عائدون من صف العدوان يتحدثون لصحيفة المسيرة:

المسيرة: فاروق علي
بشائرُ النصر وملامحُ انهيار أحلام تحالف العدوان ومرتزِقته بدت هذه الأيام أَكْثَــر وضوحاً وتجلياً من خلال عودة الكثير من المغرّر بهم إلى صنعاء، حَيْــثُ الوطن الذي يتسع للجميع بعد أن اكتشفوا حقيقة هذا العدوان ومراميه وفق نظرية التجربة والخطأ، فكانت النتيجة أن معركة هذا العدوان هي الباطلُ في مواجهة الحق الذي يمثله اليمنيون المناهضون للعدوان، وهذه خلاصة سنوات من المعايشة التي خاضها المغرّرُ بهم في صفوف العدوان.
والانتصارُ الحقيقي ليس بعودة هؤلاء فحسب، وإنما تجسدُ بمثالية التسامح والصفح عن كُـــلِّ من ساند أعداء الوطن ثم أدرك خبايا هذه الحرب التي تشن على اليمن منذ أربع سنوات وعدة أشهر، وعليه بدأ العدُّ التنازلي لعودة الكثيرين وبذلك يكون الصفُّ الوطني أَكْثَــر تماسكاً وتسحب إحدى أوراق العدوان المهمة والتي تمكّــن من خلالها في إطالة أمد حربه العدوانية.
ومواكبةً لهذه التطور المتسارع حاولنا من خلال اللقاءات مع بعض العائدين أن نستقصيَ دوافعَ عودتهم إلى المناطق التي لا تزالُ تحت السيادة الوطنية رغم كُـــلّ التحديات والظروف القاسية المحيطة بالجميع على إثر العدوان وحصاره فكانت إجاباتهم تتمحورُ على الشكل التالي:

دوافعُ العودة رغم تداعيات العدوان والحصار:
يقولُ الصحفي أحمد المكش، وهو أحد العائدين من القاهرة: إن الدافعَ الرئيسي لعودته هُـويَّة الانتماء للوطن؛ “ولأنني مستحيل أقبل أن أكونَ مرتزِقا مهما كان خلافي مع أنصار الله؛ ولأن الوطنَ يسكُنُ قلبي أصلاً وَلم أتخلَّ عن صفتي المهنية، حَيْــثُ أنني لا أزال رئيساً للجبهة الإعلامية المستقلّة لمواجهة العدوان حتى عندما كنتُ في القاهرة وخروجي من اليمن كان بسببِ خلافٍ مع بعض الأشخاص المنتمين لأنصار الله، لكن ثقتي بأنصار الله قيادات الصف الأول الأوفياء الذين لم ولن يكونوا ماكرين ولا من صفاتهم الغدر كالإخوان.. ولأن هناك وطناً يوحدنا جميعاً وعدوا خارجيا أرعنَ يتربص بنا جميعاً وعواملَ كثيرة”.
أمَّا العقيد أحمد المجنحي العائدُ من محافظة الجوف، حَيْــثُ كان يشغل هناك منصبَ قائد الشرطة العسكريّة التابعة للمرتزِقة وقبلها قائد الشرطة العسكريّة في البقع، يؤكّـــد أن “تأنيب الضمير من هذا العدوان واستحقار اليمنيين في الأراضي الخاضعة لسيطرة المحتلّ، حَيْــثُ يمارس بحق اليمنيين التابعين للعدوان الهمجية والإهانة والتعذيب، ويصل الأمر إلى الزج بمَن يقاتلون معه في السجون، هذا الأمر دفعنا للتفكير ملياً في اتخاذ قرار العودة؛ لأَنَّنا وجدنا فرقا كبيرا واكتشفنا الحقيقة”.
الأمر لا يختلف كَثيراً بالنسبة للجندي مساعد عبدالعزيز جراد الذي أكّـــد على أن “قرار العودة جاء بعد ما شاهدناه من جرائم بحق اليمنيين وإهانة الجنود وتركهم من غير مرتبات، فيما أبناءُ القيادات العسكريّة في الخارج يعيشون في بذخ فاحش بينما الشعب اليمني يعاني بشكل كبير من المجاعة والأمراض فلم نقبل ذلك فكان خيارنا العودة إلى الوطن”.

