رئيس مجلس التلاحم القبلي بحجة الشيخ صادق الأدبعي في حوار مع صحيفة المسيرة:

تستمرُّ القبيلةُ اليمنية في رفد جبهات العزة والكرامة والتصدي لقُــوَّات العدوان السعوديّ الأمريكي، وأثبتت القبيلةُ اليمنية قدرتَها الكبيرة في مواجهة كافة التحديات التي تواجه الإنْسَان اليمني من قبل قُــوَّات الغزو مستمدةً ذلك من قيادة قرآنية حكيمة.

ولعبت القبيلة اليمنية دوراً كَبيراً في وأد الفتن التي أشعلتها دول العدوان مروراً بفتنة ديسمبر انتهاء بفتنة العبَّيسة في كُـشَـر، ، وقد لعبت قبائلُ محافظة حجة دوراً محورياً في وأد فتنة العبَّيسة ولملمة الشروخ الاجتماعية التي حاول العدوانُ استغلالَها عقب تغذيتها.

وفي هذا الصدد أكّــد رئيسُ مجلس التلاحم القبلي بمحافظة حجة الشيخ صادق علي مهدي الأدبعي في حوار مع صحيفة المسيرة، أن الجبهة الداخلية في محافظة حجة ستظل الدرعَ الواقي للدولة اليمنية في وجه الهجمة الأمريكية التي تستهدف الوطن والإنْسَان.

وأشاد الشيخ الأدبعي بدور القبيلة اليمنية في درء الفتنة في مديرية كُـشَـر، موجهاً التحية لكل أحرار محافظة حجة الذين توافدوا إلى ساحة مديرية عبس للاحتفاء باليوم الوطني للصمود، متطرِّقاً إلى عدد من الجوانب في هذا السياق نستعرض تفاصيلها في السطور التالية.

 

المسيرة | حوار| وائل شاري

– خلال أربع سنوات مضت من العدوان.. ما هو الدورُ الذي قام به مجلسُ التلاحم القبلي في التحشيد ولمّ شمل القبيلة في المحافظة؟

لعب مجلسُ التلاحم الشعبي القبلي بمحافظة حجّة دوراً كَبيراً ومتميزاً في الصمود في وجه العدوان خلال الأربع سنوات التي مضت، ويتمثل دور المجلس في اهتمامه بتوحيد الصف القبلي وجمع شمل قبائل المحافظة، من خلال تواصل قيادته المباشرة وعن قرب مع مشايخ وحكماء وعقال وأفراد القبل وتلمس همومهم والإسهام في حَـلّ مشاكلهم في الجانب القبلي أَو مع الجانب الحكومي.

بالإضَافَـة إلى اهتمامه بالتواصل بقبائل المحافظة عبر فروعه المتواجدة في عموم المديريات، وهو ما انعكس إيجابياً لدى قيادات وأفراد القبائل بالشعور باهتمام وحرص وتواضع قيادة مجلس المحافظة، كما حرصت قيادة المجلس على فتح قنوات اتصال وتواصل مباشره وغير مباشرة بين قبائل المحافظة.

أثمر ذلك في توسيع دائرة التعارف والنقاشات المثمرة بين قيادات وأفراد كُـلّ القُبُـل في المحافظة التي جسّدت أواصر الإخاء والتقارب والتماسك القبلي وتعزيز قواعد الأسلاف والأعراف والحمية التي أثمرت في تقوية عوامل الثبات والصمود والبذل والتضحية في سبيل الدفاع عن الدين وعن حُرُمات المحافظة والوطن بشكل عام، حيث تمكّن المجلسُ من غرس الثقافة القُــرْآنية الإيْمَـانية في وسط المجتمع القبلي بالمحافظة إلى جانب إحْـيَـاء المبادئ والقيم العُرفية القبلية.

 

– ارتباط قيادة الفتنة في العبَّيسة مديرية كُـشَـر بالعدوان.. هل له أبعادٌ لتفكيك النسيج الاجتماعي للقبائل من خلال اختراقها من قبل العدوان؟

لقد اتضح جلياً أن فتنةَ العبَّيسة مديرية كُـشَـر كانت مؤامرةً خبيثةً وكان المُخَطّط والداعم الأساسي والمباشر لها تحالفُ العدوان وذلك بالإيعاز إلى عناصره المندسِّين بالمنطقة لارتكاب ممارسات إجرامية في حَــقّ أبناء المنطقة والمسافرين عبر الطريق العام.

وأيضاً زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي وشقّ الصف القبلي والوطني وتشجيع العناصر المندسة في أماكن أُخْـرَى لتقوم بنفس المهمة من إقلاق للسكينة العامة وزعزعة الأمن والاستقرار.

هذه الأعمال تُعتبَرُ في حَــدِّ ذاتها تفكيكاً للنسيج الاجتماعي القبلي واستهدافاً للجبهة الداخلية لإضعافها حتى تصبح منشغلة ببعضها البعض مما يتسنى للعدوان تحقيق أهدافه ومآربه.

