغبة في السلام الحقيقي والتعايش وإقامة علاقات طبيعية لا يشوبها شائب.

ليست اليمن حديقةً خلفيةً للسعوديّة، وليست اليمن بالنسبة للإمارات مرعىً أَو تحاول من خلالها أن تحقّق مكاسبَ سياسيّة أَو اقتصادية، على حساب مصالح اليمن العليا، وتحقيقاً لأهداف وأجندة أجنبية مرتبطة بأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وبالتالي لسنا حقل تجارب وَلا يمكن القبول بأيِّ مسعىً لا يؤدي بالضرورة إلى استقلال قرارنا السياسيّ، وهذا ما يؤكّـد عليه قائد ثورتنا السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي وهذه تطلعاتنا في وطننا وشعبنا بإذنه تعالى.

 

– يُلاحَظُ أن الرؤيةَ جاء بعد دعوات من الأمم المتحدة تطالب لإيقاف الحرب عالمياً؛ بسَببِ انتشار جائحة كورونا.. هل تعتقدون أن الأمم المتحدة سيكون لها دورٌ إيجابيٌّ في هذا المسعى؟

الأمم المتحدة لم يكن لها دورٌ إيجابيٌّ إطلاقاً في اليمن منذ اللحظات الأولى للعدوان، ولم تعبر الأمم المتحدة ولا مبعوثها بشكل صريح وواضح عما يتلقاه الشعب اليمني من عدوان، إنما هي محاولات لفرض أجندة خَاصَّة بالدول الكبرى، كما هي عادتها، وبالتالي نحن نرى أنه عندما يتقدم الجيش واللجان الشعبيّة إلى أية منطقة لتحريرها، وهي جزء من وطننا، فإن الأمم المتحدة تتحَرّك، في محاولة يائسة لإفشال هذا التقدم.

هذه تكرّرت عدة مرات وفي أكثر من جبهة، عندما تحصل انتكاسةٌ معينةٌ في جبهة من الجبهات لا نسمع صوتاً، وحتى عندما يتعرَّضُ شعبُنا للقتل لا تتحَرّك الأمم المتحدة، هناك مجازرُ كبيرة حصلت في اليمن، وهناك قتلى بالآلاف، لكننا في المقابل لا نرى تحَرّكاً من الأمم المتحدة.

 

– في إطار الدعوات المطالبة بوقف الحرب.. أنتم كقوىً جنوبيةٍ مناهضةٍ للعدوان مَـا هِي شروطُكم لإيقاف العدوان على بلادنا؟

نحن كقوىً جنوبيةٍ لا ننظُـــرُ من ناحية الجغرافيا، وإنما ننظُـــرُ إلى وطن واحد وموحَّد عاصمته صنعاء، لكننا أمام ما يحدُثُ في الجنوب، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفرِّطَ بأرض وطننا شمالاً أَو جنوباً.

ما يحدث في المحافظات الجنوبية يؤلمنا، وهم ينُـــمُّ عن أهدافٍ حقيرة وبعيدة كُـلَّ البُعد عن مشروعنا الوطني.

احتلالُ أجزاء كبيرة من جنوب الوطن هو يعبر بالضرورة عن أهداف تكتيكية واستراتيجية لبريطانيا العظمى كما كان يقال، وَأَيْـضاً من ورائها أمريكا وأدواتها في المنطقة، فالسعوديّة والإمارات تتبادلان المهامَّ والأدوارَ وإنجازَ هدف الاحتلال بالسيطرة على ثرواتنا، ونهبها، وهدف آخر ومهم هو إذلال أبناء شعبنا اليمني وتحويلهم إلى عبيد.

طبعاً لا يمكن، نحن كقوى سياسيّة جنوبية لن نقبل بهذه القضايا إطلاقاً، نحن مع مشروعنا الوطني الذي يرفض الهيمنة على قرارنا السياسيّ، قرار العزة والاستقلال الذي يقودُه اليومَ قائدُ الثورة الحكيمُ السيدُ عبدُ الملك وَأَيْـضاً القيادة السياسيّة والحكومة.

نحن نرفُضُ رفضاً قاطعاً أن تتحولَ المناطقُ الجنوبية إلى دافعٍ وحافزٍ لتغذية جيوب أُولئك المرتزِقة والعُمَـلاء الذين ارتموا إلى أحضان العدوان والاحتلال.