إهانةُ المرتزِقة اليمنيين القاسمُ المشتركُ في ممارسات العدوان في الداخل والخارج:
عن هذا الموضوع، يسردُ العقيد المجنحي “في البقع كانَ التعامل بشكل سيء للغاية، فعلى سبيل المثال ما تعرض له لواء العز من استهتار وإهانة كان شيئاً صادماً جِــدًّا، فأبسط مخالفة تجعل من جنود العدوّ يزجون باللواء في مقدمة الصفوف ويتم استهدافُ عناصر اللواء من الخلف أَو بالطيران، وهذا الأمر تكرّر أَكْثَــرَ من مرة، حَيْــثُ كانت التبريراتُ الجاهزة أن الاستهداف عن طريق الخطأ وهذا غير صحيح، فكافة المعلومات لديهم عن اللواء، والمؤسف أن القادة العسكريّين اليمنيين المرتزِقة ليس لديهم ضمير هم فقط ديكور لا أقل ولا أَكْثَــر؛ لأَنَّ الجندي أَو الفرد السعوديّ يتحكم بقرار لواء اليمني هناك استعباد وإهانة لليمنيين”.
ويصف المكش حال المرتزِقة، سيما المتواجدين في القاهرة بأن “حالَهم شبيهةٌ بحريم السلطان، هذا النادر فيهم، والأغلب كجواري السلطان.. إنها حالٌ مخزية ومهينة للغاية، وما يحزنني أنّ هؤلاء المرتزِقة أنصاف الرجال محسوبون على اليمن وللأسف”.

غيابُ المشروع والبحثُ وراء المال غايةُ المرتزِقة:
يوضح رئيسُ الجبهة الإعلامية المستقلّة المناهضة للعدوان أحمد المكش “أن ما يسمى الشرعية ورئيسها الدنبوع لا مشروعَ وطنياً لهم ولا رؤيا ولا قرار.. فقط يلهثون وراء المال السعوديّ المدنس والإماراتي المشبّوه، ويتنافسون على شراء العقارات والاستثمارات المشبوهة، بل إن الكثيرَ من وزراء ما يسمى الشرعية وسفرائها استثمروا بملايين الدولارات في مراقص وخمّارات وغيرها”.
ويضيف أن “الأرقامَ والإحصائيات صادمةٌ، فملايين الدولارات استثمرها المرتزِقة بدءاً بالفار الدنبوع وحتى آخر لص فندقي بالرياض. على حساب وطن وأشلاء ودماء أبنائه من الأطفال والنساء والشيوخ”.
أما الجندي جراد فيتكلم عن ذلك من خلال مشاهداته ويحكي بأن كُـــلّ الشعارات التي كان المرتزِقة يرفعونها لم تكن سوى طُعم “غرّروا بها علينا وهم عبارة عن مرتزِقة يبحثون وراء المال لا غير لا يهمهم الوطن ولا حياة الناس حتى أن الحال وصلت بهم إلى أنهم لم يلتزموا بتسليم مرتبات الجنود فكيف يمكنُ أن نأمنَهم على الوطن بينما يسرقون مرتبات الجنود، وأتذكر أحدَ المجندين القدامى كان يقاتِلُ في صفوف المرتزِقة أصيب بحالة نفسية فكان دَائماً يتكلمُ مع نفسه كَثيراً ويردد هذه الجملة (لديّ أسرة أريد راتبي لديّ أطفال ينتظرونني)؛ وذلك لأَنَّ قيادات المرتزِقة كانوا يسرقون مرتبات الجنود”، مُضيفاً “هؤلاء سرقوا مرتبات من يقاتل معهم من الجنود فكيف نأتمنهم على وطن وهم مجموعة لصوص لا أَكْثَــر لقد باعوا دينهم وعرضهم ووطنهم”.

