عملية “البنيان المرصوص”: نحو حسم عسكري

تطهيرُ جبهة نهم وعدد من مديريات مأرب والجوف بمساحة تزيد على 2500 كيلو متر مربع

المسيرة | ضرار الطيب

بعد إعلانِ عملية “نصر من الله” العسكريّة الكبرى التي تصدّرت المشهدَ، وفاجأت الجميعَ بمشاهدها ومساحة جغرافيا عملياتها وعدد أسراها، كأكبر عملية عسكريّة نوعية نفّــذتها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة في الجبهة الحدودية، كان الواضحُ أن استراتيجيةَ القوات المسلحة اليمنية في العمل العسكريّ البري قد انتقلت إلى مستوىً عالٍ من التخطيط والتنفيذ، مستوى يتضمن قواعد اشتباك جديدة ومعادلات لا تتعامل مع الميدان من منطلق الاستنزاف والكر والفر، بل الاكتساح وتسديد الضربات “القاضية” المباغتة في وقتٍ قياسيٍّ، بحيث لا يخسر عدة مواقع أَو مربعات، بل جبهات كاملة.

هذا ما تؤكّـده اليومَ عمليةُ “البنيان المرصوص” التي أعلنت القواتُ المسلحة نجاحَها في تطهير ما تزيد مساحته عن 2500 كيلو متر مربع، في الجبهة الشرقية، بما في ذلك مديرية نهم وعدة مديريات في مأرب والجوف، لتكون بذلك العملية العسكريّة الأكبر من حيث المسرح الجغرافي العملياتي، الذي امتدَّ عبر ثلاث محافظات، وتمَّ فيه دحرُ أكثر من 22 لواءً عسكريًّا وعشرات الكتائب من قوات المرتزِقة، بما أسفر عن مقتلِ وإصابة وأسر الآلاف منهم، واغتنام عتادهم العسكريّ كاملا، وكلُّ ذلك في ظرف أسبوع واحد.. عملية لم تبرهن فقط على تماسك وثبات التطور التخطيطي والتنفيذي الذي عكسته “نصر من الله”، بل برهنت أَيْـضاً على استمرار ذلك التطور وانتقاله إلى مراحلَ أعلى، وأوسع، وأشمل، حيث تضمنت “البنيان المرصوص” أَيْـضاً ردوداً صاروخيةً وجوية قوية على العمق السعودي، وهي ردود حملت رسائلَ سياسيّة شديدة اللهجة للعدو.

 

تحرير جبهة نهم:

في حديثِه عن العملية، أمس، أكّـد الناطقُ الرسمي للقوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أن العمليةَ بدأت كتصد لتصعيد عدواني كبير كان يستهدف العاصمةَ صنعاء عبر جبهة نهم، وهو ما كانت حتى وسائل إعلام العدوان تُقرُّ به صراحةً، وبعد إحباط التصعيد، بدأت قواتُ الجيش واللجان هجمةً معاكسة، لكنها لم تكن اعتيادية، إذ انطلقت من أربعة مسارات، ولم تنجح فقط في إعادة المرتزِقة إلى أوكار خلفية فحسب، بل طردتهم من الجبهة بأكملها، إذ سرعان ما تهاوت مواقعُهم واحدا تلو الآخر، تحت وطأة ضربات المجاهدين وتكتيكهم الحربي المتقن الذي باغت المرتزِقةَ وقطع أوصالَهم، وأربكهم إلى الحد الذي لم يستطع معه حتى طيران تحالف العدوان إنقاذهم، بل على العكس، أُصيب هو نفسه بالإرباك وقام بقصفهم، بحسب ما أكّـدت مصادرُ ميدانية للصحيفة، وبحسب ما أكّـد ناطقُ الجيش.

17 لواءً عسكريّا و20 كتيبة من قوات المرتزِقة كانت تتمركزُ في جبهة نهم، منذُ سنوات، وتم طردُها خلال ثلاثة أيام فقط، هكذا تلخص لغة الأرقام تفاصيلَ الجزء الأول من أكبر إنجاز عسكريّ في الجبهة الداخلية منذُ بدء العدوان، وهي معادلة لم يعد من الصعب إثباتُها عمليا، إذ سبق وبرهنت قواتُ الجيش واللجان على هذه القدرة الاستثنائية في عملية “نصر من الله” وقبلها العملية الواسعة في محافظة الضالع.

