صحيفة “المسيرة” تستطلع آراء عدد من القيادات التربوية والطلاب والمعلمين المستهدَفين في جريمة سعوان:

يحيى الحوثي -وزير التربية والتعليم لصحيفة “المسيرة”:

جريمة سعوان تكشف حجم المؤامرة على أطفال وطلاب اليمن من قبل العدوان ومحاولة توقيف العملية التعليمية

جريمة سعوان تكشفُ الوجهَ القبيحَ للعدوان والعالم الصامت

استطلاع| أيمن قايد:

يستمرُّ تحالُفُ قوى الشر والظلام في استهداف الأطفال والنساء والمدنيين والأبرياء بغارات القتل والإبادة الجماعية والتي يندى لها جبين الإنسانية ولا يقبل بها دين إسْلَامي ولا عادات ولا أعراف ولا قوانين دولية.

وفي جريمة بشعة ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعودي، أمس الأول الأحد، بحي سعوان بمديرية شعوب أمانة العاصمة والتي راح ضحيتها 14 شهيداً وأكثر من 90 جريح جُلُّهم طالبات من مدرسة الشهيد الراعي أثناء خروجهن من فترة الدراسة، كحصيلة أولية والعدد في تزايد نتيجة للجروح البالغة، بالإضَافَــة إلى تدمير المنازل المجاورة من مكان الاستهداف وسقط خلالها عشراتُ المواطنين ما بين شهيد وجريح وتدمير المحلات التجارية وإرعاب للسكينة العامة في الحي السكني المكتظ بالسكان، كُلّ هذا في ظل تعتيم إعلامي دولي ونفاق أممي عالمي.

ومن منطلق ذلك قامت صحيفة “المسيرة” باستطلاع ميداني للاطلاع أكثر حول الجريمة البشعة والتعرف على ردود أفعال الشارع العام وآراء شخصيات مختلفة المناصب والصفات حول المجزرة التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي بحق الإنسانية وقتل الطفولة البريئة.

 

جريمةٌ تكشفُ حجمَ المؤامرة

من جانبه، لفت يحيى بدر الدين الحوثي -وزير التربية والتعليم-، إلى حجم المؤامرة الكبيرة على أطفال وطلاب اليمن من قبل تحالف العدوان الأمريكي من أجل إيقاف العملية التعليمية واصطناع الصعوبات أمام الجيل الصاعد.

وقال الحوثي في تصريح لصحيفة “المسيرة”: إن هدف العدوان الأمريكي السعودي هو استهدافُ جميع المدارس وقتل الكثير من الأطفال بالإضَافَــة إلى ترويع الآخرين دون تمييز بين الصغير والكبير”، مضيفاً أن عقيدة العدوّ هي السبب في الترويع والقتل والإخافة من أجل تحقيق أهدافهم وأطماعهم الجهنمية حتى لا يشكل أجيالنا خطراً عليهم.

بدوره، أشار الدكتور عصام العابد -مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية شعوب أمانة العاصمة، إلى بشاعة هذه الجريمة بأنها لا توصف عند مشاهدة الأشلاء الممزقة والدماء التي تخضبت بها وجوه الطلاب والطالبات بمدرستَي الراعي والأحقاف.

وأضاف الدكتور العابد في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن الإنسان لا يستطيع أن يتمالكَ نفسه أمام هذا المنظر من الدماء وعندما كانوا يحاولون الهروب من الصواريخ والشظايا التي كانت تتطاير نحو المدارس وتستهدف كُلّ الأماكن بكل حقد.

وطالب العابد بتنظيم الوقفات في مختلف المدارس لإدانة هذه المجزرة الوحشية وإيصال رسالة للعالم أنه من حقنا أن نتعلم ونواصل المرحلة التعليمية بكل إرادة وصمود رغم الظروف والصعوبات حتى تحقيق النصر بإذن الله.

 

إصرار على العلم والصمود في وجه العدوان

وفي السياق قال الطالب محمد أمين الأسد -يدرس في مدرسة الأحقاف بمديرية شعوب أمانة العاصمة التي استُهدفت-: إن جريمةَ الاستهداف لمدرسة الراعي ومدرسة الأحقاف المتجاورتين في يوم الصحة العالمي الذي تحتفل به كُلّ دول العالم وهذه المشاهد أثارتني وجعلتني أتألم كَثيراً من أجل زملائي الطلاب، مضيفاً لزملائه: هذه الجريمة التي قتلت زملائي الطلاب الذين حاولوا أن يدرسوا وقد ذهبوا شهداء، سوف نحارب المجرمين من آل سعود وأمريكا وسنجاهدهم ونحن صامدون مهما عملوا ولن نتوقف عن التعليم؛ لأن هذا العلم هو شيء مهم وهو سيفنا لمواجهتهم وبذلك سننتصر على أعدائنا بإذن الله.

بدورها، أوضحت مديرة مدرسة الأحقاف روحية الحضرمي، أنها كانت تمارس مهامها التعليمية بشكل طبيعي رغم العدوان في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً سمعت انفجاراً هز المنطقة بكلها ثم تم نقل الطلاب من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية، بعده بدقائق حدث انفجار أكبرُ من السابق هز منطقةَ شعوب بكلها وكأنه كالانفجار الذي حدث في جبل نقم، مضيفةً أن هناك حالاتٍ حرجةً من الطلاب والطالبات ومنهم مَن ارتقى شهيداً من المدرسة.

ووجهت مديرة مدرسة الأحقاف في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” رسالة قوية إلى دول العدوان قائلة: مهما قصفتم ومهما عملتم سنخرج لكم من تحت الركام، سنظل في بلادنا مدافعين عن عزتنا عن كرامتنا وعن أصالتنا التي شهد بها نبينا، وسنجاهد وسنقاوم وسنورث هذا الإيْمَان والعقيدة والبأس إلى أجيالنا جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة.

إلى ذلك، قال المواطن ماجد السلامي – الذي يسكن بالقرب من مكان الاستهداف بحي سعوان أنهم شعروا بهلع شديد وخوف كبير أثناء الانفجار الكبير الذي هز أرجاء منطقة سعوان نتيجة الغارات الجوية التي شنها طيران الخبث الصهيوني على مكان مزدحم بالسكان وشكل ذلك اضطراباً للمدرسات وكل أهالي المنطقة”.

 

جريمةٌ تتحمل مسئوليتها الأمم المتحدة

وفي الختام قال الدكتور يوسف الحاضري -الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان-: إن الجريمة التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الطلاب والطالبات في منطقة سعوان مديرية شعوب، أمس الأول الأحد، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل تواطؤ الأمم المتحدة وتماهيها تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني منذ أربع سنوات وهي من تتحمل المسئوليةَ الكاملة جراء تلك الجرائم؛ كَــوْنها شريكةً فيها من خلال الصمت.

وأضاف الدكتور الحاضري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن العدوانَ السعودي ارتكب جريمتَه تزامناً مع احتفال بلادنا مع سائر بلدان العالم بيوم الصحة العالمي تحت شعار “الصحة للجميع”، مبيناً أن النظامَ السعودي لا يريدُ لليمن أيةَ صحة أَو حياة، بل يريد للجميع الموتَ فقط لا غير، وهو ما تؤكّده مجازرُه وجرائمه في كُلّ مكان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com