غيابُ الثقة بين العدوان ومرتزِقته:
من الواقع الذي عايشه المكش في القاهرة خلالَ أَكْثَــرَ من عام يفيدُ “أن السعوديّة والإمارات لا تثق بأي مرتزِق من رئيسهم الفارّ حتى آخر نذل ارتهن للريال السعوديّ، فالأموال التي تُصرَفُ لهؤلاء لا تُعطى لهم إلّا عن طريق مشرفين مباشرين سعوديّين وإماراتيين ومصريين، وهذا يشير إلى عدم ثقة ويشير إلى لصوصية المرتزِقة فيما بينهم ومَن لم يكرم نفسه كرهاً يهان والمرء يضع نفسه حَيْــثُ يشاء”.
ويضيف المكش “تخيل معي أن جندياً مستجداً إماراتياً يصفع لواءَ ركن يمنياً وأمامَ الجميع، وآخرَ سعوديّاً برتبة ملازم يطرد وزيراً “شرعياً” من جلسة اجتماع.. غير الاعتقالات المتكرّرة والتعذيب في سجون العدوّ لهؤلاء المرتزِقة.. إذَا كان رئيسهم بكله يهان ويُشتم وتحت الإقامة الجبرية.. فماذا تتوقع؟”.
أمّا المجنحي يقدم براهينَ أُخْـــرْى عن غياب الثقة وبحسب كلامه “أن هناك قصصاً كثيرةً في هذا الجانب، حَيْــثُ أن القادةَ اليمنيين عندما يكونُ هناك جنودٌ أَو ضباط يرفضون بعض الأوامر أَو يختلفون معهم بمشاكلَ شخصية فإنهم يلفقون تهم لهؤلاء الضباط والجنود عند أسيادهم السعوديّين أنهم حوثه ومندسين… إلخ، ويسلمونهم للعمليات في السعوديّة ويتم سجنهم، وهنا أستحضر قصةَ العقيد نجيب الجماعي قائد كتيبة هناك وهو من أبناء القفر، حَيْــثُ جاء السعوديّون وأهانوّه أمام أفراده ولطموه وما يزال مسجوناً إلى اليوم والسبب بذلك أنه ليس إمّعة لقائد اللواء وكذلك السعوديّين”.
ويتبع المجنحي “هذه قصة الجماعي أحدُ الشواهد على تعامل السعوديّين مع المرتزِقة، وهنا أزيد عليها أن السعوديّين كان لديهم قطاعات خَاصَّــة واليمنيين قطاعات خَاصَّــة، أكل اليمنيين يأتي وحدَه وكذلك السعوديّين أكلهم يأتي وحدَه، لم يكونوا يرتاحوا بالبقاء مع اليمنيين ولا مشاركتهم الأكلَ أَو حتى الجلوس مع المرتزِقة حتى أنه في الاجتماعات التي تجمعنا بهم لا يمكنك أن تناقشَ أَو تبديَ رأياً فقط عليك أن تنفّــذ فقط. فعلى الرغم من أن المرتزِقة اليمنيين يدافعون على السعوديّة إلّا أن الجنود السعوديّين يحتقرونهم؛ لأَنَّ الذي يبيع وطنَه لا يمكن أن يُحترَمَ، فعلى سبيل المثال عندما يتم تكليفُك بمهمة من قبل السعوديّين لتحريرِ منطقة أَو تبة أَو مكان محدّد في البداية يبدون استعدادَهم لتوفير كُـــلّ شيء لك، وَإذَا ما فشلت المهمة يهينونك ويستحقرونك ويسبونك بألفاظ نابية”.

دعمُ الإعلاميين المرتزِقة لا يقتصرُ على دول تحالف العدوان.. الكيان الصهيوني حاضر:
الصحفي أحمد المكش ومن خلال حسِّه الصحفي وارتباطه بكثير من القيادات قال “إن أغلبَ الدعم يأتي من الرياض والإمارات، وهذا شيءٌ علَني وأمام الناس منذ مطلع العدوان لكن الجديد في هو دعم بعض المنظمات الأمريكية والصهيونية، حَيْــثُ يقفُ طوابيرُ المرتزِقة نهاية كُـــلّ شهر وهم يتقاضون ثمن وطن بشكل مخزٍ. إنه منظرٌ مُبكٍ وموجع ومستفز؛ لأَنَّ ارتباطَ هؤلاء بالعدوان وصل بهم إلى توفير المسكن والمواصلات وغيرها بشكل مهين ومخزٍ”.
وأردف المكش “ومن المؤسف أَيْــضاً أن معظمَهم من رفاقنا في المؤتمر الشعبي العام ذلك الحزب الوطني الميثاقي العظيم تحتويهم كشوفات خَاصَّــة بطارق صالح وآخرين يتبعون المدعو سلطان البركاني ومحمد الشايف وعلي محسن وغيرهم.. وأنا أشبِّهُ هذه الكشوفات بكشوفات اللجنة الخَاصَّــة السعوديّة والتي كانت تضمُّ أَكْثَــرَ من عشرة آلاف شيخ يمني عميل بقيادة عبدالله الأحمر، وأقولها: باختصار اليمن بالنسبة لهم حوش خلفي لآل سعود”.