هذه الأرقامُ تكشف أَيْـضاً عن حجم جانب آخر من الإنجاز، وهو الغنائم، حيث أعلن ناطقُ القوات المسلحة، أنه تم اغتنامُ عتاد تلك الألوية والكتائب كاملا، وبينها 400 آلية عسكريّة، وهو ما يؤكّـد بدوره أن انهيارَ قوات المرتزِقة كان كَبيراً وسريعا إلى الحدِّ الذي دفعها للفرار من الجبهة، تاركة كُـلَّ ما تملكه من معدات وأسلحة، بدون أن تفكر حتى باستخدام تلك الأسلحة لإطالة أمد المواجهة، ما يعني أن الرعبَ كان قد حسم الهزيمةَ في نفوس المرتزِقة منذ البداية.

 

التوغل في مأرب والجوف:

يمكن اعتبارُ تحرير جبهة نهم وُصُولاً إلى غرب محافظة مأرب، الجزء الأول من عملية “البنيان المرصوص”؛ باعتباره شرارةَ الانطلاق ردًّا على تصعيدِ العدوان، والهدف الرئيسي للعملية بحسب ما أعلن ناطقُ القوات المسلحة، أمس، لكنَّ الأمرَ لم يتوقف عند ذلك، إذ سرعان ما اتسع مسرحُ العمليات داخل محافظتي الجوف ومأرب المتاخمتين، وذلك ما يكشف مجدّداً عن حجم الانهيار الكبير الذي أصاب قواتِ المرتزِقة من جهة، كما يكشف من جهةٍ أُخرى عن الجهوزية العالية لدى قوات الجيش واللجان لتوسيع الهجمات، والاستفادة من ذلك الانهيار إلى أقصى حَـدٍّ ممكن.

ففي مأرب، وبحسب التفاصيل التي أعلنها العميدُ يحيى سريع،، أمس الجمعة، تقدّمت قواتُ الجيش واللجان لتحرير ما تبقى من مديرية صرواح بالكامل، ونجحت في ذلك، كما دخلت ولأول مرة مديرية مجزر، وحرّرتها إلى جانبِ براقش والصفراء ومناطق أُخرى، وخلص ذلك التقدم السريع والكاسح إلى “تعزيز المواقع المتقدمة المطلة على مدينة مأرب”، وهو ما يلخص حجمَ الإنجاز في المحافظة، ويمثل أكبرَ مصدر رعب يواجهُه المرتزِقة الآن.

أما في الجوف، فأكّـد ناطقُ القوات المسلحة، أن العمليةَ انطلقت من مفرق الجوف بعد تحريرِه في إطار الجزء الأول من العملية، وتم تحريرُ مديرية المتون بالكامل، ومديرية الخلق، ومناطق ومديريات أُخرى.

وتظهر الخريطة التي عرضها ناطق القوات المسلحة، أمس، أن مديريةَ الحزم، عاصمة المحافظة، والمعقل الأخير والرئيسي للمرتزِقة فيها، باتت مطوقةً من ثلاثة اتّجاهات، رابعها اتّجاه الفرار فقط، ويؤكّـد ناطقُ القوات المسلحة أنها باتت منطقة مواجهات.

 

كاميرا الإعلام الحربي تروي التفاصيل:

تضمن المؤتمر الصحفي الذي عقده ناطق القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أمس، عرضا لمشاهدَ مصورة وثقت جانباً من تفاصيل عملية “نصر من الله” وكالعادة، فقد كانت لغةُ الصورة التي يعرضها الإعلام الحربي، هي الأكثر بلاغة في وصف المعركة من كُـلِّ جوانبها.

روت المشاهدُ تفاصيلَ العملية من البداية، منذ الاستعداد للهجوم المعاكس في نهم، ورافقت المجاهدين وهم يقتحمون المواقع واحداً تلو الآخر، وُصُولاً إلى جبل المنارة الاستراتيجي والمهم، والذي أكّـد ناطقُ القوات المسلحة أن السيطرةَ عليه كانت مفتاح الانهيار السريع لقوات المرتزِقة.

من قمة الجبل، سجّلت عدساتُ الإعلام الحربي مشاهدَ فرار أفراد وآليات المرتزِقة، بعد أن تم السماحُ لهم بذلك؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادة، حيث تلاحقت عشراتُ الآليات على طريق الهرب، وتدافع المئات من المرتزِقة لينجوا بحياتهم من الجحيم المشتعل على الأرض.

