يفترض على الأمة العربية والإسلامية أن تتحَرّكَ لنشر الإسلام الأصيل إلى أعماق أوروبا وأمريكا

المسيرة/ بشرى المحطوري:

وبعد أن تحدثَ الشهيدُ القائدُ عن الأسلوب الراقي للجن وطريقة انطلاقهم للدعوة إلى الله، وحثّه للثقافيين على الاستفادة من ذلك الأسلوب الذي خلده القُــرْآن الكريم، قارن -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- مقارنةً صغيرةً بين موقف الجن الذي سطره الله في القُــرْآن الكريم، وبين موقف بعض البشر، حيثُ قال: [لما كان أسلوب الجن أسلوباً جميلاً سطره الله في القُــرْآن الكريم، استطاعوا في موقف واحد – وهم من هم دون الإنسان في كماله – في موقف واحد أن يفهموا القُــرْآن الكريم أنه من عند الله، وأن يتأثروا به في أنفسهم، وأن يعرفوا ماذا يريد القُــرْآن منهم، فانطلقوا عاملين، لم ينطلقوا إلى بيوتهم عائدين وساكتين، ثم عندما تحَرّكوا للعمل عرفوا أن الأسلوب الصحيح هو: أننا عندما نعود إلى الآخرين، ونحن لم نفارقهم إلا منذُ ساعة، أَو ساعتين ماذا سيكون لكلامنا من أثر عندهم؟ فلنقل: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} لم يقولوا مجرد ثناء على ذلك الكتاب، كتاب هداية، فهموا أن القُــرْآن هو كتاب عمل وكتاب هداية، يهدي إلى الحق، هو يرشد، وهم – فعلاً – فهموا أن قومهم بحاجة إلى أن يهتدوا].

وأضاف أيضاً: [نحن هنا تكرّرت جلسات كثيرة مع من؟ مع القُــرْآن الكريم، ومع ما ننقله من أهل البيت (عليهم السلام) فلا ينبغي أن نكون أقل وعياً من الجن، في أن نفهم أهمية ما سمعناه على ضوء كتاب الله، ومن نصوص آيات الله في القُــرْآن الكريم، من خلال ما سمعنا هو: أن الدين دين عمل، أن هدى الله يهدي إلى العمل، أن القُــرْآن الكريم كتاب عمل، هي القضية التي ترسخ لدينا، وفي مجتمعنا ضدها: الجمود، السكوت، الإعراض، هذه الحالة إذَا لم ننتقل بأنفسنا إليها فيكون ما يملأ مشاعرنا هو: أن الدين هو عمل في كُلّ مجالاته، في كُلّ جوانبه].

 

 الواقع الذي يفرضه القُــرْآن الكريم على المسلمين:ــ

ونبه -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى أن المفروض على الأمة الإسلامية أن تكون خير أمة أخرجت للناس، وأن تعمل على أن يعم هدى الله أرجاء الدنيا، فقال: [الواقع الذي يفرضه القُــرْآن الكريم: أن المسلمين حتى وإن لم يُغزوا إلى بلادهم، وإن لم يصل فساد الآخرين إلى بلادهم هم مكلفون، هم ملزمون من جهة الله سبحانه وتعالى أن يهتموا على أعلى مستوى من الاهتمام أن يكونوا هم من يتحَرّكون إلى الآخرين، هم من ينطلقون ليصلوا بإسلامهم إلى أعماق أوروبا، ليصلوا بإسلامهم إلى أمريكا، ليهُدُّوا كُلّ بناء للطواغيت في أي مكان من هذه الدنيا. هذا ما يفرضه القُــرْآن الكريم، وهذا ما أَهَّلَّ القُــرْآن الكريم هذه الأمة لأن تنهض به].

وتساءل -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- في ألم شديد، قائلاً: [فلماذا نحن وصل بنا الأمر كمسلمين إلى هذه الدرجة؟ وصل بنا الأمر نحن كزيود وشيعة لأهل البيت (عليهم السلام) إلى هذه الدرجة، أن نرى ما يبعث على الخزي أن نرى ما هو مؤسف حقا من عمل ضد الإسلام، والمسلمين في كُلّ منطقة، ثم بعد نحن لم نتجه اتجاهاً جاداً، أَو الكثير بعد لم يخطر على باله، لم يخطر على باله بعد أن يتحَرّك، أَو أن يعمل شيئاً ما، هذا يدل على انحطاط إلى أحط مستوى في فهمنا لديننا، وفي ثقتنا بربنا، وفي اعتزازنا بهذا الدين، وافتخارنا بهذا الدين العظيم].

