وزيرُ الصحّة في تصريحٍ لصحيفة “المسيرة” من الحديدة: إعلانُ حالة الطوارئ الداخلية لمكافحة الضنك والملاريا في الحديدة

ضحايا الملاريا خلالَ العام الجاري ١١٦ ألفاً و٥٢٢ حالةً مؤكّـدةً وخمسةُ أضعاف هذا الرقم حالةُ اشتباه

٢٣ ألفَ حالة إصابة بحمى الضنك منها ٦٨ حالةَ وفاةٍ أغلبُها في مناطق تهامة

المسيرة | خاص:

أعلن وزيرُ الصحة الدكتور طه المتوكل من داخل مدينة الحديدة حالةَ الطوارئ الداخلية لمكافحة نواقل مرضَي الضنك والملاريا، موضحاً أنَّ هذه الخطوةَ تأتي بعدَ أن تفشى المرضان بشكلٍ كبيرٍ ومؤثّرٍ، كما إنها تهدفُ لحشد الجهود والطاقات والموارد لمكافحة المرضين، وَأَيْـضاً ردم بؤر تكاثر البعوض الناقل لهما والتي معظمُها من صنع الإنسان الناتجة عن سلوكيات يومية خاطئة، نابعة عن ضعفِ مستوى الوعي لديهم.

وأشَارَ الدكتورُ المتوكل في تصريحات خاصة لصحيفة المسيرة إلى أنَّ هذه الخطوةَ وغيرها من الخطوات، تأتي ضمنِ توجيهات الرئيس مهدي المشّاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- للحكومة بسرعة مكافحة الأوبئة في محافظة الحديدة، خُصُوصاً مع تزامنها مع موسمِ الأمطار التي تنتشر فيه الأوبئةُ بشكلٍ كبيرٍ.

ودعا وزيرُ الصحة إلى وقفِ العدوان والحصار وفتح مطار صنعاء والسماح للمرضى بالسفر لتلقي العلاج في الخارج، مضيفاً “هناك أرقاماً مُخيفةً حولَ الأمراض والأوبئة خلال العام الجاري ٢٠١٩”، لافتاً إلى أنَّ ضحايا الملاريا ١١٦ ألفاً وَ٥٢٢ حالةً مؤكّـدةً، وخمسة أضعاف هذا الرقم حالةُ اشتباه، أي نحو ٥٠٠ ألف مصاب، ونحو ٢٣ ألفَ حالة إصابة بحمى الضنك، منها ١١ حالةَ وفاة مؤكّـدة، وَ٥١ حالةَ بلاغٍ عن وفاة، أي نحو ٦٨ حالةَ وفاة، أغلبُها في مناطق تهامة.

 

تحركاتٌ حكوميةٌ بتوجيهات رئاسية:

تنفيذاً لتوجيهاتِ الرئيس مهدي المشّاط –رئيس المجلس السياسي الأعلى-، شهدت محافظةُ الحديدة، أمس الثلاثاء، لقاءً موسّعاً لمنسقي الترصد الوبائي برئاسة الدكتور حسين مقبولي -نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية-، وبحضور وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، ومحافظ الحديدة محمد قحيم، ومحافظ سقطرى هاشم السقطري؛ وذلك لمناقشةِ الوضعِ الوبائيِّ بالمحافظة والإجراءات التي تمّت لمواجهة مرضَي حمى الضنك والملاريا.

وفي اللقاءِ، أكّـد الدكتورُ حسين مقبولي أهميّةَ دور منسقي وفرق الترصد الوبائي في مواجهة الأوبئة، من خلال دقة الحصول على المعلومات والبيانات الصحيحة حولَ حمى الضنك والملاريا في مختلف المديريات، لافتاً إلى أنَّ المعلوماتِ الصادرةَ عن فرق الرصد ستُبنى عليها الخططُ والقراراتُ للتدخّل لمواجهة الأوبئة خَاصَّةً الضنكَ والملاريا.

من جانبه، شدّد الدكتورُ طه المتوكل -وزيرُ الصحة-، على أهميّة أن تبنى معلومات فرق الترصد الوبائي بالمديريات من الواقع الميداني، لافتاً إلى أهميّةِ استمرار متابعة الحالات في القُرى والمنازل والتأكّـد من وجودِ الوباء من عدمه، والرفع بها أولاً بأول إلى مكتبِ الصحة بالمحافظة، مُشيراً إلى ضرورةِ الاستفادة مما حصل بمديرية الجراحي؛ بِسبَبِ تأخّر الرفع بالمعلومات، ما أَدَّى إلى تفاقمِ الوضع الوبائي بالمديرية وتأخّر الاستجابة، مؤكّـداً أهميّةَ دور السلطات المحلّية في التعاونِ لمكافحةِ الأمراض والأوبئة التي تفتك بحياةِ المواطنين.