وعرضت المشاهد أَيْـضاً، جانباً من معركة السيطرة على معسكر الفرضة الاستراتيجي، موثقة تدميرَ واغتنامَ عدد كبير من الآليات فيه، وُصُولاً بعد ذلك إلى مفرق الجوف ثم مديرياتها ومديريات مأرب، التي شهدت بطولات مماثلة.

لم تسجل عدساتُ الإعلام الحربي سيرَ المعارك فقط، وإنما استطاعت أن تلتقطَ أَيْـضاً مشاهدَ لبطولة ومروءة وأخلاق أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في التعامل مع الأسرى، والذين كانوا بالمئات، حيث ظهر الكثيرُ منهم يتلقون الإسعافات الأولية ويتناولون الماءَ والغذاءَ من أيدي المجاهدين.

وكان ضمن المشاهد أيضا، مشهد لأسير من المرتزِقة يتوجّـه لتسليم نفسه فيما تلاحقه رصاص رفاقه من الخلف لمنعه، في صورةٍ عكست خسة ودناءة، ليست غريبة على العدوان وأتباعه.

دبابات تم اغتنامُها وأُخرى تم إحراقها، ظهرت في المشاهد، وآليات سقطت وتقلبت على طريق الفرار.

ووثقت المشاهدُ أَيْـضاً اقتحامَ مقر ما يسمى “المنطقة العسكريّة السابعة” وغرف القيادة والعمليات فيه، والتي احتوت إحداها على خريطة كاملة لمديرية نهم يظهر فيها كُـلُّ التباب والجبال والطرق، حيث كان المرتزِقة يديرون معركتهم من هناك.

بحسب المشاهد، كان المرتزِقةُ قد شقّوا الكثيرَ من الطرق؛ نتيجةً لوعورة المنطقة، لكن تلك الطرق لم تنفعهم في النهاية إلّا للهرب.

وثقت المشاهد أَيْـضاً عددا من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة الجرحى الذين شاركوا في المعركة، متجاوزين جراحَهم ببسالة لا تتقيد بقوانين الجسد.

كما وثقت كمية كبيرة من الغنائم العسكريّة المتنوعة التي حصل عليها المجاهدون، وتضمنت دبابات وأطقم ومدرعات ومدفعيات سعودية كبيرة ومعدات وذخائر لا حصر لها.

واختتمت المشاهدُ بعرض لطابور طويل من الآليات المعطوبة تم تجميعُها على طريق مفرق الجوف، في مشهد قال عنه ناطقُ القوات المسلحة معلقا عليه: إنه مشهد للتأريخ وللعبرة، وقد كان كذلك.

 

أبعادٌ ودلالات:

جغرافيا، وبمجرد النظر إلى الخريطة التي نشرتها القواتُ المسلحة، والتي تبين مساحةَ التقدم الذي حقّقه المجاهدون، يمكن القولُ إن عمليةَ “البنيان المرصوص” استطاعت أن تحسم معركة “الجبهة الشرقية” في خارطتها التي دار فيها القتال على مدى خمس سنوات بالكامل، لكن استمرارَ التقدم خلق خريطة جديدة للجبهة الشرقية من خلال الوصول إلى مناطق جديدة يدور فيها القتالُ لأول مرة، كمديرية مجزر في مأرب، ولكن حتى بالنظر إلى الخريطة الجديدة للجبهة الشرقية، فيمكن القول أَيْـضاً إن العمليةَ استطاعت أن تحسم معظمها.

ومن هذا الإنجاز الجغرافي، يمكن النظرُ إلى عدة أبعاد ودلالات، أهمُّها، سقوط جبهة نهم الذي كان يعوّل عليها العدوُّ بشكل كبير كورقة ضغط سياسيّة؛ باعتبارها “تهديدا” للعاصمة صنعاء، فعلى مدى الأعوام الماضية، ظل تحالفُ العدوان يستخدم جبهة نهم في هذا الصدد، ولأكثر من مرة قام بتصعيد العمليات العسكريّة فيها بالتزامن مع مسارات سلام، محاولا كسبَ نقاط في التفاوض أَو المحادثات، لكن ذلك الآن انتهى تماماً.