 

ما الدرس الذي تستفيده الأمة من غزوة تبوك:ـ

وأشار الشهيدُ القائدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى غزوة تبوك، وكيف أن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وآله وسلم هو مَن تحَرّك وجهّز الجيش ليغزوَ الروم في عقر دارهم، ولم ينتظر حتى يأتوا هم إليه، فقال: [القُــرْآن الكريم جعله الله نوراً للمؤمنين، نوراً للمسلمين يهتدون به قبل أن تهجم عليهم الظُّلْمة، يتحَرّكون هم على أساسه قبل أن يهجم عليهم العدو إلى عُقرِ ديارهم، سواء بفساده، أَو أن يصل بقدمه وبنفسه، ألم يتحَرّك الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هو في غزوة [تبوك] ليهاجم هو، وعلى مسافة طويلة جداً من المدينة نحو (750 كم) إلى تبوك ليواجه دولة عظمى في ذلك الزمن هي دولة الرومان. أراد أن يقول لأمته: إن من ينتظرون، ويصمتون هم من سيكونون أذلاءً إذَا ما هجم عليهم العدو، هم من سيكونون معرّضِين لأن يُفتنوا عن دينهم، ولأن يتنازلوا ببساطة عن دينهم إذَا ما هجم عليهم العدوّ إلى داخل ديارهم، الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ربّى المسلمين على الاهتمام، ربّى المسلمين على المبادرة، ربى المسلمين على استشعار المسئولية، على أن تكون لديهم روح وثّابة داخل كُلّ شخص منهم، روح جهادية روح تستشعر المسئولية فتنطلق، لا تنتظر الأعداء وإن كانوا كباراً، وإن كانوا يمتلكون مختلف وسائل القوة، لا ينتظرونهم حتى يهجموا عليهم].

 

فَضْحٌ لأبعاد السياسية الأمريكية:ــ

حذّر -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- من أمريكا وسياستها في اليمن، وتساءل قائلا: [أوَلم نسمعْ أن الأمريكيين فعلاً دخلوا اليمن؟ وسمعنا في هذا الأسبوع ما يؤكّد فعلاً أن الأمريكيين شئنا أم أبينا سيصنفون اليمن دولة إرْهَابية، وأنهم سيعملون على أن يكون لهم وجود هنا في اليمن، وقواعد في اليمن، أي أن يسيطروا على اليمن سيطرة مباشرة، أما الهيمنة فهي قائمة، كُلّ الدول العربية تخضع لأمريكا في مختلف شؤونها، في المجال السياسي، وفي الاقتصادي، وفي الثقافي، وفي مختلف المجالات، لكنهم لا يكتفون بهذا، هم يريدون أن يدخلوا مباشرة إلى أعماق كُلّ قطر إسلامي، وإذا ما دخل الأمريكيون – ونحن من عانينا كثيراً من فسادهم كيهود ونصارى، وهم من لا يزالون في بلادهم، وصل فسادهم إلى كُلّ أسرة داخل بلادنا، وصل فسادهم داخل كُلّ أسرة في البلاد العربية، فكيف إذَا ما دخلوا هم بأنفسهم؟ – سيذلّون الناس، سيحاربون الدين من داخل البلاد، سيذلون كُلّ إنسان سيقهرون اليمنيين، سيذلونهم، سيجعلونهم عبيداً لهم، خيرات بلادنا سينـتهبونها، سيتحكمون في كُلّ شيء في هذه البلاد، فلا تتصوروا أن دخولهم سيكون دخولاً عادياً، ولا تنتظر أنت أن تراهم أمامك، هم سيبنون قواعد عسكرية لهم هنا وهنا وهناك، لا يسمح لليمنيين بأن يدخلوا إليها].

 

لماذا تغافلنا عن آيات تحذرنا من اليهود والنصارى؟

وأكّد -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- بأن القُــرْآن الكريم يعج بالآيات الكثيرة التي تحذر المؤمنين من اليهود والنصارى وسياساتهم، مثل:ـ

1ــ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا.

2ــ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.

3ـ إنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئــَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا.

4ـ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ.

5ــ هَاأَنْتُمْ أُوْلاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ.

وأن على المسلمين أن يأخذوا حذرهم كما أمرهم القُــرْآن، فقال: [ونحن مَنْ تفكيرُنا سطحي؛ نريد أن نرى الأمريكي أمامنا مدججاً بسلاحه حتى نتأكّد أنه هنا، هم إذَا ما تواجدوا في قواعد – ولن تكون قواعدهم إلا في أماكن استراتيجية مهمة داخل اليمن – فإنهم حينئذٍ يكونون قد خنقوا اليمن وأمسكوا بزمام أمر اليمنيين. ولنعد إلى القُــرْآن الكريم لنعرف ماذا إذَا سيعملون إذَا ما تحكموا إلى هذه الدرجة؟. أليسوا هم من قال الله عنهم: أنهم دائماً يسعون في الأرض فساداً، وأنهم لا يودون لنا أي خير، وأنهم لا يحبوننا، وأنهم يعضّون علينا الأنامل من الغيظ، إنهم أعداء، فإذا ما استحكمت قبضة عدوك منك فماذا تتوقع منه إلا ضربات مخزية، ضربات مؤلمة لنفسك ولممتلكاتك، ولكل شيء عزيز عندك. هكذا أصبحنا إلى هذه الدرجة لأننا ابتعدنا كثيرا كثيراً جداً عن القُــرْآن الكريم، أي نحن بحاجة إلى كلام كثير وكثير وكثير حتى نتحَرّك أمام الخطر الذي قد وصل إلى داخل كُلّ بيت].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com