مدير عام مطار تعز الدولي محمد الحميدي في حوار خاص مع صحيفة المسيرة:

كانت السعودية ما قبل العدوان تسيطر على الطيران اليمني والأجواء اليمنية والسلطات لا تملك القرار

خسائر مطار تعز جراء العدوان بلغت مليار دولار وتعطيل المطار تسبب في معاناة سكان أربع محافظات

هناك العديد من حالات الوفاة بين المواطنين جراء خروج مطار تعز عن الخدمة

 

العدوان يحاصر تعز بتدميره لمطارها الدولي

 

يعتبر مطارُ تعز أحدَ أهمّ الشرايين الاقتصادية لليمن وحلقة وصل بين المطارات المحلية والدولية، وَيتوسط أربع محافظات هي تعز وإب والضالع ولحج، وبرغم أنه مطار مدني إلا أنه تعرض للاستهداف منذ اليوم الأول للعدوان السعودي الأمريكي وكان من ضمن بنك أَهْدَافه.

وفي حوار خاص مع مدير عام مطار تعز الدولي محمد الحميدي تحدّث عن أهمَّ أبعاد الاستهداف لهذا المطار الحيوي الهام، وكيف أسهم ذلك في مضاعفة المعاناة وتشديد حدة الحصار، وما هي العلاقة بين استهداف مطار تعز وميناء المخاء والسيطرة على الميناء من قبل قوى العدوان.

وبعد ملاحظة وجود العديد من التوسعات وعمليات البناء العشوائي في حرم مطار تعز، ما يهدّد حرمان هذه المناطق من هذه الخدمة التي تختصر المسافات وتقطع الطرق، يكشف مدير عام المطار ما هي أسباب هذه التوسعات خلال الفترة الماضية وكيف أسهمت السلطاتُ في صنعاء بمنع البناء العشوائي في مطار تعز الدولي، وإليكم نص الحوار:

 

حاوره: جميل المقرمي

– بدايةً عرّفنا عن نفسك وما هو تخصُّصك ومنذ متى استلمت زمامَ الأمور في مطار تعز وما هي المشاكل التي واجهتك؟

اسمي محمد هزاع الحميدي مدير عام مطار تعز الدولي، تخصصت في مجالات عدة في مجال الطيران كـمراقبة جوية ومقايس سلامات مطارات وأَيْضاً نقل جوي ومجموعة تخصصات، مدرب طيارين ومدرب مراقبين جويين وهناك العديد من التخصصات المتعلقة في محال الطيران، ولكن التخصص الأساسي مراقبة جوية ثم بعد ذلك مدرِّس للطيارين.

عُيِّنت في شهر 8 – 2016 كمدير عام مطار تعز الدولي بعد أن توفي مديرُ المطار السابق.

وصلتُ للمطار وبدأتُ أدرسُ مسألةَ حرم المطار وهناك مشاكل كثيرة متعلقة بحرم المطار، حيث كان الناس لا يملكون معرفة حول حرم وسور المطار.

 

– مَا هِيَ المعايير التي تعتمدون عليها في مثل هكذا أمور هل هي معايير دولية أم ارتجالية وما هو دور الدولة باعتبار تعز منطقة جبلية هل تعيقكم هَكذا تضاريس وهل تتوفر بيئة مناسبة؛ لأَن يُعتمد مطار تعز مطاراً دولياً؟

هناك معايير دولية لكافة المطارات في العالم تحدّد أبعاد المطار وحرم المطار.

والمطارات الدولية نفسُها تحدّد احتياجاتها من الداخل بالنسبة لحرم المطار كم تحتاج من الأراضي.

مثلاً أن تعمل مدارج للطائرات وممرات لتدحرج الطائرات وكذلك عمل مناطق لإيواء الطائرات..

هذه المسألة تحكمها فئات المطار فالمطارات مقسمة إلى فئات:

الفئة ” أ – ب – ج – د – ه ” والآن دخلت فئة كبيرة جِـدًّا وهي الطائرات العملاقة والإيرباص التي هي الزيرو، يصل طول الجناحين إلى 72 متراً.

وهذه الطائرات العملاقة تتطلبُ تحديدَ مساحات واسعة من الأراضي، فعندما نريد أن تحدّد مطاراتٍ في الدولة يجب الأخذ بعين الاعتبار أَيْضاً المدراج والمساحات التي تتطلب التي تستطيع أن تستقبلَ حجم هكذا طائرات.

