“قاصف 2k”: موت متطور يلاحق قيادات العدوّ

المسيرة | ضرار الطيب

بقفزةٍ نوعية متطوّرة على المستوى التقني والمستوى الاستخباراتي، افتتح سلاحُ الجوّ المسيّر للجيش واللجان الشعبيّة مرحلةً جديدةً من الهجمات الجوية الدقيقة، كاشفاً عن منتج حربي جديد، تمثّل في طائرة “قاصف 2K”، التي نفّذت خلال الـ48 ساعةً الماضية أول عمليتين لها على تجمعات لقادة وعناصر الغزاة والمرتزِقة في قاعدة العند بلحج، وفي عسير، وحقّقت نجاحاً بارزاً ومفاجئاً أثبتته نوعيةُ الخسائر التي تكبّدها العدوّ، إذ كان معظم قتلاه وجرحاه من أبرز القيادات العسكريّة، الأمر الذي جعل قوى العدوان تستشعرُ الخطرَ القادمَ وتحاول إيقافَه من خلال تضليل إعلامي هدفُه استحضارُ ضغط دولي يوقف هذا التطورَ النوعي في قدرات الجيش واللجان، والذي يمثّلُ نكسةً جديدةً كبرى لتحالف العدوان.

 

قياداتُ الغزاة والمرتزقة تحت القصف

يوم أمس الجمعة، أعلن سلاحُ الجوّ المسيّر، أن طائرةَ “قاصف 2K” الجديدة نفّذت ثاني عملياتها على تجمُّع لقيادات وعناصر جيش العدوّ السعودي في عسير، مؤكّــداً أن عشرات من عناصر وقيادات العدوّ سقطوا قتلى وجرحى نتيجة انفجار الطائرة وسط تجمعاتهم.

ويأتي ذلك بعد يوم من أول عملية نفّذتها “قاصف 2K” على تجمع كبير لقيادات الغزاة والمرتزِقة في قاعدة العند بلحج، وهي العملية التي تم الكشفُ عن الطائرة المسيّرة عقبها، وهي أَيْضاً العملية التي حظيت باهتمام إعلامي واسع، إذ وقع الهجومُ وسط عرض عسكريّ مشهود حضرته عددٌ من وسائل الاعلام التابعة للعدوان، وكان على رأسه مجموعة كبيرة من أبرز قيادات الغزاة والمرتزِقة سقط العشرات منهم قتلى وجرحى.

ووثّقت وسائلُ إعلام المرتزِقة لحظةَ الهجوم، ونشرت مقاطعَ مصوّرةً أظهرت انفجارَ “قاصف 2k” فوق منصة العرض التي كان يجلسُ فيها عددٌ من كبار قيادات الغزاة والمرتزِقة، وظهرت دماؤهم على أرضية المنصة بعد الانفجار.

وعقب العملية، كشف المتحدثُ العسكريُّ للقوات المسلحة، العميد يحيى سريع، عن نوعية الطائرة، واسمِها، موضحاً أنها طائرة جديدة تم اختبارُها سابقاً وتنفجرُ من أعلى إلى أسفل بمسافة 20 متراً وبشكل مُتَشَظٍّ وتحملُ كميةً كبيرة من المتفجرات.

وأكّــد أن العشراتِ من قيادات الغزاة والمرتزِقة سقطوا بين قتيل وجريح، جراء الهجوم، وكان من بين القتلى، المقدم المرتزِق عَبدالحافظ الصالحي الميسري أركان الكتيبة الأولى في ما يسمى اللواء الأول حماية رئاسية.

نوعيةُ تلك القيادات العسكريّة التي استهدفها الهجوم، كانت دليلاً واضحاً على أن قوى العدوان باتت أمامَ نوعية جديدة وبالغة الخطورة من العمليات الجوية، وبحسب وسائل إعلام العدوّ نفسه فقد كان المنصةُ تتضمَّنُ كُــــلًّا من رئيس ما يسمى هيئة الأركان العامة، وَنائبه، ونائبه للشؤون الفنية، وَرئيس ما يسمى هيئة الاستخبارات والاستطلاع، وَقائد ما يسمى المنطقة العسكريّة الرابعة وقائد ما يسمى اللواء الثاني حزم، وقائد محور العند قائد اللواء، ومدير ما يسمى دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، وقد اعترف إعلام العدوان بإصابة عدد منهم.