أما في ما يتعلق بالتقدّم داخل الجوف ومأرب، فإن خريطةَ السيطرة الجديدة التي أعادت قوات الجيش واللجان تشكيلها، تُظهر بوضوح أن نفوذَ قوات المرتزِقة بات مهدّدا بالانقراض، إذ لم يتبق لها إلّا مناطق محدودة، مرشحة للسقوط في أية عملية واسعة تنفّــذها قواتُ الجيش واللجان لزيادة التوغل شرقا، وبالتالي فإن الجبهةَ الشرقيةَ الآن تحوّلت إلى ورقة ضغط بالغة الأهميّة بيد صنعاء، لا بيد الرياض.

وإذا أخذنا بالاعتبار وضع قوات “الإصلاح” وحكومة المرتزِقة بالذات، وما تعانيه من صراعاتٍ في بقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة العدوان، فيمكن القول إن ما حدث في الجبهة الشرقية، يهدّد “الإصلاحَ” بالانهيار التام والغياب عن المشهد، إذ لطالما كانت الجبهة الشرقية هي المسرح الوحيد الذي حاول أن يثبت فيه وجوده كأداة رئيسية من أدوات العدوان.

ولا شك أن أبرزَ دلالة ظهرت في عملية “البنيان المرصوص”، هي التطوّر الكبير لقدرات الجيش واللجان، تخطيطاً وتنفيذاً، والذي يبدو اليومَ أنه يتجاوز كُـلَّ التوقعات والاحتمالات، وهذا بحدِّ ذاته مصدر ذعر ورعب مستمرّ على قوى العدوان.

 

ضربات (عسكريّة – سياسيّة) كبيرة على العمق السعودي:

على غرارِ عملية “نصر من الله”، تضمنت عمليةُ “البنيان المرصوص” تصعيدا صاروخيا وجويا كَبيراً على العمق السعودي، لكن الفرقَ بين ضربات العمليتين، هو أن الضربات الأخيرة حملت رسائل سياسيّة مباشرة فيما يخص مبادرة الرئيس المشّاط، وهنا يظهر التنسيق المتقن بين الحنكة العسكريّة والذكاء السياسيّ، بما يكشف أن قيادةَ الجيش واللجان وضعت خطةً مدهشة في تماسكها لهذه العملية.

بحسَبِ العميد يحيى سريع، فقد نفّــذ سلاحُ الجو المسيّر 41 عمليةً، فيما نفّــذت القوةُ الصاروخية 21 عملية، واستهدفت تلك العمليات أهدافا في مسرح العمليات وأُخرى داخل العمق السعودي، حيث كشف سريع أنه تم تنفيذُ 26 عملية صاروخية وجوية طالت نيرانها مطارات أبها وجيزان ونجران وقاعدة خميس مشيط، ومواقع أُخرى، بينها هدف اقتصادي هام لشركة أرامكو، وهدفان حساسان داخل العمق.

وقد عرض الإعلامُ الحربيُّ أَيْـضاً مشاهدَ لإطلاق دفعة من صواريخ “بدر” على العمق السعودي، وعرض مشاهد جوية وثّقت لحظات الإصابة الصاروخية والجوية لعددٍ من معسكرات المرتزِقة في الداخل.

هذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها “صنعاء” عن ضرب أهداف داخل السعودية، منذ إعلان مبادرة الرئيس المشّاط، إذ تؤكّـد صنعاء أن الضربات الأخيرة جاءت ردًّا على تصعيد الغارات التي بلغت أكثرَ من 250 غارة، فإنها ترسل للعدو السعودي رسالة بالغة الأهميّة، وتضعه في وضع حرج، فإذا عاود تصعيد الغارات سيبتعد أكثر عن المبادرة وَيتلقى ردودا أكبر، وبالتالي فإن خيارَه الوحيد هو التوقفُ عن التصعيد مهما كانت النتائج على الأرض في الداخل، الأمر الذي يجعل مبادرة الرئيس المشّاط عنصراً فعالاً في خطة المعركة، ويكشف ذلك عن حنكة عالية في العمل العسكريّ والسياسيّ على حَـدٍّ سواء.