والحقيقة مطار تعز يواجه مشكلة أنه واقعٌ داخل جبال بين مواقع جبال وهي كانت ظروف سياسية قبل الوحدة الظروف السياسية عنما كان هناك تشطير جنوب وشمال.

وبالتالي كان لا بد من بناء مطار في موقع ما يخدم الجانب العسكري ويخدم المدني، لكنه خدم العسكري أَكْثَــر؛ بسبب التضاريس.

 

– متى كان افتتاح مطار تعز؟ وكيف كانت الظروف في تلك الفترة؟

افتتح مطار تعز عام 1968 رسمياً بعد الإعداد له خلال فترة معينة ولكن في تلك الفترة لم يكن يوجد المهندسون المتخصصون والفنيون الذين يعرفون احتياجات ما بعد المستقبل وما هو المطلوب من المطار، وما هي نوع الطائرات التي يستوعبها المطار.

وعندما حدّد هذا الموقع كان محدّداً شبه عسكري أَكْثَــر مما هو مدني ووضع بين سلسلة جبلية.

وبما أن المطار يعاني من الموانع الطبيعية لدخول الطائرات، فإن هناك جانباً بشرياً بدأ يتحكم، يبني ويرفع عوائق داخل المطار في حرم المطار.

حيث أقاموا مباني وعمارات وما إلى ذلك وكان هناك ناس متنفذون يسمحون بالبناء وَلا يمكن القول يرخّصون بل يسمحون؛ لأَنَّ هناك جهة واحدة  مخولة بالترخيص، وهؤلاء تجاوزوا هذه الجهة.

 

– من هي الجهة المخولة بالترخيص؟

الإدارة العامة للأشغال وَأيضاً بناءً على المُخَطّطات التي تعملها هيئة المساحات.

ولهذا وقفت أمام مجموعة كبيرة وطلبت من المسؤولين الموجودين في تعز في تلك الفترة ممثلة بالأخ عبدالله يحيى الحاكم عندما كان موجوداً ودعمنا دعما شديدا في هذا الموقع ومنع المتنفذين من أن يصدروا أي تراخيص للبناء بالقرب من حرم المطار.

وبقيت أمنع هنا وهنا وشكّلت لجنة مكونة من مجموعة من الشباب الذين كانوا مشاركين في لجنة التعويضات وهم على دراية كاملة بالمنطقة.

وهناك أَيْضاً بعض الأشخاص نستعين بهم مثل القاضي حمود هذا من الناس الذين شاركوا في الأراضي يعني باع واشترى مع المواطنين.

شكلت اللجنة وخلال الفترة الماضية بقيت أعمل محاضرات للناس أوعيهم ما هو المطار حرم المطار أعلمهم الفرق من حرم المطار وسور المطار.

وقامت اللجنة في تلك الفترة بتعويض جزء معين من الأراضي وكانوا أحياناً يعلنون وبشكل خاطئ غير مسؤول للأمانة وغير قانوني ولا يعلمون أين حرم المطار.

وكانوا يقولون للمواطنين ابنوا من هذا المكان وما جواره وهذا كان خطأ، وغياب الجانب الفني كان مساهماً أَيْضاً، حيث يفترض وجود واحد متخصّص في جانب المطارات وعارف بمقاييس وسلامة مطارات واحتياجات مطارات وغيرها من المعاير التي تطلبها المطارات الدولية.

 

– متى أعددتم أول خطة لحرم مطار تعز؟

أعدت أول خطة لحرم المطار في سنة 1991 من قبل الهيئة العامة للطيران ومن جانب المساحات.

وكانت قد قامت شركات أجنبية وبالذات في جانب حرم المطار وما إلى ذلك بإعداد خطط وأصبحت كمرجعية للإخوة المهندسين في هيئة الطيران المدني.

ومن حينها قدّم ودرس هذه المطار ونشر للحقيقة وحدّدوا الجهات المسؤولة عن حماية حرم المطار خلال تلك الفترة.

 

– هل لديكم إحصائيات بعدد الغارات على مطار تعز من قبل العدوان السعودي الأمريكي؟

المطار تعرض لست هجمات في كُــلّ هجمة عدد من الضربات..