 

اختراقٌ تقني واستخباراتي بالغ الدقة

وعلى المستوى التقني، مثّل الهجومُ نكسةً كبرى لإمكانيات قوى العدوان، إذ استطاعت الطائرةُ المسيّرة أن تخترقَ جميعَ وسائل الحماية والدفاع التي يمتلكها العدوّ داخل قاعدة العند، وهي أهمّ القواعد العسكريّة في اليمن بما تتمتع به من تحصينات، ولا شك أن جميعَ وسائل الحماية كانت مفعّلةً وقتَ العرض العسكريّ الذي احتضن كبارَ قيادات الغزاة والمرتزِقة، وبالتالي فإن وصولَ الطائرة إلى أجواء العرض كان ترجمةً لسقوط كافة تلك الوسائل الحمائية والدفاعية.

وكان من أبرز جوانب ذلك الاختراق، دقتُه المتناهية، إذ انفجرت الطائرةُ فوق المنصة بالضبط، وليس في أي مكان آخر، وهو ما يترجم أَيْضاً دقةَ توجيه الطائرة وصناعتها.

ويقودُنا ذلك إلى الإنجاز الاستخباراتي في العملية، والذي أثبت هو أَيْضاً دقةً متناهية، ومواكبة كاملةً لتحركات العدوّ، فتحديدُ موقع المنصة داخل القاعدة العسكريّة الأكبر في اليمن، والتي كانت تُعتبرُ سابقاً الأكبرَ في المنطقة بكلها، يوضح توفرَ كافة تفاصيل حركة العدوّ لدى قوات الجيش واللجان.

 

العدوُّ يحوّل فشلَه إلى “مظلومية”

تحالُفُ العدوان أدرك حجمَ الخطر الذي شكّلته “قاصف 2k” ومستوى قدراتها؛ ولذلك لجأ إلى محاولة إظهار نكسته، كـ “مظلومية” يستعطفُ بها المجتمعَ الدولي، من أجل الحصول على أي ضغط يحول دون تعرضه لضربات أخرى، إلا أنه لم يجد سوى أعذارٍ واهية وغير منطقية، فزعم في وسائل إعلامه وتصريحات مسؤوليه أن الهجوم الجوي يؤثر على “اتّفاق السويد” الذي نص على وقف إطلاق النار في الحديدة.

عذرٌ يكذّبُ بعضُه بعضاً، إذ أن الاتّفاقَ واضحُ الخصوصية بمحافظة الحديدة أولاً، إضَافَةً إلى أن تحالف العدوان نفسَه ما زال يخرق الاتّفاقَ يومياً داخل الحديدة، وظل طوال الفترة الماضية يعبر بشكل صريح عن انعدام “ثقته” بنجاح الاتّفاق، وبالتالي ليس الأمر سوى أن التطور النوعي الذي حقّقه سلاح الجوّ المسيّر أصاب تحالف العدوان بالذعر، بعد قرابة أربع سنوات استنفّذ فيها بنك أَهْــدَافه وأساليبه وطرقه العسكريّة، في مقابل تطور أَهْــدَاف وأسلحة الجيش واللجان باستمرار، وهو التطور الذي أكّــد ناطقُ القوات المسلحة أنه سيقدم مفاجآت خلال الفترة القادمة.

 

مرحلةٌ أولى.. والقادمُ أعظم

وفي مقابل المحاولات الإعلامية البائسة لتحالف العدوان، أكّــد ناطقُ القوات الجوية للجيش واللجان، العميد عَبدالله الجفري، أن عملية قاعدة العند، ليست إلا “المرحلة الأولى” من مراحل عمليات العام الجديد،

وأن قادةَ وعناصرَ الغزاة والمرتزِقة “لن يكونوا بمأمن من هجمات سلاح الجوّ المسيّر”.

وأوضح الجفري أن “المرتزِقةَ أمام وضع صعب لا يستطيعون الهروبَ منه وهم في حالة خوف وذعر” وهو ما يؤكّــدُ لجوءَهم إلى التضليل الإعلامي عقب هجوم قاعدة العند، وأضاف الجفري أن ذلك الهجومَ “من أهمّ الرسائل العسكريّة الموجّهة لقوى العدوان في ظل التحشيد العسكريّ والشعبي”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com