ودعا الوزيرُ المتوكل وسائلَ الإعلام إلى مواكبةِ جهود مكافحة الوباء، ومساندةِ جهود الوزارة في التوعية المجتمعية بمخاطر الأمراض والأوبئة، وطُرُقِ الوقاية منها خَاصَّةً حمى الضنك والملاريا، وتوعية المواطنين بردم المستنقعات والمياه الراكـدة وردم الأواني المكشوفة، كما دعا المنظّماتِ الدوليةَ إلى القيام بدورها في مساندة جهود الوزارة؛ للقضاءِ على الأوبئة والحدِّ من انتشارها في ظلِّ استمرار العدوان والحصار.

 

المواد الإشعاعية الناتجة عن القصف والقنابل

إلى ذلك، أكّـد الدكتورُ عبدالملك الصريمي أنَّ حمى الضنك مصطلحٌ يُتَدَاولُ كثيراً في أوساط اليمنيين، وفي الحقيقة اسمُه العلمي (Dengue fiver) نسبةً إلى العالم (دينغ) الذي اكتشف المرضَ، وهو عبارةٌ عن مرضٍ فيروسيٍّ ينتقل عن طريق البعوض (النامس)، مبيناً أنَّ الإصابةَ بهذا المرض يؤدي إلى نقصِ الصفائح الدموية، وقد يُسبّب النزيفَ عن طريق الأنف أَو اللثة أَو الرحم عند النساء، أَو عن طريق الجهاز الهضمي مع البراز، أَو عبر الجهاز البولي، فقد يتبوّل المريضُ دمًا في بعضِ الحالات، ويُعتبر مرضاً قاتلاً إذَا لم يُعالج.

وقال الدكتورُ الصريمي: إنَّ المَوْطِنَ الأصليَّ للمرض هو إفريقيا، لكن لسهولة التنقّلات ينتقلُ من دولةٍ لأُخرى عبر المسافرين, مبيناً أنَّ هذا المرضَ خطيرٌ جِـدًّا من حيث العدوى والانتقال، منوّهاً بأنَّ حمى الضنك بالأصح هو نقصُ أحد مكونات خلايا الدم وهي الصفائح الدموية، حيثُ إنَّ الدمَّ يتكون من كريات دم حمراء وَكريات دم بيضاء وَصفائح دموية، وبالتالي نقصُ الصفائح الدموية هو نقصانُ عدد الخلايا إلى أقلّ من 150 ألف خلية في كُـلّ ميكرولتر واحد من الدم، وأعراضُه الحمى وَآلامٌ في العضلات في بداية المرض.

ولفت إلى أنَّ أهـمَّ أسباب الإصابة بحمى الضنك هي الفيروسات، كحمى الضنك وفيروس أيبولا وحمى الوادي المتصدع والحمى الصفراء والتي تستوطنُ أفريقيا أصلًا، وكذا السموم والأسمدة كالفسفور والبنزين التي تُضاف للأغذية كالقات والطماطم والبطاط وغيرها، بالإضافة إلى سوءِ التغذية كنقص المعادن، وفيتامين (C) ويسمى بالعربي فيتامين (ث).

وكشف الدكتورُ الصريمي أنَّ انتشارَ مرض حمى الضنك في اليمن له أسبابٌ عديدةٌ غير سوء التغذية، ألا وهي المواد الإشعاعيةُ الناتجةُ عن القصف والقنابل والصواريخ, حيثُ تؤثّر كمسرطنات على نخاع العظم، فلا يستطيع إفراز خلايا الدم بما فيها كريات الدم البيضاء وَالتي تؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة؛ نتيجةً لنقص المناعة، وكريات الدم الحمراء والتي تؤدي إلى فقر الدم، وكذا الصفائح التي تؤدي إلى الوفاة؛ نتيجةَ النزيف سواءٌ أكان نزيفاً خارجيًّا عبر فتحات الجسم كالأنف واللثة والرحم والمثانة أَو غيرها، أَو نزيفاً داخليًّا في الدماغ والرئة والعين والأذن والوسطى.

 

مكتبُ الصحة بمحافظة صنعاء يُسيّر فرقاً طبيّة إلى الجراحي بالحديدة

وفي السياق، سيّر مكتبُ الصحة العامة والسكان بمحافظة صنعاء، أمس، فرقَ التدخل الطارئ؛ للمشاركةِ في مكافحة حمى الضنك بمديرية الجراحي في محافظة الحديدة.

وأوضح مديرُ مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور خالد المنتصر أنَّه تمَّ تسييرُ أربع فرق طبية، برئاسة مدير الترصد الوبائي بالمحافظة، الدكتور حمود الشرعبي؛ للمشاركةِ في أعمال معالجة ومكافحة حمى الضنك والتثقيف الصحي والترصد الوبائي.

وأشار إلى أنَّ الفرقَ الطبيّةَ ستساهم على مدى أسبوع في مكافحة حمى الضنك والحد من انتشاره؛ تنفيذاً لتوجيهات قيادتَي وزارة الصحة والمحافظة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com