يعني وصلت عدد الضربات على المطار إلى أَكْثَــرَ من 22 ضربة صاروخية واعتقد أنها أَكْثَــر؛ لأَنَّها كانت كثيفة، ولكن هناك أضرار بالغة جداً.

 

– كم تقدر نسبة حجم الأضرار في المطار؟

البينة التحتية كلها ضُربت والمطار كله منتهٍ بسبب الغارات، وباقي جزء من المدرج يحتاج إلى صيانة وإعداد، وتقدر الخسائر ربما في حدود 900 مليار دولار وأَكْثَــر بكثير.

المعدات والمباني والصيانة والكابلات والعديد من المعدات مرتفعة الأسعار كلها احترقت وتقطعت، أي قد تصل الخسارة العامة إلى مليار دولار.

وهناك حسابات أُخْــرَى كثير تدخل في جانب الخسائر؛ لأَنَّ المطار توقف وتوقفت الرحلات وبالتالي توقفت الإيرادات وغيرها من الأموال التي كان يجنيها مطار تعز، فالخسائر الإجمالية لا يمكن إحصاؤها.

 

– هل هناك تضرر فني بسبب الغارات؟

هناك رجال في الإطفاء تضرروا وأصيبوا بجروح بالغة أثناء قيامهم بعملهم في إطفاء الحرائق وكانت تأتي الطائرات وتقصف مرة أُخْــرَى.. ولهذا ضربت المعدات التي نمتلكها..

 

– كم تكلف العربة الواحدة من عربات الإطفاء؟

العربة الواحدة بـ 800 ألف دولار؛ لأَنَّها ذات مواصفات عالمية وخَاصَّـة لإطفاء حرائق المطارات والطائرات.

فقد ضُربت سيارات وضربت خزانات الوقود وضربت العربات ولم يتبق عربة، ومزودات المياه ضُربت والقاطرات ضربت وكل البنية التحتية ضربت في المطار.

نحن الآن بصدد عمل دراسة وتشكيل لجان لإعَادَة تقييم الوضع والرفع بالتكاليف المطلوبة لإعَادَة تأهيل الممطار.

وإنْ شَاءَ اللهُ خلال الفترة القادمة سنسلم للأخ المحافظ الخطةَ القادمة للعام 2019 وشاملة على كافة التكاليف المطلوبة والتقريبية؛ لأَنَّ الدولار يرتفع وينخفض وما إلى ذلك.

 

– طيب مطار تعز كيف كان عمله وما هي المواد التي يقوم بإدخالها وإخراجها وكيف كان تأثير إيقافه على معاناة أبناء تعز؟

مطارُ تعز مثل أي مطار، وأنا مستغرب لماذا أَوّلاً ضُرب مطار تعز؟!!!، مطار تعز هو ليس بهدف عسكري وهو مطار مدني يقدم خدمات مدنية وما إلى ذلك، وأنا مستغرب كيف يضرب مثل هذا المطار وإمْكَانياته كانت أساساً محدودة لهذه المحافظات وهو يخدم أربع محافظات.

 

– كم كان عدد الرحلات في اليوم قبل العدوان، وإلى أين كان يقوم برحلاته؟

قبل العدوان كانت الرحلات فيه متوسطة؛ وذلك بسبَبِ إمْكَانياته البسيطة، بالإضافة إلى سياسات النقل الجوي آنذاك والتي كانت تلعب دوراً كبيراً في مسألة السماح للرحلات من دولة إلى أُخْــرَى، وكانت الرحلات من تعز إلى جدة والقاهرة وجيبوتي والسودان، وَرحلات من الخرطوم إلى هنا، وخلال تلك الفترة كانت سياسات النقل الجوي تلعب دوراً كبيراً جداً في مسألة السماح للرحلات من دولة إلى أُخْــرَى، وأَيْضاً كان مطار تعز يواجه مشاكل من قبل الدول نفسها؛ لأَنَّه معَنا الحريات الخمس، حريات النقل الجوي، للسماح بالهبوط والإقلاع أَوْ تحمل رحلات من مطار إلى مطار آخر؛ وبسبَبِ صعوبة مطار تعز كانت الشركات لا يستطيع الطيارين حقها الهبوط في مطار تعز؛ ولهذا كنا نعاني من حصار، لا يسمحون لنا بالانتقال إلى منطقة داخل البلد نفسها.

