لقبائل اليمن: إذَا أردتم السلام فاحملوا السلاح .. بقلم/ هشام عبدالعزيز العرابي

أثبتت القبيلةُ اليمنيةُ مجدداً أن اليمنَ عصيةٌ على الاحتلال وأنها تأبى الذلَّ والاستعبادَ والخنوع للغزاة على مر التأريخ والصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات والدسائس، وكان لها الدورُ الكبيرُ والفعّالُ والمواقف المشرفة في مواجهة الغزاة والمحتلّين في كُلّ ساحات وميادين الشرف والغزاة والبطولة، والكرامة، ولا تزال إلى يومنا هذا تتنافس وتتسابق لتقديم قوافل الخير والعطاء وترسل فلذات أكبادها وخيرت رجالها جنباً بجنب وكتفاً بكتف إلى جانب الأبطال الميامين من الجيش واللجان الشعبية في تأدية واجبهم الديني والوطني المقدس للعام الرابع على التوالي في مقارعة قوى الطاغوت والاستكبار العالمي التي تكالب على أبناء الشعب اليمني في سياق تنفيذ المُخَطّط الصهيوأمريكي الذي يهدف لنهب ثروات الأمتين العربية والإسْلَامية لنهب خيراتها وإذلال أهلها وانتهاك أعراضها ومنها اليمن.

وبالتوازي مع الحرب العسكرية الصلبة تشن قوى العدوان حرباً إعلامية تضليلية شعواء بهدف النيل من العزم اليماني الذي يطاول الفرقدين نظراً لتنامي الوعي الإيماني وإدراك الجميع بعدالة القضية والإيمان بالمظلومية التي تتعرض لها اليمني وهي تواجه مجرمي وسفاحي وأشرار العالم في أكبر عدوان تتعرض له اليمن على مستوى التأريخ، إذ صنعت بثقتها بالله وتوكلها واعتمادها عليه ملاحمَ أسطورية وصمود أسطوري لا نظير لها سيخلده التأريخ في أنصع صفحاته المشرقة.

ورغم سياسَة التجويع والحصار الذين تمارسه دول التحالف بحق أبناء الشعب اليمني على مشارف العام الخامس من العدوان الغاشم وارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، إلا أن الأحرار حاضرون لخوض غمار الحرب والمواجهة، ببأس وعزيمة هي اليوم في واقعها أقوى من أي وقت مضى، وما لم تحقّقه دول العدوان عسكريا لن يحقّقوه بسياساتهم المفضوحة فالجيش واللجان وورائهم الأحرار من أبناء شعبنا يقفون لهم بالمرصاد ولن تنطلي عليهم أساليب ومُخَطّطات العدوان المفضوحة والمكشوفة.

وعلى مدى أربعة أعوام من العدوان وإلى اليوم حرصت القيادة السياسيّة على إبقاء فرص باب السلام مفتوحاً؛ أملاً في أن يراجع العدوان حساباته ويوقفوا عدوانهم، إذ أنها لم تستخدم الخيارات الاستراتيجية بعد وتجنبتها في الفترة السابقة، إلا عجرفة وعنجيهة وغرور واستكبار قوى العدوان أبت إلا أن تمعن في مواصلة حربها لتثبت من جديد للعالم المنافق والذين في قلوبهم مرض بأنهم دعاةُ حروب ومتوحشون وقتلة وسفاحون وليسوا دعاة سلام أبداً، وهم بذلك قد أهدروا كُلّ فرص السلام والنجاة، وليعرف الجميع أن قواتنا المسلحة المسنودة باللجان الشعبية وفي حين نفذ الصبر وفتحت خياراتها الأكثر رعبا وقلقا والأشد وجعاً فإنها ستقلب الطاولة على الجميع وستحول المنطقة إلى كتلة من لهب وحمم بركانية لا تبقى ولا تعذر.

وما بعد مشاورات السويد واتّفاقياته الملزمة التي حرص الوفد الوطني المفاوض من خلاله؛ حرصاً على حقن الدماء من الطرفين، وحرصهم أَيْضاً على التخفيف من معاناة شعبنا الصابر والصامد ترقب القبائل اليمنية المشهد الميداني عن كثب، وهي الآن تتأهب بوتيرة واستعداد عالي لردع الغزاة والمرتزِقة جراء تصعيدهم التصعيد العسكري الخطير التي تقوم به محاولة من خلال ذلك الالتفاف على مشاورات السويد والتهرب الواضح والامتناع من تنفيذه بتواطؤ ومشاركة مفضوحة من الأُمَــم المتحدة التي تبلع لسانها للداخل وفريقها المراقب فضل الصمت عن الإفصاح عن الخروقات وفضح الطرف المعرقل.

ونعلم علم اليقين أن خروقات العدوان لم تعد خروقات وحسب بل تصعيداً وتنفيذا عمليا لخطة تم دراستها خلال الفترة الماضية من قبل العدوان، وتماديهم في مواصلتها تتضح جلياً للجميع عدم جديتهم في تنفيذ الالتزامات، وإننا إذ نحمل الأُمَــم المتحدة كافة المسؤولية في إفشال مشاورات السويد، فإننا القبائلَ اليمنية أَيْضاً على استعداد تام وجهوزية عالية لمواجهة التصعيد بالتصعيد ولن نقف مكتوفين الأيدي أمام تعنتهم، كما أننا ندرك أن موافقتهم وترحيبهم بمخرجات مشاورات السويد مجرد أكاذيب كالمعتاد ومراوغات فقط.

لكنا نحذّرُ دولَ العدوان ومرتزِقته ونقول لهم: ها هم الجيش واللجان يوفون بوعدهم ويتمسكون بالاتّفاق الذين كانوا فيه الأكثر تنازلاً والأكثر حالياً لضبط النفس، ولكنهم اليوم تصرون على إفشاله ولتعلموا جيداً أن امتناعكم عن مواصلة إفشال الاتّفاق مسألة عائدة لكم.. وعليكم أن تدركوا إن أفشلتموه فما بعده لن يكون كما قبله، إذ قد برأت ذمتنا أمام الله سبحانه وعلى الباغي تدور الدوائر(فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ، وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا).

ومن خلال الأحداث والوقائع والشواهد اتضح جليا أن حقوق الإنسان لا تحميها الدول الكافرة إنما تحميها وتوصونها بنادق الرجال ولنعمل جميعا بالمثل الأمريكي الذي يقول (إذا أردت السلام فاحمل السلاح).

‏* رئيس فرع المجلس الوطني الأعلى لمواجهة العدوان (بمحافظة المحويت)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com