انقطاعُ المرتزِقة عن ما يدور في اليمن سبب في استمرارهم كُـــلّ هذه الفترة مع العدوان:
ينوّه أحمدُ المجنحي في حديثه بأنه وكثيرين ممن كانوا في صَــفّ العدوان لم يكونوا على إطلاع بالذي يجري في بلدنا؛ بسَببِ عدم توفر وسائل الاتصالات أَو الانترنت، “فنحن نعيش في مناطقَ أشبهَ بالصحراء، حَيْــثُ استمر بنا هذا الحال طويلاً، حَيْــثُ كانت إهانةُ السعوديّين وتعاملهم مع من يقاتلون في صفوفهم هي ما أثارت غِيرتَنا ودفعتنا للتمرد على قراراتهم وعلى القيادات اليمنيين الذين كانوا أدواتٍ يحركها أبسطُ مجند سعوديّ لكن بعد العودة إلى الجوف وبالتحديد اليتمة تمكّــنا من معرفة جزء بسيط مما كان يحدث من جرائمَ يرتكبها العدوان، بالفعل كانت هذه المجازر مؤلمة بشكل لا يوصف، سيما لنا نحن من شاركنا العدوان على بلدنا ووقفنا معه، فعلى سبيل المثال تابعت المجزرة الأخيرة التي ارتكبها العدوان في سعوان تألمت كَثيراً وأحسست حينها بتأنيب ضمير غير عادي، تساؤلات كثيرة دارت في عقلي: لماذا الوقوف في صَــفّ العدوان الذي يمارس بحق أبناء بلدنا كُـــلّ تلك الجرائم؟ ألم يأتِ هذا التحالف العدواني لنصرتنا كما كان يقول ويروج؟، آمنت حينها أن بقائي في صَــفّ العدوان بعد كُـــلّ هذه الحقائق الدامغة هو وقوف مع الباطل ضد الحق ومع الأعدَاء ضد الوطن”.
وأردف المجنحي “ما إن سمعت بقرار العفو العام ومشروع العائدين حتى التقطت هذه الفرصة الثمينة والتي طالما انتظرتها وقرّرت العودةَ وها أنا اليوم بين أهلي واصدقائي والمدينة التي عشت فيها معظمَ حياتي، والحمد لله وتأكّـــد أخي الكريم أن معظمَ من يقاتل مع العدوان من اليمنيين يتمنون العودة إلى الوطن، حَيْــثُ أن معظمَهم ذهب من أجل المال فلم يحصل الكثير منهم على المال الذي كان يغريهم ولم يسلموا من إهانات السعوديّين، لكن هناك مشكلة تتعلق بخوفهم من العودة، فالعدوان ومرتزِقته يروّجون بأن أنصار الله يعاملون من يعود بإهانة لكرامتهم وحبسهم وتعذيبهم والتنكيل بهم ولم يكن أحد منا يتوقع هذا التعامل من قبل أنصار الله وهذه التسهيلات، حَيْــثُ لم نجد إلّا حُسنَ المعاملة وكرمَ الصفح والعفو وتجاوز الماضي، فكانوا عند مستوى قرار العفو العام والكلمة التي وعدوا بها من يريد العودة من خلال مشروع العائدين الذي أعتبره مشروع عظيم؛ لأَنَّه يفتحُ المجال كي يعود كُـــلّ من غرّر بهم العدوان إلى الوطن”.
رغبة العودة إلى الوطن وعدم الاستمرار مع تحالف العدوان عاشها مساعد جراد الذي أشار إلى تجربته فقال “بالنسبة لي كان قرار العودة قبل سنتين، حَيْــثُ تحَــرّكت إلى مأرب ومنها خط البيضاء إلّا أن النقطة في رداع احتجزتني لمدة أسبوع ومن ثم مُنعت من العودة إلى صنعاء بحكم أنني من أبناء الجوف ربما كان هدفُهم العودة من اليتمة إلى المناطق التي يسيطر عليها رجال الجيش واللجان الشعبيّة وربما يعود ذلك إلى عشوائية عودتي ربما وهذا الأمر كان أشبهَ بالمستحيل؛ لأَنَّه أشبه بالانتحار فهذه المناطق خطوط تماسّ عسكريّة وخلال السنتين الأخيرتين كانت مشاركتي مع المرتزِقة محدودة جِــدًّا حتى أن الشكَّ حولي ازداد بعدما لاحظوا غيابي المتكرّر، وكان يفرّجها ربي”.