 

– ما هي الخطة القادمة لمطار تعز؟

المُخَطّط على أساس أنه يكون مطار تعز ليس فقط عمل حركات كذا بل أن نجعله نقطة عبور دولية بحيث تتمكّن الطائرات من النزول في مطار تعز والتزود بالوقود في مطار تعز وبعد ذلك تنتقل إلى مطارات دول خارجية دولية، يعني المسألة متعلقة بعمل إجراءات ملاحية وما إلى ذلك، كنا سابقاً لا نمتلك التجهيزات الملاحية الكاملة بحيث تتمكّن الطائرات الكبيرة العملاقة من الهبوط في بالمطار والتزود بالوقود، بالتالي أيضاً بالنسبة لطور المدرج وبالتالي أَيْضاً لعدم وجود ممرات فرعية، إنما الآن نحن نخطط إنْ شَاءَ اللهُ على أساس توسيع المطار وعمل مدارج فرعية إلى جانب المدارج الرئيسية لتسهيل تحرك الطائرات..، وَهناك مشاريع استراتيجية.

 

– ما هي أبرز العوائق والتحديات والصعوبات التي تواجهونها الآن بالنسبة للمطار وحرم المطار؟

الآن مسألة التعديات على حرم المطار، قد لا اسميها تعديات إلا عندما يتدخّلُ المتنفّذون في المسألة، إما بالنسبة للمواطنين العاديين فهم ناس متفهمون إلى أبعد حد، أيش معناه المطار وأيش فائدته وما إلى ذلك، مثل القاضي حمود هذا اللي عندنا وهو أحد الموظفين اللي عندنا وهو من أبناء المنطقة، وله تأثير على المنطقة في الكامل ومن الناس المتفهمين جداً بأهميّة المطار وحرم المطار وحتى أنه منع البناء مساعد وفي نشر ثقافة عدم البناء داخل المطار بالنسبة للمنطقة في هذا المكان، فهذه أبرز التحديات، ما نريده الآن طمأنة سياسية عالمية على مستوى عالمي فيما يتعلق بفتح وإعَادَة تشغيل مطار تعز، على المستوى السياسي العالمي، وكان من المفترض أن يكون مطار تعز أحد أهم النقاط الموجودة في نقاط الحوار.

 

– حسناً.. آخر فترة قبل العدوان كم كان يستقبل المطار وما هي البضائع التي كان يستقبله أَوْ مسافرين؟

السجلات حَالياً أنا ما استطيعش ارتجل واعطيك أرقام باعتبار أن الضربات التي تعرض لها المطار ادت إلى اتلاف وإحراق كافة سجلات المطار، فبالتالي لا استطيع ادي لك أرقام محدّدة كم عدد الركاب وما هي البضائع وكيفية البضائع وما إلى ذلك؛ لأَنَّ السجلات كلها احرقت تقريباً أَوْ أُتلفت، وبالتالي أستطيع أن أقول لك: إن هذه المسألة مطوية حالياً؛ لأَنَّها دمرت بسبب العدوان، ولكن بالمستقبل القريب إنْ شَاءَ اللهُ إذَا ما انتهت المسائل هذه ونحن متوقعون على أساس أنه نرفع أعداد مستخدمي المطار أَوْ نقل الركاب في المطار إلى درجة كبيرة جداً وكنت في صنعاء أتناقش مع الأخ الوكيل مساعد قطاع المطارات حول مسألة ترقية فئة المطار، رفع مستوى جهوزية المطار، فبالتالي إذَا ما رفعنا ورقينا المطار إلى مستوى أعلى، من الدرجة الحالية للمطار والتي هي الآن في الدرجة السادسة، وأنا أسعى إلى أن نرقيَ المطار إلى الدرجة الثامنة على الأقل وأوفر الاحتياجات والإمْكَانيات اللازمة لترقية المطار، وأتوقع أن يكون عدد الركاب كبيرا إذَا ما فتحنا خطوطاً جديدةً وفتحنا ممراتٍ فرعية.

 

– هل تنوون فتح مناطق أَوْ قرى للبضائع والشحن وكيف يسعى العدوان إلى فصل محافظة تعز عن ميناء المخاء وإشغال الناس والرأي العام أن الجيش واللجان الشعبية بأنهم يحاصرون تعز بينما الواقع يقول عكس ذلك؟

قرية البضائع وقرية الشحن باعتبار أن المطار قريب من ميناء المخاء، ممكن أن يكون مطار تعز يُستخدم لنقل البضائع..، على أساس أن هناك من وضع عراقيل كبيرة جداً بحيث أنه لا يسمح بحركة الركاب أَوْ بحركة الناس لكي يسافروا عن طريق المطار هذا وإنما يتجهون لاتجاهات أُخْــرَى.

