من داخل مطار أبو ظبي: نحن هنا.. ولدينا مزيد

المسيرة | ضرار الطيب

فجّرت قُــــوَّاتُ الجيش واللجان الشعبية مفاجأةً عسكريةً استخباراتيةً من العيار الثقيل، أمس الأول، حيث كشفت ولأول مرة عن مشاهدَ مصورةٍ وثّقت لحظاتِ الهجوم الجوي الشهير الذي نفذه سلاحُ الجوّ المسيّر العام الماضي بطائرة “الصمّاد3” على مطار أبو ظبي الدولي.

مشاهدُ شكلت بحدِّ ذاتها عمليةً نوعيةً لا تقل أهميتها عن أهميّة الهجوم نفسه، إذ مثلت فضحية مدوية للعدو الإماراتي الذي كان قد حاول إنكارَ العملية عند وقوعها، كما أنها كشفت عن إنجاز استخباراتي استثنائي فالمشاهد هذه المرة لم تكن مشاهد جوية، وإنما تم تسجيلها من داخل المطار نفسه ومن عدة زوايا، وهو الأمرُ الذي يثبتُ أن قُــــوَّاتِ الجيش واللجان لم تستطع وحسب اكتساح الأجواء الإماراتية والتغلب على أنظمة الحماية الأمريكية، وإنما أَيـْـضًا استطاعت اكتساح الساحة البرية داخل الأراضي الإماراتية وداخل المنشآت الحيوية التي تتضمنها قائمة أهداف القُــــوَّات المسلحة التي ما زالت تؤكّــــدُ امتلاكَ المزيد من القدرات المتميزة لتنكيسِ رايات العدوان وفضح هشاشته.

 

فضحيةٌ مدويةٌ للنظام الإماراتي

المشاهِدُ التي عرضتها قناةُ المسيرة، مساءَ أمس الأول، كانت مقاطعَ واضحةً تم تصويرُها من عدة جهاتٍ داخل مطار أبو ظبي الدولي، وعرضت تحليق طائرة “الصمّاد 3″ اليمنية التابعة لسلاح الجوّ المسيّر، على ارتفاع بسيط من المطار، قبل أن تنفذ هجومها على مبنى الـ”TERMINAL 1”.

ووثّقت المشاهدُ بشكل واضح وعن قُرب، لحظةَ اندلاع الانفجار الذي أسفر عنه الهجوم في المبنى، حيث اندلعت كرة نار هائلة بإحدى السيارات عند المبنى، ما أَدَّى إلى تدميرها.

ومن إحدى زاويا التصوير ظهر بشكل واضح أن الهجوم حدث بالقرب من مدرج الطائرات الإماراتية.

أولُ رسالة وضحتها هذه المشاهد كانت كذب النظام الإماراتي الذي ادّعى يومَ الهجوم أن ما حدث هو “انقلاب مركبة” داخل المطار، في محاولة للتغطية على العملية التي يشكل انكشافها فضيحة لها أبعاد اقتصادية وعسكرية كبيرة.

وضوحُ المشاهد وتعدد زواياها، نسف جميع تضليلات العدو الإماراتي وأثبتت نجاح الهجوم ودقته العالية، وهو الأمر الذي يعني أن الإمارات باتت ساحة سهلة المتناول لنيران الجيش واللجان سواء اعترفت أبو ظبي أم لا.

في هذا السياق، وجّه الناطقُ الرسمي لأنصار الله، محمد عَبدالسلام، رسالة شديدة اللهجة للوزير الإماراتي المدعو أنور قرقاش، قائلاً: “زعمتَ أن ما ذكرتُه عن الطائرة المسيرة في وسط مطار ابوظبي (كذب ).. لك أن تعلم يقينا أنكم الآن بالمشاهد الموثقة تظهرون أنكم أكذب من في البسيطة.. وللمرات القادمة عليكم الإقرار فوراً”.

وأرفق ناطق أنصار الله كلامه على موقع تويتر بصورة لتغريدة سابقة كتبها “قرقاش” واتهم فيها عَبدالسلام بالكذب بشأن الهجوم على مطار أبو ظبي الدولي.

وكان عَبدالسلام قد أكّــــد في مقابلة سابقة مع قناة المسيرة أن الهجوم على مطار أبو ظبي أسفر عن جرح 14 عنصراً.

إشارة ناطقُ أنصار إلى أن “على الإمارات الإقرار فوراً في المرات القادمة” توضح سقوط حاجز “الإنكار” الذي حاولت أبو ظبي الاختباء وراءه طوال الفترة الماضية، كما تحمل رسالة وعيد بعمليات قادمة.

 

إنجازٌ استخباراتي غيرُ مسبوق

إلى جانب الفضيحة الإعلامية، فقد كانت إحدى الرسائل الأبرز التي أوضحتها مشاهد الهجوم على مطار أبو ظبي، هي الإنجاز الأمني الاستخباراتي غير المسبوق الذي لاحظة الجميع بوضوح من خلال نوعية التصوير الذي وُثقت به العملية.