المرتزِقةُ لا يحظون باحترام الشارع المصري:
ويضيف المكش: المصريّون أنفسهم مصدومون وكانَ الزملاء الصحفيون وكذلك كتاب مصر يسألونني بألمٍ وحيرة؛ كونِي عضوَ اتّحاد كُتاب مصر يسألونني: هل الدنبوع يمني وهؤلاء المرتزِقة يمنيين مش معقول يكونون يمنيين.. حتى الشارع المصري مستاء من عمالتهم وخستهم”؟.

حسنُ الاستقبال والتعامل مع العائدين دافعٌ آخر للراغبين بالعودة:
وفيما يتعلقُ بكيفية العودة يبين المجنحي أنه تواصل مع أصدقاءه المنتمين لأنصار الله وقاموا بعملية تنسيق مشتركة حتى وصولهم إلى المناطق المحررة “وقد تم إبلاغ جميع النقاط لتسهل علينا عملية الوصول دون أن يمُسَّنا أي شيء”. بينما يفيدُ مساعد جراد بأن قرارَ العفو العام “سمعت به من خلال الإعلام ويتم تداولُه بشكل سري بين الجنود وهناك رواجٌ كبيرٌ لهذا الخبر بحكم أن كَثيراً من الجنود المرتزِقة باتوا اليوم أَكْثَــر معرفةً بحقيقة ما يضمره العدوان لليمنيين وحقيقة معظمهم ذهب من أجل المال الآن يشعرون بالندم ويرغبون بالعودة كان الجنود هناك يختفون وعند السؤال عنهم والتواصل معهم يؤكّـــدون لنا فروا من مناطق سيطرة العدوان ومرتزِقته”.
ويضيف: بعد أن وصلني خبر قرار العفو العام تواصلت مع أحد المجاهدين من أبناء منطقتي في الجوف وكنت أعرفه جيداً أبدى استعداده في مساعدتي وأكّـــد لي أنه سيوصلني إلى أهلي وقررت بعدها العودة، حَيْــثُ اتجهت من منطقة الجوف مع بعض الجنود حتى وصلنا إلى مناطق الجيش واللجان الشعبيّة والحمد لله استقبلونا مع بعض رجال الجوف وكذلك لجنة استقبال العائدين”.
العائدون يوجهون رسائل للمغرّر بهم
العائدون من صَــفّ العدوان إلى صَــفّ الوطن وجدوا الفروقَ الجوهرية في التعامل والإخاء، وأحسوا بأنهم فعلاً عادوا إلى الحضن الذي يضمن العزة والكرامة والأنفة للجميع.
العقيد أحمد المجنحي قال في رسالته للمغرّر بهم “أنصح كُـــلّ فرد كُـــلّ ضابط كُـــلّ صَــفّ بالعودة إلى أرض الوطن بعد التنسيق مع لجنة العائدين على الرقم 176، عودوا إلى أرض الوطن، الوطَن يتسع للجميع، إلى هنا يكفي مناصرة للعدوان؛ لأَنَّه يستهدفُنا جَميعاً وهم أَكْثَــرُ اليمنيين معرفةً بذلك، حَيْــثُ نقوم بواجبنا من خلال تبيين الحقيقة للمرتزِقة عبر تواصلنا ونبذل جهوداً من أجل تطمينهم”.
ويضيف المجنحي “نحن نقلنا لهم كُـــلّ ما يدور من معاملة حسنة أبلغناهم عن قرار العفو الصادر بشأن عودة المغرّر بهم وهناك تجاوب كبير من قبل الزملاء وبعض الأصحاب، حَيْــثُ بدأنا التنسيق معهم وربطناهم مع لجنة العائدين وهناك أخبار سارة بإذن الله ومن المتوقع عودةُ الكثير منهم إلى أرض الوطن”.
أما مساعد جراد ففضّل توجيهَ رسالته إلى مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة الذين ثبتوا في مواجهة العدوان وحفظوا ما تبقى من كرامة اليمنيين، حَيْــثُ قال: “إن صبرَكم وصمودَكم في مواجهة العدوان كانت ثمرتُه أن رأينا الحقَّ من الباطل وكنتم خيرَ من حافَظَ على الوطن وأبنائه”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com