ثانياً، العدو الآن يحاول أنه يستغل أراضينا حول المطار وحول الموانئ البحرية وما إلى ذلك، كان في خطة سابقة كنا أعدْدناها على أساس إنشاء مطار دولي كبيرة مش معناه أن نستغني عن هذا المطار، وكنا نحلم على أساس أنه نعمل مطارا قريبا من المخاء للاستفادة بشكل كبير جداً ولكن يحاول العدو الآن أنه يقص الطريق أَوْ يمنع من إنشاء مثل هذا المطار، ونحن قادرون على تشغيل المطار هذا كما كان ونضيف فيه إمْكَانيات معينة بحيث أنه يستطيع أن يستقبل نسبة كبيرة من الركاب، ونحن حريصون على أنه إنْ شَاءَ اللهُ مستقبلاً ننشئ قرية بضائع وقرية شحن في مطار تعز، ولهذا نحن محتاجون إلى توفير سعة أَكْبَــر من الأراضي حول المطار، حيث وأننا لا نخطّط على مدى العشر سنين أَوْ الخمس عشرة سنة القادمة فحسب وإنما على مستوى الأجيال القادمة.

 

– هل نستطيع أن نقول إن هناك ارتباطاً بين مطار تعز وبين ميناء المخا؟

نهم هناك ارتباط وَإذَا استطعنا هي مسألة التشغيل كيف تستثمر مطار تعز كمطار جوي وميناء بحري، وذلك بعمل قرية بضائع وشحن جوي لنقل البضائع وما إلى ذلك، وهو هدف مستقبلي بالنسبة لنا على أساس أن نستثمر المطار.

وهذا الفهم القاصر الموجود حالياً عندنا حول المطار، أحد المشاكل الناس يشتوا مطار زي ما تقول مزنوق وأراضي مغلقة وطائرة صغيرة ومشّي الموضوع، ونحن نطمح أن تنزل طائرات عملاقة بالمطار هذا، وإنْ شَاءَ اللهُ نعمل ونطور إجراءات المطار والأجهزة الملاحية بحيث أنه تسمح للطائرات للنزول عبر الجبال وما إلى ذلك.

 

– كم تحتاجون من الجهد والوقت لإعَادَة تشغيل مطار تعز؟

نحتاجُ حوالي 6 شهور لإعَادَة تشغيل مطار تعز في حال توفرت الإمْكَانات المادية اللازمة ووضعوا متخصصين لإدارة إعَادَة مشروع مطار تعز.

ونخشى أن نقوم ببدء إعَادَة البُنَى التحتية فيقوم العدوان بضربها مرة أُخْــرَى.

وكذا الوضع الاقتصادي الحالي الصعب الذي يمر به البلد جراء العدوان، ونحن بحاجة إلى رافد مالي لإعَادَة البنية التحتية للمطار.

 

– عبر هذا الحوار الخاص ما هي رسائلك للعالم الصامت أمام استهداف البنى التحتية؟

من الملاحظ أنه خلال الفترة الماضية استطاعت دول العدوان أن تطغى على الإعلام العالمي في فترة من الفترات واستطاعت أن تجلبهم وتشتريهم خلال فترة معينة، على أن يتغاضوا ويسكتوا عما يدور في اليمن، حتى كان النشر عن اليمن والحرب في اليمن والخسائر الحاصلة وما إلى ذلك كانوا يحاولون أن يغطوها بقدر الإمْكَان خلال تلك الفترة، وبالتالي عملوا على تجهيل العالم، إلا أنه بعد كذا استطاعت الدولة بإعلامها وطريقة نقلها للأوضاعِ الموجودة في اليمن التغلب على ذلك.

والآن ندعو الأحرار في العالم وكل الجهات الحرة والمتضامنة لأَن تتفهم وضعنا ووضع البلد وإلى أين نحن سائرون وما هي أَهْدَاف دول العدوان وما يريدونه من اليمن في الحقيقة ولماذا بدأوا عدوانهم على اليمن.