لنا تاريخٌ ولنا أمورٌ لها علاقة بموروث كبير نضالي، لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء المحافظات الشمالية طردوا في يومٍ من الأيّام في نهاية القرن الماضي، طردوا أكبر امبراطورية كانت لا تغيب عنها الشمس وهي بريطانيا، واليوم لا يمكن القبول حتى بمُجَـرّد أن نقول إن هناك احتلالاً إماراتياً، من حيث أن الإمارات ليست تلك الدول العظمى أَو تلك الدولة العسكريّة، وبالتالي نرى أن هناك مرتزِقةً للإمارات، ومرتزِقةً للسعوديّة، طبعاً لا يمكن الجمعُ بين المتناقضات، وهناك ما يسمى بـ “الشرعية” وهي شرعيةٌ جوفاءُ، انطلق من خلالها العدوان، وهناك ما يسمى بعشاق الحرية أَو الذين يطلبون الحرية والاستقلال، هم أبعدُ ما يكونون عن الحرية التي للأسف، الحاكم الإماراتي وبعدَه الحاكم السعوديّ هم من يأخذون بزمام الأمور ويسيطرون على القرارات، وبالتالي هؤلاء الذين يتغنَّون بالحرية والاستقلال ليست لهم مكانة، وليس لهم قرار، ولعلي هنا أُشيرُ إلى حجز بعض قياداتهم في مدينة عَمَّان في الأردن مؤخّراً، وعدم السماح لهم بالعودة إلى عدن.

إذن، أين الحرية وأين الاستقلال ممن يسمون أنفسهم بالشرعية؟ هؤلاء فاقدو القرار، هؤلاء لا يمتلكون حتى من وجهة النظر السياسيّة أيَّ مشروع وطني، وبالتالي ليست لهم حاضنة اجتماعية وليس لهم مؤيدون إطلاقاً، وتأييدُهم ينطلقُ من القنابل والصواريخ التي تُرمَى على شعبنا، وبالتالي شعبنا اليمني جنوباً وشمالاً يرفُضُ هذا الحضورَ وهذا التواجد، ولا يمكن القبولُ به بأي حال من الأحوال.

ودعني أُشِـــــــــــــرْ هُنا إلى ما تم في مدينةِ عدنَ مؤخّراً، من تفجير المدرَّعات والعربات العسكريّة السعوديّة والتي كانت متجهةً إلى المطار، وهذا مؤشرٌ واضح على أن هناك مقاومةً وطنية حقيقية ستنطلق وليست مسميات كما كان في الماضي لتحرير الأراضي المحتلّة من هذا الاحتلال القذر الذي لا يمثِّل قيمةً تاريخية ولا سياسيّة.

 

– أثير مؤخّراً الحديث عن وجود أمريكي في المحافظات الجنوبية المحتلّة.. ما حقيقة ذلك؟

دعني أقُـــلْ: إن أمريكا إذَا أرادت أن تتواجَدَ في أي مكان في العالم، فهي تتغنى بشماعة مكافحة الإرهاب، وَإذَا رأيت تفجيراً أَو عملية قتل هنا أَو هناك في أي مكان بالعالم فخلفها أمريكا، والجرائمُ التي ترتكبها داعش والقاعدة ستجدُ تحَرّكاً واضحاً للأمريكيين تحت يافطة محاربة الإرهاب، وعلى إثر ذلك التفجير أَو تلك الجريمة، وبالتالي رأينا في أكثرَ من مكان في المحافظات الجنوبية سواءٌ أكان في شبوة أَو في المكلا تواجداً كبيراً لهذه الجماعات التي للأسف تغطي دخولَ الأمريكان لتلك المناطق، وبالتالي وجدنا الأمريكيين في قاعدة العند، ووجدناهم في المكلا، وكل ذلك يأتي من خلال الأكذوبة التاريخية التي تتحدث عن وجود الإرهاب.

 

– ولكن كيف تفسّر معالي الوزير استحداث قواعد عسكريّة للقوات الأمريكية في بلادنا أَو بقائها بشكل دائم ومستمر؟

سيدي الكريم، إن اليمن عُرفت تاريخياً بأنها مقبرة الغزاة، وبالتالي أمريكا تدركُ أن تورطَها وحضورها في اليمن لا يمكن أن يفرضَ أسبابَ الحماية لجنودها، فهم سيُؤكلون ويُلتهمون من قبل أبناء الشعب اليمني، وربما الشعب اليمني يتمنى هذا الحضور، لكي يستطيعَ أن يعلنَ حالةَ استنفار كبيرةً ضد هذا المحتلّ الأجنبي، لكن الأمريكيين يستخدمون المرتزِقةَ والعُمَـلاء من أبناء الوطن؛ لكي يقولوا إن هناك صراعاً في اليمن، والحقيقةُ لا يوجدُ صراع؛ لأَنَّ صراعنا الحقيقي هو مع أمريكا ومع الدول التي تتحكم فيها أَو توجّـهها أمريكا، والمرتزِقة ليسوا سواء شماعة وعُمَـلاء وسيذهبون أدراجَ الرياح؛ نتيجةً لجشعهم وهلعهم، وهم يحاولون العودةَ للحكم عبر بوابة العدوان ليمارسوا عمليات النهب المنظم لثروات شعبنا، ولظلم شعبنا، كما حصل خلال الخمسين عاماً الماضية.