 

– ما هو دور القبيلة اليمنية في مواجهة العدوان؟

تعتبر القبيلة اليمنية هي المتصدرَ الأول في مواجهة العدوان وأدواته المرتزِقة والمنافقين، حيث انطلق أبناؤها في طلائع الصفوف إلى جبهات العزة والكرامة بكافة أنواعها وأشكالها، فمن أوساطها تشكلت وحداتُ الجيش والأمن، سواء قيادات الوحدات أَو ضباطها وأفرادها، جميعُهم ينتمون إلى القبيلة اليمنية لم يأتوا من خارجها، ولم يقفْ دورُ القبيلة عند ذلك، بل بادرت أَيْـضاً بدفع أبنائها إلى إسناد وحدات الجيش والأمن بتشكيل لجان شعبيّة من أبنائها في كافة جبهات الجهاد العسكرية والأمنية والسياسيّة والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها.

بالإضَافَـة إلى دور القبيلة الكبير في رفد الجبهات بقوافل المال والرجال والسلاح والغذاء، وكذلك إسهامها المتميز في إقامة الوقفات والمسيرات والفعاليات القبلية المندّدة والمناهضة للعدوان على مستوى الوطن في القرى والمديريات والمحافظات والعاصمة، إلى جانب مشاركة أبنائها المتواجدين خارج الوطن في إقامة عدة فعاليات احتجاجية مندّدة بالعدوان في معظم الأقطار الخارجية وأمام مقرات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات والمنظمات الحقوقية والإنْسَانية العالمية.

كما تجدر الإشارة إلى الدور البارز الذي أسهمت وتسهم به القبيلة اليمنية ممثلةً في القيادة العليا لمجلس التلاحم الشعبي القبلي وفروعه في المحافظات والمديريات ومشايخ وعقال وحكماء وأعيان القُبُل، وذلك في حَـلِّ العديد من المشاكل والقضايا الاجتماعية المزمنة والمعقدة التي كانت عالقة بين معظم القبل على مستوى الوطن والمحافظات والمديريات، أَو على مستوى الأسر أَو العشائر داخل القبيلة الواحدة، وأهمُّها قضايا الثأرات والحروب القبلية التي كانت سائدةً في المراحل السابقة، وبحمد الله تم خلال الخمس سنوات الأخيرة إنهاء أغلب تلك المشاكل بطرق الصلح والعرف القبلي.

وإلى جانب نجاح القبيلة اليمنية خلال الخمس سنوات الأخيرة في إنهاء ظاهرة الحور والتقطعات في الطرقات التي كانت ظاهرة سيئةً تتنافى مع كُـلّ القيم الدينية والأسلاف والأعراف القبلية، والتي كانت أسوأ وأخطر ظاهرة يعاني منها المجتمع، حيث كانت تتسبب في استباحة الحرمات وازهاق الأرواح ونهب الممتلكات، وتضرر منها معظم الناس الأبرياء من أبناء اليمن أَو من خارجه، وكانت تلك الظاهرة تنعكس سلباً على سمعة القبيلة اليمنية والمجتمع اليمني بشكل عام، إلا أن قيادة القبيلة بالتعاون مع قيادة الدولة استطاعت إنهاء تلك الظاهرة السلبية وَإعَادَة للقبيلة وللمجتمع اليمني السمعة الطيبة والمكانة الرفيعة لدى المجتمعات الأُخْـرَى.

لذلك وبالمختصر المفيد يمكن القول بأن القبلية اليمنية هي المرتكَزُ الأساسي وصاحبة الدور الريادي الأكبر في ملحمة المواجهة والصمود الأسطوري اليمني في مواجهة تحالف العدوان وأدواته.

 

– ما الدور الذي قامت به قبائل المحافظة في درء الفتنة في مديرية كُـشَـر؟

لعبت قبائل محافظة حجة دوراً كَبيراً في التصدي للفتن التي أثارتها أدوات العدوان في المحافظة، ومنها فتنة ديسمبر 2017 حيث وقف مَشَايخ وعقال وأفراد المحافظة الشرفاء إلى جانب قيادة الدولة والمحافظة والجيش والأمن واللجان الشعبيّة للقضاء على تلك الفتنة الخبيثة وعناصرها الذين حاولوا إثارة الفتنة وقامت كُـلّ قبيلة بتأمين ساحتها والطرقات العامة والفرعية المارة منها.