 

– هل أسهم استهداف المطار في حصار محافظة تعز؟

العدوان عندما ضرب مطار تعز قتل متنفسَ الشعب اليمني في المحافظة هذه وأربع محافظات الآن، حرمت من حقها في السفر للعلاج للدراسة للعلم ولأشياء كثيرة جداً، ضُرب المطار بهذه الطريقة وهو لم يشكل لهم أية خطورة، مطار تعز باعتبار موقعه الوسطي كان يخدم المواطن، الذي يسعف المريض، والذي أصبح اليوم يموت في الطريق قبل أن يصل إلى مطار عدن أَوْ مطار سيئون، بعد ما قطعوا لهم تذاكر وتسلّفوا حق العلاج وباعوا كُــلّ ما يمتلكون من أشياء وينقلون المريض وما يصل إلى المطار إلا وقد مات، بينما كان ممكناً أن يتم إنقاذهم من خلال نقلهم عبر مطار تعز، هذا فضلاً عن الصعوبات والعوائق التي يواجهها المرضى في المطارات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال.

المهم أنه حدثت جرائم كبيرة جداً بحق الشعب اليمني في هذه الأربع محافظات جراء استهداف مطار تعز من قبل العدوان، وحتى أن المواطنين يعانون من الدخول إلى المطارات وكذا خلال عودتهم.

 

– ما هي رسائلك للعالم؟

رسالتي للعالم أنه يجب أن يستوعبوا حجم المأساة الموجودة وما هي الأَهْدَاف السياسية التي حملتها دول التحالف ضد اليمن.

فالغرض ليس رئاسة جمهورية، كان الغرض واضحاً، إنه احتلال أراضٍ يمنية، كنا نعاني سنين طويلة جداً من الحكومة السعودية التي احتلت أراضينا من الخط خمسة وثلاثين درجة خط طول ومعَك خط عرض بحدود فوق الخمسة والأربعين وما إلى ذلك، الربع الخالي الذي كنا نمتلكُه لم نعد نمتلكه دخلوا وخلصوا وبدأوا يحتلوا الأراضي داخله، وواجهنا مشاكل حتى مطار البقع ومطار الجوف، وما إلى ذلك قدهم كانوا يدعون على أنها أراضي سعودية، هذا موضوع كبير جداً لو فتحت لك هذا الموضوع.

والعدوان يعرف العالم كله أنه ليس وليد 26 مارس 2015؛ لأَنَّ المسألة مُخَطّط لها منذ سنوات طويلة جداً وإسرائيل كانت متدخلة بشكل واضح في هذا الموضوع.

 

– كيف؟

يعني إسرائيل هي لها أَهْدَاف، وَالآن هي موجودة في جزيرة فاطمة الواقعة أمام باب المندب، أخذوها من ارتيريا وعملوا لهم مواقع عسكرية أمام جزيرتَي حنيش اليمنية وحاولوا خلال فترة من الفترات أن يدفعوا بأرتيريا على أساس أنها تحتل حنيش الصغرى والكبرى، بحيث أن يعملوا فيها مواقع عسكرية وبالتالي يُطْبِقون الحصار على باب المندب ومدخل البحر العربي؛ لهذا نحن خلال الفترة تلك ناضلنا وبشكل كبير جداً حول مسألة الخطوط الجوية والخطوط البحرية، فحدودنا البحرية هي إلى أي مكان والحمد لله تلك المرة محكمة العدل الدولية تدخلت في الموضوع وحكمت لليمن في هذا الجانب،

 

– أسطول طيران اليمنية كم يمتلك؟

حالياً تدهور طيران اليمنية، اليمنية كانت قد بدأت بالتحسن في فترة من الفترات ومع احترامي أَيْضاً لم يكن هو طيران اليمن، في معَنا نحن حوالي منها 51 في المئة 49 كان للطيران السعودي على أساس أنهم شركاء وما إلى ذلك، وخلال الفترة تلك كان يحصل تلاعب بالنسبة للدخول تقريباً مع احترامي وَلم تستطع اليمنية أن تنشئ نفسها بشكل قوي، فكانت الطائرات كلها مستأجرة ولم نكن نملك غلا عدداً قليلاً.