لكنني على قناعة أن أمريكا لا يمكنُ أن تتورط وتحضر عسكريّاً بجنودها إطلاقاً في اليمن، لكنها ستستخدم مثل أُولئك المرتزِقة والعُمَـلاء ليغطوا أهدافَ وطموحات أمريكا المتمثلة في نهب الثروات والتحكم بمصير القرار السياسيّ في اليمن.

 

– يظل المتابعُ للشأن اليمني يتساءل باستمرار: ما الأهدافُ الحقيقية للسعوديّة والإمارات والأمريكيين من الوجود في اليمن؟

أولاً، اليمنُ بثرواته الطبيعية الهائلة، هو حقيقةً يمثلُ طموحاً لأُولئك كي يأتوا إلينا؛ لنهب الثروات بالدرجة الأولى.

ولعلي هنا أشير إلى أهدافِ وطموحات الإمارات والتي ترى في ميناء عدن وفي المنطقة الحُرة بعدن أكبرَ خطر على اقتصادها، من حيث جبل علي وميناء دبي.

طبعاً موقعُ عدنَ الاستراتيجي الذي ليس له مثيلٌ في العالم، هو ملهمٌ للإمارات كي تتحَرّك وتتواجد في المدينة، وهناك كذلك جزيرة سقطرى، فاليوم هناك شبهُ تقاطع في المصالح بين السعوديّة والإمارات، فالإماراتيون يريدون الاستئثارَ بهذا المكان؛ لأَنَّ سقطرى تتحكّمُ بطرق الملاحة الدولية ويمر بجانبها أكثرُ من 60% من صادرات النفط العالمي.

إذن، الأهميّة الاستراتيجية من ناحية اقتصادية ومن الناحية البيئية والسياحية هذه تدفع الإمارات كي تتواجدَ في هذا المكان.

والسعوديّة كذلك لها أطماعٌ تتمثل في الوجود بالمهرة لكي تمرر أنبوب النفط من أراضي المهرة، وجزء من أراضي حضرموت الشرقية وُصُـولاً إلى البحر العربي، لتكونَ بمنأىً عن مضيق هرمز.

 

– كيف تنظرون إلى ما يحدث في المهرة من حركات احتجاجية مناهضة للوجود السعودي بالمحافظة؟

لقد رأينا أبناء المهرة، وفي مقدمتهم الشخصيات الاجتماعية والوجهاء يتصدون بصدور عارية؛ مِن أجلِ تحرير الأرض والإنسان.

أبناء المهرة سجلوا صفحة ناصعة في تاريخ الجنوب اليمني كاملاً، لرفضهم المتواصل لوجود أية قوات عسكريّة سعوديّة على أراضيهم، وهكذا الأمور تظهر جلية وواضحة، فهناك أطماع اقتصادية بالدرجة الأولى، وأطماع سياسيّة، لكي يخلقوا نظاماً عميلاً مرتزِقاً، لا يستطيع أن يحرك ساكناً، لكن نحن أَيْـضاً وأنا منسق الجبهة الجنوبية نرفض هذا، ولنا اتصالات مع أبناء المهرة ومع أبناء الجنوب عموماً.

واليوم حالة الوعي تتزايد في عقول الناس، وبات أبناء المحافظات الجنوبية مقتنعين تماماً بأهداف العدوان وخلفياته وأجندته والتي تتمثل في نهب الثروة وفرض الهيمنة على أبناء شعبنا اليمني، وطبعاً اليمنيون جميعاً لا يمكن أن يقبلوا بمثل هذه الهيمنة وبمثل هذا الإجرام بحقهم.

 

– إذَا ما انتقلنا إلى موضوع آخر؛ وكونكم على رأس قيادة وزارة السياحة في اليمن.. ما الخسائرُ المباشرة وغير المباشرة التي تعرَّضَ لها هذا القطاع على مدى خمس سنوات ماضية؟

