إنسحاب إماراتي من اليمن.. أم هزيمة مذلة؟

 

صدى المسيرة: إبراهيم السراجي

أعلنت الإمارات رسمياً انها استبدلت قواتِها الغازية في الـيَـمَـن، في خطوة اعتبرها مراقبون عسكريون وسياسيون انسحاباً إماراتياً، خصوصاً أنه لم يجرِ فعلاً استبدال القوات وما تم بالفعل هو سحب قواتها الغازية وآلياتها العسكرية.

ونشرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية في الخامس من الشهر الجاري انها استبدلت قواتها بالـيَـمَـن واعتبرت أن ذلك يأتي وفق استراتيجية ممنهجة، غير أن وسائل الإعلام الإماراتية والأخرى التابعة للعدوان احتفلت بمشاهد عودة القوات الغازية في شوارع دبي، بينما لم يظهر أي مؤشر على إرسال قوات بديلة، خصوصاً أن الخطوة جاءت بعد استعانة دول العدوان بشكل معلن بمرتزقة البشير القادمين من الخرطوم والمرتزقة الكولومبيين.

وقد جاءت الخطوة عقب أيام على قيام الجيش السوري بكشف معلومات مؤكدة تفيد أنه جرى نقل 500 عنصر من داعش والقاعدة عبر طائرات إماراتية وقطرية من سوريا إلى عدن، وهو ما رأى كثيرون فيها والخطوات المماثلة كانت تمهيداً إماراتياً لإحلال المرتزقة مكان قواتها الغازية التي تكبدت خسائر كبيرة في العتاد ولقي العشراتُ من جنودها مصارعهم بينهم أكثر من 60 جندياً في عملية صافر الشهيرة.

المراقبون قالوا: إن عملية تبديل القوات الغازية جرت بشكل غير طبيعي، إذ كان يفترض أن تكون هناك مراسم لتلك العملية بموجبها تتسلم القوات الجديدة المهام من سابقتها وهو ما لم يحدث، كما أن القوات الغازية التي ظهرت حال عودتها في شوارع دبي بما تبقى من آليات عسكرية ومدرعات وضعت سؤالاً منطقياً عن سر قيام الإمارات بسحب الآليات والمدرعات إذا كانت العملية مجرد تبديل للجنود؟ خصوصاً أن تلك الآليات العائدة تم تخصيصها للعمليات في الـيَـمَـن.

ما تتحدث عنه الإمارات عن استبدال قواتها ما هو إلا مجرد استبدال قوات مهزومة بمرتزقة يرتدون زي الجيش الإماراتي، وليست هي المرة الأولى التي يحدث ذلك فيها، حيث كان المرتزقة يتقدمون الصفوف الإماراتية والسعودية منذ بداية عمليات الغزو وهم يرتدون زياً عسكرياً إماراتياً وسعودياً كما تم الكشف عنه من قبل الإعلام البريطاني والأمريكي.

وكانت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير مطول نقلت عن موقع “ميدل إيست أي” الأمريكي الذي نشر تقريراً يؤكد أن السعودية والإمارات جنّدتا المئات من المرتزقة الكولومبيين للقتال في الـيَـمَـن عن طريق شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأمريكية التي ساءت سمعتها في العراق.

واستعان الموقع بضابط كولومبي متقاعد ونقل على لسانه إنه “تم توجُّه جنود سابقين في الجيش الكولومبي للعمل في صفوف “قوات التحالف تحت قيادة السعودية”.

كما كشفت الصحيفة عن معلومات متطابقة مع موقع “ميدل ايست أي” أنه سبق للإمارات والسعودية الاستعانة بالكولومبيين في الحرب على الـيَـمَـن، وأن هؤلاء المرتزقة يقاتلون بالزي العسكري الإماراتي والسعودي ويتقدمون الصفوف الأولى.

من جانبها قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن السعودية أعلنت عن استقدام 2100 جندي سنغالي، ولكن الصحيفة أكدت أنهم “مرتزقة”، وليسوا من الجيش السنغالي، وأن السنغال ستحصل على عائد مالي مقابل هذه الصفقة التي جاءت نتيجة لرفض حلفاء السعودية إرسال جنودهم للقتال في صفوفها بالـيَـمَـن مثل باكستان ومصر.

يأتي انسحاب قوات الغزو الإماراتي مهزومةً بالتزامن مع هزائم يتلقاها مرتزقة العدوان في دمت بمحافظة الضالع والبيضاء وتعز واستنزاف منذ شهرين لقوات الغزو نفسها ومرتزقتها في مأرب، وهو عكس ما تروج له الإمارات وهي تستعرض إنجازاتها الوهمية لتبرر الانسحاب، ولعل الانفلات الأمني وسيطرة القاعدة وداعش على عدن باعتراف العالم هو أهم إنجازات قوات الغزو في الـيَـمَـن، بالإضافة للهزائم النكراء التي تلقتها.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنه وحين تلقت قوات الغزو ضربة قاصمة جراء صاروخ توشكا الذي تسبب بمقتل المئات من القوات الغازية معظمهم من الإمارات في مطلع سبتمبر الماضي بعدها توعد محمد بن راشد برفع العلَم الإماراتي في سد مأرب، غير أن قواته تعود اليوم بعد أن جرى التنكيل بها في الـيَـمَـن.

يومها ردَّ رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي على تصريحات بن راشد تلك وكان مما قال في رده “ليس لدى الـيَـمَـن أرضاً وإنساناً بصدق أيُّ وعد تصرفه لكم مقابل وعودكم الخادعة لشعوبكم، غيرَ الغرق في رمال صحرائها، أو في مياه سدّها، أو على سفوح جبالها”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com