وَحتى نحن لم نتحرر حتى في الطيران، فقد تدخلوا بشكل كبير جداً وظلوا حتى ما يأخذوا أرباحهم، تركوا الأرباح لليمنية وكانت الأرباح هذه تضيع ولا ندري أين تروح، فكانت تعمل دائماً على أن تظل مهيمنة على اليمنية، بحيث أنه ما يستطيع هذا الوسيط أن يتطور خلال تلك الفترة التي ظل القرار بيدها “السعودية”.

والتحكم فيه ورغم أن نسبتها هي 49 في المائة، إلّا أنه كانت تحصل تنازلات، ولا تدري في أمور ما أقول لك سياسية معينة حصلت في فترة من الفترات كانت مرفوضة في جانب سياسة الطيران المدني، مرفوض التحدث عنها أَوْ الخوض فيها، مثل ما تقول “محرم عليك أن تتكلم فيها أَوْ أن تتحدث عنها” وكان غير مسموح لنا أن نعمل أي لقاءات صحفية خارجية دون الإذن بأنك تتحدث أَوْ تقول ما الذي يجري وما الذي يحصل خلال فترة معينة، حوصرنا.

وفي السابق مجرد ما طرحت أنا موضوع الطيران المدني أمام المسؤولين في أحد الاجتماعات صعقوا، وأول ما التقيت برئيس هيئة الطيران، قال هذا الموضوع حاصل، يعني نحن مسلّمون أجواءنا للسعودية.. قلت له هذا الذي حاصل، كنا نقدم خدماتنا للمراقبات الجوية إلى 29 ألفاً وبعد 29 ألف كُــلّ الأجواء كانت للسعودية لماذا قالوا الأجهزة لا تغطي الأجهزة ملاحية، ركّبنا أجهزة ملاحية وما إلى ذلك، قلنا لهم الآن الأجهزة موجودة وَقادرون أن نغطي من فوق 29 ألفاً، ونحن حالياً من نقدم خدمات مراقبة في هذه الأجواء إلا أن الجماعة يريدون أن يتحكموا بأجوائنا ويمسكوا الغطاء الجوي بالكامل وهم الذين يرخصون للطائرات بالعبور وهو الذين يأخذون الدخل إلى عندهم وما إلى ذلك ونحن ضائعون، فاستغرب وصعق من الموضوع هذا، وبعدها كُلّفنا فأعدينا المشروعات الملاحية الجوية وسحبنا الأجواء.

 

– هل أجواء اليمن الآن مفتوحة وبيد مَن السيطرة عليها؟

هذا موجودٌ عندنا هنا لحكومة صنعاء، حاولوا هم أن ينشئوا هيئة طيران مدني في عدن، هيئة طيران مدني ضعيفة لا تمتلك القدرات وليس معترفاً بها دولياً حتى الآن، يعني الموجودين هناك مجموعة غير كفؤة.

ونحن اهتمينا خلال الفترة الماضية بمركز المراقبة في صنعاء، ومركز المراقبة الجوية يعني الآن صار هو المتحكم بالأجواء ويقدم خدمات المراقبة الجوية إلى حدود الهند، يعني داخلين حتى معَنا أراضي من أجواء الهند، نقدم فيها مراقبة جوية من عندنا من صنعاء، والحمد لله نمتلك القدرات والكفاءات العالية من الشباب العاملين الآن في مركز المراقبة في صنعاء، وحافظنا على الدخل للهيئة العامة للطيران المدني، واستطعنا أن نصمد ونستمر في دفع مرتبات وحوافز الموظفين في كافة المطارات اليمنية في الشمال والجنوب من الزملاء والعاملين حتى الآن رغم الحالة التي نحن فيها، إلا أن كُــلّ الموظفين في كافة المطارات تُدفع لهم رواتبهم من هنا من عندنا في صنعاء.

 

– في المشاورات الأخيرة التي أجريت في السويد اشترط عملاء ومرتزقة العدوان أن يتم تكون الرحلات من مطار صنعاء إلى مطار عدن، برأيك كيف وهم لا يسيطرون على مطار عدن؟

هذه مسألةُ إذلال للمواطن اليمني، هذه احنا رافضين رفضا باتا مثل هذا الإيقاف أن يتم تفتيشها في بيشة أَوْ تفتيشها في عدن، عدن هي جزء من الأراضي اليمنية من أراضي الجمهورية اليمنية وسيئون هي جزء من أراضي الجمهورية اليمنية وتعز وغيرها ومن المفترض أن توصل هذه الرحلات إلى مطار صنعاء مباشرة من المطارات الدولية، وَإذَا كان في أفكار مثل هذه الأفكار الدولية أَوْ ما إلى ذلك إذَا كان في معهم مفتشون فليحضروهم إلى صنعاء وَإذَا هم يريدون أن يفتشوا فليفتشوا هناك.