هناك 473 منشأةً سياحية وأثرية تاريخية قد تعرضت لعدوان مباشر من قبل طيران العدوان الأمريكي السعوديّ، وهناك من بين هذه الأعداد الكبيرة مدنٌ تاريخية تعرضت للاستهداف، فمدينةُ شبام كوكبان ببوابتها التاريخية تعرضت لإجرام حقيقي، وهذه الأماكنُ ليست مناطقَ عسكريّةً إطلاقاً، وإنما هي مناطقُ ومعالم تاريخية وأثرية ولها حضورٌ في التاريخ اليمني العريق الذي صدر الحضارات إلى أكثر من مكان في العالم، وبالتالي أستطيع القول إن هناك استهدافاً مباشراً لمعالم تاريخنا، لثرواتنا، الثقافية والسياحية، وهناك أكثر من 365 وكالة سياحية توقفت عن العمل تماماً، وهي تتبع القطاع الخاص، وقد خسرت مبالغ مالية تتجاوز 785 مليون دولار، وهناك خسائر مباشرة للقطاع السياحي الرسمي بشكل عام بلغت أكثر من 4 مليارات دولار، كما أن السياحةَ الوافدةَ إلى بلادنا توقفت تماماً؛ بسَببِ العدوان والحصار البري والجوي والبحري، وللأسف الشديد هناك توجُّـهٌ واضحٌ جِـدًّا لضرب السياحة في اليمن ولضرب الثقافة العريقة لليمنيين.

 

  • إلى جانب العدوان الأمريكي السعوديّ على القطاع السياحي كان هناك عدوانٌ من قبل المرتزِقة على المعالم الحضارية والتاريخية اليمنية.. ما تعليقكم على هذه الأعمال؟

بعد تحرير مدينة براقش التاريخية، التي يعودُ تاريخُها لآلاف السنين، رأينا للأسف حجمَ الدمار والخراب الذي لحق بهذه المدينة، لقد دمّـرت كافة معالمها، ونهبت الكثير من أعمدتها، وسُرقت الكثير من القطع الأثرية التاريخية لهذه المدينة.

وهناك مدينة صعدة، التي يعودُ تاريخُها إلى آلاف السنين، فقد تعرضت لقصف شامل مركَّزٍ ومنهج، واستهدفت فيه المعالم الدينية والمعالم الأثرية، وكل ما له صله بتاريخ المدينة العريقة التي هي جزء من الحضارة اليمنية.

كما لا ننسى مدينةَ صنعاء القديمة عبقَ التاريخ اليمني التي تعرضت لعدوان مباشر، وتضرر أكثرُ من خمسين منزلاً ودُمّـر منزلان فيها، ومدينة زبيد، وعدد كبير من المدن التي لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعاً.

 

– كيف تقيِّمون معالي الوزير مواقفَ منظمة اليونسكو تجاه ما حدث من عدوان للمدن التاريخية اليمنية؟

لقد أقمنا عدةَ مؤتمرات صحفية، وتحدثنا إلى اليونسكو، وقلنا: إن هذه المدن التاريخية لها موروثٌ تاريخي وحضاري للشعب اليمني ولشعوب العالم، ولا يمكن إنسانياً أن تتجاهلَ قيمة هذه المدن التاريخية.

لقد قلنا لهم: إنكم معنيون بالدفاع عن صنعاء القديمة وغيرها، من خلال الضغط على دول العدوان؛ كي لا يستهدفوها، لكن الأمم المتحدة كان لها موقف سلبي، سواء من حيث العدوان على اليمن أَسَاساً أَو حتى في عملية قتل الإنسان اليمني واستهداف الموروث الحضاري والإنساني.

وبالنسبة لليونيسكو هي جزء من الأمم المتحدة، وهي لم تتحَرّك حتى الآن لإيقاف هذا العبث الكبير، شأنها شأن بقية منظمات الأمم المتحدة.

 

– أخيرًا، معالي الوزير، ما هي خططكم المستقبلية للنهوض بقطاع السياحة من جديد؟

هو بدون شك، لدينا تصوُّرٌ كبيرٌ جِـدًّا لاستنهاض النشاط السياحي، ولدينا في اليمن تنوُّعٌ سياحي كبير لا يوجَدُ له مثيلٌ في العالم، فعندنا المدن التاريخية كصنعاء القديمة التي نتمنى أن تتحولَ إلى متحف كبير؛ لتلبِّيَ احتياجاتِ الباحث عن الحضارة وعن التاريخ.

لدينا كذلك السياحةُ الاستشفائية، ولدينا الحمَّامات الساخنة التي تدخل مكوناتها في علاج الكثير من الأمراض، وهذه يمكن أن تجعلنا نتميز في هذا المجال.

ويمكن القول إن لدينا توجّـهاً كبيراً وبدعم من القيادة السياسيّة والثورية لتحقيق ما نريد، فنحن نتطلعُ إلى سياحة نظيفة ترتبطُ بالتزامنا وبعاداتنا وتقاليدنا، ونؤكّـد أننا لن نسمحَ بالسياحة التي يبحث عنها الخليجيون، فهذا لا وجودَ له، ونطمئنُ القيادةَ الثورية والسياسيّة وأبناءَ شعبنا أننا لا يمكنُ أن نقبلَ بما يسيءُ لعاداتنا وتقاليدنا والتزامنا الديني إطلاقاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com