تم التصوير من داخل المطار ومن عدة زوايا، وهو الأمر الذي يعتبر اختراقاً أمنياً واضحاً لا يمكن إغفاله، فوصول قدرات الجيش واللجان الشعبية إلى حد توثيق العملية من الداخل وعن هذا القرب، يعني أن الأهدافَ الإماراتية لم تعد وحسب مكشوفة من الجوّ للنيران اليمنية بل مهيأة من الداخل لتحديد الأهداف وجمع المعلومات وتوثيق الضربات، وهو ما يشكل سيطرة استخباراتية منقطعة النظير.

هذا الاختراقُ الاستخباراتي يضاف إلى اختراقٍ الأجواء والتغلب على وسائل الحماية والدفاع الأمريكية التي تستخدمها الإمارات، فيصبح بنك الأهداف الإماراتية لدى الجيش واللجان بمثابة قائمة من عمليات الرد المضمونة بشكل تام ومحكوم لها بالنجاح مسبقا، فيما يبقى العدو الإماراتي محشوراً في زاوية مظلمة ليس بإمكانه فيها إلا أن ينتظر المزيد من الضربات والفضائح القادمة.

وبهذا الخصوص، أكّــــد عضو الوفد الوطني المفاوض، عَبدالملك العجري، على أن مقاطع الفيديو التي بثتها قناة المسيرة لقصف مطار أبو ظبي تمثل “ضربة مزدوجة: عسكرية واستخباراتية”.

ووجّه العجري رسالةً إلى “شيوخ الإمارات” بأن “يوقفوا جنون محمد بن زايد وإلا فإن النار ستلتهم كومة القش” في إشارة أَيـْـضًا إلى هشاشة الإمارات التي تعتمد بشكل رئيس على الاقتصاد والاستثمار وما إن تتزايد عليها الضربات ستخسر كل شيء.

 

القُــــوَّاتُ المسلحة: لدينا مزيد

رسالةُ الناطق باسم القُــــوَّات المسلحة، كانت هي الأخرى واحدة من الرسائل الأشد ثقلا على تحالف العدوان، إذ أكّــــد العميد يحيى سريع في تصريحات، أمس الأول عقب عرض المشاهد، أن “العمليات القادمة ستكون أكثرَ إيلاماً”.

وأضاف مقتبساً التعبير القرآني “ولدينا مزيد” موضحاً أن القُــــوَّاتِ المسلحة “قادرة على أن تطال أهدافاً جديدة في عمق العدو”

وأكّــــد العميد سريع على أن “أغلب العمليات التي يتم تنفيذها في عمق العدو هي موثقة”، مُشيراً إلى أنه تم إيقاف العمليات لفترة معينة كرسالة سلام “لكن تصعيد العدو لم يتوقف”، وهو ما يشكل وعيد واضحاً بعودة الضربات الكبرى إلى مسار العمليات العسكرية.

ناطقُ القُــــوَّات المسلحة أوضح أَيـْـضًا الرسالة الاقتصادية الواضحة من الهجوم على مطار أبو ظبي ومن بث المشاهد الموثقة للهجوم، حيث قال إن “بإمكان سلطات أبوظبي أن تحافظ على مركزها المالي والاقتصادي ودورها السياسي وتكون بمنأى عن رد الفعل إذا توقفت عن عدوانها الظالم على اليمن”

رسالة أخرى بالغة الأهميّة، فإذا كان الهجوم نفسه يشكل ضربة مباشرة على الاقتصاد الإماراتي من خلال التأثير على عمليات الملاحة والنقل وإثبات عدم أمان الأراضي الإماراتية للاستثمارات، فإن المشاهد التي وثقت تفاصيل الهجوم تنقل تلك الضربة إلى أعلى مستوى من التأثير حيث تضع المستثمرين بشكل مباشر أمام نوعية وتفاصيل التهديدات التي تواجهها تجارتهم تحت سلطة النظام الإماراتي المعتدي على اليمن.

وكما لاذ النظام الإماراتي، العام الماضي، بمحاولات الترقيع والتضليل الإعلامي وعقد صفقات مع شركات أمريكية لشراء منظومات “خاصة” بالطائرات بدون طيار، من أجلِ الحفاظ على أمانه الاقتصادي المهدّد، فقد بذل خلال اليومين الماضيين جهدا كَبيراً في محاولة إثبات زيف مشاهد الهجوم، لكنه لم يستطع أن يفعل شيئاً أمام تعدد زوايا التصوير ووضوح تفاصيل الضربة.

وتعتبر هذه المشاهد أول بث مصور لعمليات طائرة “الصمّاد3” والتفاصيل المصورة تؤكّــــد أن هذه الطائرة تتمتع بقدرة تدميرية كبيرة، ودقة عالية في الإصابة، كما تستطيع التغلب تماما على منظومات الحماية المعادية، إذ ظهرت في المشاهد محلقة على علو منخفض فوق المطار قبل أن تنفذ الضربة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com