 

– طيب في نهاية هذا الحوار ما هي رسائلك للمواطنين في تعز وخصوصاً مَن هم حول المطار؟

أقول لأبناء تعز وبالذات الموجودين فيها المطار مطاركم حافظوا على أراضي وحرم المطار، بدون هذا المطار صدّقونا بالذات الإخوان في الجند والمنطقة المحيطة بحرم المطار، المسألة ليس مسألة أراضٍ، الآن هناك استهدافٌ للمطار وإغلاق له إذَا استمررتم بهذه المشكلة ووافقتم على البناء داخل حرم المطار فمعناه أننا سنجد خلال فترة معينة مدرج المطار عبارة عن شارع داخل حارة، ولن يكون هناك مطار وبالتالي ستحرمون أربع محافظات، يجب أن يحس كُــلّ مواطن أن هذا المطار مطاره ويجب على كُــلّ مواطن أن يدافع عن حرم المطار، ويجب على كُــلّ مواطن أن يوعّي جاره وصديقه وَيثقف بأهميّة المطار لكافة للمواطنين في هذه المنطقة على أساس أنه مستقبلاً نستطيع أن نستخدمه بشكل جماعي أما إذَا استمر البناء والهجوم على أراضي المطار، فسينتهي انتهاء المطار ويتم إغلاقه نهائياً، فلا نريد أن نصل إلى هذه النقطة، اللهَ اللهَ لا تتساهلوا.

 

– كلمة أخيرة تريد إيصالها؟

في الحقيقة، نتقدمُ بالشكر الجزيل للأخ معالي وزير النقل الأستاذ زكريا الشامي، والأخ الدكتور محمد عبدالقادر والوكيل المساعد لقطاع المطارات واللجنة والأخ محافظ المحافظة على الجهود التي يبذلونها في سبيل حماية حرم المطار، حيث أن هناك أعمالا جارية من قبل اللجان التي تم تكليفها لتحديد حرم المطار وَلحل مشاكل المواطنين من جانب وأيضاً للحفاظ على حرم المطار من جانبٍ آخر، فبالتالي لا يكون هناك غالب ولا مغلوب، وبحيث يستطيعُ المواطن أن يستفيد استفادة كاملةً من أراضيه الموجودة داخل حرم المطار ولا نمنعه من البناء؛ ولذلك نوجه لهم الشكر الجزيل.

وهذا يعني شكر كبير للأخ المحافظ ومعالي الأخ الوزير والناس العاملين واللجنة كما قلت والأخ رئيس هيئة الطيران المدني والوكيل المساعد لقطاع المطارات على اهتمامهم بهذا الموضوع؛ لأَنَّه كانت تشكل لنا معضلة كبيرة جداً في الحقيقة وكنا نعاني جراءها من مشاكل كبيرة جداً، ولا ننسى أيضاً أن نخص بالشكر الجزيل للإخوة قيادة المنطقة الرابعة ممثلة أيضاً بالاستطلاع العسكري، والاستخبارات العسكرية والاستخبارات المدنية، وجميع القيادات العاملة في قيادة محافظة اللواء لاهتمامهم الكبير في مسألة حماية حرم المطار، ونخص بالشكر الجزيل أيضاً للأخ قائد اللواء 22 وأركان حرب المنطقة وأيضاً قيادة حرم المطار ممثلة بالأخ هشام قرصان والأخ قناص العشم، وهم مَن كنا نعتمد عليهم واللجنة.

وهم من كنا معتمدين عليهم إلى جانب اللجنة المكونة منّا في المطار برئاسة الأخ مروان العريقي وعضوية كلٍّ من الأخ مصطفى ناجي محمد والأخ طه علي قاسم والأخ نبيل المغلس والأخ إسماعيل محمد علي والشيخ صلاح بجّاش على حمايته لحرم المطار خلال المرحلة الماضية، كما نشكركم كثيراً على أن أتحتم لنا هذه الفرصة لنتحدث للناس عن أهميّة حماية حرم مطار تعز وأهميّة السعي وبذل كافة الجهود لإعَادَة فتحه وتشغيله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com