 

الدفاع الجوي يسد الأجواء في وجه طيران العدوان:

خلال المؤتمر الصحفي، أشار العميد يحيى سريع إلى عنصرٍ بالغ الأهميّة من عناصر معركة “البنيان المرصوص” وهو الدفاع الجوي، حيث أوضح أن منظومةَ “فاطر1” المعلن عنها حديثا، وغيرها من المنظومات المطورة والمصنعة محليا، كان لها دور بارز في إرباك الطيران المعادي وإعاقته عن شن الغارات، وأكّـد أن تلك المنظومات نجحت في تنفيذِ أكثر من 25 عملية تصدٍّ وإجبار على المغادرة.

كان لمنظومات الدفاع الجوي دورٌ مماثلٌ في عملية نصر من الله، ويبدو أنه صار عنصرا رئيسيا من استراتيجيات الجيش واللجان الشعبية في العمليات الواسعة، الأمر الذي يؤكّـد اتّساعَ مستوى التنسيق بين الوحدات العسكريّة المختلفة للقوات المسلحة.

 

حصاد الخسائر:

كما تميّزت عمليةُ “نصر من الله” بالعدد الكبير من الأسرى الذين وقعوا بيد أبطالِ الجيش واللجان الشعبيّة، فقد كانت عمليةُ “البنيان المرصوص” مميزةً بعدد القتلى والجرحى والأسرى معا، حيث بلغ عددُهم أكثر من 3500 قتيل ومصاب وأسير، بحسب الناطق الرسمي للقوات المسلحة الذي أكّـد أن غالبيةَ هذه الحصيلة هم قتلى وجرحى.

أكثر من ألف قتيل، وأكثر 1830 جريحاً، سقطوا من المرتزِقة خلال أسبوع العملية، الأمر الذي يُمثّل محرقةً كبرى لهم، ويفسر مدى الانهيار الذي منيت به قواتهم بعد تلك الخسائر.

وأكّـد ناطقُ القوات المسلحة، أنه “نظراً للعدد الكبير من القتلى وجهت القيادةُ بتشكيل لجان للتعامل الإنساني والتوثيقي مع كافة الجثث”.

وقد عرض الإعلامُ الحربيُّ مشاهدَ وثقت عدداً كَبيراً من جثث المرتزِقة الذين سقطوا قتلى خلال العملية في مختلف المواقع.

أما ماديا، فبالرغم من أنه لا توجد إحصائية لعدد الآليات المدمرة، إلّا أن مشاهدَ الإعلام الحربي عرضت عدداً كَبيراً منها، فيما أكّـد سريع أنه تم اغتنامُ أكثر من 400 آلية.

 

رسائل مباشرة:

في ختامِ المؤتمر الصحفي، وجه ناطقُ القوات المسلحة جملةً من الرسائل السياسيّة والعسكريّة المباشرة والمهمة لقوى العدوّ ولليمنيين في الداخل.

كانت الرسالةُ الأولى تطمينيةً لأبناء محافظة مأرب التي باتت قواتُ الجيش واللجان على مشارفِ مدينتها، حيث أكّـد سريع أن “المعركةَ اليوم ليست مع إخواننا اليمنيين بل مع العدوان”، مستنهضاً قبائلَ المحافظة وأحرارها بأن “تاريخَ مأرب لم يرتبط بالعملاء والخونة، بل ارتبط بالبطولة والتضحية واحتقار كُـلّ عميل وخائن”.

أما الرسالةُ الأُخرى فكانت لتحالف العدوان، وكان فحواها أن الجيشَ واللجانَ الشعبيّة “مستعدون لخوض معركة طويلة لا تنتهي”، وأنه على دول العدوان “أن تتوقعَ المزيدَ من الضربات والعمليات طالما استمر العدوان والحصار”.

وأضاف سريع موجها خطابَه لدول العدوان أيضاً: “لن نتردّدَ في الاستخدام المكثّـف لأسلحة الردع من الصواريخ البالستية والمجنحة القادرة على دكِّ أهدافها المحدّدة على طول وعرض جغرافيا العدوان”.

وأعلن سريع أن القواتِ المسلحة “استكملت الاستعدادَ الكاملَ للتعامل مع أقسى الظروف في حال اتّجاه العدوان نحو التصعيد العسكريّ”، وأن تصعيدَ العدوان العسكريّ سيرتد عليه وبالاً”، مؤكّـداً على “تحذير قائد الثورة بأن العدوانَ سيندم كثيرًا في حال ارتكابه أيةَ حماقة خلال المرحلة القادمة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com