كما كان لقبائل المحافظة دورٌ بارزٌ في إخماد الفتنة التي أشعلها تحالف العدوان ومرتزِقته في منطقة العبَّيسة مديرية كُـشَـر، حيث تحرك أَكْثَــر من مائة شيخ من كبار مشايخ المحافظة بالنزول إلى المنطقة كوساطة قبلية وناشدوا عناصرَ تلك الفتنة ومشايخهم بداعي الإخاء والقبيلة للاستجابة لوساطتهم بفتح الطريق العام وتأمينها وإزالة الأرتاب وإطلاق المخطوفين لديهم وَإرجاع المنهوبات لأصحابها، وقد مشايخ المحافظة أَكْثَــر من ثلاثة أَيَّام في المنطقة عسى أن يجدوا استجابة لوساطتهم، إلا أن عناصر الفتنة استمروا في غيهم وتعنتهم ورفضوا الاستجابة بل وتمادوا إلى التقطع لبعض المَشَايخ الوسطاء وأطلقوا النار عليهم، وبعد أن يئِسَ مَشَايخُ المحافظة من الاستجابة لوساطتهم، حرّروا وثيقة شرف قبلية خَاصَّـة بقبائل المحافظة تضمّنت إدانتهم لجرائم التقطع والقتل والنهب الحاصلة في منطقة العبَّيسة، وأن قبائلَ المحافظة وحجور تقفُ إلى جانب الدولة لاتّخاذ صلاحياتها القانونية تجاه تلك الممارسات الإجرامية، وأن كُـلّ قبيلة في المحافظة مسئولة عن تأمين ساحتها والطرقات المارة منها، ثم واصلت قبائل المحافظة التدخل بوساطات أُخْـرَى مصغرة من بعض المَشَايخ لاحتواء الفتنة سلمياً، لكن دون جدوى، مما جعل مَشَايخ المحافظة يناشدون الدولةَ بسُرعة حزم الموقف.

فبادرت الدولة باتّخاذ صلاحياتها الدستورية والقانونية وقامت بإخماد تلك الفتنة ووقفت قبائل المحافظة بحشد مقاتلين من أبنائها إلى جانب الدولة حتى تم بحمد الله وأد الفتنة والقضاء على رموزها وعناصرها أدوات العدوان المنافقين.

 

– كيف تقيّمون الأوضاعَ الأمنية في منطقة كُـشَـر عقب إنهاء الفتنة؟

هناك ارتياحٌ كبيرٌ لأبناء المنطقة والمناطق المجاورة والمسافرين بعد زوال تلك العناصر التخريبية الخارجة عن النظام والقانون.

فقد استتبَّ الأمنُ وقام رجالُ الأمن بدورهم المناط بهم في خدمة المواطن وأَصبحت المنطقةُ تنعمُ بالأمن والامان والاستقرار..

 

– بصفتكم رئيسَ مجلس التلاحم ما هي خططكم للعام الخامس في مواجهة العدوان؟

مستمرّون في التصعيد ضد العدوان وبوتيرة عالية وسنعمل جاهدين بإذن الله تعالى في رفد الجبهات بالمال والرجال وتحصين القبيلة مما يحاك ضدها من تفكيك لنسيجها الاجتماعي والقبلي وبنائها ثقافياً وفق هدى الله ونهجه القويم.

كما سنعمل جاهدين بالتعاون مع أجهزة الدولة في حفظ الأمن والاستقرار وتحصين الجبهة الداخلية من مؤامرات العدوان ومرتزِقته.

 

– ما هي الرسالة التي توجهها لدول العدوان بصفتكم ممثلا ًلفرع مجلس التلاحم الشعبي القبلي بالمحافظة؟

رسالتُنا لدول العدوان ننصحُ تلك الدول المشاركة أن تسحب أبناءَها الذين باعوهم من السعوديّة والإمارات لمقاتلة الشعب اليمني، وعليهم أن يعتبروا بمن سبقهم من الغزاة عبر الزمن وما حل بهم فاليمن مقبرة الغزاة.

كما نقول لقيادة العدوان: عليكم أن تراجعوا حساباتكم فاليمن مقبرة الغزاة وستجدون اليمنيين في عامهم الخامس من عدوانكم الغاشم أَكْثَــر بأساً وأشدَّ تنكيلاً، ستجدون اليمنيين حيثما تكرهون، فاليمنُ عبر التأريخ لا يستسلمُ للغزاة والمعتدين ويخرج دائماً منتصراً أبيًّا رافعاً رأسه عاليًّا شامخاً شموخَ الجبال الرواسي.

 

– في الأخير.. رسالةٌ تود توجهها إلى القيادة السياسيّة؟

نتمنى للقيادة السياسيّة التوفيق والنجاح في كُـلّ أعمالهم.

وسيجدوننا أَكْثَــر تصعيداً لمواجهة العدوان في شتى ميادين العمل لما يخدم شعبنا في نيل حريته واستقلاله.

وفي الأخير أشكر أبناءَ المحافظة ومشايخَها وكافة القبائل على الحضور والمشرف والقوي في الاحتفائية التي أقيمت في مدينة عبس بمناسبة اليوم الوطني للصمود في وجهة العدوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com